
بسم الله الرحمن الرحيم
و من الناحية الطبية لا يوجد أي دليل عن أي ضرر من ممارسة الاستمناء، ولا تنصح أي مؤسسة علمية و لا طبية بالإقلاع عن الاستمناء لأسباب صحية.
قد نلاحظ ببعض الحالات المرضية التي يعاني بها الشخص من مشاكل جنسية، قد نلاحظ قصة استمناء بالماضي، و كثيرا ما يستشير هؤلاء الأشخاص معتقدين بأن ممارسة الاستمناء هي السبب بمشكلتهم الجنسية (سواء أكان الأمر قذف مبكر أو عسرة انتصاب أو غيره)، و لكن التحليل الدقيق لهذه الحالة يظهر السبب الحقيقي للمشكلة و يظهر أن ترافق الاستمناء مع هذه المشكلة ليست أكثر من صدفة، يعود هذا لكون غالبية البشر تستمني. و التحليل الشامل يظهر بالمقابل عدد اكبر بكثير من الأشخاص الذين مارسوا أو يمارسون الاستمناء دون أن يعانوا من أي مشكلة. كما نجد عددا كبيرا من المصابين بمشاكل جنسية لم يسبق لهم أن يستمنوا. وبالتالي فان الرابطة بين السبب والمسبب غالبا ما يصعب تحديدها.
تذكر هنا على سبيل المثال، بأن عددا كبيرا من المشاكل الجنسية التي قد نلاحظها مثل الم الجماع واستحالة الايلاج VAGINISME الناتج عن تشنج عضلات المهبل يترافق بالغالبية العظمى من الحالات مع رفض الاستمناء أو اعتقاد الفتاة بأنه ضار.
إن كان الاستمناء غير ضار بالصحة، لماذا تتحدث العديد من مواقع الانترنيت العربية عن أضرار العادة السرية؟
بالفعل، عندما نقلّب المواقع العربية نعثر على عدد كبير منها يسرد نفس الكلام. يبدوا الأمر وكان احدهم أخترع من خياله لائحة من الأمراض وادعى أنها ناتجة عن العادة السرية دون سرد أي دليل علمي. حتى أن هذه اللائحة من الأضرار الافتراضية تشمل أمور غير منطقية. مثلا تشمل هذه اللائحة مرض الزهري، وهو مرض معدي ينتقل من شخص لأخر. و بالتالي لا يوجد أي سبب منطقي يفسر كيف لمن يمارس الاستمناء لوحده و بخلوته أن يصاب بمرض تأتي عدواه من شخص آخر.
يقال أيضا، على سبيل المثال أن الاستمناء يسبب ضعفا بالبصر؟؟ و لكن ومنطقيا، لا توجد أي رابطة تصل ما بين العين و الوظيفة الجنسية، فيما عدا دور العين كأحد أدوات الإحساس، والتي يمكنها أن تنقل المحرضات الجنسية. ولم يبقى سوى أن نتصور بأن إغلاق العين أثناء الاستمناء يسبب ضعف بالبصر.
نظرا لعدم توفر أي دليل علمي يثبت هذه الأضرار المفترضة، و نظرا لعدم توافقها مع أدنى بديهيات الطب، نستنتج أن هذه اللائحة من الأضرار الخرافية يتم تناقلها دون أي تفكير أو تأكّد من صحتها، تماما كما تنتشر الإشاعات.
غاية هذا النقل الأعمى لأمور غير صحيحة هو تخويف الشباب من هذه الممارسة التي تعتبرها بعضالفئات محرمة من الناحية الدينية.
الوضع بالعالم الغربي:
على العكس من المواقع العربية، من النادر جدا أن نعثر على موقع أجنبي يتحدث عن أضرار العادة السرية. وإن حصل هذا فهو لأسباب عقائدية. و بالواقع حفلت بداية القرن المنصرم و قبل نشأة الطب الحديث بالعديد من المؤلفات التي انطفئ نورها بعد أن روجت لهذه الأضرار الخرافية. حتى فرويد Freud ، فقد كان يعتقد ان الاستمناء هو نوع من عدم النضج الجنسي، ولكنه تراجع عن هذه الأفكار ولم يعد يتبناها احد من بعده منذ أعمال كنسي و ما تلاه مثل ماستر وجونسون.
نذكر على سبيل المثال، ادن كرافت الالماني، وهو طبيب نفساني، درس المصابين بالعصاب النفساني ولاحظ أن الكثير من مرضاه يمارسون الاستمناء، فاستنتج دون ان يستعلم عن ممارسة الاستمناء من قبل الأصحاء أنه يسبب العصاب. و لكنه لم يلاحظ أن الاصحاء يمارسون الاستمناء دون ان يسبب عندهم أي مرض.

يفضح لنا البروفسور John Studd بهذه المقالة History of female sexuality العديد من هذه الافكار البالية التي كانت تسود بالقرن التاسع عشر.
لا تحتوي قاعدة الميدلان U.S. National Library of Medicine على أي مقال يتحدث عن أضرار العادة السرية فيما عدى الحالات النادرة التي يطرأ بها حوادث رضية أو جروح بالقضيب نتيجة أسلوب الممارسة الخاطئ، لا الممارسة بحد ذاتها. وتبقى الممارسة مع الشريك هو السبب الأساسي لكل الرضوض التي تطرأ على الجهاز التناسلي، فضلا عن الأمراض المنتشرة جنسيا.
لماذا تروج الكثير من المواقع باللغة العربية بأن ممارسة الاستمناء يسبب تمزق البكارة؟
شرحنا بأن البكارة لا تتمزق ألا عندما يدخل شيء ما، وبالقوة إلى المهبل. سواء أكان هذا الشيء أصبعا أثناء الاستمناء أو قضيب الرجل أثناء ممارسة الجنس.
وشرحنا كيف أن فرك الفرج ـ أشفار و بظر ـ من الخارج، يكفي للحصول على المتعة، ولا يسبب تمزق البكارة.
