
يسم الله الرحمن الرحيم
يوجد مجموعة من الناس يعتقدون بأن الاستمناء محرم ، ويحاولون بشتى الوسائل تشجيع الجيل الناشئ للابتعاد عن الاستمناء. ولهذا فقد اخترعوا لائحة من الأمراض الخرافية التي الصقوها بالاستمناء دون أي دليل طبي. بل لجئوا إلى الكذب أحيانا بالقول أن الطب الحديث اكتشف هذا الضرر أو ذلك، بحين أن آخر منشورات طبية تتحدث عن أضرار العادة السرية تعود إلى العشرينات من القرن العشرين المنصرم. إن الادب الطبي مفتوح للجميع. و لا يوجد أي بحث علمي ينصح بالإقلاع عن ممارسة العادة السرية.
ثم لجأت هذه الفئات من البشر للترويج بأن العادة السرية تسبب تمزق البكارة، مما خلق عند الجيل الصاعد كمية هائلة من حالات القلق والخوف و الذعر الذي منع العديد من الفتيات من قبول الزواج. (يشهد على هذا العدد الهائل من الأسئلة التي تردنا بانتظام و تظهر قلق الفتيات من تمزق البكارة.)
ولن يتردد من يروج لهذه الخرافات من القول لكي يؤكد نظريته، أ فحصي نفسك وتأكدي من الأمر.
المشكلة أن غالبية الفتيات قد اكتشفن الاستمناء بشكل عفوي وقبل أن يعرفن شيء عن البكارة، وفوق ذلك لا يمكن لهن أن يتعرضن للفحص الطبي بسهولة نظرا للظروف الاجتماعية المحيطة.
الفحص الطبي سيزيد من الشكوك نظرا للمصاعب الكبيرة برؤية البكارة. وهو مصدر رزق ويدر أموالا طائلة للعديد من المشعوذين اللذين يبيعون المراهم لرتق البكارة.
وعلى نفس المنوال يروج هؤلاء للخرافات التي تقول إن العادة السرية تغّير من لون الفرج بحيث يكشف الزوج بأن خطيبته تمارس الاستمناء، وكأن هذه الممارسة أصبحت جريمة. كما وسيدر هذا أيضا مصدر رزق للعديد من المشعوذين اللذين يبيعون المراهم التي تبيض الفرج.
لماذا يميل الشخص إلى الاستمناء؟؟
الميل نحو ممارسة الجنس هو أمر غريزي لا يمكن مقاومته. ولولاه لانقرضت البشرية عن الأرض. هو ما يدفع الإنسان للتكاثر وللتزاوج. فعندما لا يجد الإنسان شريك لكي يمارس معه الجنس يميل بشكل عفوي ولا إرادي إلى إرضاء هذه الرغبة بنفسه، وبيده.
هذه الرغبة الغريزية لا يمكن تأجيلها ولا الغائها. ولا ترتبط بالوضع الاقتصادي ولا الاجتماعي للشخص.
بمعنى أخر، الرغبة نحو ممارسة الجنس لا تشترط وجود الشريك الجنسي. وهي تظهر منذ البلوغ.
العادة السرية ـ الاستمناء ـ هل يمكن تشبيهها بالممارسة الحيوانية ؟؟
كما ذكرنا أعلاه، الاستمناء هو وسيلة لإرضاء رغبة بيولوجية طبيعية مهمتها المحافظة على الجنس البشري بكونها المحرك الأساسي للتكاثر. لولا هذه الرغبة الغير إرادية والتي لا يمكن السيطرة عليها لما تشجع احد ليقترب من الجنس الأخر. الفرق بين الإنسان والحيوان، أن الإنسان يخضع بتصرفاته إلى نظام اجتماعي، ولقواعد أخلاقية تحد من ممارساته الجنسية. عندما تدفع الرغبة الجنسية الحيوان نحو الجنس الأخر نراه لا يكترث بأي قاعدة، و يمارس الجنس أمام جميع الأعين وبدون أي رابط عاطفي مع أول لشريك يتوفر له. و ذلك على العكس من الإنسان الذي لا يستطيع إرضاء رغبته الجنسية سوى ضمن حدود ضيقة تحيط بها قواعد اجتماعية واخلاقية ودينية، فيلجأ إلى الاستمناء.

هل يوجد ما يسمى إدمان على العادة السرية ـ الاستمناء ـ هل هي مرض ؟؟
الإدمان يوحي بممارسة تصرف ضار. نقول مدمن تدخين، مدمن مخدرات، وغيره، ولكن لا نستطيع القول مدمن تنفس أو مدمن طعام. وكما لا يوجد إدمان على ممارسة الجنس مع الزوجة، لا يمكن أن يوجد إدمان على ممارسة الاستمناء.
تتفق جميع الإحصائيات على القول بأن أكثر من 85% مارسوا أو يمارسون هذه التصرف الجنسي. وبالتالي لا يمكن أن نعتبره مرض، لأن المرض هو ما يخص الأقلية، ولا يمكن أن نقول عن شيء يحصل عند أكثر من أربعة أخماس البشر أنه أمر غير طبيعي أو شاذ.
لماذا يرتبط الندم و تأنيب الضمير مع الاستمناء؟؟.
لماذا سنشعر بتأنيب الضمير عندما نفعل شيء ما؟
السبب هو شعور الشخص بارتكاب خطأ... إما أنه يعمل شيء محرم، أو أنه يعمل شيء يضر. وهو يصر على عمله، لأنه لا يمتلك المقدرة على تركه..
لو قلنا لهذا الشخص، أن ما يعمله ليس حرام و غير ضار، هل سيشعر بتأنيب الضمير؟؟؟ بالطبع لا.
تأنيب الضمير والشعور بالذنب هو ما يقلق ويقض مضجع الشخص. لا الاستمناء...
هل يدفع رفاق السوء إلى ممارسة العادة السرية ـ الاستمناء؟
لا يمكن أن يوجد إنسان على الأرض يجبـر إنسان آخر على فعل هذه العادة، لأنها أمر غريزي. فهي تلد مع الإنسان و تتفجر عفويا عند البلوغ. تنبع الرغبة بممارستها من أعماق الإنسان.
يمكن أن نشبه الأمر بشخص نقدم له طبقا شهيا مزركشا، فأن لم يكن جائعا، فلن يقترب منه.
وعلى العكس، عندما يجوع الإنسان سيأكل من أي طبق كان. زركشة الأطباق الشهية تساعد فقط بالاختيار وتفضيل طبق عن آخر.
الأمر نفسه ينطبق على الرغبة الجنسية. لو كانت الرغبة الجنسية معدومة فإنالمناظر المثيرة لن تعيدها. "بأغلب الأحيان"
مثلا ، شخص لوطي، يتطرف كمثلي جنسي. لا يهتم بالنساء، لو قدمنا له أجمل الحوريات بأوضاع مثيرة، فهو لن يكترث لهن.
العادة السرية يتعرف عليها المراهق بنفسه بغالبية الأحوال، بل أنها لوحظت عند الأطفال الذين لا يعرفون ما هو الجنس، "يمكن مراجعة نظريات فرويد و و بياجيه و إحصائيات كنسي بهذا الخصوص"
و من النادر أن نسمع أن المراهق تعلم عليها بفضل رفاقه، لهذا تسمى سرية.
قد يتناقل الحدث بين الشباب عن ممارسة الاستمناء، و يحكى عن مجموعات من الشباب يمارسون الاستمناء معا. ولكن الممارسة الفعلية غالبا ما تكون بين الشاب ونفسه، أو الفتاة ونفسها بخلوة و بعيدا عن الأعين المتطفلة، وكثيرا ما يروي الشبان والفتيات بأنهم مارسوها دون أن يدروا ماذا يفعلون، و إن حصل العكس فالأمر ليس أكثر من لعبة يمارسها المراهقين فيما بينهم.
هل تنتج العادة السرية من مشاهدة المناظر المثيرة
كما قلنا أعلاه، الاستمناء هو نشاط جنسي طبيعي يتفجر عفويا من أعماق الإنسان. محركه الأساسي هو الخيال الجنسي. و هو ما يدفعنا للجنس الأخر. قد تحرك مشاهدة المناظر المثيرة الخيال الجنسي و تحرك الرغبة بممارسة الاستمناء. ولكن هذه المناظر ليست السبب