قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة
وقد شكر سليمان -عليه السلام- ربه معترفاً بإحسانه متحدثاً بنعمته، {وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (النمل: من الآية16). فهذه هبة عظيمة وتمكين تام، فسخر الله له الإنس والجن والطير ولم يبلغ أحد من الأنبياء ما بلغ سليمان -عليه السلام-، كان عالماً بلغات الطير والحيوانات، والجن أيضاً والشياطين يخاطبهم فيفهمون لغته وأوامره، و-سبحانه وتعالى- الذي يعلّم من يشاء ما يشاء، علّم سليمان مخاطبة الطير في الهواء، ومخاطبة الحيوانات على اختلاف أنواعهم، فقال سليمان علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء، يعني مما يحتاجه في تثبيت دعائمه،{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} (16) عظم الهدهدقال تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُ
ذكره القرطبي ولم يرتضه بعد ذلك أحد من أهل العلم. فهي تدور بين اسم المعارج وبين (سأل سائل) ومن تأمل في السورة وفي هذين الاسمين لها يجد أن السورة (سأل سائل) كأنه إخبار من الرب جلّ وعلا عن تهكم وقع من القوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم (سأل سائل) وجاءت القضية مطلقة هكذا بالتنكير هنا سواء كان المنكّر هنا فئة أو قوم أو شخص كأن هذا التنكير فيه تحقير له لأنه سأل سؤال تهكم في بداية الأمر (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) والعجب أن السورة بدأت بتهكم وخُتمت بتهكّم ولكن المُتهكّم في البدء هُم والمتهكم في الختم رب العالمين ولذلك هذه من عجائب سور القرآن. كثير من الناس يسأل عن مقصد سورة المعارج يقول ما مقصدها سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّ
أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الثانية سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل. هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدول
{ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك، منهم من قصصنا عليك، ومنهم من لم نقصص عليك؛ وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله، فإذا جاء أمر الله قضي بالحق، وخسر هنالك المبطلون}.. إن لهذا الأمر سوابق كثيرة، قص الله على رسوله بعضها في هذا الكتاب، وبعضها لم يقصصه. وفيما قصه من أمر الرسل ما يشير إلى الطريق الطويل الواصل الواضح المعالم؛ وما يقرر السنة الماضية الجارية التي لا تتخلف؛ وما يوضح حقيقة الرسالة ووظيفة الرسل وحدودها أدق إيضاح. وتؤكد الآية حقيقة تحتاج إلى توكيدها في النفس، وتتكئ عليها لتقررها تقريراً شديداً: {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله}.. فالنفس البشرية ولو كانت نفس رسول تتمنى وترغب أن تستعلي الدعوة وأن يذعن لها المكابرون سريعاً. فتتطلع إلى ظهور الآية الخارقة التي تقهر كل مكابرة. ولكن الله يريد أن يلوذ عباده المختارون بالصبر المطلق؛ ويروضوا أنفسهم عليه؛ فيبين لهم أن ليس لهم من الأمر شيء، وأن وظيفتهم تنتهي عند حد البلاغ، وأن مجيء الآية هو الذي يتولاه حينما يريد. لتطمئن قلوبهم وتهدأ وتستقر؛ ويرضوا بكل ما يتم على أيديهم ويدعوا الأمر كله بعد ذلك لله. ويريد كذلك أن يدرك الناس طبيعة الألوهية وطبيعة النبوة، ويعرفوا أن الرسل بشر منهم، اختارهم الله، وحدد لهم وظيفتهم، وما هم بقادرين ولا محاولين أن يتجاوزوا حدود هذه الوظيفة.. كذلك ليعلم الناس أن تأخير الآيات رحمة بهم؛ فقد قضى في تقديره بأن يدمر على المكذبين بعد ظهور الآيات. وإذن فهي مهلة، وهي من الله رحمة: حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْ