الرغب في حقيقة الخلافة الربانية



http://xa.yimg.com/kq/groups/56800616/sn/1494430898/name/


بسم الله الرحمن الرحيم

سمعن فأجبن سراً ولم يرفعن أصواتهن، ما أسمعنه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا رسول الله، ما سمع الجواب، سلم مرة ثانية، لأنهن يعلمن من سنته أن يعيد السلام ثاني وثالث إذا لم يسمع الجواب، ففي المرة الثانية أيضاً سكتن وأجبن سراً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا رسول الله، أعاد السلام ثالث مرة حيث لم يسمع الجواب، ففي المرة الثالثة رفعن أصواتهن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا رسول الله أهلا ومرحبا، قال قد كنت سلمت أولا وثانيا، قلن سمعناك ورددنا سراً رجاء أن يكثر الخير في بيتنا بسلامك علينا، أعِد السلام ثاني مرة وثالث مرة اجعل البيت يمتلئ من نور سر ذا العطاء وأنت تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يردن ثاني وثالث، عليهن رضوان الله تبارك وتعالى.

قال: إنما جئتكن في شان هذه الخادمة، أبطأت عليكن فلا تعاتبنها، قالوا جئت بنفسك من شأنها!؟ يا رسول الله إكراما لك بعد مجيئك كيف نعاتبها وقد جئت هي حرة لوجه الله، من بعد اليوم لا نستخدمها.

وعاد إلى بيته الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. وهذا وعد منه كريم جاءنا إذا سلمنا عليه رد علينا السلام، فيارب اجعلنا في المقبولين، يارب اجعلنا في المقبولين، يارب اجعلنا في المقبولين.

لو جاءت ساعة الغرغرة وقابلَك سلامُه سلمت عليك الملائكة وراه، ولا كلمك لا ملائكة الوفاة الذي وُكلوا بك ولا ملائكة القبر، اذا سلام محمد يلوح عليك، صلى لله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. اجعلنا في المقبولين، ياربنا، اجعلنا في المقبولين ياربنا.

ولحيازة هذه العطايا الكبيرة، عُقدت المجالس ليحصِّل مَن يحصل نصيبه من هذه النفائس، فكم من مسعود سعد بجلسة حضرها في حياته، يشاهد قولَ ربكم على لسان خيرِ برياته (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)، فعسى كرامة من الله يكرمنا وإياكم بها، وعسى حسن معاملة مع هذا الخلّاق وطلب للتشرُّف بشريف ذي الخلافة، هذه الخلافة أدب لسانك وهذه الخلافة أدب عينيك هذه الخلافة أدب أذنيك أدّبها لا تتركها بلا أدب، أدِّب عينيك، أدِّب عينيك، تريدها تتشرف بنظر وجه كريم عند الله تعالى، سرى إلى السبع الطباق وجاوزها ووصل إلى حضرة الاطلاق، هيئ عينيك له، وتَصْلُح له عيون تشوفت العورات؟ وهل تصلح له عيون تشوفت المناظر السيئات؟ ما تصلح لهذا الوجه! ما تصلح لهذا الوجه! أدِّب عينيك، أدب أذنيك من شان تسمع الكلام الطيب من الطيب، وتتهيأ لرد السلام عليك إذا سلمت عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هنا، وإلا عند الورود على الحوض، واذا قد طاب بالسلام والمحبة والوداد وأنت في الدنيا، عند الورود في الحوض بايقع سلام وبتسمع رده، قدام يرد عليك السلام وبا ترى ابتسامة وجهه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله ولا أشرف من ذلك! ولا أطيب من ذلك! الله ينيلنا ذلك ويهب لنا هذه المواهب، من حضرته بوجاهة هذا الحبيب أطيب الأطايب صلى الله عليه وسلم، على الحوض اجمعنا أجمعين، ونشرب ونروى من ذاك الحوض، وشراب من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا، الله يسعدنا مع السعداء الذين يشربون من ذلك الحوض غدا..

https://jahlan73.files.wordpress.com/2013/05/

وكم من قوم يختَطفون.. لماذا يُختطفون؟ لأنه كان في الدنيا، هذه مجالس حوضه ومياهه المعنوية عُرضت عليهم فأعرضوا، فإذا جاؤوا في القيامة قربوا منها وأُبعِدوا، ينادون: لماذا لا تسقونا ونحن عطشى! قالوا بدّلتم وغيّرتم! فلماذا تزيدوننا حزنا بتشوفوننا!! قالوا ازدادوا حزنا.. قد عُرضت عليكم في الدنيا فأعرضتم فأريناكم إياها لتزدادوا حزنا إلى حزنكم، وحسرة على حسرتكم والعياذ بالله تبارك وتعالى. فأقول (سحقا سحقا) والعياذ بالله، قلنا (لا تدري ما أحدثوا من بعدك، خالفوك)

هذه الخلافة فيها تأديب أعضائكم، وتأديب قلوبكم لمولاكم جل جلاله، شوفوا أهل الفسق ينادونكم بالإساءة، تسيئون إلى أنفسكم فيما بينكم وبين الله بمخالفة منهجه، بعيونكم، بألسنتكم بآذانكم بأيديكم بأرجلكم بأعضائكم بقلوبكم لكن الحق ورسوله ينادون أحسنوا! (وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، فأحسنوا، أحسنوا، أدبوا أعضاءكم، خذوا من سر الأدب، أمامكم القدوة اللي قال (أدبني ربي فأحسنَ تأديبي) نحن نريد آدابه هذه نتأدب بها ونربي عليها عيالنا، نربي عليها نساءنا، نربي عليها أولادنا وأصحابنا، ونتواصى بها، لأنها هي مظاهر الخلافة، مظاهر الخلافة عن الله سبحانه وتعالى، التي بها غاية الشرف..

أما سمعت أسرارَ المحبة فيها ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) يحببكم الله، أنا أو من غيري يقدر على أن يصف لك سر يحببكم الله؟ من يشرح معناها ؟ ما لا أحد يقدر على شرح معناها لك! لكن إن ظفرتَ منها اشرب بكأسها، وارقَ مع ناسها، واحظَ بإيناسها، بلا نهاية ولا غاية ولا حد ولا حصر ولا انقطاع ولا فناء ولا زوال ولا انتهاء، ( يحببكم الله) وإذا أحبّك ربُّ العرش.. لا أحد يقدر أن يتكلم عنك.. ماذا سيقول؟ قد قطع سبحانه وتعالى الألسن والعقول أن تحيط بهذا المعنى، قال ( فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمع به..)، قفل الباب لا أحد يعرف معناها، (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنه) فماذا يقولون في هذا الإنسان إذا أحبه الرحمن جل جلاله، عسى لنا..

يا الله بِذَرَّة من محبة الله ** نفنى بها عن كل ما سوى الله

ناس في بني إسرائيل سألوك إياها فأعطيتهم، وقسمت عليهم من ذرات المحبة ما به ارتقَوا، ونحن من أمة حبيبك، فبأحبِّ المحبوبين نسألك:

يا الله بِذَرَّة من محبة الله ** نفنى بها عن كل ما سوى الله

ولا نرى من بعدها سوى الله** الواحد المعبود رب الأرباب

تتطيب بها هذه القلوب وتتنقى عن الشوب، ويرتفع الطيب ويصل إلى ديارنا ومنازلنا ومن يسمعنا وأهل ديارهم ومن وراءهم، يالله بِذَرَّة من محبة الله، نفنى بها عن كل ما سوى الله، ولا نرى من بعدها سوى الله، الواحد المعبود رب الأرباب،

على بساط العلم والعبادة ** والغيب عندي صار كالشهادة

هذا لعَمري منتهى السعادة ** سبحان ربي مَن رجاه ما خاب

حاشا أن نخيب ونحن ندعوك، ونحن نرجوك، يا ملك الملوك، (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) فتكرّم علينا وعليهم بِذَرَّة من المحبة، ندخل بها مع الأحبة، واسقنا في ذلك أطيبَ شَربة، يا ساقي المحبوبين، يا ساقي المقرَّبين، يا ساقي المطلوبين، يا ساقي أهل اليقين والتمكين.

لا إله إلا أنت، لا تحرمنا لذيذَ هذا الشراب، ولا تقطعنا عن أولئك الأطياب

في كفَلهم ومعهم في الجنان العليّة ** عند طه النبي المختار خير البريّة

صلوات ربي وسلامه عليه، وارزقنا الوفاء بعهدك الذي عاهدتَنا عليه، كل واحد منا اكسُه بكسوةٍ من هذه الكسوات، نحبك بالصدق، نقبل عليك بالصدق، ونخضع لك ونخشع ونحيا على محبتك، ونموت على محبتك، ونُحشر في أحبتك، نسألك حبَّك وحبَّ من يحبك وحب عمل يقرِّبنا إلى حبك، اجعل حبك أحبَّ إلينا من أنفسنا، اجعل حبك أحب إلينا مِن أنفسنا يا الله، اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا ومن أهلينا ومن أموالنا ومن الماء البارد على الظمأ يا الله..

في لطف وعافية مع صلاح شئونا والمسلمين، ودفعِ البلاء عنا والمؤمنين، آمين يا رب العالمين..


https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/9b/06/8c/

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages