عجوز تبكي عقوق ولدها
كنت أجزم أن عقوق الأمهات بدأ يـأخذ منحنى خطيراً في حياة كثيرين ، لكن لم أكن أتوقع أنه وصل للدرجة التي سأتحدث عنها عبر هذه الأسطر القادمة ...
هذه قصة لم تلتقط من كتاب ، ولم تدر أحاديثها وفصولها من لقاءات أصحاب .. كلا! وإنما أخذتها مشافهة من صاحب الموقف الذي شهد أحداثها ، وتحدّث بفصولها .. وإليك ما قال :
أم في سن السبعين ليس لها من الدنيا شيء .. تسكن في بيت صغير ، لا يسكن معها أحد ، لا لأنها لم تكن ذات أولاد ، وإنما لأن أولادها رحلوا إلى أبنية حديثة مع أزواجهم وتركوها في بيتها بين جدران أربعة .. دخلت عليها وهي تبكي وللدمع على مآقيها آثار ينبئ عن مرارة الواقع التي تعيشه هذه العجوز .. تقدمت إليها .. سألتها مابك أيتها الوالدة ؟! هل تشعرين بشيء من الألم ؟ فإذا بأسئلتي تبعث مواجعها من جديد وإذا بها تبكي وكأنني نتقت جراحاً مؤلماً في حياتها .. الجوع يا ولدي ! لم آكل من يومين ! ولماذا لا تأكلين من يومين ؟ ! ياولدي اسطوانة الغاز انتهت وليس معي ياولدي قيمة تعبئتها .. أليس لك بطاقة ضمان ياوالدة ؟! بلى ياولدي .. لكن ولدي أخذها من عام ولم أرها من حين ما أخذها إلى اليوم ، وأخذت تبكي .. فلم أتمالك نفسي فبكيت من بكائها ، وتألمت لما رأيت من حالها ..
لعلك لا تدري أيها القارئ الكريم من هو ابنها ؟ ما هي وظيفته ؟ وما دخله الشهري ؟ ابنها معلم من المعلمين ، ويتقاضى في الشهر الواحد ما يزيد على خمسة عشر ألف ريال .. فيارب نستجيرك من بغي هذا على أمه ! ونعوذ بك من عقوق هذا لوالديه ، ونسألك ألا تسلط علينا عذابك بقسوة هذا على أمه !
هذه القصة بعض صور ممتدة بدأت تأخذ عمقاً كبيراً في أوساط مجتمعاتنا مع كل أسف .. صور تستدر الدمع من العين ، وتترك في القلب مواجع لا تحتملها مشاعر إنسان !
وثمة أسئلة يمكن أن تسهم في إيضاح هذه الصور بشكل أعمق .. من هي أفضل امرأة في حياة الإنسان ؟ أمه التي عاشت عمرها من أجله أم زوجه التي تكتحل عينه برؤيتها كأثمد بارد جميل ؟
أيهما أفضل بيت زوجتك أم بيت أمك ؟
أيهما تنعم بك أكثر زوجك أم أمك ؟
ما ذا تلبس زوجك وما ذا تلبس أمك ؟
كم تنفق على زوجك وكم تنفق على أمك ؟
كم من ليلة دخلت بعشاء تداريه عن أمك لتنعم به زوجك ؟
كم هي المرات التي دخل بهديتك تسارق أمك النظر ألا ترى ما في يدك ؟
كم هي المرات التي أعطت أمك من مالها مع قلته لتنفقه عليها ؟
كم هي المرات التي لم تقض حاجتها ، وإن قضيتها لم ترد لها باقي ما أعطتك ؟!
هذه أسئلة ستسهم في كشف حقيقة كل قارئ لهذه الأسطر .. حقيقة بره بوالديه من عقوقه لهما ..!
يقول الله تعالى \" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً \" يهتف بأعظم وصية ، حين يقرر أن البر بالوالدين قرين عبادة الله تعالى ولا يعرف لطاعة احتفي بها لهذه الدرجة غير بر الوالدين .
ومن يتأمل القرآن كذلك يجد نفسه أمام تحذير يخطف الألباب ، حين يقرأ قول الله تعالى : \" فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم .. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم \"
فهل يتصوّر إنسان يقرأ هذه الآية حدود غضب الله تعالى ، ولعنته لإنسان ؟!
إن عاق والدية مهدد من الله تعالى بأن تحيق به اللعنة على وجه الأرض ، ومن أصابته لعنة الله تعالى فماذا بقي له في هذه الدنيا ؟ وقد عرفت من الآية أن اللعنة جزء ، وأن عمى الأبصار وصمم الآذان هو الجزء الآخر على ظهر الأرض ؟ وغداً بين يدي الله تعالى مواقف الحرمان !
فكيف إذا اجتمع مع هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" ما من ذنب أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع مايدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم \"
إن كل إنسان مدعو هذه اللحظات أن يتأمل لحظات ولادته ، وأيام صغره ، وتاريخ عمره ويتساءل : من الذي حمله ورباه ؟ من الذي غسله وطهره ؟ من الذي سهر لسهره ، وفرح لنومه وعاش من أجله عمره كله ؟
يتساءل : كم من ليلة باتت أمة طاوية من أجله ؟ وكم من يوم كان العرق والغربة والشقاء شاهداً على جهد أبيه من أجله ؟ يا هذا .. أهذا جزاء البر ؟ وهذه عواقب المعروف ؟!
رقى النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وقال آمين .. فسأله الصحابة عن ذلك فقال جاءني جبريل فقال يامحمد من أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله ! قل آمين : فقلت آمين . وأقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتوّق للجهاد ، فقال له صلى الله عليه وسلم : أحي والداك ؟ قال : نعم ، قال ففيهما فجاهد ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال كان جريج يتعبد في صومعته قال فأتته أمه فقالت يا جريج أنا أمك فكلمني فصادفته يصلي فقال يا رب أمي وصلاتي ؟ فاختار صلاته ، فرجعت ثم أتته فصادفته يصلي فقالت يا جريج أنا أمك فكلمني فقال يا رب أمي وصلاتي ؟ فاختار صلاته ، ثم أتته فصادفته يصلي فقالت يا جريج أنا أمك فكلمني قال يا رب أمي وصلاتي ؟ فاختار صلاته .. فقالت اللهم إن هذا جريج وإنه ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات \" فما رحل من الدنيا حتى أصابته دعوة أمه ، أخرج من صومعته في تهمة زنا وطيف به على الناس فلما رأى وجوه الزانيات .. ضحك .. فسألوه فقال : أصابتني دعوة أمي . وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خطر العقول وقطيعة الرحم فقال صلى الله عليه وسلم \" لا يدخل الجنة قاطع \" ونهى الله تعالى أشد النهي عن الإساءة إلى الوالدين فقال تعالى \" ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً \"
وأبان صلى الله عليه وسلم أن عقوقهما من أكبر الكبائر ، فقال صلى الله عليه وسلم \" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يارسول الله ! قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين \" وقال صلى الله عليه وسلم \" رشا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد \" .
إن شواهد العقوق أكبر من أن يتحدّث عنها إنسان في موقف كهذا .. وحسبي موقفاً واحداً يحكي أثر العقوق في حال عاق كان عاصياً فاجراً عاقاً لوالديه أتاه أبوه يوماً يأمره بالصلاة ، فما كان منه إن أن لطم اباه ، فذهب الوالد يبكي ، وقال والله لأحجنّ البيت وأدعو عليك ، فحج وتعلّق بأستار الكعبة ورفع يديه قائلاً :
يامن إليه أتى الحجيج قد قطعوا أرضاً فلاة من قرب ومن بعـــــــد
هذه منازل لا يرتد عن عققـــــي فخذ بحقي يارحمن من ولدي
وشل منه بحول منك بـــــــــــــارحة ياليـــــــــت ابني لو يولد ولم ألد
فما أنزل الوالد يده حتى شل الله تعالى أطراف ولده كلها .
إننا لم نعد نتحدث عن صور تدوالها الناس عن عصور مضت وتاريخ عابر ، وإنما نتحدّث عن صور عاشها الواحد في مجتمعاته ، ورأى شواهدها كثيرة في واقعه
ولم يكن حديثي عنها ترف لبيان واقع ، وإنما مساهمة في الإصلاح ومحاولة لرد
الجامحين عن طريق الحق إلى حياض البر من جديد ..
وإن كل من يقرأ رسالتي هذه اللحظة هو مدعو لتقليب نظره في تاريخ حياته مع والديه ، فإن كان والداه حيين إلى الآن فيكفيه منهما أن بابا للجنة لم يغلقا بعد ! وإن بقي أحدهما ففي باب واحد كل ما يتمناه إنسان !
وإن رحلا من الأرض فلا زال يملك الدعاء ، وهو وصية الله تعالى \" أو ولد صالح يدعو له \" ويملك الصدقة فإنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، ويملك ما يجعله يلقاهما يوم القيامة وهما راضيين عنه بإذن الله تعالى من أعمال البر . والله المسؤول أن يرزقنا بر والدينا وأن يجعلهما راضيين عنا ما حيينا على ظهر الأرض .
اسلام المشاهير
لم تقف الشهرة الواسعة التي كانت ملازمة له في المجتمع الأمريكي ووسائله الإعلامية.. والثروة المالية الهائلة التي كان يتحصل عليها من ممارسة الغناء والطرب داخل أمريكا وخارجها.. لم تقف عائقاً أمام أحد مشاهير الغناء في أمريكا من اعتناق الدين الإسلامي والنطق بالشهادتين مضحياً بماله وشهرته في سبيل الالتزام بالدين الحق.
المغني الأمريكي تشوسي حوكنز والشهير باسم (LOON) الذي غير اسمه إلى (أمير) أبصر طريق النور والهداية قبل نحو سبعة أشهر وزار مكة المكرمة والمدينة المنورة الأسبوع الماضي يرافقه زميله (باسل) والذي سبقه بالإسلام قبل سنوات، وكان أحد أصدقائه وزملائه في الغناء.

(الجزيرة) التقت بالمغنيين الأمريكيين خلال استضافة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي لهما في العاصمة الرياض قبيل ساعات قليلة من مغادرتهما المملكة.
يقول أمير (34) عاماً: كنت أحظى بشهرة واسعة في الوسط الأمريكي بسبب الغناء وحققت نجاحاً باهراً في هذا المجال حتى أصبحت من أفضل عشرة مغنين في أمريكا حسب استفتاءات الوسائل الإعلامية الأمريكية وزادت شهرتي أيضاً عندما كنت أغني مع المطرب العالمي باف دادي وتجاوزت مبيعات أشرطتي سقف سبعة ملايين أسطوانة وكتبت 52 أغنية متنوعة.
ويضيف أمير: أصدقك القول أنني ورغم المال والشهرة إلا أنني لم أجد السعادة والطمأنينة في داخلي حتى زرت العاصمة الاماراتية أبوظبي قبل نحو سبعة أشهر من الآن وهناك تأثرت بثقافة المسلمين العرب وكنت أسمع الأذان وأرى الناس يذهبون لأداء الصلاة في المساجد وهم متمسكون بالأخلاق الحسنة والتعامل الطيب، وهنا بدأت أسأل عن حقيقة هذا الدين، وهل هو خاص بالعرب فقط! حتى وجدت الإجابة الكاملة إنه دين يعم الجميع دون اختلاف بين جنسية وأخرى، وبعد تفكير عميق أشهرت إسلامي وأديت أول صلاة بعد عودتي إلى مقر اقامتي في (هارلم) بنيويورك وهناك تغيرت حياتي بالكامل بعد أن تركت الغناء والطرب وانعزلت تماماً عن هذه البيئة التي عشت في أجوائها قرابة (17) عاماً حيث أشعر الآن بالراحة النفسية والطمأنينة التي كنت أنشدها منذ سنوات طويلة خاصة بعد أن أشهرت زوجتي وابني إسلامهما أيضاً.
وزاد حماسي للتعرف على الإسلام ودعوة الآخرين إليه بعد انضمامي إلى الجمعية الدعوية الكندية في قسم علاقات المشاهير ولدي مشروع دعوي في هذا المجال، وهو دعوة مشاهير الغناء والفن إلى التعرف على الإسلام ومبادئه السمحة.
(أمير) الذي حط رحاله في المملكة الاسبوع الماضي زار مكة المكرمة والمدينة المنورة وقضى فيهما عدة أيام يصف مشاعره في هذا الصدد: بعد أن وقفت أمام الكعبة المشرفة أثناء أدائي مناسك العمرة لأول مرة في حياتي قبل أيام لم تستطع قدماي أن تحملاني من شدة الموقف وانخرطت في البكاء: شكراً لله على أن يسر لي أداء هذه الشعيرة العظيمة وزيارة المسجد النبوي الشريف.
ويضيف أمير: التقيت بأئمة الحرم المدني الشيخين علي الحذيفي وصلاح البدير وكان لقاء ماتعاً وجميلاً أوصياني فيه بالعمل من أجل الإسلام ودعوة الآخرين إليه والالتزام بالآداب الإسلامية والتواضع مع الناس لافتاً إلى أن هذه الوصايا سوف تكون نبراساً ومنهج عمل لمشروعه الدعوي الجديد، ورافق (أمير) في زيارته إلى المملكة رفيق دربه في الغناء ليزلي بريدجن والمشهور باسم FREEWAY والذي سمى نفسه (باسم) كان، وأن سبق أن أعلن إسلامه في عام 1996م بعد أن أمضى في الموسيقى والغناء قرابة (21 عاماً) وله برامج في دعوة مشاهير الغناء إلى الإسلام بالتعاون مع الجمعية الدعوية الكندية.
وقدم الدكتور عبد الله بن محمد الحمودي مدير مكتب هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالرياض والدكتور أحمد باهمام الأمين العام المساعد للمكتب عدداً من المطبوعات التوعوية التي تشرح التعريف بالدين الإسلامي وربط الدين بمختلف مجالات الحياة.
من الظلمات الى النور
هذه قصة شاب أعرفه كان تائه في ظلمة المعصية منغمس في الشهوات سقط في وحل أصدقاء السوء
عاش حياته بعيد عن الله قريباً من نداء الشيطان ومجالسة رفاق السوء
كيف له أن يشعر بالسعادة كيف له أن يشعر بالراحة
وحياته من يوم أن يصبح يبتداءها بترك صلاة الفجر
كيف له أن يسعد وقلب لم يشع بنور القران
لطالما سمع منادي الشيطان واعرض عن منادي الرحمن
وهو في غيه متسمر والي شهواته مقبل
وفي يوم من الأيام وهو جالس مع أصدقاء كعادته شعر بالضيق
وليس بغريب عليه وهو في كل يوم يشعر به ولكن ازداد ذلك الضيق وازداد
انتهت الجلسة قبيل الفجر رجع إلي البيت وهو واقف أمام البيت فكر ثم فكر ثم فكر
ولكن بماذا فكر أنه فكر بالانتحار قرر أن يذهب للمطبخ ويأخذ السكين وينهى حياة البؤس والشقاء
حياة لم يهنا له بال ولم يرتاح له قرار وقبل إن يذهب للمطبخ
كانت الصاعقة التي صعقة قلبه وأيقظته من غفلته
سمع الأذان نعم كم كان يسمع الأذان ولا يبالي يسمع حيى على الصلاة ولا يجيب
وهو يسمع الأذان تذرف العينان من الدموع ويسكن القلب بالخشوع
انتقل في هذه اللحظات من الظلمات إلي النور
قرر التوبة وكان من قبل يقرر الانتحار
قرر إجابة المنادي للصلاة و كان قبل يقرر الإعراض
اقبل إلي الرحمن واعرض عن الشيطان
أقبل إلي الطاعة وترك المعصية
أقبل إلي رفاق الخير واعرض عن رفاق السؤء
في لحظات تغير الحال من شقاء إلي سعادة
من بؤس إلي راحة
دخل البيت ولكن ليس لينتحر بل ليغتسل ويتطهر
خرج إلي المسجد صلى صلاة الفجر
وبدأت الحياة الطيبة بداء يشعر بالراحة
هذا الشاب هو ألان من الدعاة إلي الله وخطيب لمسجد
وأنت يأخي وياختي متى تتوب وتعود لخالقك متى متى أخي اختي
الم تسمع قول الله تعالى ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))
اسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويرحمنا برحمته اللهم ارحمنا برحمتك

في الاسلام وصيتي لكم
موضوعي اليوم الى كل الشباب المسلم في العالم العربي .امر مهم نعمة استغلها لدينك لنفسك استغلها لا تفرط بها لا تتركها لا تهملها لان الفرص الذهبيه لا تاتي دائما
انا اخوكم من العراق و الحمد لله ملتزم مع الله و مرابط و مواضب على الصلاة و أقرأ القرأن و الله اعطاني نعمة الايمان و لا يوجد اي مشلكة عندي لكن مشكلتي اني لا استطيع ان اصلي الفجر في المسجد بسبب الوضع الامني السيئ الذي يمنعني من الذهاب و اذا كنت مشتاق الى صلاة الفجر اذهب من المغرب الى المسجد لكي انام في المسجد لكي اصلي الفجر و لا استطيع الخروج بعد الصلاة انتظر الوقت الى الصباح الى الساعة السابعة لكي اخرج و اذهب الى البيت و الى العمل
انظر الى المعناة انظر الى المشقة انظر الى المجازفة انظر كيف من المحتمل اقتل عندما اخرج من المسجد و من المحتمل يهجم على المسجد الذي اصلي به و اقتل و او اعتقل لان في العراق الوضع الامني صعب و خصوصا على المصلين و اكثر المقتولين في وقت الازمة من المصلين و تم الهجوم على 200 مسجد خلال يومين و حرقوا ما حرقوا من المساجد و قتل من قتل من المصلين و انظر الى المعاناة انظر الى صعوبة الصلاة في المسجد
و رسالتي الى الشباب العربي
انت اخويه المصري و انت اخويه السعودي و و انت اخويه العربي المسلم
لماذا لا تصلي في المسجد و الامان موجود عندكم و تستطيع الذهاب الى المسجد و تستطيع ان تصلي كل الصلوات في المسجد لماذا لا تصلي في المسجد ما هي حجتك الى من بنيت المساجد لكي تكون خاوية . هل تعلم انا ابكي يوميا و اتحسر لانني لا استطيع ان اذهب الى صلاة الفجر و عندما اسمع الاذان اتذكر كيف كنت سابقا في زمن الامان قبل الاحتلال اذهب و اصلي الفجر و الان لا استطيع الذهاب . هل تعلم انها نعمة من نعم الله الصلاة في المسجد و خصوصا صلاة الفجر في المسجد ما اجملها ما احلاها
اخي المسلم لا تفتك فرصة الصلاة في المسجد اذهب اترك النوم اترك كل شيئ اذهب الى الصلاة اذهب الى بيت الله ما احلاه ما اجمل صلاة الفجر اه و الف اه اتمنى ان اصلي يوميا في المسجد لكنني لا استطيع . اخي اخي اخي نعمة لا تتركها و تصبح مثلي تندم على كل يوم لم تصلي به بالمسجد
اخي المسلم استغل الامان الذي عندكم و اذهب الى صلاة الفجر و ادعوا لي بالمغفره و ادعوا لي ان ارجع اصلي في المسجد ارجوكم

قصة أبشـر (قصة واقعية)
كنت مسافراً إلى دولة عربية ليوم واحد في مهمة، وقبل عودتي للمطار بيوم بحثت عن فندق مناسب لأستريح فيه فلم أجد، ومن ثم دخلت فندقا لأول مرة أدخل مثله، العرى والعهر فيه ظاهرة، فإذا برجل يسألني: ما الذي جاء بك إلى هنا؟ استغرب شكلي الذي لا يناسب الفندق الذي دخلت.
فقلت: أدور مكان أستريح فيه وما دريت إن هالفندق فيه هالأمور.
فقال لي: اطلع يا شيخ هذا المكان ما يناسبك وأمثالك.
فخرجت واتجهت إلى حديقة استريح فيها حتى الصباح، وفي الصباح أنهيت مهمتي، وذهبت إلى المطار للعودة وكلي تعب من الرحلة، فبحثت عن مكان لأستريح فيه وإذا بزاوية في المطار فيها مصلى صغير، اتجهت إليه ونمت فيه نوما عميقا، استيقظت على صوت بكاء شاب دون الثلاثين يصلي وكأنه فقد زوجته بكاءً لا تبكيه إلا أم فقدت ولدها.
عدت للنوم وبعد لحظات أيقظني للصلاة ثم قال: هل تستطيع أن تنام؟!
فقلت: نعم
فقال: أنا لست قادرا على النوم ولا ذقت طعمه
فقلت: نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولا
وبعد الصلاة سألته عن أمره فقص علي قصته:
فقال: أنا شاب من أسرة غنية وكل ما أريده مهيء لي من مال وسيارة ولكني مللت الحياة.
فخططت أن أسافر خارج البلاد ثم قررت أن أسافر إلى دولة لا يقصدها أهل بلدي كثيراً حتى لا يعرفونني فينفضح أمري، وما كان هدفي غير اللعب واللهو وقضاء الوقت، فلما وصلت إذا برفقت السوء تحيط بي وتحفني، فاستأنست بها ورافقتها من لهو إلى لهو ولعب وإضاعة أوقات، وكان الأمر مراحل حتى قربوني من خطوات الزنا مع النساء في السهرات، ومازالو بي حتى انفردت بعاهرة منهن ومازالت تلاعبني حتى وقعت عليها، وفجأة بعد أن وصل الأمر ذروته إذا بحرارة في قلبي تلسعني وسياط تقع على صدري، فانتفضت عنها أصيح زنيت وأول مرة أزني كيف فعلت الفاحشة وهدمت جدار الحرمة بيني وبين هذا الفعل الشنيع؟
كيف قدمت في غفلة مني لذة في الدنيا على ملذات الآخرة الدائمة؟ إني سأحرم حور الجنة، خرجت باكيا من الباب، فإذا بفاجر من السماسرة الذين غفلت عنهم أمامي.
يقول: لماذا تبكي وترتجف؟!
صرخت في وجهه: لقد زنيت تعرف ما معنى زنيت، أنا زنيت.
فقال بكل برود: خذ كأسا من الخمر تنسى ما أنت فيه.
فقلت: مازلت بي حتى أوقعتني في الفاحشة وحرمتني حور الجنة وتريد أن تحرمني خمر الجنة بهذا الكأس؟! فرد ذلك الفاجر بلسان إبليس: إن الله غفور رحيم، وقد نسى أن الله شديد العقاب أعد للمجرمين نارًا تلظى إذا رأت المجرمين سمعوا لها تغيظا وزفيرا.
ثم أخذت أبكي وأبكي من حرقة ما أصابني وفارقت صحبة السوء وهُمت على وجهي حتى وصلت إلى المطار وحجزت انتظر العودة ، وأخذ ذلك الشاب يردد علي: يا ليتهم سرقوني يا ليتهم أخذوا مالي يا ليتهم نصبوا علي، يا ليتهم ما أخذوا إيماني ومن تلك اللحظة يقول بأنه لم يزل باكيا حزينا على ما فعل.
فقلت له: أقرأ عليك آية من القرآن قال تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [الزمر: 55]
فقال: كلٌ يغفر الله له إلا أنا وأكمل: هل تعلم أني زنيت ثم سألني:هل زنيت أنت
فقلت: لا!
فقال: فأنت لا تعرف حرارة الذنب التي أنا فيها، وما هي إلا لحظات وإذا بمنادي الرحلة ينذر بالإقلاع، تبادلنا العناوين وأرقام الاتصال وأنا على يقين بأن ندمه سيبقى ليومين أو ثلاثة ثم يتلاشى وينسى الأمر، وبعد أن وصلت مدينتي وارتحت لأيام إذ به يتصل بي، وتواعدنا لنلتقي، وعندما التقينا انفجر أمامي باكياً.
وقال: والله منذ فعلت فعلتي تلك ومنذ فارقتك ما تلذذت بنومي إلا غفوات، ماذا أقول لربي يوم يقول لي عبدي زنيت، وسرت بقدميك إلى الزنا؟؟؟
فقلت: إن الله غفور رحيم وإن رحمته واسعة لمن تاب وندم ثم قاطعني
قائلاً: على كل أنا ما جئتك زائراً وإنما مودعاً، فسألته إلى أين؟
فقال: أسلم نفسي إلى المحكمة وأعترف بذنبي أنبي زنيت.
فقلت: أمجنون أنت؟ نسيت أنك متزوج؟ نسيت حد الزانى المتزوج الرجم حتى الموت؟
فقال: ذلك أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله ولم يطهرني بحد الزنى، إني جئتك مودعًا لعلي ألقاك في الجنة إن رحمني الله وأدخلني بواسع رحمته.
فقلت: أما تتقي الله؟ استر على نفسك، استر على أسرتك، أستر على جماعتك.
قال: كلهم لا ينقذونني من النار وأنا أريد النجاة منها.
فلم أعلم ماذا أقول له.
فقلت: أطلب منك طلبًا واحدًا؟؟
فقال: اطلب ولك كل شيء إلا أن تردني عن الذهاب إلى المحكمة
فقلت: ماني طالبك هذا، لكن أريد تعاهدني أنك تقبل فيه.
فقال: قبلت.
فقلت: مد يدك أبايعك على أن تعاهدني لتعمل على ذلك وتصبر، فمد يده.
وقال: نعم أعاهدك وعاهدني.
فقلت: نتصل بالشيخ فلان وهو من أكبر العلماء وأتقاهم لله (نحسبه كذلك) حتى نسأله في أمرك فإن قال سلم نفسك أنا آخذك، وإن قال لا، فما لك إلا أن تطيع، وسألنا الشيخ؟
فقال: لا يسلم نفسه ، ويقول الشيخ أن هذا الشاب قد أقلقه بالهاتف واتصل به مرات عديدة يقنعه أن يسلم نفسه ويجادل. فلما قابلته
قلت: لماذا أزعجت الشيخ بهذه الاتصالات وأنا كفيتك.
فقال: أحاول به يمكن يأمرني أو يوافقني.
وكان من كلامه للشيخ اتق الله فإني أتعلق برقبتك يوم القيامة وأقول أنني أردت أسلم نفسي ليقام حد الله علي فردني ذلك الشيخ، فقال الشيخ هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم، ثم قال التائب لي، إني أودعك فإني أردت الحج، وكان الحج وقتها على الأبواب، فطلبت منه أن نحج معًا، فاعتذر وظننته قد اختار رفقة يحج معهم.
فحججت وأنا لا أعلم من رفقته وفي ثاني أيام التشريق رأيته من بعيد وكان اسمه أحمد، فقلت يا أحمد فالتفت فرآني ثم ولى هاربًا، فقلت: سبحان الله ما الذي غير قلبه علي لعلي أراه بعد الحج، فلما انتهى الحج وعدنا قابلته فسألته.
فقال: لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر ماشيًا لعل الله ينظر إلي ذاهبًا من منى إلى عرفة أو واقفًا في عرفة أو في أحد مواطن الحج فيرحمني.
فسألته: لماذا هربت مني يوم ناديت ثاني أيام التشريق؟
فقال: كنت مشغولا بالاستغفار من الشأن الذي فعلت.
فقلت: هلا جئت معنا؟
فقال: أنا أجلس معكم أنتم أطهار أتريدون أن أدنسكم بالزنا؟ وكان في حجه يقول أخشى أن لا يغفر لمن حولي بشؤم ذنبي.
وتارة يقول: لعل الله أن يرحمني بهؤلاء المسبحين الملبين.
ثم إنه دام التواصل بيننا ودامت الزيارات وكنا نقرأ في سير الصالحين والتائبين وكنا نتدبرها.
وأذكر أن التائب بعد الحج قد حفظ القرآن كله وصار يصوم يوما ويفطر يوما.
وذات يوم كنا مجتمعين، نقرأ في سير الصالحين فمرت بنا قصة الربيع بن خثيم شاب لم يجاوز الثلاثين وسيم قوي عالم بالله خائف منه، وكان في تلك البلاد من الفساق الذين تعاونوا على إفساد الناس فتجارؤوا وقالوا: نريد أن نفسد الربيع بن خيثم، وتسائلوا مالذي يفسده؟
فقالوا نأتي إلى غانية بغي (والغانية هي التي استغنت عن المحسنات والمجملات) فندفع لها ما يكون سببًا في أن تغوي الربيع.
فأتوا إلى أجمل من عرفوا فقالوا: لك ألف دينار، فقالت: على ماذا؟
فقالوا: على قبلة واحدة من الربيع بن خيثم.
فقالت: لا ولكم فوق هذا أن يزني ويفعل ويفعل.
ثم إنها تهيأت وتعرضت له في طريقه في مكان خال ثم سفرت عن لباسها وتعرضت له.
فلما رآها صرخ بها قائلاً: كيف بك إذا نزلت الحمى في جسدك فغير فيك ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف لو نزل ملك الموت وقطع منك حبل الوريد؟ أم كيف بك إذا جاءك منكر ونكير؟
فصرخت صرخة عظيمة ثم ولت هاربة وأصبحت من العابدات، حتى لقبت بعابدة الكوفة.
ثم قال أولئك الفسقة: لقد أفسدها الربيع علينا، فلما سمع التائب هذه القصة انفجر باكياً.
وقال: الربيع يردها وأنا بقدمي أذهب لأزني بها؟! الربيع يردها وأنا بقدمي أذهب لأزني بها؟!
ثم انصرف عني باكيا متأثرا حزينا منكسرا ثم ذهبت إلى أحد العلماء فذكرت ما كان من توبته وإنابته وخوفه وتقواه وصيامه وحفظه للقرآن.
فقال العالم: لعل زناه هذا يكون سببا في دخوله الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه وتنص وهي قول الله جل وعلا:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الفرقان: 70]
فما سمعت هذه الآية عجبت.
وقلت: كيف غفلت عن هذه الآية فوليت إلى بيت صاحبنا في قصر قصر أبيه الفسيح.
ذهبت إليه لأبشره.
فقالوا: إنه في المسجد، فذهبت إليه في المسجد فوجدته منكسرًا تاليًا للقرآن
فقلت: عندي لك بشرى
فقال: ما هي؟
فقلت له مرتلاً: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
فلما أتممت هذه الآية قفر واحتضنني.
وقال: إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرؤها أول مرة لقد فتحت لي باب من الرجاء عظيم فأرجو الله أن يغفر لي بها، ثم أذن المؤذن لإقامة الصلاة وغاب الإمام ذلك اليوم.
فقدم ذلك التائب، وبعد أن كبر وقرأ الفاتحة تلى قول الله جل وعلا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} فلما بلغ {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً} بكى ولم يستطع أن يكملها، فكبر وركع ثم اعتدل ثم سجد واعتدل ثم سجد ثم قام للركعة الثانية وقرأ الفاتحة وأعاد الآية يريد أن يكملها فلما بلغ {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ} ، ركع وأتم صلاته باكيًا ومضى على هذه الحال زمنًا، إلى أن جاء يوم الجمعة من الأيام الماضية وكان الجمعة من عطلة الربيع، اتصل بي رجل.
وقال: أنا والد صاحبك أحمد وهو الشاب التائب وأريدك في أمر مهم، أريدك أن تأتي إلى مسرعًا في أمر مهم، فلما بلغت باب قصره، إذ بالأب واقفًا على الباب، فسألته.
فقال: صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة، لقد انتقل اليوم إلى ربه، ثم انفجر باكيًا، وأنا أهون عليه وبقلبي على صاحبي مثل الذي بقلب والده عليه، ثم أدخلني في غرفة كان صاحبي فيها مسجًا مغطى، فكشفت وجهًا يتلألأ نورًا، وجها قد فارق الحياة، لكنه كان كله بهجة وسرورا، رأيت محيا كله نور.
فقال لي والده: أسألك يا أحمد ما الذي فعل ولدي منذ أن سافر وهو على حاله هذه؟
فقلت: وكنت قد عاهدته أن لا أخبر أحدًا بالقصة إلا للعظة والعبرة، إن ولدك يوم سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك، نعم فقد في تلك اللحظة إيمانًا عظيما، فقد إقبالا على الله عز وجل، أما زوجته فتخبر أن نومه منذ عاد من السفر غفوات، وهي لا تعرف حقيقة قصته، ثم سألت والده عن قصة موته.
فقال: إن أحمد كما تعلم يصوم يوما ويفطر يوما، حتى كان يوم الجمعة هذا فبقى في المسجد يتحرى ساعة الإجابة، وقبيل المغرب ذهبت إلى ولدي فقلت: يا أحمد تعال فأفطر في البيت.
فقال: يا والدي إني أحس بسعادة عظمة فدعني الآن.
فقلت: تعال لتفطر في البيت.
فقال: أرسلوا لي ما أفطر عليه في المسجد.
فقلت: أنت وشأنك، وبعد الصلاة قال الأب لولده: هيا إلى البيت لتتناول عشاءك.
فقال التائب أحمد لوالده: إني أحس براحة عظيمة الآن، وأريد البقاء في المسجد ولكن بعد صلاة العشاء سآتيكم للعشاء.
يقول الأب: ولما عدت أحسست بشيء، يخالج قلبي، فبعثت ولدي الصغير.
وقلت: اذهب إلى المسجد وانظر ماذا بأخيك؟ فعاد الصغير يجري ويقول يا أبت أخي أحمد لا يكلمني، فخرجت مسرعا، ودخلت المسجد فوجدت ولدي أحمد ممددًا وهو في ساعة الاحتضار وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته بربه واستغفاره وتلاوته، فأبعدت عنه المتكأ وأسندته إلى ونظرت إليه فإذا هو يذكر اسمك، وكأنه يوصي بالسلام عليك، ثم إن التائب أحمد ابتسم ابتسامة وهو في ساعة الاحتضار، ويقول أبوه: والله ما ابتسم مثلها يوم أن جاء من سفره، ثم قرأ في تلك اللحظة التي يحتضر فيها مرتلاً: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }
وعندها فاضت روحه، ويقول الأب: لا أدري أأبكي على حسن خاتمته فرحا؟ أم أبكي على فراق ولدي؟ ثم إن القصة أصبحت سببًا في صلاح أسرته وإخوانه.
فالبدار البدار للتوبة، فإن الموت لا يمهل المذنبين، ويأتي بغتة، حين يكبر الأمل بطول الحياة، فيشتت الآمال، ويقطع عمل الإنسان، فليس له حينها إلا ما قدم في هذه الفانية من عمل صالح، يؤنسه في قبره ويشفع له عند ربه ويرفعه في درجات الجنات.أيبقى بعده متأخراً عن الدخول في أبواب رحمة الله الواسعة؟
أبشر أخي ..فإن الله يغفر الذنوب جميعا...ويبدل السيئات حسنات ...لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى..
طيب ياجماعة الخير انا بتكلم عن قصتي الي حصلتلي ف شهر رمضان ماقبل الماضي
اكتبها لكم والله للفائدة وللعبرة لمن يعتبر
لا يجوز لك أن تتحدث أمام الملأ بما ستر الله عليك من معاص وآثام فتمسي وقد سترك الله ثم تصبح مجاهراً مفتخراً بمعصيتك
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {.. وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه } [رواه البخاري ومسلم].
حقاً ما أتعس الإنسان حين تستبد به عاداته وشهواته فينطلق معها إلى آخر مدى.
لقد استعبدت محمداً الخطيئة والنزوة فأصبح منقاداً لها، لا يملك نفسه، ولا يستطيع تحريرها؛ فحرفته إلى حيث لا يملك
لنفسه القياد؛ إلى حيث الهلاك.. فكان يسارع إلى انتهاك اللذات، ومقارفة المنكرات؛ فوصل إلى حال بلغ فيها الفزع
منتهاه، والقلق أقصاه.. يتبدى ذلك واضحاً على قسمات وجهه ومحياه.
لم يركع لله ركعةً منذ زمن . ولم يعرف للمسجد طريقاً.. كم من السنين مضت وهو لم يصلّ.. يحس بالحرج والخجل إذا ما
مرّ بجانب مسجد الأنصار -مسجد الحي الذي يقطنه- لكأني بمئذنة المسجد تخاطبه معاتبة: متى تزورنا...؟؟كيما يفوح القلب بالتقى..
كيما تحس راحةً.. ما لها انتها..
كيما تذوق لذة الرجا....
ليشرق الفؤاد بالسنا..
لتستنير الورح بالهدى...
..متى تتوب؟؟.. متى تؤوب؟؟..
فما يكون منه إلا أن يطرق رأسه خجلاً وحياءً.
شهر رمضان.. حيث تصفد مردة الشياطين، صوت الحق يدوي في الآفاق مالئا الكون رهبةً وخشوعاً.. وصوت ينبعث من
مئذنة مسجد الأنصار... وصوت حزين يرتل آيات الذكر الحكيم.. إنها الراحة.. إنها الصلاة.. صلاة التروايح.
وكالعادة؛ يمر محمد بجانب المسجد لا يلوي على شيء. أحد الشباب الطيبين يستوقفه، ويتحدث معه ثم يقول له: ما
رأيك أن ندرك الصلاة؟ هيّا، هيّا بنا بسرعة.
أراد محمد الاعتذار لكن الشاب الطيب مضى في حديثه مستعجلاً.. كانت روح محمد تغدو كعصفور صغير ينتشي عند
الصباح، أو بلله رقراق الندى.. روحه تريد أن تشق طريقها نحو النور بعد أن أضناها التجوال في أقبية الضلال.
قال محمد: ولكن لا أعرف لا دعاء الاستفتاح ولا التحيات.. منذ زمن لم اصلِّ، لقد نسيتها.
-كلا يا محمد لم تنسها؛ بل أنسيتها بفعل الشيطان وحزبه الخاسرين.. نعم لقد أنسيتها.
وبعد إصرار من الشاب الطيب، يدلف محمد المسجد بعد فراق طويل. فماذا يجد..؟ عيوناً غسلتها الدموع، وأذبلتها العبادة..
وجوهاً أنارتها التقوى.. مصلين قد حلّقوا في أجواء الإيمان العبقة..
كانت قراءة الإمام حزينة مترسلة.. في صوته رعشة تهز القلوب، ولأول مرة بعد فراق يقارب السبع سنين، يحلق محمد
في ذلك الجو... بيد أنه لم يستطع إكمال الصلاة.. امتلأ قلبه رهبة.. تراجع إلى الخلف، استند إلى سارية قريبة منه.. تنهد
بحسرة مخاطباً نفسه: بالله كيف يفوتني هذا الأجر العظيم؟! أين أنا من هذه الطمأنينة وهذه الراحة؟!
ثم انخرط في بكاء طويل.. ها هو يبكي.. يبكي بكل قلبه، يبكي نفسه الضائعة.. يبكي حيرته وتيهه في بيداء وقفار
موحشة.. يبكي أيامه الماضية.. يبكي مبارزته الجبار بالأوزار...!
كان قلبه تحترق.. فكأنما جمرة استقرت بين ضلوعه فلا تكاد تخبو إلا لتثور مرة أخرى وتلتهب فتحرقه.. إنها حرقة
المعاصي... أنها حرقة الآثام.
لك الله أيها المذنب المنيب، كم تقلبت في لظى العصيان، بينما روحك كانت تكتوي يظمأ الشوق إلى سلوك طريق الإيمان..!
كان يبكي -كما يقول الإمام- كبكاء الثكلى.. لقد أخذتْه موجة ألمٍ وندمٍ أرجفتْ عقله فطبعتْ في ذهنه أن الله لن يغفر له.
تحلّق الناس حوله.. سألوه عما دهاه.. فلم يشأ ان يجيبهم.. فقط كان يعيش تلك اللحظات مع نفسه الحزينة.. المتعبة،
التي أتعبها التخبط في سراديب الهلاك.
في داخله بركان ندمٍ وألمٍ، لم يستطع أحدٌ من المصلين إخماده.. فانصرفوا لإكمال صلاتهم..
وهنا يأتي عبد الله، وبعد محاولات؛ جاء صوت محمد متهدجاً، ينم عن ثورة مكبوتة: لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي.. ثم
عاد لبكائه الطويل..
أخذ عبد الله يهون عليه قائلا: يا أخي، إن الله غفور رحيم.. إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل.
هنا يرفع محمد رأسه وعيناه مخضلتان بالدموع.. ونبرات صوته أصداء عميقة.. عميقة الغور قنوطاً من رحمة الله، قائلا:
بشهقات كانت تتردد بين الفينة والأخرى: كلا؛ لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي..
ثم سكَتَ ليسترد أنفاسه؛ وليخرج من خزانة عمره ماحوت من أخبار.. وعاد الصوت مرة أخرى متحشرجاً يرمي بالأسئلة
التائهة الباحثة عن فرار.. كان صوته ينزف بالحزن.. بالوجع.. ثم أردف قائلا: أنت لا تتصور عظيم جرمي.. وعظم الذنوب التي
تراكمتْ على قلبي.. لا ..لا.. لن يغفر الله لي، فأنا لم أصلِّ منذ سبع سنوات!!!
ويأبى عبد الله إلا أن يقنع محمداً بسعة عفو الله ورحمته، فها هو يعاود نصحه قائلا: يا أخي، احمد الله أنك لم تمت على
هذه الحال.. يا أخي إن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك
بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة)، ثم إن قنوطك من رحمة الله عز وجل أعظم من عصيانك له.. ثم أخذ يتلو عليه آيات
الرحمة والرجاء، وأحاديث التوبة، وكرم الله وجوده في قبول التائبين.. ولكأني به قد أيقظ في نفس محمد بارقة أمل، فيحس
محمد أن باب التوبة فد انفرج عن فتحة ضيقة يستطيع الدخول فيها.
وهنا تكسرت أمواج قنوط محمد العاتية على شطآن نصائح عبد الله الغالية، فشعر بثقل هائل ينزاح عن كاهله.. فيخف
جناحه، وترفرف روحه، تريد التحليق في العالم الجديد.. في عالم الأوبة والتوبة..!
ها هو ذا صدره أرضاً بكراً يستقبل أول غرسة من النصائح المثمرة.. تلك النصائح التي نشرت الأمان والطمأنينة والرجاء في
نفس محمد كما ينشر المطر -بإذن الله- الاخضرار على وجه الصحاري المفقرة المجدبة..!
وها هو ذا عبد الله يعرض عليه أمراً: ما رأيك يا أخي الكريم أن تذهب إلى دورة المياه لتغتسل.. لتريح نفسك.. ولتبدأ حياة
جديدة..
فما كان من محمد إلا أن وافق ناشداً الراحة.. وأخذ يغتسل، ويغسل من قلبه كل أدران الذنوب وقذارتها التي علقت به..
لقد غسل قلبه هذه المرة، وملآه بمعان مادتها من نور..وسارا نحو المسجد، وما زال الإمام يتلو آيات الله.. تتحرك بها شفتاه، وتهفو لها قلوب المصلين.
وأخذا يتحدثان .. وصدرت الكلمات من شفتي عبد الله رصينة تفوح منها رائحة الصدق والحق والأمل، بريئة من كل بهتان..
وهز محمداً الحديث فكأنما عثر على كنز قد طال التنقيب عنه..!
ثم أخذ يحدث نفسه: أين أنا من هذا الطريق..؟ أين أنا من هذا الطريق..؟.. الحمد لله غص بها حلقه من جرّاء دموع قد
تفجرت من عينيه.. سار والدموع تنساب على وجنتيه، فحاول أن يرسم ابتسامة على شفتيه، بيد أنها ابتسامة مخنوقة
قد امتقع لونها؛ فنسيت طريقها إلى وجهه؛ فضاعت..
قال: عسى الله أن يغفر لي -إن شاء الله-.
فبادره عبد الله: بل قل اللهم اغفر لي واعزم في المسألة يا رجل.
واتجها صوب المسجد، ونفس محمد تزداد تطلعاً وطمعاً في عفو الله ورضاه..
دخل المسجد ولسان حاله يقول: اللهم اغفر لي.. اللهم ارحمني.. يا إلهي قد قضيت حياتي في المنحدر.. وها أنذا اليوم
أحاول الصعود، فخذ بيدي يا رب العالمين..
يا أرحم الرحمين.. إن ذنوبي كثيرة .. ولكن رحمتتك أوسع..
ودخل في الصلاة وما زال يبكي.. الذنوب القديمة تداعى بناؤها.. وخرج من قلب الأنقاض والغبار قلباً ناصعاً مضيئاً بالإيمان..!
وأخذ يبكي.. وازداد بكاؤه.. فأبكى من حوله من المصلين..
توقف الإمام عن القراءة، ولم يتوقف محمد عن البكاء.. قال الإمام: الله أكبر وركع.. فركع المصلون وركع محمد.. ثم رفعوا
جميعاً بعد قول الإمام: سمع الله لمن حمده.. لكن الله أراد أن لا يرتفع محمد بجسده.. بل ارتفعتْ روحه إلى بارئها..
فسقط جثة هامدة..وبعد الصلاة.. حركوه.. قلبوه.. أسعفوه علهم أن يدركوه.. ولكن (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).