لقد اكتشفْتُ من خلالِ الحديثِ عن الصلاةِ الصحيحة بجميعِ أركانِها وسُنَنها وفرائِضِها ، أنني لا أعرفُ منها إلا حركاتٍ تقليديةً متوارَثةً مع الخَطأ والجهلِ .. هذا التقليدُ المتوارَثُ الذي هو من أكبَر المصائبِ على ديننِا ،







https://encrypted-tbn0.gstatic.com/



 بسم الله الرحمن الرحيم
 وهو أكبر سببٍ للتراجع الديني بسببِ أخطائه المتوارَثَة والدين منها برئ .. لم أكنْ أَعلَمُ أن الدُّخولَ في الصلاة وَقْفَةً بين يدي الله جلَّ وعلا الذي يرانا ويَسمع تلاوَتنا القرآنيةَ ، ويرى حركاتِنا فيها وما يَجيشُ في خواطِرنا ، كنتُ أَعتَقِدُ أن الصلاةَ مجرَّدَ فرضٍ يجب علينا أداؤه وبالوقت الذي ما يتسنى لنا ذلك ! ، وكم كنتُ أُؤَخِّرُ صلاةَ الظهيرةِ إلى قُربِ مَوعد صلاةِ العصرِ حتى أُصليَهما بوقتٍ واحدٍ تقريباً ، وكذلك صلاةُ المغرب إلى صلاةِ العشاء ، وكلُّ ظني أنني على صوابٍ ، المُهِمُّ عندي أنني أُصلي كلَّ وقت بوقْته وهو قبل دخولِ الوقتِ للصلاةِ التاليةِ وشتانَ !. شتانَ بين ما كنتُ أفعلُ وبين ما تعلَّمتُ ، بأن وقْتَ الصلاة الحقيقيّ هو عقِب انتهاءِ الآذان مباشرةً ، وأنني كلما توضَّأْتُ أَكْسَب أجراً أكبر ، وتعلَّمْتُ كيف أقرأُ سورة الفاتحةِ بشدَّاتها الأربَعَة عَشَر ، وكيف الوقوفُ بين يدي الله بخشوعٍ خالصٍ ، لا أُفَكَّرُ إلا بمعاني ما أقرأُ من كتابِ الله الكريمِ ، وأنا أتخَّيلُ قُربَ الله مني ، فأقفُ بأحسنِ حالٍ ، وأقرأُ بأسَلمِ لفظٍ ، وأَعيشُ مع ما أَقرأُ راجيةً وخائِفَةً ، وتعلَّمْتُ كيفيةَ الركوعِ ومَعناهُ ، والوقوفَ بَعده لحظاتٍ ، أقولُ فيها بعد سمع الله لمن حَمِده .. اللهم لكَ الحمدُ ، حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً فيه .. ثم السجودُ المستكينُ ، ومعناه ، والجلوسُ بين السجدتين والدعاءُ هنا .. اللهم اغفر لي وارحَمني ، وارزْقني ، واهدِني .. وتكونُ الجلسةُ قريبةً من مُدَّةِ السجودِ ، والدعاءُ قبلَ التسليمِ ، بما كان النبي صلّى الله عليه وسلم يدعو به ويعِلّمُه للناسَ .ها بما مَنَّ اللهُ من فضْلِه على والدتِها من الهدايةِ ، اشتريْتُ الملابسَ الشرعيةَ ووضْعتُها بالخِزانَةِ ، أمَّا التنفيذُ ، فما أحوجَني إلى قوةٌ إلهية تعينني عليه ، إنني أتحيَّنُ فُرصَةَ المَقِدرَةِ على مقاومةِ إيحاءاتِ الشيطانِ الذي يُوهِمُني بَعَدم المَقْدِرَة وأنا في بيتي هذا ، يجب أن أُغَيِّر منزلي إلى مكانٍ آخر لأنني لا أرغَبُ مشاهدَةَ جيراني لي بمَظْهري الجديدِ ، بعد أنِ اعتادوا مشاهدتي بأشْيَكِ حالاتي ، ومن ثم أبدأُ مرحلةَ التغيير هذه ، وقد أوحى لي ذلك اللعينُ أنه لا مانِع من الانتظار إلى ما بعدَ الحجِّ فتكونَ خطوةٌ مُقنِعَة لي ولجميع من حولي .

واستمرَّتْ لقاءاتي مع ابني ، وسَردِ أحاديثهِ الدينيَّةِ ، وأنا أشعرُ بقلبي يشتَعلُ غَيظاً ورَهَباً من عنادي في هذا ، ومما سيوصِلُني إليه بعد قناعتي التامَّةِ بوجوبهِ ، وأنني لم أَعُد مقصرةً في شيء من عبادتي إلا هو ، وعرفت من خلال أحاديث ابني أنَّ هذا الأمرَ من تلبيسِ إبليسِ، ومن بين المواضيعِ التي طَرَحها علينا ابني أيضاً موضوعُ الصلاة ، وياله من موضوعٍ كنتُ في أَمَسِّ الحاجةِ لمعرفَته ، لم أكن أَدري بأنها مفتاحُ الوصولِ إلى باب الحقِّ ، وإنَّه من خلالها فقط يستطيع الإنسانُ أن يتناجى مع ربِّه بصورةٍ حقيقيةٍ ألا وهي الصلاةُ الخاشعةُ .

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/

لقد اكتشفْتُ من خلالِ الحديثِ عن الصلاةِ الصحيحة بجميعِ أركانِها وسُنَنها وفرائِضِها ، أنني لا أعرفُ منها إلا حركاتٍ تقليديةً متوارَثةً مع الخَطأ والجهلِ .. هذا التقليدُ المتوارَثُ الذي هو من أكبَر المصائبِ على ديننِا ، وهو أكبر سببٍ للتراجع الديني بسببِ أخطائه المتوارَثَة والدين منها برئ .. لم أكنْ أَعلَمُ أن الدُّخولَ في الصلاة وَقْفَةً بين يدي الله جلَّ وعلا الذي يرانا ويَسمع تلاوَتنا القرآنيةَ ، ويرى حركاتِنا فيها وما يَجيشُ في خواطِرنا ، كنتُ أَعتَقِدُ أن الصلاةَ مجرَّدَ فرضٍ يجب علينا أداؤه وبالوقت الذي ما يتسنى لنا ذلك ! ، وكم كنتُ أُؤَخِّرُ صلاةَ الظهيرةِ إلى قُربِ مَوعد صلاةِ العصرِ حتى أُصليَهما بوقتٍ واحدٍ تقريباً ، وكذلك صلاةُ المغرب إلى صلاةِ العشاء ، وكلُّ ظني أنني على صوابٍ ، المُهِمُّ عندي أنني أُصلي كلَّ وقت بوقْته وهو قبل دخولِ الوقتِ للصلاةِ التاليةِ وشتانَ !. شتانَ بين ما كنتُ أفعلُ وبين ما تعلَّمتُ ، بأن وقْتَ الصلاة الحقيقيّ هو عقِب انتهاءِ الآذان مباشرةً ، وأنني كلما توضَّأْتُ أَكْسَب أجراً أكبر ، وتعلَّمْتُ كيف أقرأُ سورة الفاتحةِ بشدَّاتها الأربَعَة عَشَر ، وكيف الوقوفُ بين يدي الله بخشوعٍ خالصٍ ، لا أُفَكَّرُ إلا بمعاني ما أقرأُ من كتابِ الله الكريمِ ، وأنا أتخَّيلُ قُربَ الله مني ، فأقفُ بأحسنِ حالٍ ، وأقرأُ بأسَلمِ لفظٍ ، وأَعيشُ مع ما أَقرأُ راجيةً وخائِفَةً ، وتعلَّمْتُ كيفيةَ الركوعِ ومَعناهُ ، والوقوفَ بَعده لحظاتٍ ، أقولُ فيها بعد سمع الله لمن حَمِده .. اللهم لكَ الحمدُ ، حمداً كثيراً طيباً مبارَكاً فيه .. ثم السجودُ المستكينُ ، ومعناه ، والجلوسُ بين السجدتين والدعاءُ هنا .. اللهم اغفر لي وارحَمني ، وارزْقني ، واهدِني .. وتكونُ الجلسةُ قريبةً من مُدَّةِ السجودِ ، والدعاءُ قبلَ التسليمِ ، بما كان النبي صلّى الله عليه وسلم يدعو به ويعِلّمُه للناسَ .
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/

آه .. ثم آه ، ما أجمَلَها من صلاةٍ ، وما أَرْوَعَه من شعورٍ ، شعورُ صِلَةِ الإنسانِ بربهِ ، كنْتُ محرومةً من كل هذا بسببِ جَهلي بالصلاةِ الحقيقيةِ الصحيحةِ ، وكم شَعَرْتُ بالقُرْبِ والمحبَّة من الله ، وبالسعادةِ والاطمئنانِ ، وأنا أَقرأُ آياتِ اللهِ وفيها الأَمَلُ برحْمَته لمن أطاعَه وأتمر بأمر رسولهِ ، وبعفوهِ عمن تاب عن معصيتهِ ..

مرحلة العبادة

الآن فقط عَرْفتُ سَبَب تكاسُلي الوهميّ ، وسيطرةِ الشيطانِ على هِمَّتي ، وإحباطِ رغبتي في طاعةِ أوامرِ ربي وتنفيذِها ، عرَفْتُ بأن الصلاةَ هي أهمُّ صِلةٍ وأَوْلاها بين العبدِ وربِّه ، فكيف تكونُ صلةٌ من غيرِ خشوعٍ ومن غيرِ علم تامِّ بكيفيِتها وصلاحيتها ؟ كيف تأتينا رحمةُ الله ، ما لم تَخْشَع قلوبُنا بذكْره ونحن بين يديه ؟.

وجاءني القَبولُ ، جاءني النورُ الإلهي الذي لا يَقِف بطريقه عائقٌ.. إلهي .. لا مانِع لما أعطيْتَ ، ولا مُعطِي لما منَعْتَ ، سبحانَك ، لقد ذُقْتُ بعد أيامٍ طعْمَ الصلاةِ الخاشعةِ وأنا أَهيج ببكاءٍ حاد ، أبكي بين يدي ربّي بدمعٍ حارقٍ من ذنوبي ، ومن ما ضيّعْتُ بجنب الله ، كلَّما قرأتُ وتمعَّنت آياته ، وأيقَنْتُ عَظَمتَه وقُدرَتَه وشِدةَ عِقابه للغافلينَ عن عبادَتِهِ ، والعاصين لأمرِه ، وعظيمَ رحمتهِ بأحبابه ، فعزَمْتُ أن لا أكونَ إلا من أحبابِه مهما شقَّ عليَّ ذلك ، فأنا أسأَلُه آناءَ الليلِ وطيلةَ النهار أن يَهَبَني رحمَته ، ويُعينُني على حُسْنِ طاعَتِهِ .

وقد منَّ اللهُ عليَّ بها ، إنَّه نِعْم المَولى ، ونعم المجيبُ ، ويالها من استجابة إلهيةٍ كريمةٍ ، من ربٍ رحيمٍ كريمٍ ، عفوٍّ ، غفورٍ ، توابٍ عظيمٍ ، فرزقَني التوبةَ من واسع رحمَتِه وأفضلِ أبوابها ، فوهَبَني الزُّهْدَ بالدنيا بما فيها ، بعد أنِ استَحْوَذَتْ على عقلي ، وأخَذَني متاعُها الفاني نحو ثلاثينَ عاماً ، فلم يَعُد يهمُّني شيئاً من أحوالِها ، ولم تَعُد تعني عندي شيئاً ، إلا التزوَّدَ فيها بما يجعلني أهلاً لرحمةِ ربي في الآخرةِ ، فنذْرتُ نفسي لله ، وأعانني اللهُ جل وعلا على أن أُبِّدل جميع أعمالي السيئةَ بأعمالٍ صالحةٍ .

1ً ـ فبعد أن كان كلُّ همي باعتنائي بمظهري حتى أبدوَ في مرحلة السن الخامسةِ والعشرين ، وذلك ما كان يدور على مسامعي ، وأنا في الخمسين تقريباً ، فرحةً بهذه الميزة التي دَفعْتُ ثمنها كلَّ وقتي وفِكري ومالي ، حتى لا أَخَسَر المديحَ والإعجابَ الذي لم أَحصُدْ منه إلا الغَيرةَ والحسَدَ والكَيد ممن حولي ، وبالتالي احتقارَ الذاتِ كلما خلوتُ بنفسي ، فأصبَحْتُ الآن بحمد الله وفَضلِه لا يُؤَخّرُني شيءٌ عن أمرِ ربي.

فأخَرجَتُ الحجابَ والجِلبابَ من خِزانَتي التي وضعتُهم فيها متردِّدة كيف ألبسها ؟ وهل أستطيع ذلك ؟ وها قد جاءني الدافعُ الرباني فلبستُه وكأنني تعوَّدْت عليه منذ سنواتٍ ، إلا أنني لم أُتْقِنْ وضْعَه لأنَّه لم يَعُد يَهمُّني حُسنُ المظهرِ ، إلا ما يُرضي الله ، فجاءَتْ ابنتي وأَصْلَحَتْ لي من شأنِه ، وذهبْتُ ، وأوَّل ما ذهبْتُ مرتديةً إياه إلى أحدِ المساجدِ لتلقّي العلم من صاحبِ الكتاب ، أي مؤلِّفهِ الرائعِ ، ذاك الكتابُ المنيرُ الذي بدأَتْ مسيرتي من خلالِه ، جزى الله ذلكَ الشيخَ الكبيرَ ، والمؤلِّفَ القديرَ كل الخير ، وأكثَر اللهُ من أمثاله لفائدةِ عبادهِ .

وكم كانَتْ فَرْحَةُ العائلة كلِّها بلبسي الحِجابَ ، وكلُّهم كانوا يعلمون مدى رفضي له ، وبما أنهم يحبونني جداً ويتمنَّون لي الخيرَ ، فرِحوا لرعايةِ الله لي وفضلهِ عَليّ ، وكانت ردةُ فعلهِم موحدةً ، بأنهم قالوا : إنكِ تستاهلينَ هذه الهدايةَ الإلهيةَ ، لأن طيبَتَكِ ورحمتكِ بالناس ، وحُبَّك للخيرِ لا ينقصهما إلا طاعةُ اللهِ ، وكلُّهم يدعون لي بالهدايةِ خُفيةً عني ، وكنتُ حينذاك كما قال الله في كتابه الكريم :

http://i.ytimg.com/vi/akFqKfAjnwU/

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages