اامرأة منقبة من مصـر
إنـها امرأة حبب الله إليها الإيـمان وزينه في قلبها وكره إليها الكفر والفسوق والعصيان، إنـها امرأة نور على نور، نعم.. نور أشع من مصـر فحرك به القلـوب.
فـأين أولئك البنات في مصـر وفي غيـر مصر من هذه القصة، إنـها قصة تـميز حتى عند المـوت..
فــلا إله إلا الله.
ما سر التميـز في هذه القصـة؟؟ وكيف سطرت هذه المرأة قصة تـميزها حتى أصبح الكثيـر من الشباب يقول: يا ليت زوجتي تكون مثل هـذه..
بـهذه القصص يرفع القوم، بـهذه القصص ترجع لنا العزة والرفعـة، بـهذه القصص يخرج من بطون الأمهـات الأبطـال.
فأين البنات من هذه المـرأة التقية الصالحة المخلصـة؟؟ بل أين أولئك البنات من أجل وظيفة تنازلت عن حجابـها؟؟
وأيـن أولئك الفتيات من أجل وظيفـة تبرجن وخلعن الحجاب دون خوف من الله وإنـما من أجل متاع زائـل.
بـل أين أولئك الفتيات اللآتي أشغلـن أنفسهن بالمسلسلات والأفلام والأغاني واللهث وراء الموضـة، ولبس ملابس ضيقة وعارية والتعـرف على الشباب ودخول مواقع مشبوهـة.
إنـها قصة أخت مصرية منتقبـة تقية طاهرة كانت مع زوجهـا فى الباخرة المصرية التى غرقت فى طريق عودتـها من السعودية.
ويقول زوجهـا : لما سمعت أن السفينة تغـرق والناس تصرخ وتبكى، قلت: لزوجتـى وأنا معها فى الغرفة قومى هيا بسرعة هيا اخـرجى إن السفينة تغـرق.
قـالت: كلا انتظر ،قلت : ماذا أنتظـر!!! اخرجى بسرعة، قالت : انتظر حتى ألبس النقـاب.
قلت : هذا وقت نقـااااااااب !!
قالـت: والله لن أخرج حتى إن مـت ألقى الله وأنا على طاعـة
ووالله مـا خرجت إلا بعد ما شدت ثيابـها ..إنـه الحياء.. هكذا يصنع الإيـمان بأهله أيها الشباب وأيتها الفتيـات.
لبست ثيابـها ونقابـها وقفازيها وشدت الثيـاب عليها وخرجت مع زوجهـا.
يقـول : والله لما صعدنا على سطـح السفينة وعلمت أننا هالكون وأن السفينة غارقـة.
وإذ بامراتـى تتعلق بـى وتقول لى: أستحلفك بالله هل أخطأت فى حقك قبل اليـوم؟ قال: لا والله.
قـالت: سامحنـى ، قال: سامحتـك.
وإذ بـها تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسـول الله ، ثـم نظرت إلى وقالت : أرجو الله أن يجمعنى بك فى الجنـة.
إنـه الثبات على دين الله عز وجل. فـلا إله إلا الله...
مـن أي مدرسة تخرجت هذه المـرأة ؟؟ إنـها تخرجت من مدرسة أتباع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالـح.
انظروا الحب لزوجهـا في أخر لحظاتـها تطلب منه ان يسامحهـا، فأين الزوجـات من هذه المرأة العظيـمة؟؟
تقـول: والله لـن أخرج حتى إن مـت ألقى الله وأنا على طاعـة، كلمـة تـهز القلوب، فأين نحن من هـؤلاء الذين سطروا لنا أروع القصص في التميـز.

سوزي مظهر لها أكثر من عشرين عاماً في مجال الدعوة إلى الله ، ارتبط اسمها بالفنانات التائبات وكان لها دور دعوي بينهن .. روت قصة توبتها فقالت:
تخرجت من مدارس ( الماردي دييه ) ثم في قسم الصحافة بكلية الآداب، عشت مع جدتي والدة الفنان أحمد مظهر فهو عمي ... كنت أجوب طرقات حي الزمالك ، وأرتاد النوادي وكأنني أستعرض جمالي أمام العيون الحيوانية بلا حرمة تحت مسميات التحرر والتمدن .
وكانت جدتي العجوز لا تقوى عليّ ، بل حتى أبي وأمي ، فأولاد الذوات هكذا يعيشون ؛ كالأنعام ، بل أضل سبيلاً ، إلا من رحم الله عز وجل .
حقيقة كنت في غيبوبة عن الإسلام سوى حروف كلماته ، لكنني رغم المال والجاه كنت أخاف من شيء ما .. أخاف من مصادر الغاز والكهرباء ، وأظن أن الله سيحرقني جزاء ما أنا فيه من معصية ، وكنت أقول في نفسي إذا كانت جدتي مريضة وهي تصلي ، فكيف أنجو من عذاب الله غداً ، فأهرب بسرعة من تأنيب ضميري بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي .
وعند ما تزوجت ؛ ذهبت مع زوجي إلى فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل ، وكان مما لفت نظري هناك ؛ أنني عند ما ذهبت للفاتيكان في روما وأردت دخول المتحف البابوي أجبروني على ارتداء البالطو أو الجلد الأسود على الباب .. هكذا يحترمون ديانتهم المحرفة .. وهنا تساءلت بصوت خافت .. فما بالنا نحن لا نحترم ديننا ؟؟!
وفي أوج سعادتي الدنيوية المزيفة قلت لزوجي أريد أن أصلي شكراً لله على نعمته ، فأجابني : افعلي ما تريدين ، فهذه حرية شخصية (!!! ) .
وأحضرت معي ذات مرة ملابس طويلة وغطاء للرأس ودخلت المسجد الكبير بباريس فأديت الصلاة ، وعلى باب المسجد أزحت غطاء الرأس ، وخلعت الملابس الطويلة ، وهممت أن أضعها في الحقيبة ، وهنا كانت المفاجأة .. اقتربت مني فتاة فرنسية ذات عيون زرقاء لن أنساها طول عمري ، ترتدي الحجاب .. أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي ، وقالت بصوت منخفض : لماذا تخلعين الحجاب ؟ ! ألا تعلمين أنه أمر الله !! .. كنت أستمع لها في ذهول ، والتمستْ مني أن أدخل معها المسجد بضع دقائق ، حاولت أن أفلت منها لكنَّ أدبها الجم ، وحوارها اللطيف أجبراني على الدخول .
سألتني : أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ .. أتفهمين معناها ؟؟ .. إنها ليست كلمات تقال باللسان ، بل لا بد من التصديق والعمل بها ..
لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة .. اهتز قلبي ، وخضعت مشاعري لكلماتها ثم صافحتني قائلة : انصري يا أختي هذا الدين .
خرجت من المسجد وأنا غارقة في التفكير لا أحس بمن حولي ، ثم صادف في هذا اليوم أن صحبني زوجي في سهرة إلى ( كباريه .. ) ، وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال والنساء شبه عرايا ، ويفعلون كالحيوانات ، بل إن الحيوانات لتترفع من أن تفعل مثلهم ، ويخلعون ملابسهم قطعة قطعة على أنغام الموسيقى .. كرهتهم ، وكرهت نفسي الغارقة في الضلال .. لم أنظر إليهم ، ولم أحس بمن حولي ، وطلبت من زوجي أن نخرج حتى أستطيع أن أتنفس .. ثم عدت فوراً إلى القاهرة ، وبدأتُ أولى خطواتي للتعرف على الإسلام .
وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الحياة الدنيا إلا أنني لم أعرف الطمأنينة والسكينة ، ولكني أقترب منها كلما صليت وقرأت القرآن .
واعتزلت الحياة الجاهلية من حولي ، وعكفت على قراءة القرآن ليلاً ونهاراً .. وأحضرت كتب ابن كثير وسيد قطب وغيرهما .. كنت أنفق الساعات الطويلة في حجرتي للقراءة بشوق وشغف .. قرأت كثيراً، وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلال .. وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات ...
ورفض زوجي في بداية الأمر بشدة حجابي واعتزالي لحياتهم الجاهلية ، لم أعد اختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم ، ولم أعد أصافح الذكور ، وكان امتحاناً من الله ، لكن أولى خطوات الإيمان هي الاستسلام لله ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليَّ مما سواهما ، وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي ، ولكن ، الحمد لله فرض الإسلام وجوده على بيتنا الصغير ، وهدى الله زوجي إلى الإسلام ، وأصبح الآن خيراً مني ، داعية مخلصاً لدينه ، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً .
وبرغم المرض والحوادث الدنيوية ، والابتلاءات التي تعرضنا لها فنحن سعداء ما دامت مصيبتها في دنيانا وليست في ديننا ).
قصتي في مواقع الزواج
هذه قصتي في ظلال مواقع الزواج
فاقسم بالله
أن ماذكر فيها هي حياتي التي كنتُ بها
وذكرتها هنا للعبرة والعظة وأرجو الدعاء لي
بالهداية وأن يثبتني الله على دينه ولم
أذكرها لأكون محطة حديثٍ وتعليقٍ لهذا وذاك
فلتتقوا الله في كل كلمة تكتبوها وتمسني
بسوء...
كانت الرغبة المتأججة بداخلي بزوجٍ صالحٍ
يشاركني حياتي بفرحها وحزنها زوجاً يكون لي
عوناً في هذه الحياة وعوناً على بلوغ أعلى
مراتب الآخرة وكذلك اشتعال نيران الأمومة
بداخلي أول بدايات سيري بهذا الطريق لا
سيما أن أهلي كانوا يرفضوا من يتقدم لخطبتي
بسبب دخله المتدني أو سوء أخلاق أهله ... الخ
فأردت أن أجد بنفسي الزوج الذي يتفق مع شروط
أهلي ورغباتي فالجات إلى مواقع الزواج بحكم
تعدد الرجال وأصنافهم قمت بالتسجيل فيه
كمتطلب أساسي وبدأت أبحر في شواطئه ومن أول
تسجيل ولم يمضي على وجودي أكثر من يوم فوجئت
بالردود الكثيرة وكل واحدٍ منهم يعلن رغبته
الصادقه بالإرتباط فرحت كثيراً
وقلت هنا
سأجد ضالتي هنا سأجد مبتغاي ولكني نسيت
أنني في بحر النت وأن الذئاب يترصدوا
للفتيات في كل مكان بدأت أعتذر لهذا وأرسل
قبول لذاك فكان المتعارف عليه بالموقع أنه
عندما تجدي شخص وتعجبين ببياناته تقومين
بالرد عليه بالموافقه ويتم تبادل الاميل
لدخول الماسن حيث تتعرفي أكثر على هذا
الشخص ثم بدأت رحلة الماسن ومن هنا بدأتُ
أكتشف هدف هؤلاء الشباب فمن أول مرة يبدءون
بالحديث عن الجنس فوجئت كثيرا وعرفت أنهم
يريدون الجنس فقط فقمتُ بحذفهم
واستمريت
على هذا الحال وقمتُ بالتسجيل في أكثر من
موقع وقد هاتفت بعضهم واستمريت قرابت
الأربع شهور وأنا أهاتف بعض من أحسست
بالارتياح معهم ولكن كنت أحادث أكثر من
شابٍ وعندما بدءوا يتحدثوا عن الجنس كنت
أساير بعضهم ولكنني كنت أشعر بداخلي بحقارة
نفسي ودناءتها ولكن كنت أقول
لابأس من أجل البحث عن زوجٍ
كنت أتكلم مع
بعضهم في الغالب في آخر الليل تناسيت أن هذا
الوقت هو وقت رحمة وقت نزول الله عز وجل
بعظمته وكبرياءه إلى السماء الدنيا ليسأل
عباده هل من داعي فأستجيب له هل من مستغفرٍ
فأغفر له آآآآه من تفريطي..
.وكنت أكتشف أن
هذا متزوج وهذا قد وصل عمره للـ 35 بدون زواج
لأنه وجد الحرام متوفر وكما يدعي بقوله أن
الزواج مسؤليه وكان يحكي لي عن سفرياته
المحرمة وآخر شاذ يريد أن يمارس كما يمارس
بالتلفاز وآخر يريدها علاقة حبٍ فقط وآخر
يريد أن يراني في شقه ...إلخ رأيتُ وسمعتُ
عجبا منهم والمشكلة أنهم في بداية المكالمة
يتصنعوا البراءة والطهر والرغبة الصارمة
في الستر والبحث عن الحلال
ولكن سرعان ما
تظهر أنيابهم وأنزلت بنفسي إلى مستواهم من
القذارة وممارسة الجنس عبر الهاتف ... ومع
ذلك أستمر بحثي في المواقع عن هذا الرجل
الذي أتمنى أن أجده رجلاً يحترمني ويقدرني
كأنثى ولكني نسيت أيضا أنه لا يوجد رجلاً
سيقدر امرأة أهانت نفسها في التعرض لمواقع
الزواج والتي كان من المفروض أن تكون هذه
المواقع ارتقاء لنا ومعالجة مشكلة العنوسة
ولكن للأسف كانت مجرد استغلال الشباب
للفتيات وللمطلقات وللأرامل استغلال ضعفهن
وقلة حيلتهن ... ومع مرور الأيام وبحثي جار
حتى التقيتُ بشابٍ كان كما كنت أصفه رائع
وجدته وشعرت بأنني أسعد إنسانه وجدته كما
أردته فتطور موضوعي معه من الماسن إلى
المكالمات الهاتفيه تعلقتُ به كثيراً
وأحببته كما كنت أعتقد كنت أتخيله بأنه
سيكون زوجي وأباً لأولادي وأشعرني هو
برغبته الكبيرة بي
و من ثم طلب رؤيتي عندها
وافقت دون تردد ولا تفكير وغفلة عن ربي وخنت
ثقت أهلي بي وتم اللقاء بيننا وحصل ما يحصل
بين أي فتاة وشاب ولكن لم يتجاوز الموضوع
الخطوط الحمراء...بعد ذلك طلب مني إلغاء
عضويتي من الموقع وفعلت ذلك وألغيت عضويتي
بجميع المواقع ظناً مني أني وجدت فارس
أحلامي وهو أيضا الغى عضويته واستمريت معه
قرابة 6 أشهر وأنا بإنتظار أن يخبرني انه
سيحادث أهله برغبته بالزواج ولكن دون جدوى
كنتُ أُلمح له بأنني سوف أكمل دراستي
بالخارج رغبة بأن أختبره هل هو صادق أم كاذب
ولكن كان هذا التلميح متأخر واستيقاظي من
الغفلة متأخر أيضاً وللأسف كان جوابه أن
قال لي وبكل برود سافري للدراسة وأنا
سألحقك هناك بين وقت ووقت لرؤيتك وهنا
أظلمت الدنيا بوجهي
وتأكدت أنه مجرد ذئب
آخر عرف كيف يستغل ضعفي ورغبتي بالزواج
فهنا قررت أن أخبره بأنني قد خُطبت وعندها
قرر أن يأخذ رأي أهله بالموضوع فأخبرني بأن
أهله لن يرضوا أن يزوجوه من خارج العائلة
هنا تألمت وأخبرته أنه لا داعي للاستمرار
بالعلاقة دام أن كل شي اتضح وأنهيت ما كان
بيننا حزنت حزناً شديداً بكيت وعزلت نفسي
في غرفتي يومين أبكي في حيرةٍ من أبي وأمي
اللذان لا يعلمانِ شيئا... وكنتُ وقتها قد
أنهيت دراستي الجامعية وقد مر 7 شهور من
إنهاء دراستي...
وفي يومٍ من الأيام والذي
كان له أكبر الأثر بتغيـر حياتي واستيقاظي
من غفلتي هو يومٌ سمعت شيخاً وهو راقي قصته
طويله ولا داعي لذكرها هنا ولكن قال لي آيه
من كتاب الله .
(( لا يغير الله ما بقومٍ حتى
يغيروا ما بأنفسهم ))
هنا أختلت موازيني
وأستيقظت من غفلتي ففكرت بحياتي وماذا فعلت
وماذا جنيت.. طرقت أبواب الناس ونسيتُ باب
علام الغيوب ... سلكت الدرب الحرام سنة كاملة
وأنا أتخبط بهذه المواقع تركت التضرع
لله...نسيت أن ما بني على باطل فهو باطل...
نسيت أن لي رباً رحيما يجيب دعوة المضطر إذا
دعاه ... هنا بدأتُ صفحة جديده من حياتي طلبت
من والدي تغير رقم هاتفي وتحججت بأني أريد
أن أغيره لشبكة أخرى فوافق على طلبي وبدأت
رحلتي وحياتي الجديده مع خالقي ندمت ندما
على ما فعلت بدأت أحافظ على صلواتي وأتوسل
إلى ربي أن يغفر لي تقربت إلى ربٍ رحيم
وتركت كل شيئٍ من أجله ( من ترك شيئاً لله
عوضه الله بخيرٍ منه )
وهاأنا على هذا
الطريق الجديد قرابة ثلاثة شهور وانا أنعم
براحة في قلبي وصفاءٍ بفكري وطمأنينه بصدري
وأن كل نفسٍ لن تموت إلا بعد استكمال رزقها
فوالله الذي لا إله إلا هو أنني أشعر بأن
ربي سيحقق مطلبي في القريب العاجل وأملي به
كبير وانعكس رجوعي لله في كافتي أفعالي فقد
أصبحت أراقب الله تعالى في كل ما أقوم به ...
أنني أشعر بالندم فيما فرطت بجنب الله
تعالى ...
ولكن علمت أن ربي قد أخر زواجي
لحكمة وهاهي هذه الحكمة تتجلى أمامي الآن
فقد عدت لربي ولو أنه رزقني الزوج وأنا في
غفلتي لستمريت بهذه الغفلة حتى ألقاه ولكن
أراد أن يهديني إلى طريقه وكنت أتخبط قبل
ذلك في تضييع الصلوات وقلة الذكر ومهاتفة
الشباب ...
فرسالة إلى أخواتِ الغاليات من بنات آدم
وحواء رسالة أخطها بدم قلبي وبدمع عيني:
أناشدكم جميعا يا فتيات الإسلام أن
تستيقظوا من غفلتكم وشنوا حملتكم ضد هذه
المواقع المضلة الفاسده المهلكة فأنا قد
أنجاني منها رباً رحيما ولكن هناك من وقعوا
في مصيدة الذئاب ... أعلموا أن أبواب السماء
مفتوحة عودوا إلى الله ... لكل من تشتكي من
تأخر الزواج أعلمي انه ما منعتي إلا لذنبٍ
قد سهوتِ عنه أو لإختبار صبرك من رب
العالمين
وذلك ليسمع صوتك وأنت تناديه إن
ربي ليفرح بتوبة العبدِ ولو أننا لم نخطئ
لذهب بنا ولأتى بقومٍ يخطئون ويتوبون إليه
أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي
نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء
بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر له)
قال تعالى :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
[الزمر : 53]
وقول الله تعالى في الحديث القدسي:-
((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك
على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت
لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب
الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً
لأتيتك بقرابها مغفرة ))
رواه الترمذي من حديث أنس وقال الألباني
حديث حسن.
فأهم شيئ التوبة التوبة والرجوع إلى الله
تعالى وترك المعاصي وهجر محادثة الشباب بأي
طريقة كانت بالماسنجر أو الشات...الخ
ورسالة إلى أخواني أبناء آدم وحواء:
فلتتقوا الله في أخواتكم في الله ولا
تستغلوا ضعفهم وعواطفهم الجياشة ولتعلموا
أن لكم أمهات وأخوات وسيكون لكم بنات وأن
الزمن دوار فما فعلته ستجده بأهل بيتك وأن
الله تعالى يمهل ولا يهمل (من زنا يزنى ولو
بجدار بيته) وأن الذنوب تختم على قلب صاحبها
بالظلام فعند ذلك لا يشعر بالحلال ولا
بالحرام ..
اتقــــــــــــــــــــــــوا
الله تعالى ولتتوبوا إليه ذهب من عمرنا
الكثير ولم يتبقى إلا القليل...
قال تعالى في كتابه الكريم ((يَوْمَ
تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ
وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ))
أريد أن انتحر
في الساعة العاشرة مساء جاءتني رسالة على الجوال مكتوب فيها ( أنا أريد أن انتحر ).
فكتبت الرقم واتصلت عليه، وتحدثت معه فقال لي: أريد أن أقابلك.
وفعلاً تقابلنا , فرأيته شاباً في ( 22 ) من العمر، ومعه سيارة جميلة، وأدخلته إلى مكتبي، وبدأ الحوار بيني وبينه.
الشاب: أنا أريد أن انتحر لأن عندي وساوس دمرت قلبي.
فقلت له: اطمأن وهدأ من روعك.
الشاب: أريد أن أعرف ربي، أريد أن أكون مثلكم أريد أن أغير نفسي.
فقلت: هل تصلي ؟
الشاب: لم أصلي منذ سنتين.
فقلت له: إذن أنت بحاجة إلى أن تتقرب من الله تعالى حتى يمنحك الطمأنينة.
ثم فتحتُ جهاز الكمبيوتر، وفتحتُ بعض المشاهد المؤثرة من صور الانتحار، وأهوال القبور، والمواعظ المتنوعة عن القبر و...
فرأيتُ عليه علامات التأثر والحزن والخوف فأغلقتُ الجهاز، وبدأتُ معه في حديث هادئ عن الهداية وطريق السعادة ومفتاح التوبة.
وكان القرار الصائب: أريد الهداية... ذهبنا إلى سيارته، وأخرج أشرطة الغناء ووضع الدخان أيضاً معها في كيس، وأخذتها ورميت بها بعيداً.
قلت له: ما رأيك أن نتناول العشاء ؟
فقال: أريد أن أذهب للبيت لأتوضأ وأصلي ركعتين.
فقلت له: سنتجول قليلاً بالسيارة ثم تذهب لبيتك , ثم سرنا دقائق بالسيارة وتحدثنا عن أسباب السعادة، وحلاوة الإيمان، وأن الانتحار طريق إلى النار، وأن الأمة بحاجة إلى كل واحد منا وفي نهاية اللقاء توادعنا بابتسامة جميلة، وسلام حار،، وتواعدنا أن نلتقي في أوقات أجمل...
وعندي إشارات حول هذه القصة:
*أن الذنوب تميت القلوب وتجعل العذاب ينزل بها وأعظم عذاب ينزل على القلب هو ( الحزن والغم والقلق، حتى إن صاحبه يفكر في الخلاص من الحياة عن طريق الانتحار، وصدق الله: } ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا {.
* أن السعادة والطمأنينة لن يذوقها إلا من اقترب من الله وأناب إليه كما قال تعالى: ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ).
* لا بد للدعاة أن ينزلوا للميدان وخاصة أماكن تجمع الشباب كالجلسات على الأرصفة والشواطئ والمقاهي والمنتزهات وغيرها.. وعندما ينزل الدعاة هناك... حينها يحصل اللقاء بالشباب ومحادثتهم ودعوتهم إلى الله، وتوزيع الشريط والكتيب عليهم، وفي ذلك من المنافع مالا يعلمه إلا الله تعالى.
والتوفيق لهذه الأعمال لا يملكها إلا العلي الأعلى..
ضائعه بسبب وهم الحب
تعرفت على شاب عن طريق الهاتف الخلوي ..وكنت متخرجة من الجامعه وانتظر الوظيفة وللفراغ الذي كنت اعيشه تعرفت عليه بعد عدة محاولات منه لكي يكلمني واخيرا سقطت في شباكه..
ويا ليت الزمن يعود للوراء لكي اقفل الهاتف ولا اكلمه..
قصتي من هذا الشاب استمرت حوالي 7 سنين وكان فيها الحب والخداع والكذب والمشاكل التي قد تستمر لاكثر من شهرين بدون اتصال
ولكن الشيطان يرجعنا مره اخرى ونكمل مشوار الحب والوهم ..
من بداية حياتي وانا متفوقة في حياتي ولله الحمد ومحبوبة بين اهلي واقاربي..ودائما اذكر ان الله يحبني ولهذا هو يساعدني في حياتي ولكن انا لا استحق هذا الحب ولا حب اهلي لي ولا استحق أي شئ منهم..
تعرفت على هذا الشاب وبدأت اكلمه واعترف بأنه يحبني لانه عرف بنات من قبل ولكن ليس مثلي فاوهمني بأنه تعلق بي فطبعا انا كاي بنت بادلته الحب..وبعد شهور تغير كثيرا من اخلاقه على كلامه , لانه كان لا يحافظ على الصلوات يعني باختصار كان يقول اني غيرته للأحسن..بس اصبروا حتى تشوفون شو صار مصيري
كان عنده بعض المشاكل وقال مجرد ما تنحل مشاكله سوف يخطبني..وتجرأت ان اتقابل معه لان اهلي يثقون بي ثقة عمياء..اول مقابله حدث فيها تقبيل ..فبكيت لاني لم اتي لمقابلته لهذا الغرض , قابلته لكي اعطيه بعض الشرائط والكتيبات الاسلاميه ..ولكن هو كان غرضه مختلف..
بكيت كثيرا وانا في طريقي للبيت
..ولكن قال لي انه لن يكرر هذا الشئ..وبعدها كلمته مثل الأيام السابقه ..
وبعد ما تحسنت ظروفه ..ظهرت له مشاكل ثانيه انه كان عاطل عن العمل...فقال لي اصبري وصبرت ..بل وساعدته كثيرا من الناحيه الماديه حيث كان عنده ديون وشيكات بدون رصيد وساعدته بكل ما اسطيع وتحملت دينه لاني في هذاك الوقت حصلت على وظيفه جيده..وكانت تحدث بعض المشاكل والسبب يكون بسبب اشياء ماديه او برفضي لمقابلته..ولكن كنت اقابله ويحدث تقبيل وشوي وشوي..حتى صار امر التقبيل عندي عادي...
وكل مقابله يكون الامر بالتدريج..حتى يعودني عليه ويكون عندي عادي ..حتى وصلنا الى الفاحشة الكبرى وهي الزن
ا..لان مثل ما كان يقول اني زوجته(بالحرام طبعا)
ولكن بعد كل مقابله كنت ابكي واندم على ما فعلته وكنت اقول له اني نادمه وكان دائما يقول لي لماذا تحبين ان تكوني نكديه نحن الأن مرتاحين ومستانسين لا تنكدين علي...وكان يقول لي ان مستحيل يتخلى عني او ان يتركني اصلا مستحيل يتزوج وحده غيري..انه ما يقدر يتزوج وحده غيري لاني انا حياته واني انا كل شئ بالنسبه له..ومره قال لي انا بتزوجك حتى اصلح غلطتي وما اظلمك..حتى انه اوهمني بأسم ابننا المنتظر وبعث لي صوره لطفل بالأبيض والأسود وتعلقت كثيرا بالصوره لانني احب الأطفال كثيرا وكنت اتمنى ان اصبح ام صالحه
ويوهمني بكلام الحب والغزل حتى اني مستعده اعمل أي شئ عشانه...كملنا ست سنين وقبل بسنتين لقى وظيفه واشتغل يعني خلاص ما عنده عذر..مع ان بين هذه السنين صارت وايد مشاكل بس رجعنا لبعض..وانا كنت اصلي واصوم واقرا القران واروح العمره واتوب بس ما كنت اقدر اتركه..لانه وعدني بالزواج..
وبعد ست سنين وفي فتره كنا شبه منفصلين بسبب مشكله تافه...راح وخطب بنت من اختيار اهله وبعد ما كمل شهر اتصل وهو يبكي ويقول ان ضميره يأنبه انه خطب وانا ما عندي خبر..بكيت وبكيت وبكيت وقلت له وانا؟؟؟؟
قال لي انتي الزوجه الثانيه ..اي زوجه ثانيه ( مش انا الي ما تقدر تستغنى عنها) كنت مرات اقول له انت تكلمني عشان الشهوة , كان يقول لي لا لو كان هذا غرضي ..في وايد بنات من الشارع وباخذ الي ابيه بس انا اكلمك لاني احبك ) أي حب بل وهم ( يا اختي لا تصدقين كل الشباب بدون استثناء لا تصدقين... لان ما اعتقد حد بيقول لك اكثر ما قال لي هذا الشاب من كلام من الحب)
وبعد ما مر شهرين على خطبته فسخ خطوبته لان كان في مشكله ماديه وما لقى وحده توقف معاه ففسخ خطوبته..وانا كنت معاه حتى بعد ما قال لي انه خطب لان اوهمني اني الزوجه الثانيه والزوجه الأولى على رغبة اهله واني انا الثانيه وان هو راح يعدل بيننا..وبعد ما فسخ خطوبته ..ومر شهر قلت له الحين ممكن تخطبني قال لي اخلص من المشكله الي عندي واخطبك ..وانحلت مشكلته وانا انتظر مثل الغبيه..وجا يوم يقول لي ابو البنت الي كان خاطبنها توفى ووصى بأن لازم يرجع لخطيبته..وعلى كلامه يقول ان اهله كلموه عشانها وان لازم يعمل بالوصيه وهو يقول لي شو اسوي قلت له بكيفك انت اختار..فاختارها!!!
وقال لي لا تتركيني لانك الزوجه الثانيه..وما تركته مع ان في قرارة نفسي حاسه اني ما بقدر اعيش بأني اكون زوجة ثانيه بس لاني كنت وايد متعلقه فيه
قبلت..وكان يزعم انه ما يكلمها وان بس يكلمني انا...قبل فتره عرسه بشهر تغير وصار ما يكلمني اسبوع وبعدين كلمني وقبل زواجه باسبوع كان وايد مشغول وانا كنت احترق من القهر..تزوج ..وبعث لي مسج انه مو مرتاح وانه بعده يحبني ..(كذب) وبعد بيومين ما كتب مسج وكنت انا ابعث له مسجات ولا يرد..
بكيت بكيت حتى حسيت اني ببكي دم
..تغيرت حالتي وما صرت اكل ولا اطلع من غرفتي وحبست نفسي..وابعث مسجات من القهر والعذاب الي فيني ولكن لا مجيب..تذكر ان الي بيجيب ربي..بعد كل هذه الفتره من المعاصي والذنوب تذكرت ربي وتذكرت بتقصيري تجاهه وبأني ظلمت نفسي وظلمت ديني وظلمت اهلي..وخنت ثقه ربي وثقة اهلي ..كرهت نفسي وكرهت كل شئ من حولي واني ما استحق أي شئ...استحق الضرب والقتل..ولو اهلي يعرفون بنتهم شو سوت كان كنت من زمان من تعداد الموتى..
وبعد ذلك عرفت موقع التوبه لاني كنت نادمه وكنت ابحث عن قصص التائبين وبفضل من الله عرفت هذا الموقع..وقرأت الكثير من القصص المشابهه لقصتي..ولكن بعد معرفتي بالموقع ..لم يتركني الشاب كان يبعث لي مسجات فكتبت له الموقع وقلت له اني تبت ,,فتب انت ايضا..
وكان هذا اخر شئ اقوله له وتمنيت له التوفيق..ولكن الشيطان لم يتركني ويذكرني بما حصل لي بسبب هذا الشاب وانه كيف غيرني للاسوء وانه دمر مستقبلي وحياتي لاني احب الأطفال وايد واتمنى اكون ام.... وان يجب ان يعرف اني لن اسامحه على ما فعل بي..فبعثت له مسج بأن كنت اظنه انه غير الشباب ولكن الان ادركت بأنه نفس الشباب وهم ذئاب بشريه ولم القى أي جواب...
والله اني اجاهد نفسي حتى لا ابعث له أي مسج ولا حتى اتصل واحاول جاهده بان انساه وان اتوب توبة نصوحه وعاهدت الله بأن لا اتصل عليه او ابعث له أي رساله ..وان اغتنم رمضان لانه فرصه ذهبيه لي .
.يا رب بلغني رمضان واغفر لي وتب علي. ودائما اذكر نفسي بأن الله اعطاني فرصه ثانيه بأن اتوب ..والله يغفر لي ولجميع المسلمين والمسلمات..ارجوا منكم الدعاء لي بالثبات والمغفره من الله..
(يا ليت الزمن يعود للوارء.)
الأبكم الفصيح
يقول صاحب القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة والثلاثين من عمري، متزوج، ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما الصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أني كنت أصاحب الأشرار والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات.
كان لي ولد في السابعة من عمره، اسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة.
كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت، كنت أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتِ لا تصلي؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك. وكان ابني في بعض الأحيان يراني وأنا أفعل بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى جانبي لكنه هرب مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من حفظة كتاب الله. ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً…فإذا به يصلي أمامي، ثم قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف ووضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم: { يا أبت إني أخاف أن يمسَّـك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليّــاً}
ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل رأسي ويدي، وقال لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صلِّ يا والدي قبل أن توضع في التراب، وتكون رهين العذاب...و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة، وينظر إليّ باستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت نظراته لا تفارقني البته...
ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا } [النور:21]
فلم أتمالك نفسي من البكاء، و مروان بجانبي يبكي لبكائي، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبه منديلاً ومسح به دموعي، وبعد انتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة، حتى قال لي ابني مروان: خلاص يا أبي، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء .
وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ فيها من جديد. وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً مما حدث، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة، وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ. ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً، وذقت طعم الإيمان...فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي . كما أصبحتُ أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته كثيراً ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه .
عندما زرت المقبرة
هذه القصة حصلت معي ولم اسمعها من غيري
كنت بزيارة لأحد الأصدقاء ، وأذن المؤذن للصلاة
خرجنا للمسجد ، وصلينا المكتوبة ، وكانت هناك جنازة
صلينا عليها ،واتبعناها حتى وصلنا المقبرة
أهالوا عليها التراب ، وتفرق الناس
جلست مع صاحبي، قلنا ننتظر قليلا عند القبر
بقدر ما يذبح الجزور ، ويوزع لحمه
تفرق الناس ولم يبق غيرنا في المقبرة
إلا قطيعا من الأغنام كانت ترعى في المقبرة
وفي أثناء الصمت والهدوء
والتفكر في الموت وأحواله
وفي أصحاب تلك القبور
وما ستؤول إليه الأمور
وإذا بأصوات الأغنام تعلو وترتفع
لم اسمع قط صوتا كهذا الذي سمعته من الأغنام
وكأن صاعقة نزلت بها
أو خطرا عظيما يتهددها
وإذا بالأغنام وكأنها قطعان من الغزلان
بسرعتها وخفة حركتها
قفزا وسبقا للخروج
أو كأنها سرب من الطيور
سمعت اطلاق نيران فطارت هروبا إلى السماء
يا إالهي أين الأغنام ؟؟!!!
نظرت أمامي وعن جانبي ومن خلفي
أين الأغنام ؟؟!!!
لا توجد أغنام
نظرت إلى صاحبي وأقرأ في عينيه
ولا يكلمني وكأنه يقول لي أين الأغنام ؟؟!!!
لحظات ، ثوان قليلة بين وجودها
وهي ترعى بهدوء وأمان
وبين تسابقها وتطايرها للخروج من المقبرة
يا الله .. يا الله
هل سمِعت تلك الأغنام عذاب القبر
هل الميت الذي صلينا عليه
ونجلس بجانب قبره
ضرب تلك الضربة من عذاب القبر
التي يسمعها كل الخلائق إلا الثقلين
لا أعلم ، لكن لا تفسير عندي غير ذلك
لقول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
بعذاب القبر وضرب الميت
" اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ، وأعوذ بك من عذاب القبر "
" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد "
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" إن العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم . قال : يأتيه ملكان فيُقعدانه ، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال : فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعا . رواه البخاري ومسلم .
زاد البخاري قال: وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ! فيُقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه ، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مُغِلَتْ إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالاسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بنى عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما ، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى ، والجهال تظن أنهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله ، وإنما هو من هذا القبيل ، فقد قيل : إن الخيل إذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغـل ـ أي يذهب امساك بطونها .
ماتت وهي ساجدة
هذه قصة الفتاة ذات ال15ربيعا التي توفيت قبل 5سنوات من الان قصتها موجود في شريط (شيطان نت ) للشيخ عادل عبدالجبار يقول الشيخ على لسان والدها كانت هذه الفتاة تحفظ 28جزءا من القران الكريم ولم يتبقى لها سوى جزئين وتختم القران حفظا وهي تدرس في الصف الثالث المتوسط وفي اليوم 16من رمضان من عام 1424هـ يقول والدها بعد ان اديت صلاة العصر كنت في جلسة مع عائلتي وكانت ابنتي معنا ثم قبلت راس والديها وصعدت الى غرفتها ولم يتبقى سوى نصف ساعة على أذان المغرب فنادتها والدتها لكي تساعدها في اعداد الطعام ولكنها على غير عادتها لم تجب يقول والدها صعدت الى غرفتها وعندما فتحت الباب وجدتها (ساجدة) واستغربت فلم يكن وقت صلاة ولم تكن ابنتي ترتدي جلال الصلاة (شرشف الصلاة )فقلت في نفسي لعلها سجدة تلاوة لكن الفتاة لم تقم من تلك السجدة ففزع الاب وناداها لكنها لم تجب فحركها فسقطت جثة هامدة قد فارقت الحياة باحسن خاتمة مااااااااااااااتت في افضل الشهور ماااااااااتت وهي ساجدة صائمة حافظة لكتاب الله من منا لا يتمنى هذه الخاتمة فما احسنها والله من خاتمة هذه القصة كثيرا مارددها الشيخ عادل عبدالجبار في برنامجه (بيوت مطمئنة )الذي يذاع في اذاعة القران الكريم وانصحكم بشراء الشريط والاستماع لبرنامج بيوت مطمئنة اللهم احسن خاتمتنا وتقبل منا وتجاوز عن تقصيرنا .
آمـــــــــــــين
أوصى بأن يدفن مسلما
كان يوما لا ينسى، ذلك اليوم الذي خرجنا فيه جميعا نحن الشباب إلى الحديقة العامّة لتمضية النهار في الهواء الطلق، فالشمس قلّما تسطع، فتحيل الطقس إلى دافئ منعش جميل، قضينا قبل الظهر في اللعب بالكرة والتسابق والضحك والمرح، وجاء وقت الغداء، فانقسمنا مجموعات، مجموعة ترصّ أسياخ اللحم، ومجموعة تشوي وأخرى تقطّع الخضار وتجهّز الصحون، كان أطيب طعام غداء ذقته في حياتي، طعام تخلّله الضحك والنكات والمرح.
وما إن انهينا الغداء حتى تناهى إلى مسامعنا صوت شجيّ يؤذّن للصلاة، إنّه صوت صديقي الداعية، وبدقائق كنّا في صفوف متراصّة وأقام فينا الصلاة دون الاهتمام إلى تجمّع المتنزهين واستغرابهم، فنحن في بلد لم يعتد على مثل هكذا أمور، ورغم ذلك لم نهتم، وأكملنا الصلاة بخشوع يزيده صوت صديقي الخاشع وهو يتلو ما تيسّر من القرآن والدعاء خشوعا، كم تمنيت لو أن الصلاة تطول، ولا يتوقّف عن تلاوته، فصوته يدفع دفعا للخشوع، لكننا أنهيناها، وجلسنا متحلّقين حوله نسبّح وندعو، بانتظار القصّة التي كان قد وعدنا فيها قبل الغداء.
ران الصمت على صديقي، ورأيته وقد غاب في أفكاره وذكرياته، وإذ بسحابة حزن غطت ملامحه، طردها بهزّة من رأسه وبدأ قصته قائلا:" كان ذلك منذ عشر سنوات، بعيد قدومي إلى هذا البلد، وبينما كنت أهمّ بالخروج من المسجد بعد صلاة العصر، إذا بي أسمع صوتا رقيقا يناديني، رفعت نظري ووجدت نفسي أقف قبالة شابة جميلة، ملامحها تشي بأنّها غير أسترالية، لكنّ لكنتها تنفي ذلك.
بادرتني بالتحية، فاستغربت ايقافها لي، لكن هذا الاستغراب لم يدم طويلا، فقد قالت لي بنبرة غلب عليها الحزن:" هل أنت مسلم؟"
أجبتها بسرعة:" نعم، والحمد لله، هل من خدمة أؤديها لك؟"
هزّت رأسها وقالت:" لي والد توفي اليوم، وقد أوصى أن يدفن كما يدفن المسلمون، فهل يمكنك مساعدتي؟"
كلامها جعلني أدرك أنها مسلمة، وشجّعني هذا لسؤالها عن أصلها، فأجابت أنها أسترالية لكنّ والدها كان من أصل تركيّ.
جمعت الشباب وانطلقنا معها إلى المستشفى، حيث كان بقيّة أفراد العائلة هناك، أخذنا الجثّة إلى المسجد، ورافقتنا عائلته المكوّنة من رجلين هما ولداه ، وامرأتين هما بنتاه،
قمنا بالواجب، فغسّلنا الجثّة وكفّنّاها، ثم صلينا عليها، والعائلة تنظر إلينا والدهشة تغلّف الوجوه، بعد ذلك نقلنا الجثّة إلى مقبرة المسلمين، وأنزلناها القبر وهم ينظرون من بعيد، تطلّ من أعينهم الدهشة والاستغراب، هذه الدهشة التي غلبت على الحزن فنسوه وهم يراقبوننا ماذا نفعل ، وما الذي نقوم به.
وبعد أن أغلقنا القبر، اقتربنا من ولديّ الميّت نقدّم لهما التعازي، فزاد استغرابهم من طريقة الأخوة معي، ومن عبارة عظّم الله أجركم.
انتهت مراسم الدفن، وانصرف الأخوة الذين أقبلوا مرحّبين للصلاة على أخ مسلم ، والمساعدة في دفنه، انصرفوا ولم يبق معي إلا أخ من فيجي، اقتربت مني بقية العائلة تحاول شكري على ما قمنا به، وطلبوا مني الحضور في اليوم الثالي لتناول الغداء معهم ولأخبرهم عن الذي قمت به مع الشباب، وافقت وأنا أراها فرصة لهدايتهم وإعادتهم إلى جادة الإسلام.
وصلت أنا وصديقي الفيجيّ قبل موعد الغداء بساعة، أوقفنا سائق الأجرة أمام قصر اندهشنا من شدّة فخامته وجماله، كانت مسكة الباب من ذهب، أما داخل القصر فحدّث ولا عجب، ثراء فاحش وقصر كأنه من قصور ألف ليلة وليلة، أخذنا بجمال القصر وروعته، ولفت نظري صليب كبير من ذهب مرصّع، علّق في زاوية الغرفة، يا إلهي...ما هذا؟؟؟ أهم مسلمون أم ماذا؟؟؟ لم أوصى والدهم بأن يدفن كما المسلمين؟؟ وكيف هم هكذا؟؟أيعقل أن يكون مسلما حديثا؟؟لا..لا يمكن...فقد قالت لي ابنته أنه تركيّ..لا بدّ أن وراء هذا الرجل حكاية...وعليّ أن أعرفها..
نظرت إلى صديقي، فقرأت في نظراته سؤالي نفسه...
وإذا بصوت مرحّب يقطع علينا تأملاتنا وتساؤلاتنا...إنه صوت الشابة نفسها التي قدمت إليّ المسجد، كبرى بناته ، مديرة المدرسة ...
رحّبت بنا كبرى بناته ترحيبا حارا، واصطحبتنا إلى غرفة داخلية، وإذ بالعائلة كلّها بانتظارنا، زوج الشابة وولداها، أخوها الطيار وزوجته وابنته، أخوها الطبيب وزوجته وابنهما، وأخيرا أختها المحامية وزوجها. ترحيبهم بنا أزال عنا التوتر، فجلسنا نتجاذب الحديث بانتظار الطعام الذي اشترطت عليهم ألا يدخله أي محرّم.
ولم يطل بنا الانتظار، جهز الطعام فانتقلنا إلى غرفته ونحن نشعر بالجوع بعد القيادة مسافة طويلة والتعب، كان الطعام لذيذا، وكان الجميع منهمكا به، ورغم ذلك، إلا أني لم أنج وصديقي من نظرات الفضول التي كانت تصلني منهم وهم يأكلون، وكأننا من عالم آخر. انتهى الطعام فعدنا أدراجنا إلى الغرفة التي كنا فيها، وجلسنا نرتشف القهوة الفرنسية، ران الصمت المكان، صمت شعرت بثقله علي، أدرت عيني في الوجوه الكثيرة، وجوه غاب عنها نور الإيمان وسماحة الإسلام.
قطعت الصمت ابنته الكبرى وراحت تسألني عما فعلناه وقت الدفن.
فانتهزت الفرصة ورحت أخبرهم عن مراسم الدفن عند الإسلام، وكان الكل يسمع مشدوها وكأنهم يتعرفون على هذه المراسم لأول مرة، لا بل كانت فعلا هذه المرة الأولى التي يتعرفون بها عليها.
انهيت كلامي بسؤال كان يتردّد في بالي منذ الدفن: هل أسلم أبوكم حديثا؟
ردّت مديرة المدرسة بسرعة قائلة: لا بل والدي كان مسلما منذ البداية، والدي لم يكن رجلا عاديا.
أسكتتني المفاجأة، كيف كان مسلما، وكيف هم على ما هم عليه؟ وماذا عن الصليب؟ ماذا عن أزواجهم النصارى، وماذا عن لبسهم، عن زجاجات الخمر المرصوصة في المكان؟ أيعقل أن يكون مسلما وهم على ما هم عليه؟ ليتها قالت غير هذا. تساؤلات كثيرة داهمتني، فترجمها صديقي الفيجي سؤالا طرحه عليهم بعفوية واستغراب:"مسلم منذ الولادة، أكان مسلما منذ الولادة؟؟؟ هذا يعني أنكم مسلمون أيضا".
ما كاد صديقي ينتهي من كلامه حتى بادره الطبيب رادا بقسوة ما كنا نتوقعها:" لا، بل هو وحده كان مسلما، أما نحن فلا، ولا علاقة لنا بكم أبدا"
رده صعقني، فنظرت إلى العائلة لأقرأ على وجوه أفرادها موافقتهم على رده.
وساد الصمت من جديد، صمت كان مشحونا بالتوتر وعدم الارتياح، ورحت أسأل نفسي:لم نحن هنا؟ ولم لا نخرج؟ قمنا بواجبنا ودفنا الرجل، ماذا بعد؟ علينا أن نخرج من هذا القصر الموبوء، صليب على الحائط، كفر وغطرسة، ورفض واضح للإسلام، علينا الاستئذان والخروج.
هذا ما كنت أفكر به وأشعر أن علي فعله، إلا أن شيئا في داخلي أوقفني، طوال عمري لم أعرف الاستسلام والتراجع، وقد أتيت لأعرف حقيقة الرجل ولأهدي عائلته، ولن أخرج قبل أن أحقق ما أتيت لأجله، نعم لن أخرج قبل أن أعرف من هو الرجل الميت، وعلي أن أسألهم وأعرف منهم كل شيء.
نظرت إلى مديرة الثانوية التي كانت أشدهم لطفا وترحيبا، نظرت إليها قائلا:" هل لك أن تخبريني شيئا عن والدك وكيف كان مسلما؟ من هو؟ ولم أنتم غير مسلمين؟"
قالت:" لن تصدق ما سأقوله لك، تعالا معي لأريكما شيئا سيدهشكما"
قمنا معها ونحن نشعر باستغراب من تصرفها. أدخلتنا غرفة نوم كغرف الملوك،أثاث فخم مرتب ونظيف، لمن هذه الغرفة؟ ولم أدخلتنا إليها؟ رفعت نظري إلى الشابة مستغربا، فأسرعت وقالت: " إنها غرفة والدي"
تلفت في الغرفة علني أستشف شيئا من شخصيته المبهمة، لا يوجد فيها أي شيء يدل على دينه، غرفة خلت من الصور تماما.إذن، لن يمكنني اكتشاف سر هذا الرجل إلا من ابنته التي فتحت باب خزانة ضخمة، وأخرجت منها كتابا شديد القدم، قربته مني فحملته وأنا أنظر إلى صفحاته الصفراء التي أكل الدهر عليها وشرب، وما كنت لأصدق ما في داخله، لقد كان مصحفا قديما مكتوبا بخط اليد، يا إلهي ما هذا؟
إنه القرآن، انطلقت الكلمات من فمي بسرعة وعفوية شديدة، نظرت إلي المرأة وهي لا تفهم ماذا أقول، فشرحت لها أن هذا الكتاب هو كتابنا المقدس، كلام الله تعالى. وسألتها ان كان والدها يقرأ منه، فأجابتني أنها كثيرا ما كانت في الفترة الأخيرة تراه يقرأ منه وهو جالس على الأرض على سجادة صغيرة، وأحيانا كان يقبل الأرض ويبكي.
لقد كان يصلي، قلت لها شارحا، فهزّت رأسها دون مبالاة وأكملت:
قد يكون كذلك.
ثم أخرجت من الخزانة سجادة الصلاة التي كان والدها يصلي عليها والتي كانت لا تقل قدما عن المصحف، كما أخرجت صندوق خشب قديم. حملت السجادة ورحت أتأملها، صنعها متقن وجميل رغم الدهر الذي فعل فيها الأفاعيل.
مصحف وسجادة صلاة، ورجل يصلي ويقرأ القرآن ويبكي ، وأولاده بعيدون كل البعد عن الإسلام، كيف يكون هذا؟ وما هذا التناقض الغريب، لا بد ان وراء هذه الأسرة سرا دفينا، وما أظن إلا أن هذه المرأة ستخبرنا به الآن.
وهكذا كان، فما لبثت ابنته حتى فتحت الصندوق وأخرجت منه أوراقا كتبت بلغة غريبة، أخبرتني أنها اللغة التركية ، وأوراق ظهرت عليها أختام السلطان عبد الحميد...لم أستطع كتم دهشتي، فصرخت ما هذا؟ قولي لي من كان والدك؟ وكيف وصلت إليكم هذه الأوراق؟ إنها أوراق رسمية، ولا بد أنها الآن غالية ونادرة.
هزت رأسها وقالت:لن تصدق ما سأقوله لك، والدي كان آخر وال عثماني على دمشق، في الحرب العالمية الأولى هرب من دمشق بعد أن أخذ ما في الخزينة من مال ووثائق وسافر إلى شنغهاي حيث بقي هناك ما يقارب ثلاث سنوات، بعد ذلك تركها وجاء إلى هنا ليستقر وليتزوج من والدتي التي كانت من أصل تركي. تربينا وكبرنا ونحن لا نعرف شيئا عن هذه الأمور، فوالدي كان شديد الحرص على ألا يعرف أحد مكانه، لذلك عشنا واندمجنا بالمجتمع الغربي وصرنا جزءا منه، فنحن لا نعرف لنا مجتمعا آخر غيره"
سكتت، فرحت في أفكاري أسأل نفسي عن سبب تركه دمشق ولم شنغهاي بالذات حيث كان الحكم وقتها للبريطانيين، ثم أستراليا والتي كانت أيضا تحت الحكم البريطاني، أيعقل أنه كان خائنا عميلا؟ ولم لا، فما أكثرهم وقتها.
طلبت منها الاحتفاظ بالوثائق فرفضت بشدة، وأعطتني المصحف والسجادة.
حملتهما وفي قلبي ألم وحسرة، هذا الرجل ما أظنه إلا قد تاب قبيل موته، ولكنه اقترف جرما لا أعرف ان كان سيسامح عليه ام لا، فهو السبب في كفرهم جميعا، جميعهم لا ينتمون للإسلام، لا بل يعترفون أنهم نصارى. يا الله كم الإنسان ظالم لنفسه، لأجل المال والسلطة يضيع آخرته وآخرة أحب من عنده.
وهؤلاء ما ذنبهم؟ عائلة كبيرة راحت للكفر من جراء أفعاله، ماذا سيكون مصيرهم؟
نظرت إلى المرأة وشعرت أن من واجبي هدايتها وعائلتها، وكل من في الداخل، هم من أصل مسلم، وعليهم أن يتعرفوا على الإسلام الحق وأن يعتنقوه، ولكن الأمر ليس بالسهل، فهناك حواجز كثيرة، أقواها رفضهم الظاهر للإسلام، لكن علي ألا أستسلم، وليعينني الله تعالى على ما أنا مقبل عليه.
خرجنا من غرفة الوالد وعندي تصميم على محاولة هداية هذه العائلة، وصرت أفكّر بطريقة أتمكّن فيها من عرض الإسلام عليهم.
رجعنا إلى غرفة الجلوس وصار الحديث يتخذ مناح متعدّدة، تكلمنا في كلّ شيء إلا الدين والإسلام، كنت حينها أدعو الله تعالى في قلبي أن ييسر ما عزمت عليه، واستجاب الله تعالى لدعائي، وكان ذلك حينما قامت مديرة المدرسة دون سابق كلام وغابت قليلا لتعود بعدها وقد أحضرت لي مصحف وسجادة والدها، قربتهما لي قائلة:" هذا أقلّ ما يمكننا تقديمه لك، هي ذكرى من أبينا، لكنّنا لن نعرف قيمتهما كما ستعرفها أنت، وأنا أظنّ أنهما معك سيكونان بحال أفضل من بقائهما عندنا، فأنت مسلم."
سبحان الله، ما أردته جاء، عليّ أن أنتهز الفرصة ولا أدعها تمرّ هكذا، نظرت إليها وأنا أتناولهما منها وقلت:" بإمكاني أن أعرفكم على الإسلام، وذلك من باب المعرفة بدين الوالد لا غير، ألا تريدون أن تعرفوا شيئا عن الدين الذي كان يدينه والدكم؟" لم أتوقّع الردود، أغلبها كانت الرفض، إلا ردّ الطيار الذي قال إنّه لا يمانع أن يتعرّف عليه، وردّ مديرة المدرسة الذي شعرت فيه أنّها كانت تنتظر مني هذه المبادرة لتتمسّك بها.
ونظرا لرفض الأغلبية فقد اتفقنا على اللقاء في بيت مديرة المدرسة وبحضور عائلتها والطيار وعائلته.
حدّدنا موعدا للقاء، وخرجت من عندهم وأنا أشعر بثقل ما أنا مقبل عليه، نجاحي في ما اعتزمت عليه يتوقّف كله على الزيارة المقبلة، صليت قبيل توجهي لعندهم ودعوت الله تعالى أن ييسر لي ما أنا بصدده.. جمعت من مكتبتي المتواضعة ما أمكنني من كتب تعرّف على الإسلام باللغة الإنكليزية.
في طريقي إليهم، وأثناء قيادتي للسيارة كنت أهيئ نفسي لكل الاحتمالات.
وصلت بيتها،كان متواضعا بالمقارنة مع قصر الوالد، أدخلتني إلى غرفة الاستقبال حيث كان زوجها الذي استقبلني استقبالا فيه من البرودة الشيء الكثير. كنت أشعر بكرهه لي من لقاءاتي السابقة به، هو لم يرد أن أتقرّب من زوجته أو أن أتكلّم عن الإسلام، كان يردّد دائما أنهم مرتاحون بما هم عليه، لكنّه رضخ لرغبة زوجته على مضض، واضطر إلى استقبالي في بيته، كما أنّه سيضطر إلى سماع حديثي..
بعد قليل حضر أخوها لوحده وقال إنّ زوجته رجعت عن قرارها بالتعرّف على ديني..
هي أيضا مثل زوج المديرة، لم ترحّب بي ولم ترد سماع حديثي..
جلسنا ورحنا نتكلم عن الطقس والحياة في البلد، ثم نظرت إلى المرأة وسألتها:" ألم تحاولي مرة التعرف على الإسلام؟"
هزّت رأسها قائلة:" لا، فنحن كنّا مشغولين بالحياة والدراسة، ولم يكن والدي يريد لنا أن نشغل أنفسنا بهذه الأمور. وما كنّا نعرف عن الإسلام والمسلمين إلا القليل القليل، لم أعرف يوما أن والدي مسلم، لكني- صدق أو لا تصدّق- كنت أشعر في قرارة نفسي أنّي مختلفة عن الآخرين، في المدرسة، في الجامعة ، وفي العمل، هناك شعور داخليّ أنّي غيرهم.."
قاطعها زوجها بحدّة مغلّفة قائلا:" ما هذا الهراء يا حبيبتي.. مختلفة عن الآخرين! كيف؟ هذا كله من تأثير موت والدك وحزنك عليه، وما رافقه من أمور أربكتك".
هزّ أخوها رأسه وكأنّه يرفض كلام الزوج، كأنّه يريد أن يقول أنّه كان يشعر نفس ما تشعر به أخته..
تبسّمت في وجهيهما محاولا إخفاء ما شعرت به من حزن على هذه العائلة وعلى هذا الأبّ الذي أضاع أسرة بأسرها، وقلت لهم:" والآن، هل لي أن أخبركم عن الإسلام من باب التعرّف عليه لا غير؟"
ردّت ابتسامتي بابتسامة وقالت:" بالطبع، فأنا لديّ الفضول لأعرف عنكم الكثير، ولأفهم الطقوس التي قمتم بها أثناء الدفن، وسرّ القراءة التي تشبه الغناء التي كنتم تقرؤونها أمام القبر."
قاطعها زوجها قائلا:" أخبرنا برؤوس أقلام لا غير، فقط حتّى تشبع فضولها."
ردوده كانت تستفزني، كنت أشعر بهذا، لكنّي كنت أتجاهلها رغبة في إنجاز ما حضرت لأجله.
قرّبت إليهم مجموعة الكتب التي أحضرتها معي، ورحت أشرح لهم عنها، وتكلّمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى بدء الدعوة وعلى المعاناة التي عانها والمسلمون، وتكلّمت على صفاته وصفات المسلم، ثم انتقلت إلى القرآن وتكلّمت على رب العزّة. وكنت أثناء كلامي أنظر إلى وجوههم جميعا، فأراها مشدودة متأثّرة، ونظرت إلى الزوج، وأفرحني أنني رأيته ينصت باهتمام، اهتمامهم بما أقول جعلني أسترسل وأسترسل، ولم أشعر بالوقت الذي انقضى وأنا أمسك دفّة الحديث إلا عندما حضر ولداها من الخارج وأطلعانا أن الوقت صار متأخّرا.
استأذنت بالذهاب وطلبت منهم الزيارة من جديد، ولم تكن فرحتي توصف عندما وجدت الزوج الذي كنت شخصا غير مرغوب فيه بنظره هو من يحدّد موعدا وقريبا للقاء..
في زيارتي الثانية للعائلة وجدت أن ولديّ المديرة موجودان، وجلسا يسمعان الحديث والحوار.. وكان اللقاء كسابقه، بل كان موفّقا أكثر، وتكرّرت زياراتي... وشعرت بتغيّر في الجميع، وخاصة في الزوج، هذا الذي كان يجابهني قبلها، بدأ يرحّب بي، وبدأت أسئلته تأخذ منحى آخر، حتّى شعرت أنه لا محالة سيسلم، وكذلك زوجته وأخوها.
وفي ليلة كانت الأروع من كلّ الليالي، وبينما كنت أقود سيارتي قافلا من صلاة العشاء، رنّ جوالي، وكانت المتّصلة مديرة المدرسة، فكّرت في كلّ الاحتمالات التي يمكن أن تكون سبب اتّصالها، إلا السبب الحقيقي، فما ان فتحت الخطّ حتى فاجأتني بالشهادتين تنطقهما بتأثّر كبير، ردّدتها مرّات وصوتها يختلط ببكائها، وأغلقت الخطّ من التأثّر..
الحمد لك يا الله، الحمد لك على هذه النعمة، أسلمت..الحمد لك أنّك جعلتني السبب..
لم أدر إلا ودموعي تغسل وجنتيّ، وغيرت مسرى الطريق وطرت بأقصى سرعة لبيتها، فتحت لي الباب وقد ظهر النور من محياها.
ما إن رأتني حتّى عادت وكرّرت الشهادتين، وصارت تكرّرها وتكرّرها بصوت باك، وكأنّها طفلة وجدت أهلها بعد أن تاهت عنهم لمدّة..
دخلت بيتها فوجدت الفرحة تغمر أرجاءه، الكلّ سعيد ومرحّب..وعلمت أنّها كان أول من أسلمت، وأن أخاها وولديها ليسوا بعيدين عنه، أمّا الزوج فقد صارحني أنّه بات مقتنعا بالإسلام، لكنّه يريد أن يعطي نفسه وقتا أطول، حتّى يكون قراره سليما لا رجعة فيه.
طلبت مني المرأة أن أعلمها كلّ شيء عن الإسلام ، وماذا عليها أن تفعل، وما ان ذكرت الحجاب والثوب الشرعي حتى رأيتها تلتزم به في الزيارة الثانية، وصرت أزودها بالكتب الإسلامية، وعرفتها على أخوات أخذن بيدها وعلمنها الصلاة وقراءة القرآن، وفي آخر زيارة لي عندها أخبرتني أنّها تعمل بشكل حثيث على هداية ولديها، وأنّها لن تيأس أبدا، فهي لن تعيد ما فعله أبوها، لن تنجي نفسها من النار وتترك أغلى أحبابها، ستبعدهم كلهم عنها.
ومرت الأيام، وانشغلت عن العائلة بمشاغل الدنيا والعمل، وانقطعت عني أخبارهم، وبعد ما يقارب السنة وبينما كنت في احتفال عيد الأضحى في المسجد إذ بي أرى الولد الأكبر بين الحضور، فرحت لرؤيته كثيرا، وما إن رآني حتى ركض نحوي يضمني، وأخبرني عن إسلامه وإسلام والده وخاله الطيار وأخيه، كما أخبرني أنهم يعملون على إسلام الباقين بكل جهد وانهم بدأوا يحرزون تقدما في ذلك.
ما أسعد أن تكون سببا في هداية عائلة كان من الممكن أن تستمرّ بضياعها لولا أن وضعك الله تعالى في طريقهم، فعلا
لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم