الرواية بحسب الظاهر صحيحة سنداً ولكن الدلالة مخالفة لعمومات الكتاب الكريم والأخبار الكثيرة ــ التي فاقت التوتر بمرات ــ الدالة على أفضلية النبيّ وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين على عامة الأنبياء والمرسلين وملائكته المقربين، فالكتاب لم يفصح عن الطهارة المطلقة بحقّ نبيٍّ أو وليٍّ ولكنه أطلقها على النبيّ الأكرم وآله المطهرين بقوله تعالى في آية التطهير﴿ ويطهركم تطهيراً﴾ فلا يسبقهم بالطهارة المطلقة أحد من الخلق ولن يلحقهم لاحق إلى أبد الآبدين ، كما أن آية المباهلة التي قرنت نفسَ أمير المؤمنين وسيِّد الموحدين وإمام المتقين مولانا المعظم عليّ بن أبي طالب عليهما السلام بنفس رسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله، وحيث إن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله أفضل من عامة الأنبياء والمرسلين، فلا ريب أن يكون لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام نفس المنزلة التي لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله، فيكون أفضل من نبيي الله موسى وعيسى عليهما السلام، بالإضافة إلى الأخبار الأخرى الدالة على أفضلية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام على عامة الأنبياء والمرسلين، فهذا الخبر من تلكم الأخبار التي تبخس من أفضلية أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله على عامة المرسلين، في حين أن الله تعالى أخذ مواثيق الأنبياء والمرسلين على الإعتقاد بولايته والإقرار بفضله الكبير عليهم بل جاء في بعضها أنه لولا ولاية أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين عليهما السلام ما تكاملت نبوة نبيّ، فكيف يكون أمير المؤمنين عليٌّ صلى
الله عليه وآله مساوياً بالفضل معهم وقد أخذ الميثاق عليهم بولايته..؟؟! وهل يعقل أخْذُ الميثاق بالولاية للمساوٍ..؟! أليس هذا ترجيحاً بلا مرجح وهو قبيح عقلاً ونقلاً..؟!! كلُّ هذه الأدلة الإجمالية كافية في دفع الخبر المذكور الشاذ من حيث دلالته على المطلوب، ولا يجوز الركون إليه في مقابل العمومات في الكتاب والسنَّة الشريفين ،نعم يمكن حمل الخبر على التساوي في مورد العصمة عن الذنوب والخطايا دون ترك الأولى وهو غير بعيد بحسب الظاهر.
إن قيل: لعلَّ المراد بالفضل في الخبر هو الفضل في العصمة بمعنى أن مولانا الإمام المعظم أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله والنبيين موسى وعيسى عليهم السلام يتساوون في ماهية العصمة أي في حقيقتها، والمراد من حقيقتها أو ماهيتها هو السبب الداعي إليها هل هو التقوى أو العلم بمثالب المعاصي أو أن الداعي هو الحب والأنس بالله تعالى وعشقه ..؟.
قلنا: إن الإطلاق في آية التطهير ينفي الإحتمال المذكور، كما أن السبب الداعي بشقيه الاولَين يرد عليهما إيرادات متعددة قد ذكرنا قسماً منها في كتابنا الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية/ الجزء الأول ــ الباب الثاني عشر /عقيدتنا في عصمة الأنبياء ص 577 ، ولا نعيدها ههنا، وأما الشق الثالث من دواعي العصمة فيمكن القول بأنهم سواء في الجملة أي في القدر الواجب من العصمة إلا أن النبيَّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام قد وصلوا إلى أعلى مراتب الأنس والعشق بحيث تشمل عصمتهم عامة الموارد المتعلقة بالعصمة كترك الأولى والمباح، بدليل التطهير المطلق وإصطفائهم على عامة الأنبياء لما اتصفوا به من معرفة المستلزمة للعشق الإلهي، ولأن تساويهم بالعشق ينافي الإطلاق بتطهيرهم في آية التطهير، ويؤيده ما ورد في زيارة آل ياسين على صاحبها مولانا الإمام المعظم بقية الله القائم آلاف التحية والسلام قوله عليه السلام: ( لا حبيب إلا هو وأهله) فقد دلت النكرة في سياق النفي ــ كما في علم الأصول ــ على العموم الشامل لعامة مراتب المحبة، حيث أفادت الفقرة الشريفة نفي المحبة التامة لله تعالى عن عامة الخلق إلا عن رسول الله وأهل بيته المطهرين عليهم السلام، فلم يصل أحدٌ من الخلق إلى المحبة الكاملة لله تعالى ــ لا نبيٌّ مرسل ولا ملك مقرب ــ إلى ما وصل إليه آل الله محمد وأهل بيته المطهرين عليهم السلام، وهكذا قول مولانا المعظم الإمام الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة الشريفة: ( والمستقرين في أمر الله والتامين في محبة الله ) حيث دلت الفقرة
الشريفة على أن آل الله تعالى هم التامون في محبة الله تبارك اسمه ومن سواهم ناقص في محبته تبارك شأنه، من هنا جعلهم خزائنه المطلقة وأعطاهم الولاية الكبرى كما في قوله تعالى﴿ إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا..﴾ وهو ما يؤكده الخبر الذي بلغ حد الإستفاضة بألفاظ مختلفة قولهم الشريف: ( أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب ولا نبيٌّ مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه بالإيمان..قيل من يحتمله يا بن رسول الله ؟ قال: نحن نحتمله..).
وبالجملة: لا يعلو على آل الله تعالى أحد من العالمين كما قال أمير المؤمنين وإمام المتقين عليٌّ عليه السلام:" نحن أهل بيتٍ لا يقاسُ بنا أحد من الناس" وقال مولانا الإمام الهادي عليه السلام في زيارة الجامعة الكبيرة المطهرة:" آتاكم الله ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم.... وذل كلُّ شيءٍ لكم واشرقت الأرض بنوركم...) فسبحان من خلقهم وفضلهم على العالمين ولعن الله تعالى أعداءهم والمبغضين لهم ولشيعتهم المتقين المرابطين على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده، وصلى الله عليهم أجمعين لا سيما قائمهم المعظم صاحب العصر والزمان ووليّ الأمر أرواحنا فداه..والسلام عليك أيها السيد الفاضل والتقي الصالح ورحمته وبركاته.
ان هذا البحث يتحدث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم, التي ايدها الله بها
وجعلها دلائل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم , وقد اقتصرت على ذكر بعض
معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية , فمعجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرا , فبينت بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية الخارجة عن ذاته , كانشقاق القمر , ونبع الماء من بين أصابعه , وحنين الجذع اليه صلى الله عليه وسلم , وحديث الضب الذي فيه الغرابة , والتي يتعجب وينبهر من عرفها لما فيها من عظمته صلى الله عليه وسلم , وغيرها من معجزاته صلى الله عليه وسلم الخارجة عن ذاته بتأييد ربها .وذكرت بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية التى فى صفاته , منها جوده وكرمه , وشجاعنه ,وصبره فى تحمل الأذى , وغيرها من معجزاته فى ذاته صلى الله عليه وسلم .
التعرف على بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم , المؤيد بها من عند الله سبحانه تعالى والتى هى دلائل على صدقه صلى الله عليه وسلم , وندرك بها مدى عظمة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأعتبارها أمور خارقة للعادة , فهذه المعجزات الخارقة للعادة تجعل من لا يؤمن ولا يصدق بهذه الدعوة دعوة رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يؤمن بأن لا اله الا الله , يؤمن بهذه الدعوة ويؤمن بالتوحيد الالهي من خلال معجزاته صلى الله عليه وسلم التي من شهدها وحضرها يؤمن بلا شك بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم من خلالها , فهي أمور خارقة لا يأت بها اي انسان مهما بلغ من السحر والعبقرية , وذلك لأنها مؤيدة من عند الله تعالى لرسولنا بأذن ربها ,كما يمكن من معجزاته صلى الله عليه وسلم الخارقة للعادة دعوة الى الاسلام , ودعوة الى اتباعه صلى الله عليه وسلم , فهي دليل على صدقه , والمعجزاته التي فى صفاته التي يعتبرها البعض انها أمور عادية يمكن ان توجد فى اي انسان , فنقول : نعم يمكن اتوجد هذه الصفات فى بعض الناس , ولكن ليس مثل الذي تحلى بها النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم , فقد تحلى بها النبي قبل الاسلام وبعده , فأن الانسان فى بعض الأوقات تجرفه شهواته الى المعصية , أما الني صلى الله عليه وسلم فكان ثابتا فى هذه الصفات فى جميع الأوقات فكانت معجزة له .
ويتضمن هذا البحث على فصلين :-
الفصل الاول : من معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية الخارجة عن ذاته
الفصل الثاني :من معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية فى صفاته
مفهوم المعجزة :-
المعجزة : هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي صراحة يجريه الله على يد من يدعي النبوة , فاذا قام انسان وادعي النبوة وقال : الدليل على صدقي ان يجري الله على سبحانه على يدي ما يخالف المألوف من عادته , ثم يتحدى الناس أن يأتوا بمثل ما أتى به , ثم لم يكن منهم الا اعجز وعدم الاستطاعة , فلا أن هذا الدليل قوي وبرهان ساطع على صدقه وان ما جاء به من عند الله سبحانه فمتى ظهرت المعجزة على يد انسان وقارن ظهورها دعوة النبوة علم بالضرورة ان الله سبحانه وتعالى ما أظهرها الا تصديقا لمن ظهرت على يده لأن من المحال أن يؤيده الله وهو كاذب اذ تأييد الكاذب تصديقا له .
والمعجزة نفحة من نفحات الله يجريها على يد أحد أتباعه وليست من صنع النبي وأنما هي من صنع الله . ومما يدل على ذلك : أن موسى عليه السلام لما أراد الله ان يعلمه معجزته الكبرى , وهي العصا ليتأنس بها فانقلبت حية ولى خائفا , ولو كانت بصنعه وعلمه لما خاف . (1)
ومن الشروط للمعجزة لا بد من توافرها :-
(1) أن يكون ذلك الخارق فعلا لله تعالى لأن التصديق من تعالى وحده لرسوله فلا يكون الخارق من فعل غيره .
(2) الا يكون هذا الفعل المعجز مقدورا للنبي صلى الله عليه وسلم .
(3) أن تكون المعجزة خارقة للعادة , لأنها لو لم تكن خارقة للعادة لأمكن للكاذب ادعاء الكذب .
(4) ان تظهر على يد مدعي النبوة ليعلم أن هذه المعجزة تصديقا له .
(5) أن تكون المعجزة موافقة لدعوى النبوة ,(2)
(1)معجزات النبي صلى الله عليه وسلم , الامام ابن كثير , ت س 774 ه , ص 10 , تح محمد أحمد عيسى , دار الغد الجديد , ط1 1426 ه – 2005 م .
(2) 100 معجزة ومعجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم , د. مصطفى مراد , ص 10 –ص 11 , دار الفجر للتراث , ط1 1420 ه – 1999 م
(6) ان تتعذر معارضة المجزة والاتيان بها .
(7) ان تكون المعجزة مقرونة بدعوةى النبوة او الرسالة وا مصاحبة لها بأنتاتي المعجزة متأخرة زمنا يسيرا .(1)
· عجبا لذئب يتكلم
روى أن ابا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية بن خلف خرجا من مكة فاذا هما بذئب يكد ظبية , حتى ان نفسه كان ان يبلغ ظهر الظبية,ةفدخل الظبي الحرم , فرجع الذئب فقال ابو سفيان :" ما أرض سكنها قوم أفضل من أرض أسكنها الله ايانا , أما رأيت يا صفوان ما صنع الذئب ؟ أعجب منه حين رجع !! , فقال الذئب : اعجب من ذلك محمحد بن عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة يدعوكم الى الجنه وتدعونه الى النار . فقال أبو سفيان:" واللات والعزى لئن ذكرت ذلك لأهل مكة لتركوها خلوا " .
ومما ذكر فى هذا المجال أن رافع بن عمير بن جابر كان يرعى غنما , اذ غار الذئب عليها فاحتمل أعظم شاه منها , فشد عليه رافع ليأخذها منه , وقال :"عجبا لذئب يحتمل ما حمل ؟! " فافص الذئب غير بعيد وقال : " اعجب منه انت ! أخذت منى رزقا رزقنيه الله تعالى " فقال رافع :" عجبا لذئب يتكلم" . فقال الذئب :"أعجب من ذلك الخارج من تهامه يدعوكم الى الجنة وتأبون الا دخول النار !" فأقبل الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاءه جبريل عليه السلام فأخبره كما كان . فلما مثل الرجل بين يدي رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وقص الرسول ماكان فأمن وصدق.(2
(1) 100 معجزة من معجزات الرسول صلىالله عليه وسلم ,د. مصطفى مراد , ص 10 –ًص11 , دار الفجر للتراث ,ط1 1420 ه – 1999 م
(2) قبسات من حياة الرسول , أحمد محمد عساف , ص56 –ص26 , داراحياء العلوم ,ط9 1409 ه – 1989 م
*انشقاق القمر
روى البخاري ومسلم ان أهل مكة سألوا رسول الله عليه وسلم ان يريهم آية فأراهم القمر شقين . فقال مطعم : " انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين : فرقة على هذا الجبل , وفرقة على هذا الجبل , فقال سحرنا محمد ,وأنزل الله تعالى " اقتربت الساعة وانشق القمر * وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا اهواءهم وكل أمر مستقر " (1) .(2)
* نبع الماء من بين اصابعه وتكثيره ببركته
روى جماعة من الصحابة منهم : أنس –وجابر- وابن مسعود عن أنس بن مالك رضى الله عنه :" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصرب , فالتمس الوضوء فلم يجدوه . فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الاناء يده وأمر الناس أن يتوضؤا منه , قال فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه ..فتوضأ الناس حتى توضأ اخرهم .
وروى أيضا عن أنس قتادة وقال : " باءناء فيه ما يغمر أصحابه أولا يكاد يغمر " قال كم كنتم ؟قال : زهاء ثلاث مئة وفي رواية عنه :" وهم بالزوراء(3) عند السوق ".(4)
*حنين الجذع
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالجماد حنين الجذع شوقا اليه . فعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة الى شجرة او نخلة , فقالت امرة من الأنصار
, أو رجل :يا رسول الله الا نجعل لك منبرا ؟ قال : ان شئتم فاجعلوه " فجعلوا له منبرا , فلما كان يوم الجمعة ذهب الى المنبر ف فصاحت النخلة صياح الصبي , فنزل الرسول الله صلى الله عليه وسلم فضمها اليه , وكانت تئن أنين الصبي الذي يكنه . قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها .(5)
*حديث الضب على ما فيه من الغرابة
قال البيهقي : انا ابو منصور أحمد بن علي الدامغاني من سكن قرية نامين من ناحية بيهق –قرءة من أصل كتابة – ثنا ابو احمدجعبد الله بن عدي الحافظ –في شعبان واثنتين وثلثمئة – ثنا محمد بن الوليد السلمي , ثنا محمد بن عبد الاعلى , ثنا معمر بن سليمان , عن عمر بن الخطاب أن رسول الله كان في محفل من أصحابه اذا جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ظبا وجعله في كمه ليذهب به الى رحلة فيشويه ويأكله , فلما رأى الجماعة قال : ما هذا ؟ قالوا : هذا الذي يذكرونه نبي , فجاء فشق الناس , واللات والعزى ما شملت السماء على ذي لهجة أبغض الي منك , ولا أمقت منك ولولا ان يتسمني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الأسود والأبيض وغيرهم , فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله , دعني فأقوم فأقتله , قال :" يا عمر اما علمت الحلم كاد ان يكون نبيا ؟"
ثم أفبل علي الأعرابي وقال : ما حملك على ان قلت ما قلت غير الحق ولم تكرمني في مجلسي ؟ فقال : وتكلمني أيضا ؟ -استخفافا برسول الله صلى الله عليه وسلم واللات والعزى لا آمنت بك أو يؤمن بك هذا الضب – وأخرج الضب من كمه ووضعه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم : يا ضب , فأجابه الضب بلسان عربي مبين يسمعه القوم جاميعا : لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة قال :من تعبد يا ضب ؟ قال الذي في السماء عرشه ,وفي الارض سلطانه ,وفي البحر سبيله , وفي الجنة رحمته ,وفي النار عقابه ,قال : فمن انا يا ضب ؟ فقال :رسول رب العالمين وخاتم النبيين ,وقد أفلح من صدقك ,وقد خاب من كذبك , فقال الأعرابي : والله لا أتبع اثرا بعد عين ,والله لقد جئتك وما علىظهر الارض ابغض الىيمنك , ونك اليوم احب الى من والدي ومن عيني ومني , واني لأحبك بداخلي وخارجي ,وسري وعلاني , وأشهد ان لا اله الا الله وأنك رسول الله , فقال رسول الله : الحمد لله الذي هداك بي , وان هذا الدين يعلوا ولا يعلى ولا يقبل الا بصلاة ولا تقبل الا بقرآن , قال : فعلمني , فعلمه ...(1)
*الشجرة التى تمشي وتشق الأرض وتقر للني صلى الله عليه وسلم بالشهادة
عن ابي عمر –رضي الله عنهما – قال : كنا مع رسول الله صلى الله وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله : "اين تريد" ؟ قال : الى اهلي . قال : " اهل لك الى خير ؟ " قال : ما هو ؟ قال : تشهد ان لااله لاالله وحده لا شريك له ,وان محمد عبده ورسوله "
قال هل من شاهد على ما تقول ؟ قال : "هذه الشجرة"؟ فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه , فستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال , ثم أنها رجعت منبتها ورجع الأعرابي الى قومه , فقال : ان يتبعوني أتيك بهم والا رجعت اليك وكنت معك (1).(2)
*انقياد الشجر له
روى مسلم عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال : سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا واسعا فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته , فأتبعته باداوة من الماء , فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير سيئا يستتر به فاذا شجرتان بشاطئ الوادي , فنطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الى احداها , فأخذ ببعض من أعضائها فقال : انقادي علي بأذن الله , فانقادت عليه كالبعبير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتت الشجرة الأخرى , فأخذ ببعض من أغصانها , فقال : انقادي علي بأذن الله , فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى اذا كان بالمنتصف بينهما لاءم (اي جمعها) فقال : " التئما علي بأذن الله " فالتأمتا . قال جابر : فخرجت أحضر (أسعا سعيا شديدا ) مخافة ان يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيبتعد فجلست أحدث نفسي , فحانت مني لفته , فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا , واذ الشجرتان قد افرقتا , فقامت كل واحدة منها على ساق .(3)
*تسبيح الطعام
عن ابن مسعود" لقد كنا تسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل " (1) وفي غير هذه الرواية عن ابن مسعود " كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحه .
*تسبيح الحصى
وقال أنس :" أخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من الحصى فسبحن في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا التسبيح , صبهن في يد ابي بكر رضى الله عنه فسبحن ثم أيدينا فما سبحن
*سقوط (360) باشارة النبي صلى الله عليه وسلم بالعصا
عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح مكة وعلى الكعبة ثلاثمائة صنم , فأخذ قضيبة يهوي به الى الصنم , وهو يهوي مرعليهاكلها(4).(5)
وفي رواية عن عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما – قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة وجد بها ثلاثمائة وستين صنما فأشار الى كل صنم بعصا وقال :"جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كلن زهوقا "(6) ,فكان لا يشير الى صنم الا ويسقط من فير ان يمسه بعصاه .(7)
* تسليم الحجر عليه
من معجزاته صلى الله عليه وسلم تسليم الحجر عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث اني لأعرفه الأن .(8)
(1) رواه البخاري وأخرجه الترمذي في المناقب وقال حسن صحيح
(2) الشفا بتعريف حقوق المصطفى , للقاضي عياض بن موسى الأندلسي , ص 588 , ج 1 , تح محمد امين فره علي اسامة الرفاعي جمال السيروا ن , مكتبة الفاربي , مؤسسة علوم القران
(3) المصدر نفسه
(4) 100 معجزة ومعجزة من معجزات الرسول الله صلى الله عليه وسلم , د. مصطفى مراد , ص 48 ,دار الفجر للتراث , ط1 1420ه- 1999 م
(5) حسن : اخرجه البيهقي فى الدلائل (5/72) ,ورواه البراز بأختصار وذكره الهيثمي في مجمع
(6) سورة الأسرء :81
(7) 100 معجزة ومعجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم , د. مراد مصطفى , ص 48,
(8) 100 معجزة ومعجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم , مراد مصطفى , ص
*الشاه الصغيرة
عن جابر بن عبد الله قال : " عملنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وكانت عندي شاه صغيرة غير سمينة , فقلت والله لو صنعت هذه الشاة لرسول الله صلى الله عليةه وسلم , قال: فأمرت امرأتي فطحنت شيئا من شعير فصنعت منه خبزا , وذبحت الشاة فشويتها , فلما امسينا وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأ نصراف , قلت : يا رسول الله , اني صنعت لك شويهه وشيئا من خبز الشعير وأحب ان تنصرف معي الى المنزل –وانما أريد ان ينصرف معي رسول الله وحده – فلما قلت له ذلك قال :" نعم" , ثم امر بصارخ فصرخ : " انصرفوا الى بيت جابر " فقلت : : انا لله وانا اليه راجعون " فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فأخرجتها اليه فسمى ثم أكل وقواردها للناس , فلما فرح قوم قاموا وجاء قوم حتى صدر أهل الخندق عنها ,كل ذلك ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1)
*شهادة الشاة المشوية
عن ابي(2) هريرة رضي الله عنه : ان يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر شاه مصلية (3)
سمتها فأكل الرسول صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم .. فقال : ارفعوا أيديكم فانها أخبرتني أنها مسمومة .. فمات بشر بن البراء (4) , وقال لليهودية: ماحملك على من صنعت؟ , قالت : ان كنت نبينا لم يضرك الذي صنعت , وان كنت ملاكا أرحت الناس منك , قال : فأمر بها فقتلت ...(5)
* قصة حبس الشمس
" على يوشع بن نون بن افرائم بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم خليل الرحمن عليهم السلام , وقد كان بني اسرائيل بعد موسى عليه السلام , وهو الذي خرج ببني اسرائيل من التيه ودخل بهم بيت المقدس بعد حصار ومقاتلة , كان الفتح قد تنجز بعد العصر يوم الجمعة وكادت الشمس تغرب ويدخل عليه السبت فلا يتمكنون معه من القتال , فنظر الى الشمس فقال: انك مأمورة أنا مأمور , ثم قال : اللهم ابسهها على , فحبسها الله عليه حتى فتح البلد ثم غربت(1).(2)
*جالس أمامها ولا تراه
"روت لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما _ قال : لما نزلت " تبت يدا أبي لهب " (3) جاءت العوراء لأم جميل , ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول : مذمما ابينا , ودينه قلينا , وأمره عصينا , ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس , وأبو بكر جنبه فقال أبو بكر _ رضي الله عنه_ : لقد أقبلت هذه , وأنا أخاف ان تراك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" انها لن تراني " , وقرأ فرآن أعتصم به منها :" واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بلأخرة حجابا نستورا"(4) . قال : فجاءت حتى قامت على ابي بكر , فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا أبا بكر باغني أن صاحبك قد هجاني , فقال أبو بكر , لا ورب هذا البيت ما هجاك (5) .(6)
* ميت يتكلم
روى عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري كنت فيمن دفن ثابت ين بن قيس بن شماس. وكان قتل باليمامة فسمعنا حين أدخلناه القبر يقول : محمد رسول الله , أبو بكر الصديق , عمر الشهيد , عثمان البر الرحيم , فنظرنا فاذا هو ميت .(7)
*حديث الحمار مع النبي صلى الله عليه وسلم
" وقد أنكر غير واحد من الحفاظ الكبار فقال ابو محمد بن عبد الله بن حامد : أخبرنا ابو أحمد بن حمدان السحركي , حدثنا عمر بن محمد ابن بجير , حدثنا ابو جعفر محمد بن يزيد _ املاء_ انا ابو عبد الله محمد بن عقبة بن ابي بالصهباء , حدثنا ابو حذيفة عن عبد الله بن حبيب الهذلي عن ابي عبد الرحمن السلمي عن ابي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه اربعة ازواج بغال واربعة خفاف وعشر اواف ذهب وفضة , وحمار أسود , وكتل , قال : فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار فقال له : ما اسمك , قال : يزيد ابن شهاب , أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم الا نبي , لم يبقى من نسل جدي غيري , ولا من الانبياء غيرك وقد كنت أتوقعك ان تركبني , قد كنت قبلك لرجل يهودي , وكنت أعثر به عمدا , وكان يجيع بطني ويضرب ظهري , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتك يعفور , يا يعفور , قال لبيك , قال : تشتهي الاناث ؟ قال: لا , فكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه لحاجته , فاذا نزل عنه بعث به الى باب الرجل فياتي الباب فيقرعه براسه فاذا خرج اليه صاحب الدار مأ اليه أن اجب رسول الله عليه وسلم , فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى بئر كان لأبي الهيثم بن النهبان فتردى فبها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) .(2)
* ذكر العكة التي كانت فارغة فصارت ممتلئة
"قال أهل اللغة : العكة وعاء السمن . اخبرنا احمد بن ابي الفتح انا عبد الرحمن بن ابي بكر ثنا عبد الله بن محمد ابن محمد ثنا أحمد بن عمرو ثنا شيبان بن فروج ثنا محمد بن زياد البرجمي ثنا ابو ظلال عن انس بن مالك رضى الله عنه عن امة رضي الله عنها قالت : كان لي شاه فجمعت سمنها في عكة فبعثت بها مع زينب فقلت : يا زينب , أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلميأتدم بها قالت : فجاءت زينب بها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله , هذه سمن فجئت بها أم سليم قال : ففرغوا لها العكتها ففرغت العكة ,ودفعت اليها فجاءت وام سليم ليست في البيت(3)
فعلقت العكة على وتد فجاءت ام سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر سمنا فقال : يا زينب أليس أمرتك ان تبلغي هذه العكة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها قالت :قد فعلت فان لم تصدقيني فتعالي معي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذهبت أم سليم وزينب معها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله , اني بعثت اليك معها بعكة فيها سمن فقال : النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءت بها فقالت: والذي بعثك بالهدى ودين الحق انها ممتلئة سمنا تقطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتعجبين أم سليم ان الله أطعمك كما أطعم نبيه ". (1)
*صدقه صلى الله عليه وسلم
"فالطريقة في استعراض هذه الصفة أن تأتي بالشهدات ومنها شهادة الخصوم على صدقه , فشهادة الخصوم لها الوزن الكبير , اذ تدلك على مبلغ الثقة التي كانت يتمتع بها النبي صلى الله عليه وسلم عند الجميع , ولكن بعض الناس استغرب واستكبر فأنكر دون وجود المبرر لهذا الانكار وهذه نصوص تؤكد الذي قلناه . " أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال : ان أول يوم فيه الرسول الله صلى الله عليه وسلم اني أمشي أنا وابو جهل في بعض أزقة مكة اذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأبي جهل : يا ابي الالحكم هلم الى الله ورسوله أدعوك الى الله . فقال ابو جهل : يا محمد هل انت منته عن سب الهتنا ؟ هل تريد الا ان نشهد انك قد بلغت ؟ فنحن نشهد انك بلغت , فوالله لو اني أعلم ان ما تقول حق لاتبعتك فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل علي فقال : والله اني لأعلم ان ما تقول حق ولكن يمنعني شيئ . وأخرج الترمذي عن علي ان ابا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم انا لا نكذبك و لكن نكذب ما جئت به فأنزل الله تعالى :" فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " (2) .
"والظواهر الواضحة في حياة الصحابة أنهم كلما ازدادوا برسول الله صلى الله علسه وسلم خلطة ازدادوا به ايمانا وتصديقا بل أكثرهم اختلاطا به اكثرهم ايمانا به وطاعة له وقد بلغ معهم ذلك لدرجة انه أصبح الموت من أجل ما يريد الرسول صلى الله عليه وسلم احب اليهم من المعصية . ودين الرسول صلى الله عليه وسلم احب اليهم من الأولاد والاموال والمساكن والزوجات والوطن . وكل هذا من مظاهر التصديق الكامل اذ لولا التصديق لما كان شيئ من هذا . فقدقتل منهم الأبن أباه , اغلبهم واراد الأب قتل ابنه فعلاما يغعلون هذا لولا ان ايمانهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقم به وصل الى ذروة الذرى . وهذه امثلة كل منها يعتبر اثرا من اثار التصديق الكامل ودليلا عليه لذكرها بلا تعليق وفي كل منها شهادة على صاحبها لا, بعد تجربة على ان محمد صلى الله عليه وسلم صادق لا شك في ذلك .(1)
فكان النبي صلى الله عليه وسلم من اول حياته الى وفاته صادقا في القول والفعل والعهد, لم يشهد له احدا انه كذب , حتى اعداء الاسلام يعرفوا انه صادقا ولو كان كاذبا لما آمن معه الكثير, وكان ممن عادوه وحاربوه فآمنوا به من صدقه صلى الله عليه وسلم , فعتبرنا صدقه معجزة له صلى الله عليه وسلم, وذلك لأن اي انسان الا ما الجأته الضرورة الى الكذب فالنبي كان صادقا فى اول حياته الى اخرها ,فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعدها بالصادق , وقد تعرض الى التتعذيب والاذى فستمر فى صدقه فى هذه الدعوة .(2)
* الأخلاق الحميدة
"وما الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة , والآداب الشريفة , التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها , وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه , واثنى الشرع على جميعها وأمر بها , ووعد السعادة الدآئمة للمتخلق بها, ووصف بعضها بانه من اجزاء النبوة , وهي المسماة بحسن الخلق.
حسن الخلق: هو الأعتدال في قوى النفس, واوصافها والتوسط فيها, دون الميل الى منحرف اطرافها.
فجميعها قد كانت خلق نبينا صلى الله عليه وسلم على الأنتهاء في كمالها , والأعتدال الى غايتها , حتى اثنى الله عليه بذلك . (3)
قال تعالى :" وانك لعلى خلق عظيم " (1), قالت عائشة (2) رضى الله عنها : كان خلقه القرآن ", يرضا برضاه, ويسخط بسخطه (3) , قال أنس :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا " (4) . (5)
ان أبز سمة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم المتعددة الجوانب اخلاقية التي لا مثيل لها فلو انها جمعت كل خلق عظيم في العالم , وكل تصرف اخلاقي سليم تعرفه في يوم من الأيام انسان , فان ماتجده في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يربوا على هذا كله مجتمعة . مع انعدام التصرفات غير الاخلاقية في حياته عليه السلام , مما لا تستطيع معه ان تجد في حياته كلها تصرفا ممكن ان ترى أعظم منه في باب الأخلاق عند غيره صلى الله عليه وسلم . وكان أصحابه صلى الله عليه وسلم يعرفون منه هذا , ويتصرفون على اساسه معه , كثير ماكانوا يوقفون ناسا مواقف من الأنبياء السابقون فيها سنتنا فكان يفعل ما يفعلوا , ويعرف الصاحبة ماذا سيفعل , اذ انهم يعرفون عنه انه لا يرضى ان يكون احد اربى منه تصرفا او مسلكا .(6)
فاخلاقة صلى الله عليه وسلم نبراس لنا , فالنبي صلى الله عليه وسلم عرف بانه ما أقدم على فعل قبيح لا فبل النبوة ولا بعدها , فالنبي صلى الله عليه وسلم ولد في بيئة مليئة بالفواحش من الزنا والخمر و غيرها , وفي هذه البيئة تربى النبي صلى الله عليه وسلم يتيما , ورغم ذلك لم يعلم انه مارس الفاحشة او قام بافعال الجاهليه , فهذا امر خارق للعادة , فقد تميز صلى الله عليه وسلم بهذه الصفات وحده زمن الجاهلية .(7)
ومن الاحاديث على ذلك ." قال لا ببو يعلى وثنا ابو سفيان بن وكيع بن عياش عن سالم بن ابي الجعد عن أنس ( بن مالك رضى الله عنه ) قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين , فما كان يقول لشئ يكرهه : ما أقبح ما صنعت , ولا قال لشئ يعجبه : ما أحسن ما صنعت .
قلت : أخرجته لقوله ولا قال لشئ يعجبه : ما أحسن ما صنعت" (8).(9)
* الزهد في الدنيا
الزهد فضيلة لها ايجابها وليس مجرد نبدأ سلبي يباعد بين الناس وبين الدنيا اوبينهم وبين الحياة والا لتوقفت عجلة التقدم والحضارة والتطور كما قال عليه السلام : من أحب دنياه أخر باخرته ومن احب آخرته اخر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما بفنى . فالزهد كما علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو ان تزهد فيما حرم الله وفي مال الغبر وفي كل المغريلت التي يزينها الشيطان وقي ارتكاب المظالم والأثام . ومن الدلائل على زهده صلى الله عليه وسلم , دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده حصير قد أثر في جنبيه فقال : يا رسول الله الا تتخذ فراشا ؟ فصاح رسول الله في وجهه : أكسروية يا عمر ؟ انها نبوة وليست ملكا , مالي وللدنيا . فما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من النهار ثم راح وتركها .(1)
فكان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان للدنيا في قلبه وقع , فقد كان زاهد في دينه ودنياه لم تهمه المناصب ولا الدنيا شئ , فلو كانت تهمه المناصب لقبل ما عرضت اشراف قريش عليه من مال وزوجة ومنصب وحكم وغيرها من المغريات مقابل ترك ما جاء به والكف عن الدعوة , ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهدا في دينه ودنياه فرفض كل هذه المغريات , واستمر في دعوته , فهذا امر خارق للعادة , ان يرفض انسان هذه المغريات ويتحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة .(2)
*الجود والكرم
الجود والكرم : الأنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه , واسموه ايضا الجرأة , وهو ضد النذالة.
فكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأكرمهم ووصفه بهذا كل من عرفه .
عن أنس وسهل (3) بن سعد رضي الله عنهما , وقال (4) ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما كان في شهر رمضان وكان اذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة . وعن (5) انس رضي الله عنه : ان رجلا (6) سأله فاعطاه منها بين جبلين , فرجع الى قومه , وقال : أسلموا فان محمد يعطي عطاء من لا يخشى من الفقر .(7)
هو سهل بن سعد الساعدي من مشاهير الصحابة يقال : كان اسمه " حزنا " فغير النبي صلى الله عليه وسلم . قال الزهري : مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة وذلك سنة 91 ه .
كما روىلا عنه الشيخان .
ان الكرم في الاسلام طريق من طرق الجنة , وان البخل طريق النار . ولذلك فقد كان كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مجاري , ولا يباري . فقد جعل خمس الغنائم اليه وكانت حصته عليه السلام من هذا الخمس الخمس . وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة ولو اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجمع مالا لكان أكثر الخلق مالا . ان خمس عنائم حنين كان ثمانية آلاف من الغنم وآربعة آلاف وثمان مائة من الجمال وثمانية آلاف أوقية من الفضة وألف ومائتان من السبي . هذا الخمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرباه منه خمسان فكم نتصور غنى الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراد ان يجمع مالا من غزواته كلها من خيبر العقبة وقريظة وبني النضير . ومن هذه الأمثلة وغيرها ندرك اي كرم كان عنده صلى الله عليه وسلم واي نفس طاهرة ازكت انها نبوة . وان غير النبوة لا تجود بهذا الجود وترض مع القدرة بهذه الحياة .( 1)
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بيوته . فدخل عليه الصحابة حتى اكتظ بهم المكان , فجاء جرير بن عبد الله البجلى وكان كريما في قومه محسنا لايرد طالبا , فلم يجد محلا يجلس فيه عند الباب , فلف الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه فألقاه اليه وقال له : اجلس على هذا , فأخذه جرير ووضعه على وجهه وجعلة يقبله ويبكي , ثم أعطاه للرسول صلى الله عليه وسلم قائلا له : ما كنت لأجلس على ثوبك ,أكرمك الله كما أكرمتني . فنظر الرسول صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا ثم قال : اذا اتكم كريم قوم فأكرموه .(2)
* فصاحة لسانه وبلاغته صلى الله عليه وسلم
واما فصاحة اللسان , بلاغة القول , فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل , والموضع الذي لايجهل , سلالة طبع , براعة مننزع , وايجاز مقطع , ونصاعة لفظ , وجزالة قول , وصحة معان , وقلة تكليف .
أوتي جوامع الكلم , وخص ببدائع الحكم , وعلم ألسنة العرب , فكان يخاطب كل أمة بلسانها , ويحاورها بلغتها , ويبلريها في منزع بلاغتها , حتى كان كثير من أصحابه ياسألونه في غير موطن عن شرح كلامه , وتفسير قوله .
من تـأمل حديثه , وسيره , علم ذلك وتحققه.
وقوله (1) في حديث العامري : حين سأله , فقال له صلى الله عليه وسلم :"سل عنك " أي سل ما شئت . وهي لغة بني عامر . وأما كلامه المعتاد , فصاحته المعلومة , وجوامع كلمه وحكمة المأثورة , فقد الف فيها الدواوين , وجمعت في ألفاظها , ومعانيها الكتب . ومنها لا يوازي فصاحة , ولا يباري بلاغة . كقوله (2) : " المسلمون تتكافؤ دماؤهم , ويسعى بذمتهم أدناهم , وهم يد على من سواهم . وقوله (3) : الناس كأسنان المشط " .(5)
* الرحمة التي كانت فيه صلى الله عليه وسلم
كان الانبياء ارحم الناس وكان خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم آوفرهم نصيبا من هذا الخاق العالي :" لقد جاءكم رسول من انفسكم عزبز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " (6) . ولا شك ان رحمته الغامرة هي التي جعلته يألف طباعهم ويقرب بعيدهم . ولولا بشاشته التى لا تطفئ ورقته التى لا تفيض ما استطاع ان يؤلف هذه الجموع :" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "(7) . فلا عجب اذا كانت رسالته رحمة للعالمين . وكانت تعاليم هذه الرسالة ينبوعا بكل ما تحتاج اليه الانسانية من حب وايناس ومودة .(8)
"وهناك مواطن يفتقر فيها الرحماء رحمتهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفارقه رحمته يؤذى ويضرب ويضطهد فيقول:" اللهم اغفر لقومي فانهم لايعلمون ", ويوم فتح مكة وقد فعلت به ما فعلت , كان موقفه غير المتوقع كما قص عمر قال : " لما فتح كان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ارسل الى صفوان بن أميه والى سفيان بن حرب والى الحارث بن هشام قال عمر : فقلت : لقد امكن الله منهم لأعرفنهم بما صنعوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كما قال يوسف لأخوته :" لا تثريب عليكم اليوم يغفر لكم وهو أرحم الرحمين " قال عمر : فافتضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية ان يكون بدر مني وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال : : ان المواطن التي تغيب عادة فيها مواطن الرحمة بعواطف الأنتقام او الانتصار صفة الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في محلها لا تطغى على غيرها ولا يطغى غيرها عليها ."(1)
*صبره صلىالله عليه وسلم ر غم الشدائد
الامان مبادئ تقوي الادارة لدى الانسان وتزع الصبر في قلبه والطمأنينة فى نفسه وتقيه مرض القلق النفسي الذي يصيبه بالخوف والهلع والذي تمتد أثاره من النفس الى الجسم فيصبح مصابا بالمرض والعلل متبرما بالحياة , فقال تعالى :" عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون "(2). والصبر من خواص الانسان انفرد به عن الملائكة والحيوان شهوات تصرفهم عن طاعة الله , وخلق الانسان وجمع له بين العقل والشهوة . (3)
ومن الشواهد الدالة على صبر صلى الله عليه وسلم .
عن ابن ابي شبية بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: ما رايت قريش ارادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم الا يوم ائتموا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام . فقال عليه عقبة بن ابي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطا وتصايح الناس فظنوا انه مقتول فأقبل ابو بكر رضى الله عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه ويقول " أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله ".ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم, فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى . فلما قضى صلاته مر بهم – وهم جلوس في ظل الكعبة – فقال : يا معشر قريش ! اما والذي نفس محمد بيده ما ارسلت اليكم الا بالذبح واشار بيده الى حلقه . فقال ابو جهل : ما كنت جهولا . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انت منهم.(4)
* شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم
الشجاعة : فضيلة قوة غضب وانقيلدها الى العقل .
وكان صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي لا تجهل , وقد حذر المواقف الصعبة , ووفر الكماة (1) والابطال عنه غير مرة وهو ثابت لا يبرح, ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح , وما شجاع الا وقد أحصيت له فرة وحفظت له جوله.(2)
خرج رجل من بني محارب يريد قتل الرسول صلى الله عليه وسلم. فأقبل عليه وهو جالس وسيفه في حجره . فقال لرسول : يامحمد , انظر سيفك هذا ! فقال رسول الله : نعم , واستل الرجل السيف ثم جعل يهزه . وكلما اراد الاقدام على قتل الرسول منعه الله عزوجل . فقال الرجل : يا محمد اما تخافني ؟ فقال رسول الله :لا , وما أخاف منك . وقال الرجل اما تخافني وفي يدي السيف ؟ قالف رسول الله :لا , يمنعني الله منك , فما كان من الرجل الا ان أعاد السيف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان ذلك في غزوة ذات الرقاع .(3)
قال ابن عمر (4) رضى الله عنهما: ما رايت اشجع ولا انجد ولا ارضى من ر سرول الله صلى الله عليه وسلم .وقال (5) علي رضى الله عنه انا كنا اذا صحي البأس _ ويروى اشتد البأس- واحمرت الحدق , اتقينا برسول الله صلى الله عليع وسلم فما يكون احد اقرب الى العدو منه . ولقد رايتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم , وهو اقربنا الى العدو وكان من اشد الناس بأسا .(6)
* تواضعه صلى الله عليه وسلم
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مه اهل الدنيا والثروة في غاية الترفع , ومع الفقراء والمساكين وأهل الدين في غاية التواضع . وفي بداية الدعوة طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم ان يترك الفقراء والمساكين , ولكنه رفض وعرضت عليه المال والجاه والمنصب والزوجة ورفض .(7)
قال ابو بكر بن ابي شيبة : ثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضى الله عنه ان رجلا قال : يا محمد , يا سيدنا , وابن سيدنا , ويا خيرنا , وابن خيرنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا ايها الناس عليكم بقولكم ولا يستجيرنكم الشيطان , انا محمد بن عبد الله ورسوله , نا احب ان ترفعوني فوق منزلتى التى انزلني الله ".
عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلىالله عليه وسلم من أشد الناس لطفا بالناس والله ما كان ييمتنع فى غداة باردة من عبد ولا أمة ولا صبي أن يأتيه ىبالماء فيغسل وجهه وذراعيه , وما سأل سائل قط اذنه الا اصغى اليه , ولا ينصرف عنه حتى يكون هو الذي ينصرف , وما تناول احد يده قط الا اته (اياه ) فلم ينزعه منه حتى يكون وه الذي ينزها منه .(1)
"كان مره في سفر مع صحبه , فأرادوا ان يهيئوا لهم طعاما فسم العمل بينهم , فقام يجمع الحطب فأرادوا ان يكفوه ذلك فابى , لان الله يبغض الرجل يتعالى على رفاقه . ولما وقف عليه اعرابي يرتجف خشية, ذكره انه ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد وخرج على جماعة من أصحابه يتوكأ على عصا , فقاموا له فقال : لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعضهم بعضهم بعضا. وكان محمد بأخلاقه شخصية من اليسر والتواضع لا تبديل ولا تغير فيها , هي النفس التي اتصلت بالسماء وعاشت على الأرض دانية الى الناس محببة اليهم فى كل اطوار حياته . كان بطل الأبطال صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى الذي نحن اليوم احوج ما نكون اليه في نطاق الاخوة الأسلامية , لا يرفع من شأن احدهم غنى او جاه او حسب او نسب وانما هو مؤمن تقي او فاجر شقي والناس من آدم وآدم من تراب . "
بعد الدراسة في هذا الموضوع , توصل الباحث الى مفهوم , وهي امر خارق للعادة مقرون بالتحدي يجريه الله على يد النبي . توصل الباحث الى ان هناك شروط لا بد من توافرها في المعجزة منها الا تكون هذا الفعل المعجز مقدورا للنبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الشرط . تم توصل الى بعض معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الحسية الخارجة عن ذاته فقد ايدها الله سبحانه وتعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم , منها الذئب الذي تكلم وشهد ان الرسول صلى الله عليه وسلم حق , وتعجب من قومه كيف يكذبونه , وكذلك انشقاق القمر وكان الدليل على صدقه لمن طلب منه ذلك , وكذلك نبع الماء من بين أصابعه , فمن فكر فيها يجد نفسه تشهد على عظمته صلى الله عليه وسلم,وغير من المعجزات الخارجة عن ذاته صلى الله عليه وسلم , المؤيدة بصدقه ولدعوته .
أما معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية التي في صفاته , بعد هذه الدراسة الواعية والعميقة في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد الأطلاع على كثير من الكتب توصل الباحث الى ان لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كثير من المعجزات ومن هذه المعجزات ما يكون معجزات حسية ومنها معنويه , وقد قام الباحث ببيان بعض هذه المعجزات الكثيرة التى تثبت صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد طرح الباحث قصة الزهد فى الدنيا وانها من معجزات الدنيا وان الزهد فضيلة وليس مجرد مبدأ سلمي بين الناس , وقد توصل الباحث الى دلائل على زهد النبي صلى الله عليه وسلم , واستدل بالاحاديث الصحيحة التى تدل على معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الزهد , وتوصل الباحث ان من معجزات الرسول هي الجود والكرم , والجود هو : الانفاق بطيب نفس , وان النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم شخصية تعتبر في الجود والكرم وانه علم البشرية وارشدهم بالقتداد به بالجود والكرم وانه اكرم هذه البشرية وانه قمة في الكرم والجود والزهد , واستدل الباحث بالاحاديث الصحيحة على جود وكرم الرسول صلى الله عليه وسلم . وتوصل الباحث الى ان أفصح وأبلغ على من هذه الأرض هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانه لا يوجد من هو ابلغ وأفصح منه مع كونه امي لا يستطيع القراءة والكتابه وهذه دلالة على انها معجزة من الله تعالى الى رسوله صلى الله عليه وسلم , واستدل الباحث بالاحاديث الصحيحة الدالة والمؤكدة على معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وتوصل الباحث الى ان الانبياء ارحم الناس وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أرحمهم والوقائع تشهد على ذلك بانه كان يرحم صغيرهم وكبيرهم . وكان صلى الله عليه وسلم ارحم الناس بأمته . وتم توصل الى صبره صلى الله عليه وسلم والشواهد التي استشهدت بها تشهد على ذلك , فالنبي صلى الله عليه وسلم صبر ة صبر لا يتحمله احد وهذا لا يخفى على احد منه , فهذه النبوة وهذه الدعوة بحاجة الى صبر على الاذى والشدائد كقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم . تم التوصل الى شجاعته صلى الله عليه وسلم , والشجاعة : قوة الغضب وانقياده الى العقل , فكان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع الناس , غقد حضر المواقف الصعبة ,ةوما شجاع الا أحصيت له فرة .