احوال الناسالقصص من الواقعويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) قوله تعالى : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) . وفي الآية مباحث : البحث الأول : اعلم أن وجه النظم هو أن الإنسان بعد أن أنزل الله عليه القرآن وخصه بهذه النعمة العظيمة والكرامة الكاملة ، قد يعدل عن التمسك بشرائعه والرجوع إلى بياناته ، ويقدم على ما لا فائدة فيه فقال : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ) . البحث الثاني : اختلفوا في المراد من دعاء الإنسان بالشر على أقوال : القول الأول : المراد منه : النضر بن الحارث حيث قال : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ) [ الأنفال : 32 ] فأجاب الله دعاءه وضربت رقبته ، فكان بعضهم يقول : ائتنا بعذاب الله . وآخرون يقولون : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين . وإنما فعلوا ذلك للجهل واعتقاد أن محمدا كاذب فيما يقول . والقول الثاني : المراد أنه في وقت الضجر يلعن نفسه وأهله وولده وماله ، ولو استجيب له في الشر كما يستجاب له في الخير لهلك . وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا فأقبل يئن بالليل فقالت له : ما لك تئن ؟ فشكى ألم القيد فأرخت له من كتافه ، فلما نامت أخرج يده وهرب ، فلما أصبح النبي عليه الصلاة والسلام دعا به فأعلم بشأنه ، فقال عليه الصلاة والسلام : " اللهم اقطع يدها " فرفعت سودة يدها تتوقع أن يقطع الله يدها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إني سألت الله أن يجعل دعائي على من لا يستحق عذابا من أهلي رحمة لأني بشر أغضب كما تغضبون ، فلترد سودة يدها
ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) قوله تعالى : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) . وفي الآية مباحث : البحث الأول : اعلم أن وجه النظم هو أن الإنسان بعد أن أنزل الله عليه القرآن وخصه بهذه النعمة العظيمة والكرامة الكاملة ، قد يعدل عن التمسك بشرائعه والرجوع إلى بياناته ، ويقدم على ما لا فائدة فيه فقال : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ) . البحث الثاني : اختلفوا في المراد من دعاء الإنسان بالشر على أقوال : القول الأول : المراد منه : النضر بن الحارث حيث قال : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ) [ الأنفال : 32 ] فأجاب الله دعاءه وضربت رقبته ، فكان بعضهم يقول : ائتنا بعذاب الله . وآخرون يقولون : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين . وإنما فعلوا ذلك للجهل واعتقاد أن محمدا كاذب فيما يقول . والقول الثاني : المراد أنه في وقت الضجر يلعن نفسه وأهله وولده وماله ، ولو استجيب له في الشر كما يستجاب له في الخير لهلك . وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا فأقبل يئن بالليل فقالت له : ما لك تئن ؟ فشكى ألم القيد فأرخت له من كتافه ، فلما نامت أخرج يده وهرب ، فلما أصبح النبي عليه الصلاة والسلام دعا به فأعلم بشأنه ، فقال عليه الصلاة والسلام : " اللهم اقطع يدها " فرفعت سودة يدها تتوقع أن يقطع الله يدها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إني سألت الله أن يجعل دعائي على من لا يستحق عذابا من أهلي رحمة لأني بشر أغضب كما تغضبون ، فلترد سودة يدها