الرغب في حقيقة الخلافة الربانية


Image result for ‫سعادة قلبي مع الله ربي‬‎



بسم الله الرحمن الرحيم

وفي هذه الحقيقة كان يقول لهم عبدالله بن عمر رضي الله عنه: لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، قمتم حتى تكونوا كالحنايا، لم يُتقبل ذلك منكم إلا بورع حاجز. إذا ما تنفذون منهج الله تعالى في مطعومكم ومشروبكم ما تنفع الصور . ولكن الذي أقام أمر الله إن أكل فبسم الله ياكل، وانظر علَّمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم صاحب الخلافة الكبرى، إذا بتنام قل باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه، فأكرِم وأنعم بجنبٍ باسم الله يوضع وباسم الله يُرفع، هذا جنبٌ مشرَّف، وهذا منظَّف وهذا جنب مكرَّم، هذا الكرسي اللي تجلس عليه، لا أحد ينزلك منه فيما بعد، ولا عليك فيه انقلاب، ولا أخواف ولا أتعاب، وتجيئ في القيامة وأنت على الكرسي هذا، وتدخل القبر وأنت فوق الكرسي هذا، لا أحد يخرجك منه، كرسي الاتباع لأشرف متبوع.. وإذا بدا عليك وشاح الاتباع، هابَك كل مَن في القيامة من الملائكة وغيرهم، قالوا: ذا تبع المتبوع الكريم؛ إذا قد بدا عليك وشاح اتباعه، هابوك من هيبته لأنهم يعرفون أنه الذي يقول له رب العرش ( ارفع رأسك، وسل تُعطَ، وقل يُسمع لقولك، واشفع تُشفَّع) فيا فوزَ من هم له تبع، اللهم حققنا بحقائق التبعيّة له، ظاهراً وباطنا يا أكرم الأكرمين.

عُقِدت لكم المجالس، لتمسكوا بهذه الحبال وتدخلكم تحت لوائه صلوات ربي وسلامه عليه، وتورثكم اليقين بأخباره وأنبائه، وتثبت أقدامكم على اتباعه واقتفائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ ثم تتشرفوا بالنظر إلى طلعته الغرّاء، وإلى نوره الأزهر، ووجهه الأبهر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. ما خلق ربُّكم وجهًا مثل ذا الوجه، الله يُريكم إياه ويجمعكم به، وأيّما عين تشرَّفت برؤية هذا الوجه بشِّرها برؤيا الجنة وبشرها بالنظر إلى وجه الله، وبشرها بأن ترى كل ما يسر، وأن تطلع على ما لم على البال يخطر، إذا قد تشرفت العين..

ليته خصني برؤية وجهٍ زال عن كل من رآه الشقاءُ

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

اعلموا أن في الصادقين من أمة الأمين المأمون عيونٌ تتشرف برؤيا وجهه، في كل زمان وفي كل مكان، وهكذا، حتى تسمعون من كلامهم ما تسمعون، من أسرار تلك الروابط وليست ببعيدة إذا القلب ارتبط، والروح ارتبط والسر ارتبط بهذا الجناب، ما الأمر ببعيد، ونحن في كل صلاة نقول له: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وهو القائل ( ما من مسلم يسلم علَي إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام) وهو الذي أُنزل عليه ( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)، فإذا قُبلت تحيتك عليه استلمها منه أحسن من تحيتك، أحسَن من تحيتك، ما هو بمرة ولا بألف مرة، ولا بألف ألف مرة، كلمة منه ما تساويها كلام العالمين، وسيجيب عليك بتحية أحسن من تحيتك.. اللهم اجعلنا مقبولين في صلاتنا عليه وفي سلامنا عليه واجعلنا حائزين سر سلامه علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.

https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/25/e1/d8/

تسمعون عن أهل السِّير ما يذكر من خروجه صلى الله عليه وسلم يوما إلى بيتٍ من بيوت بعض الصحابيات الصالحات الأنصاريات في المدينة المنورة، كن يسكنَّ في بيت، ومعهن خادمة لهن، كن يملكنها، أرسلنها إلى السوق لحاجة بأربعة دراهم، فذهبت، فضاعت عليها الدراهم، وجاء خيرُ الأنام صلى الله عليه وسلم ماشيا إلى السوق، وكان معه ثمانية من الدراهم.. مالك يا هذه تبكين؟ قالت يا رسول الله أرسلني أهل بيت يملكوني بأربع دراهم فضاعت علي، فأخرج أربعة دراهم وقال خذي هذه الأربعة الدراهم، خذي الحاجة واذهبي، فذهبت تأخذ الحاجة. ودخل إلى السوق كان يحتاج إلى قميص يجدد به القميص الذي عليه فاشترى قميصا بدرهمين، ووجد سائلا في الطريق فأعطاه درهمين، وبينما هو حامل القميص وجد رجلا قال يا رسول الله اكسني، فقال خذ القميص، فلا دراهم عنده ولا قميص، رجع في الطريق وإذا المرأة هذه تبكي، مالك يا هذه؟ أما أخذتي حاجة أسيادك؟ قالت نعم يا رسول الله لكن أبطأتُ عليهم فخشيت أن يؤنبوني ويعاتبوني، قال أنا أشفع لك عندهم، أين أسيادك؟ قالت نساء في بيت بعيد طرف المدينة، قال أنا أمضي أمامك، دليني على البيت، ومضى بنفسه عليه الصلاة والسلام، والمرأة تمشي وراه، وهؤلاء في بيتهن المنتزح في مكان بعيد يشاهدن نور الحبيب أقبل، قلن: هذا رسول الله في ذي الساعة يجي لذا المكان ناحيتنا ما يريد!؟ أين يذهب!؟ وإذا به يتوجه صوب بيتهم ، ووقف على باب البيت، يسلم عليهم: السلام عليكم أهل هذا الدار ورحمة الله وبركاته..


https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/736x/69/95/af/

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages