قصه عبرة لن أنساها طول عمري
في 17 رمضان الماضي 2007 خرجت أنا وصديقي وسواقه أخذنا زكاة ماله وذهبنا إلى خط الساحل القرى الفقيرة نوزع زكاه ماله كنا ثلاثة أشخاص في السيارة كانت الأموال موزعه في ظروف كل ظرف فيه 5000 ريال وكنا نوزع الظروف على المنازل حسب عدد أفراد المنزل طبعا كانت الأولوية للأيتام والأرامل والضعفاء البعض كان يجيهم ظرفين والبعض 5 ظروف وكان بيني وبين صديقي اختلاف في كيفيه توزيع المبلغ
أنا قلت نوزع على كل منزل ظرفين لأجل نستطيع إننا نوزع على اكبر عدد ممكن من المنازل لكن صديقي صاحب الشأن كان له رأى أخر
قال أنا ماابغى أعطيه ظرفين يشترى فيها ملابس وتنتهي أنا ابغي أعطيه 5 ظروف 10 ظروف تقضى له شغل يعنى إذا عليه ديون يسدد ديونه وإذا كان يستطيع يشترى حلال (( غنم )) ويتاجر فيها يعنى ابغاه يستفيد من المبلغ
أنا ما اقتنعت بهذه الفكرة حتى قابلنا امرأة عجوز يوم شافتنا وهى ترحب وتهلل قالت : الفلوس إلى عطيتونى قبل 3 سنوات سويت لي فيها مطبخ واشتريت ثلاجة وغسالة ودولاب وجلست تدعى عندها ابتسم صديقي وهو يناظر لي
الموقف
خرجنا من إحدى القرى وكانت الساعة 3 الظهر وكنا صايمين (( لا صح ماكنا صائمين بل كنا فاطرين )) ويوم خرجنا على الخط الرئيسي خط جده جيزان تقريبا بعد الليث وإذا برجل عجوز لكن شديد وصحته قويه وملتزم عمره 70 سنه أو أكثر يمشى على الخط العام فسال صديقي قال هذا واش يسوى في هذا الخط في هذا الوقت في الصحراء قال السواق :أكيد يماني داخل تهريب
وقفنا عند الرجال وسلمنا عليه من وين الأخ : قال من اليمن وين رايح قال : مشتاق إلى بيت الله قلنا له داخل نظامي قال : لاوالله تهريب قلنا له ليه ما دخلت نظامي : قال لازم ادفع 2000 ريال تامين وأنا ماعندى إلا 200 ريال ركبت ب 100 ريال وباقى 100 ريال
لهيب : طيب ياعم كم لك وأنت تمشى قال : 6 أيام
لهيب : فاطر
قال : لاصائم
لهيب: طيب أنت ألان انتصفت المسافة وتجاوزت على أكثر من 5 نقاط تفتيش أمنية كيف تجاوزتها
قال : والله الذي لا اله إلا هو أنى أمر من عندهم ومافي احد كلمني الظاهر مايشوفونى
لهيب : أنت جاى تشتغل
قال : لا والله أنا جاى مشتاق إلى بيت الله أبغى أسوى عمره رايح مكة
لهيب : الدوريات ماقبضوا عليك وأنت ماشى في الخط
قال : قبل نصف ساعة مسكتني دوريه قبل مسافة 50 كلم وجابتنى عند القسم على بعد 1 كلم من هنا لكن سألوني وين رابح وحلفت لهم بالله أنى ابغي بيت الله وأطلقوا سراحي
قلت في نفسي سبحان الله ربى جهز لك رجال الأمن ينقلونك بسرعة إلى هذا المكان حتى ييسر الله لك هذا المحسن
قام صديقي وأعطاه ظرفين قال خذ هذه زكاه المال أخذها الرجال وقال جزأكم الله خير طبعا هو ما يدرى كم المبلغ إلى في الظرف لكن السواق قال هذا لازم يدرى واش معاه فلوس حتى ينتبه لنفسه لايسروقها منه
فسأله السواق قال أنت تعرف العملة السعودية قال نعم قال طيب افتح الظرف وخبي الفلوس في حزامك لاتضيع
اليماني فك الظرفين يوم شاف الفلوس 10000 ريال طالع فينا
وقال : هذى كلها لي
قلنا نعم لك الرجال سقط على الأرض في حاله إغماء نزلنا من السيارة وجلسنا نرشه بالمويه
وهو يصيح برأسه كله (( هذه الفلوس كلها لي ....هذه الفلوس كلها لي وجلس يبكى بكاء يبكى الحجر ))
المهم صديقي صاحب الشان قال خلونا نوصله معنا قدام شوي
وطلع معانا في السيارة وبعد مااستراح الرجال شوي
سألته ياعم قبل لا نتقابل معاك وأنت ماشى في الخط واش كنت جالست تفكر فيه بصراحة؟؟؟
اسمعوا واش قال
قال أنا عندي بيت في اليمن وعندي قطعه ارض جنب البيت وهبتها لله وبنيت عليها مسجد أنا وعيالي من الحجر والطين والمسجد خلص انتهى من البناء لكن كان باقي الفرش وأشياء بسيطة وكنت جالس أفكر كيف افرش هذا المسجد
صراحة كلنا بكينا بكاء عجيب
وتذكرت
قوله صلى الله عليه وسلم(( من كان همه الآخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها))
وقوله النبي صلي الله عليه وسلم :
" من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهى راغمة ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
عندها أشرت لصديقي أن يعطيه زيادة فأعطاه ظرفين زيادة ليصبح المبلغ 20000 ريال وقبل أن ينزل الرجل من السيارة كان يتمتم ويدعوا وهو يبكي
قلت له : ماذا تدعى ؟؟
قال : ادعى أن يربط الله على قلبي فالموضوع خطير لا يحتمله عقلي ولا قلبي أخاف يجنى جلطه
تركنا الرجل في الصحراء وتذكرت
لو أنكم تتوكلون علــى الله حــق توكلــه ، لرزقكــم كمــا يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً )) رواه الترمذي
تمنيت أن لاستيقظ حتى تنتهي ابنتي من حديثها
كفكف الأب دموع الحسرة والندم وأخذ يروى حلمه الذي رآه في بنته الشابة التي توفيت قبل مدة وجيزة على أثر مرض ألم بتا، ويقول هذا الأب: رأيت ابنتي تنظر إلى وتقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وأخذت تكررها . فأخذتني الحمية فسألتها متلهفا:على من تتحسبين حتى أنتقم لك منه؟ قالت:عليك يا أبت يا من فرطت فى،ولم تصنى ،يامن خنت الأمانة:يا من كنت السبب فى ما أنا فيه .حسبي الله عليك.فوجئت بذلك فتساءلت مذهولا:وأين أنت الآن؟فردت قائلة ألا تدرى أين أنا؟ حينها تغير وجهها الممتلئ حيوية ونضارة إلى وجه مخيف كريه المنظر .وعيناها أصبحتا كأنهما جمرتان تتقدان لهبا وقالت أنا فى حفرة من حفر جهنم فقلت لها لم ؟ وما الذى ارداك فقالت :أنت السبب كنت تراني أنا وأخوتي نشاهد الأفلام الهابطة إلى منتصف الليل ولا تحاول منعنا .وننام عن صلاة الفجر ولا تحاول إيقاظنا،بل كنت تذهب بنا إلى محلات تأجير الأفلام لشراء أحدث الأفلام ولقد كان البائع يقول لنا من الكلام الساقط ما تقشعر له الأبدان حياء .فكنا نهتم لذلك بل وكنا نتضاحك .كنا نذهب إلى الأسواق متبرجات متعطرات دون محرم لنغرى الشباب.دون رقابة منك أواهتمام،فأنت لم تكن .......
حينها انقطع الحلم وصحوت مذعورا،صدقوني على الرغم من حسرتى على مصير أبنتي إلا أنى تمنيت أن لاستيقظ حتى تنتهي ابنتي من حديثها ،لأني كنت أريد أن أتفادى الأخطاء التي ارتكبتها في تربية ابنتي مع بناتي الأخريات،وان أربيهن تربية إسلامية صحيحة ،والآن أرجو من كل من قرأ مأساتي أن يرفع يديه نحو السماء ويدعو معي أن يغفر الله لابنتي التي كانت سبب هدايتى بعد الله .
تحية لصاحبة النقاب
وبعد فقد ابتليت بالاقامة في ديار الغرب – لاسباب يطول شرحها وليس هذا مكان تفصيلها- حيث تواجه ذلك المجتمع المتحضر كما يسمى وجها لوجه..وهناك تكتشف تلك الحقيقة التي اشار اليها منذ اكثر من اربعين سنة الاستاذ سيد قطب رحمه الله عندما قال في كتابه المعالم "لا بدّ من قيادة للبشرية جديدة، إنّ قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال... لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من القيم يسمح له بالقيادة"...بالتاكيد سوف تكتشف ان هذا الوصف مطابق لحال القوم مئة بالمئة ..لكن قومي لا يعلمون..وهذا له مقال مستقل ان شاء الله.
المهم التحقت باحدى الكورسات في واحدة من اشهر الجامعات الاوربية حيث ابتدا الفصل الدراسي في فصل الشتاء حيث البرد والمطر والرياح والذي يفرض نوعا معينا من الاحتشام لا يستطيع معه القوم الا فعل ذلك , ولو خيروا لرايت عراء مذهلا وتبذلا عجيبا يعجز القلم عن وصفه ولا العقل عن تخيله..ولكنها حضارة الرجل الغربي التي افتتنن بها الكثير من ابناء المسلمين...ولاحول ولاقوة الا بالله.
كان اليوم الاخير في ذلك الكورس هو بداية لاول يوم من ايام الصيف...كان الوضع اشبه بمعرض ازياء على طريقة القوم في اظهار ما خفي..واينما يممت عيناك ترى من المناظر ما قد لا تراه حتى في غرفة نومك..ولا تملك الا ان تستغفر الله على تواجدك في ذلك المكان النتن, سائلا الله ان يتجاوز عن التقصير والخطا..فما لهذا التحقت بهذا الفصل الدراسي...والله المستعان..والحمد لله ان ذلك هو اخر يوم دراسي.
كنت ورفيقي نقطع تلك الحشود التي كان ابليس يقودها على الحقيقة لا المجاز..وتفاجائنا بوجود بعض الطالبات المسلمات المحجبات اللاتي كن يتجاذبن الحديث مع طلاب اخرين دونما حياء او وقار..وتساءلت في نفسي: اين الدين والخلق؟ واين الاهل والوالدين؟ واين واين؟
لم يقطع حبل افكاري الا رؤيتي من بعيد لاخت منقبة اندلفت مسرعة من باب الكلية المجاور واختفت بنفس السرعة التي قدمت بها وكان الارض ابتلعتها فجاة..الحقيقة انني لم اكن قادرا على وصف الاعجاب والتقدير الذين ملا قلبي ونفسي تجاه تلك الاخت المسلمة التي لم تبال بحال القوم وعريهم وفحشهم,ولم تعر حال الطقس الحار اي اهتمام, واصرت على ارتداء حجابها ونقابها طاعة لربها, وسترا لاهلها وزوجها...وليت اخواتنا اللاتي فرطن في حجابهن رمز عفافهن..اقول: ياليتهن يقتدين بهذه الاخت التي لم تفرط بحجابها ونقابها رغم كل شئ؟؟
لقد انطبعت صورة المراة المسلمة المحافظة على دينها في قلبي, وبقيت عالقة في ذهني, وشهد الله انني تمنيت لها كل نجاح, ودعوت لها الله بالحفظ والستروالتوفيق والنجاح ..وحق على كل مسلم ان يدعو لذات النقاب فقد رفعت رؤسنا عالية في احط بيئة, واحقر مجتمع
أمي أم ابني --- أيهما أختار
عمارة كان أسفلها مستودعات وفي أعلاها شقق سكنية،
وفي إحدى الشقق ترقد في جوف الليل إمرأة غاب عنها زوجها في تلك الليلة ،
وهي تحضن بين يديها طفلها الرضيع وقد نام بجوارها طفلتيها الصغيرتين
وأمـــــــها الطاعنة في السن
وفي جوف الليل تستيقظ تلك المرأة على صياح وضوضاء ،
أبصرت ..
وإذا بحريق شب في أسفل تلك العمارة
وإذا برجال الإطفاء يطلبون من الجميع إخلاء العمارة إلى السطح
قامت تلك المرأة وأيقظت صغيرتيها ،
وصعدت الصغيرتان إلى أعلى العمارة ،
ثم بقيت تلك الأم في موقف لاتحسد عليه ،
لقد بقيت تنظر إلى صغيرها الرضيع الذي لا يستطيع حِراكا ،
والى أمها الطاعنة في السن العاجزة عن الحركة والنيران تضطرب في العمارة ....
وقفت متحيرة ،،،،
أتقدم البر ؟؟؟ أم تقدم الأمومة ؟؟؟
وبسرعة قررت بأن تبدأ بأمها قبل كل شيء وتترك صغيرها ،
حملت امها وصعدت بها الى سطح العمارة
وما إن سارت في درج تلك العمارة
إلاوإذا بالنيران تداهم شقتها وتدخل على صغيرها وتلتهم تلك الشقة وما فيها ......
تفطر قلبها وسالت مدامعها وصعدت إلى سطح العمارة لتضع أمها ،
وتتجرع غصص ذلك الإبن الذي داهــمته النيران على صغره ...
أصبح الصباح وأخمد الحريق وفرح الجميع إلا تلك الأم المكلومة ،
لكن مع بزوغ الفجر
إذ برجال الانقاذ يعلنون عن طفل حي تحت الانقاض بفضل الله .
إنه البر وإنه عاقبة البـارين ،
فيا عباد الله أين نحن من بر الآباء والامهات ؟؟؟
أين نحن من ذلك الباب من ابواب الجنة
لماذا ينتحرون؟!
يقول أحد الدعاة: ذهبت للعلاج في بريطانيا فأدخلت إلى مستشفى من أكبر المستشفيات هناك لا يكاد يدخلها إلا كبير أو وزير.
فلما دخل علي الطبيب ورأى مظهري قال: أنت مسلم؟ قلت: نعم. فقال هناك مشكلة تحيرني منذ عرفت نفسي هل يمكن أن تسمعها مني؟!.
قلت: نعم. قال أنا عندي أموال كثيرة ووظيفة مرموقة وشهادة عالية وقد جربت جميع المتع؛ شربت الخمور المتنوعة ووقعت في الزنا وسافرت إلى بلاد كثيرة ومع ذلك لا أزال أشعر بضيق دائم وملل من هذه المتع.
عرضت نفسي على عدة أطباء نفسيين وفكرت في الانتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى ليس فيها ملل, ألا تشعر أنت بهذا الملل والضيق؟.
فقلت له: لا، بل أنا في سعادة دائمة وسوف أدلك على حل المشكلة, ولكن أجبني أنت إذا أردت أنت تمتع عينيك فماذا تفعل؟.
قال: أنظر إلى امرأة حسناء أو منظر جميل, قلت: فإذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل؟ قال: أستمع إلى موسيقى هادئة, قلت : فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل؟ قال: أشم عطرا أو أذهب إلى حديقة.
قلت له: حسنا إذا أردت أن تمتع عينيك لماذا لا تسمع إلى موسيقى هادئة؟ فعجب مني وقال: لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالأذن! قلت إذا أردت أن تمتع أنفك لماذا لا تنظر إلى منظر جميل؟ فعجب أكثر مني وقال: لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالعين ولا يمكن أن يتمتع بها الأنف!.
قلت له: حسنا وصلت إلى ما أريده منك أنت تحس هذا الملل والضيق في عينيك ؟ قال: لا , قلت: تحس به في إذنك؟ في أنفك , فمك , فرجك , قال بل أحس به في قلبي في صدري.
قلت أنت تحس هذا الضيق في قلبك والقلب له متعة خاصة به لا يمكن أن يتمتع بغيرها ولا بد أن تعرف الشيء الذي يمتع القلب لأنك بسماعك للموسيقى وشربك للخمر ونظرك وزناك لست تمتع قلبك وإنما تمتع هذه الأعضاء.
فعجب الرجل وقال: كيف أمتع قلبي , قلت بأن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتسجد بين يدي خالقك وتشكو بثك وهمك إلى الله فإنك بذلك تعيش في راحة واطمئنان وسعادة.
فهز الرجل رأسه وقال: أعطني كتبا عن الإسلام وادع لي وسوف أسلم , ثم أكملت علاجي وسافرت ولعل الرجل يكون أسلم بعد ذلك.
وقفة: خلق الإنسان لوظيفة واحدة هي طاعة الله وعبادته فمن استعمل حياته لغير هذه الوظيفة فلا بد أن يضل ويشقى , ولو نظرت في حال من استعملوا حياتهم لغير ما خلقوا له لوجدت في حياتهم من الفساد والضياع ما لا يوجد عند غيرهم.
لماذا يكثر الانتحار في بلاد الإباحية والفجور, ألم يجدوا خمورا يشربون , ألم يجدوا بلادا يسافرون أما منعوا من الزنا أم حيل بينهم وبين الملاعب والملاهي كلا .. بل هم يفعلون ما شاءوا يتقلبون بين متع أعينهم وأبصارهم وفروجهم.
إذن لماذا يتركون كل هذه المتع ويختارون الموت والجواب واضح يقول الله تعالى: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) تلاحقهم المعيشة الضنك في ذهاب أحدهم ومجيئه وسفره وإقامته تأكل معه وتشرب تقوم معه وتقعد , تلازمه في نومه ويقظته تنغص عليه حياته حتى الموت.
أما العارفون لربهم المقبلون عليه بقلوبهم فهم السعداء يقول الله تعالى: (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )).

عودة بعد ظلال والحمد لله
لا اعرف من اين ابداء ولكن توبتي كانت بين الحين والاخر اصر على التوبة واعود مرة أخرى لما كنت عليه علاقات قنوات اباحية اغاني قنوات عربية فاضحة افلام عادة سرية والكثير مما يغضب الله عساه ان يتوب علينا سبحانه
وبينما كنت اصلي القيام فإذ بالإمام يدعوا بعد صلاة الوتر بصوت جهوري وبأدعية ترق لها القلوب الجامدة حتى احسست انني ارتجف حتى سمعته يقول(( اللهم اصلح شباب هذه الأمة)) فلم اعد استطيع ان اتمالك نفسي واجهشت بالبكاء ندما على مافرطت في حياتي ومن هول مارتكبت عدت الي البيت وفي نفس الليلة تهجدت قبل صلاة الفجر وبينما كنت في الركعتين الاخيرتين كنت اقرأ بسورة الفجر وعندما وصلت للأية الكريمة (( وجاء ربك والملك صفا صفا وجيْ يومئذ بجهنم)) لم استطع ان اكمل السورة إلا بصعوبة واجهشت بالبكاء
وعاهدت نفسي منذ تللك الليلة ان اتوب إلي الله توبة صادقة لا رجعة فيها بإذن الله
غيرت حياتي بما يرضي الله سبحانه وتعالى إن شاء الله اقلعت عن متابعة القنوات الاباحية وحذفت من جهازي القنوات العربية الشبه اباحية وقنوات الاغاني وابدلتها بقنوات كالرحمة وهداية و المجد وإقراء ووصال والصفاء والحكمة والاثير وبداية وغيرها من القنوات العربية الاسلامية وقمت تنظيف مفضلتي الوسخة من المواقع الاباحية ومواقع الاغاني و قمت بتكسير الاشرطة والاسطوانات الغنائية والسينمائية التي كنت احتفظ بها وحافظت على صلواتي بالمسجد واكثرت من النوافل واصبحت اصيم كل اثنين و خميس واقيم الليل عسى ان يغفر لي ربي ذنوبي ويتبثني على التوبة بإذنه

ومات أبي ((حقيقة لا خيال)) ... مؤثرة جداااا
يا الله ...
لا أدرى أبدموع الحزن أسطّر كلماتى أم بدموع الفرح ؟؟!
ولكن أسأل الله التيسير إخوتى هذة وفاة أبى رحمة الله بإختصار
بدأ البلاء بمرض أبى منذ فترة طويلة بالقلب وبدأ الأمر يشتد
يا الله ..بدأنا فى إشتداد البلاء ولكن لكم كنت صبورا يأبى !!
ثم الإصابة بأشياء فى الطحال ..ثم الكبد يا الله
ثم جاءت الصدمة بسرطان الكبد ولكن وربى إخوتى لم أرى مثل هذا
فلكم كنت يا أبى لا أقول صابرا ولكن الأعجب أنك كنت راضيا
وبدأت الأمور بتدهور شديد جدا وإزداد البلاء ولكن ..!!
كان أبى مصمم الذهاب للمسجد حتى صلاة الفجر مع منع الأطباء
ولكن أنا كنت أوافقه على ذلك ثم اشتد الأمر وبدأت مراحل
شدية جدا فى البلاء بدأنا منذ حوالى سبعة أشهر فى الذهاب للمستشفى
فترة ثم العودة للمنزل ثم الذهاب مرة اخرى ثم العودة يا الله
حتى أنى أذكر أنى أصبحت أعتبر نفسى وكذلك الناس
أنى لست غريبا بالمستشفى من كثرة التردد عليها ثم إشتد الأمر
ولكن الغريب زيادة تعلّق أبى الله جدا فى هذا الفترة ثم بدأ المشوار الجديد
فترات الغيبوبة الكبدية التى بدأت تأتى فترة وتذهب ووالله كانت من أصعب
الفترات يا الله والله أبكى على صبر بل ورضا لم أرى مثله
إخوتى وجاء الوقت لأقول سبب كتابتى للموضوع لقد كان أبى
دائما مداوما على ذكر الله عز وجل والصلاوات وقيام الليل فى الفترة الأخيرة
وحينما بدأت مراحل الغيبوبات من أعجب ما رأت عينى وربى
كان أبى دائما وهو فى الغيبوبة يقول إما قرآن وإما أذكار وفى الفترة الأخيرة
مما قاله أبى فى أشد الغيبوبات بالحرف كان يقول رضيت بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد نبيا محمد حق والرسل حق والملائكة حق
وكان يقول لله الأمر من قبل ومن بعد ومن أشد ما أبكانى ما قاله فى الغيبوبة
قبل الاخيرة كان يقول الحمد لله الذى متعنى بالنظر إلى وجهه الكريم ورؤية
رسوله يا الله والله أنا كنت أقول أنى فى غيبوبة وليس أبى وفى الفترة الأخيرة
كان دائما يقول هو انا هصلى أيه أقوله صلاة كذا ثم يصلى وهو فى غيبوبة
سبحان الملك ثم جاءت الفترة الأخيرة بدأ من يوم 28 رمضان صمم أبى أن
نخرج أموال كثيرة جدا وكان قبل الفطار بساعة قلت يا أبى الوقت لا يسمح
قال لا وصمم جدا وسبحان من يسر لى توزيعها ثم صمم أن نأتى بالكفن
يا الله ثم أخذ يوصينا وقال لى أنا هموت يوم الجمعة وكنت قد ذكرت له من
لا اعرف من اين ابداء ولكن توبتي كانت بين الحين والاخر اصر على التوبة واعود مرة أخرى لما كنت عليه علاقات قنوات اباحية اغاني قنوات عربية فاضحة افلام عادة سرية والكثير مما يغضب الله عساه ان يتوب علينا سبحانه
وبينما كنت اصلي القيام فإذ بالإمام يدعوا بعد صلاة الوتر بصوت جهوري وبأدعية ترق لها القلوب الجامدة حتى احسست انني ارتجف حتى سمعته يقول(( اللهم اصلح شباب هذه الأمة)) فلم اعد استطيع ان اتمالك نفسي واجهشت بالبكاء ندما على مافرطت في حياتي ومن هول مارتكبت عدت الي البيت وفي نفس الليلة تهجدت قبل صلاة الفجر وبينما كنت في الركعتين الاخيرتين كنت اقرأ بسورة الفجر وعندما وصلت للأية الكريمة (( وجاء ربك والملك صفا صفا وجيْ يومئذ بجهنم)) لم استطع ان اكمل السورة إلا بصعوبة واجهشت بالبكاء
وعاهدت نفسي منذ تللك الليلة ان اتوب إلي الله توبة صادقة لا رجعة فيها بإذن الله
غيرت حياتي بما يرضي الله سبحانه وتعالى إن شاء الله اقلعت عن متابعة القنوات الاباحية وحذفت من جهازي القنوات العربية الشبه اباحية وقنوات الاغاني وابدلتها بقنوات كالرحمة وهداية و المجد وإقراء ووصال والصفاء والحكمة والاثير وبداية وغيرها من القنوات العربية الاسلامية وقمت تنظيف مفضلتي الوسخة من المواقع الاباحية ومواقع الاغاني و قمت بتكسير الاشرطة والاسطوانات الغنائية والسينمائية التي كنت احتفظ بها وحافظت على صلواتي بالمسجد واكثرت من النوافل واصبحت اصيم كل اثنين و خميس واقيم الليل عسى ان يغفر لي ربي ذنوبي ويتبثني على التوبة بإذنه

ومات أبي ((حقيقة لا خيال)) ... مؤثرة جداااا
يا الله ...
لا أدرى أبدموع الحزن أسطّر كلماتى أم بدموع الفرح ؟؟!
ولكن أسأل الله التيسير إخوتى هذة وفاة أبى رحمة الله بإختصار
بدأ البلاء بمرض أبى منذ فترة طويلة بالقلب وبدأ الأمر يشتد
يا الله ..بدأنا فى إشتداد البلاء ولكن لكم كنت صبورا يأبى !!
ثم الإصابة بأشياء فى الطحال ..ثم الكبد يا الله
ثم جاءت الصدمة بسرطان الكبد ولكن وربى إخوتى لم أرى مثل هذا
فلكم كنت يا أبى لا أقول صابرا ولكن الأعجب أنك كنت راضيا
وبدأت الأمور بتدهور شديد جدا وإزداد البلاء ولكن ..!!
كان أبى مصمم الذهاب للمسجد حتى صلاة الفجر مع منع الأطباء
ولكن أنا كنت أوافقه على ذلك ثم اشتد الأمر وبدأت مراحل
شدية جدا فى البلاء بدأنا منذ حوالى سبعة أشهر فى الذهاب للمستشفى
فترة ثم العودة للمنزل ثم الذهاب مرة اخرى ثم العودة يا الله
حتى أنى أذكر أنى أصبحت أعتبر نفسى وكذلك الناس
أنى لست غريبا بالمستشفى من كثرة التردد عليها ثم إشتد الأمر
ولكن الغريب زيادة تعلّق أبى الله جدا فى هذا الفترة ثم بدأ المشوار الجديد
فترات الغيبوبة الكبدية التى بدأت تأتى فترة وتذهب ووالله كانت من أصعب
الفترات يا الله والله أبكى على صبر بل ورضا لم أرى مثله
إخوتى وجاء الوقت لأقول سبب كتابتى للموضوع لقد كان أبى
دائما مداوما على ذكر الله عز وجل والصلاوات وقيام الليل فى الفترة الأخيرة
وحينما بدأت مراحل الغيبوبات من أعجب ما رأت عينى وربى
كان أبى دائما وهو فى الغيبوبة يقول إما قرآن وإما أذكار وفى الفترة الأخيرة
مما قاله أبى فى أشد الغيبوبات بالحرف كان يقول رضيت بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد نبيا محمد حق والرسل حق والملائكة حق
وكان يقول لله الأمر من قبل ومن بعد ومن أشد ما أبكانى ما قاله فى الغيبوبة
قبل الاخيرة كان يقول الحمد لله الذى متعنى بالنظر إلى وجهه الكريم ورؤية
رسوله يا الله والله أنا كنت أقول أنى فى غيبوبة وليس أبى وفى الفترة الأخيرة
كان دائما يقول هو انا هصلى أيه أقوله صلاة كذا ثم يصلى وهو فى غيبوبة
سبحان الملك ثم جاءت الفترة الأخيرة بدأ من يوم 28 رمضان صمم أبى أن
نخرج أموال كثيرة جدا وكان قبل الفطار بساعة قلت يا أبى الوقت لا يسمح
قال لا وصمم جدا وسبحان من يسر لى توزيعها ثم صمم أن نأتى بالكفن
يا الله ثم أخذ يوصينا وقال لى أنا هموت يوم الجمعة وكنت قد ذكرت له من
ستة أشهرحديث النبى أن مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة آمن من عذاب القبر
فتمنى ذلك ومن يومها وبعدها اتيت بالفعل بالكفن ثم إنتقلنا يومها إلى
المستشفى مساءا وبدأت قصة اخرى هناك فى غرفة 409 قسم الباطنة طنطا
كان أبى يسطّر قصة النهاية المشرقه يا الله بدأت الأمر يشتد جدا فلا ينام يمينا
أو يسارا أو أى شىء كان يقطع قلبى ورب الكعبة ولا أملك شىء ولكن
كنت دائما نسمع انا وهو شيخى الحبيب محمد حسان وخاصة حلقات البلاء
وكان دائما يطلب القرآن واذكر أننا لما نزلنا لغرفة العناية المركزة تضايق جدا
علىّ وقال أين القرآن فأتيت له براديو صغير بعد إستئذان الممرضة وألهمنى ربى
أن إتبعت معه تبادل وتنوع الأذكار من ورقة شيخى الحبيب د/حازم شومان
ورقة(( كنوز )) كنا ننوع منها أقول له نقول دلوقتى كذا نقول ثم نبدل ومن
أعجب ما حدث تركتة يوما مساء على ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله
العظيم ورجعت ورب الكعبة وجدت الغرفة بأكملها تقول هذا الذكر قلت له
مبتسما سبحان الملك أنت كمان شغال فى الدعوة يا الله وقبل نزول العناية
طلب منى أن أطلب من د/عبدالرحمن الصاوى أن يدعوا له فلقد كان يحبه
جدا ولما أخبرته أنى احاول أرتب زيارة مع الشيخ له لم يصدق فرحا ولكن
قدّر الله كان شيخنا الحبيب على سفر للسعودية ولم اخبر أبى حتى لا يصدم
ثم نزلنا إلى العناية وبدأ الأمر يشتد وكلما دخلت يقول هو إحنا هنصلى أيه
وفى يوم صليت الفجر وقلت له تصلى الفجر ؟ قالى وهو فى الغيبوبة وفين
الركعتين اللى خير من الدنيا وما فيها ؟؟ يا الله والله إن العين لتبكى !!
وفى العناية بدأ الإشتداد ثم كان أخر أمر معى كنت أظبط له جلبابة فقبّل يدى
دون أن أنتبة له فقلت سبحان الله وقبلت رأسة وكعادتة رفض أن أقبل يده
وكان أخر كلمة لى قال لى ربنا يصلح لك الحال ويجعلك من الصالحين روح
نام شوية ياله أمشى وللعلم كان يصلى التهجد وهو فى الغيبوبة طبعا الصلاة
ليست كاملة ولكن هو كان يقول ذلك ولكن ليس على المريض حرج ثم
جاء يوم الجمعة الماضية 13 شوال 2_10 ذهبت لصلاة الجمعة وكان
خطيب الجمعة فى الغربية طنطا شيخنا الحبيب محمد حسان ثم ذهبت
للمستشفى ومنعونى من الزيارة فى العناية وبعدها صممت ولكن سبحان الملك
كل شىء بقدر دخل قبل حما اختى وكان اخر كلمات أبى له هو انا هصلى
أيه قاله إحنا صلينا الجمعة انوى انت الظهر فقال أبى الظهر ؟؟ وكانه يستغرب
فقاله أيوه الظهر قاله يعنى أصلى قاله آه ثم دخل مرة أخرى فى الغيبوبه وقدر
الله تأخيرى فى الدخول فدخلت حوالى الخامسة إلا عشرة وحينها علمت
الحقيقة التى كنت غافلا عنها ولطالما غفل عنا الكثير نعم إخوتى نحن نقرأ فقط
أما أن ترى بعينك فشىء آخر نعم وجدتها السكرات يا الله والله لا أستطيع
أن أنسى هذا المنظر فقلت أبى كنا نبدل فى الأذكار ولكن جاء وقت ذكر
لاإله إلا الله فلم يجيبنى فأخذت أقول أنا لاإله إلا الله كثيرا وكان ينام على
السنة على الجانب الأيمن وحينها قلت ياربى يسر الأمر قبل المغرب حتى
تكون الوفاة يوم الجمعة وماهى إلادقائق فتبسم بطرقة غير واضحة وقال
دون أن ينطق بشكل ملحوظ قال لاإله إلا الله فدخلت أمى قلت لها لا
تتكلمى إلا بلاإله إلا الله فقالت لا إله إلا الله فقال لها لا إله إلا الله وكانت
الخامسة مساءا فوصلت إلى باب غرفة العناية ثم مات أبى ولكن أيقظ الكثير
من ورائة.يوم الجمعة كما تمنى ثم كان الاعجب فالأعجب التيسير فى كل
شىء فى النقل وكل شىء واخبرت د/عبدالرحمن فور وصوله فدعا له كما تمنى
ثم جاءت لحظة السعادة نعم لحظة الغسل فلم أرى مثل هذا رأيت انا ومشايخنا ريشة نغسلها إى وربى يمين يمين يسار يسار وكان نظيف جدا وإنتهينا
بسرعة جدا وكانت لحظة الإبتسامة انفتح الفم ونحن فى النهاية ثم تبسم تبسم
ملحوظ جدا يا الله وكان كل شىء على السنة بفضل الله وقد أوصى أن
يخلو أى شىء من البدع ثم انتهينا وكان المشهد العجيب الكبير من الجمع
المبارك وبعد ان صليت الجنازة وجاءت لحظة الدفن حدث ما هو اغرب فحين
النزول للقبر إنفك الكفن تدريجيا دون ان نلمسه قلت سبحان وكأنه
يستعجلنا وكان جسده طريا جدا جدا مع أننا إنتظرنا قبل الدفن 18 ساعة
واليوم التالى للدفن كان زوج أختى قد إعتمر له يا الله ....
كانت آخر وصاياه لى القرآن القرآن ولاتنس الذهاب للعمرة بعد إلغاء
القانون الجديد فكانوا قد منعونى من السفر وقد حزن جدا يا الله
فسبحان الملك يا الله لست ادرى أظن ان البكاء يكون على مثلى أنا وعلى
حالى انا أليس كذلك رحمك الله يا أبى
رحمك الله يا أبى والله هذا بإختصار وأسأل الله أن يتقبله فى الصالحين
وأن يجمعه مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى اعلى جنات الخلد
مقتطفات من رحلتي الفريدة مع هنادي الشهيدة
"قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
وعلني هنا أبدأ تسليط الضوء على رؤى هنادي وماذا كنت أسمعها تتحدث في كثير من لياليها وأثناء ساعات الغياب المؤقت من أثر الأدوية الثقيلة . وأبدأ في رؤيا طالما تكرّر لهنادي التحدث بها وهي أنها رأت نفسها تأكل ثمارا لذيذة جدا ولها أشكال جميلة ليست كثمار الأرض ، ومن عجب تلك الرؤيا التي تكررت أربع مرات فيما أذكر أنّ هنادي كانت تستيقظ فرحة منتعشة كأنّها للتو انتهت من التمتع بتلك الثمار الزاكية الفريدة . وتحت تأثير المُسكنات الثقيلة كانت غاليتي تتحدث معي ببعض ما ترى وتسمع وكنت أحيانا كثيرة أسألها وتجيبني
ومن عجيب تلك اللحظات أنني حاولت أكثر من مرة تسجيل ما تقول لكنها تتوقف عن الحديث وتستانف عند توقفي . ومنها أنها حدثتني مرة أنّها في نفق طويل فيه كثير من الفتحات المضيئة يمنة ويسرة وأنّها اقتربت من آخره الذي ينتهي في منطقة خضراء ممتلئة بالأشجار والطيور والأزهار .
وفي ذات اليوم أخبرتني أنها تنام على سريرها فوق قباب كثيرة لا ترى آخرها ، وعندها سألتها حتى تعيد لي ماذا ترى فأخبرتني بسرور أنّها على سريرها فوق تلك القباب الجميلة. وفي ساعة أردت أن أخفف عنها ولم تكن هنادي بالصاحية المدركة ، فطلبت منها قبلة وأصررت ، ففاجاتني وهي الغائبة النائمة بقولها ،إصبر وما صبرك إلا بالله ، وكررتُ ذلك فكَررت جوابها
وعندما زال أثر الادوية الثقيلة أخبرتها فضحكت كثيرا وبقينا نذكرهذه القصة بيننا كثيرا . وعن ذوقها الرفيع حتى أثناء غيبوبتها العصيبة ،أنني وفي دقائق خفّت فيها درجة الغياب أصرّت علي أن آساعدها في الوضوء ، وحملتها وكانت حافية القدمين وفي الطريق كان حذاء لجارتها المريضة فحاولت أن ألبسها أياه بدون أن اخبر الجارة فأصرّت أن أطلب الإذن منها باستعارته فطلبنا لها الإذن، وأثناء خروجنا لم تكن صاحية مدركة لكنها كانت تقول لي رامي أشكر جارتنا المريضة .. رامي قل لها شكرا.
وعن رحلة العمرة التي تمكّنا والحمد لله من تأديتها بعد جرعة الكيمياوي الرابعة، كانت غاليتي هنادي مصرة جدا على أن تؤدي كلّ الصلوات في الحرم وكنت مُصرا عليها بأنني سآخذها لآداء صلوات الفجر والمغرب والعشاء وأمّا صلوات الظهر والعصر لشدة الحر فستؤديها في شقتنا المطلة على الكعبة المشرفة ، ولكنّها ومع ذلك أرغمتني أن آخذها للصلاة في كثير من صلوات العصر وصلاة الجمعة التي مرّت علينا في مكة المكرمة . وكنت آخذها في كلّ تلك الليالي إلى الحرم الشريف فتطوف وتصلي وتقوم الليل
وقبيل كلّ فجر كنّا نجلس سويا ندعو الله جهرة، وكانت غاليتي تحاول أن تتذكر كلّ أهلها وأهلي وأخواتها وأخواننا في الدعوة وأزواجهم وأولادهم ودعت بالإسم للعشرات بل المئات ولم تنس طالباتها ومن ربتهم وزميلاتها ومن رافقتهم،وأثناء دعائنا كانت تذكّرنا دائما بالبعض فتقول يا رامي نسينا فلان الأسير عند الإحتلال أدع له بالفرج وعلى الإحتلال بالزوال .. يا رامي نسينا أخانا المشبوح أدع له بالثبات .. يا رامي نسينا فلانة ادع لها أن يرزقها الله ذرية صالحة .. يا رامي نسينا فلانة أدع الله لها بالتوفيق في ثانويتها .. وهكذا كثيرا.
وحدثني إحسان أيضا أنه وفي إطار قراءته للختمة، كانت آخر سورة قد قرأها قبل دخولها في الغيبوبة، هي سورة الزمر، وأواخر آياتها: "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا" حتى قوله تعالى: "وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين" فظلت هنادي تقول: "الحمد لله رب العالمين، اللهم اجعلني منهم" حتى نامت ونختم هذه التجليات الإيمانية بأنه وأثناء ألم شديد كان ينتابها سألها شقيقها لو فتح لك الآن باب من السماء وسمعت صوتا يقول :إصبري يا هنادي فمنذ أن مرضت وانا أصب عليك رضاي صبّا، فماذا تقولين ؟؟ .. قالت :إذن يا رب زدني ألما وتعبا ومرضا ...
آااااااااااه يا هنادي المؤمنة !!!! كنت قلبا معطرا بالإيمان ..
قرأت وسمعت قصصا كثيرة عن الصالحين لكنك العجب العجاب روحٌ قدسية في جسدٍ طاهرٍ نقيّ .. " وقبل أن أختم قصتي هذه كان شقيقها الصغير إحسان قد أتمّ عليها ختمة القرآن ، واليوم هو الأحد الثاني من رمضان والساعة الآن الثالثة ليلا وهنادي الغالية في لحظات النزاع الأخير ... وبالتزامن تماما مع انتهائي من كتابة هذه الحكاية الغالية ،وبعد غياب كامل لهنادي طيلة الأيام الثلاث الماضية فجأة مسكت هنادي بيدي ونظرت بعيونها صوبي وانطلق لسانها يردد
ياالله.. ياالله... ياالله... طيلة ربع ساعة
وبدأ بعدها صوتها يخفت قليلا قليلا حتى قالت مرة واحدة وبصوت أعلى.. ياالله.. ثم سكتت وفاضت روحها إلى بارئها...
رحمك الله يا غاليتي وأسكنك الفردوس الأعلى مع الشهداء والنبيين والصديقين.. تلك مقتطفات من قصتي الفريدة مع هنادي الشهيدة ..
ولا تنسوها من دعائكم اللهم اغفر لها وارحمها، وعافها واعف عنها، وأكرم نزلها، ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقها من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدلها دارا خيرا من دارها، وأهلا خيرا من أهلها، وزوجا خيرا من زوجها، وأدخلها الجنة، وأعذها من عذاب القبر وعذاب النار
