لا شك أن الحياة الزوجية السعيدة مطلب لكل رجل وكل امرأة على السواء والمشكلات التي تعتريها هي من منغصات هذه الحياة ويرنو كل من الرجل والمرأة إلى حياة زوجية سعيدة بعيدة عن هذه المشكلات....وهذا ما يدفعنا للتساؤل: -هل توجد حياة زوجية بلا مشاكل ?! وبتمهل ومن غير استعجال نقول:
إن الخلافات الزوجية أمر لا مفرّ منه وإن الذي يدعي خلو حياته من المشكلات الزوجية أو الخلافات فإنه هونفسه ما زال يعاني تلك المشكلات حتى الآن.
بل نسارع فنقول إن الحياة الزوجية السعيدة هي تلك التي لا تخلو من الخلافات الزوجية والتي هي مع مرور الأيام والليالي تزكي الحب بين الزوجين وتقوي الرابطة الزوجية فالزواج رابطة بين اثنين مختلفين ومن آيات الله سبحانه وتعالى أنه لم يخلق اثنين متشابهين تماماً في الصفات والأخلاق فالإختلاف والتباين في الصفات والأخلاق هو ما يسبب تلك الخلافات .
ونستدرك فنقول : إن حدوث الإختلاف بين الزوجين أمر مقبول ولا داعي للخوف أوالقلق منه ولكن الإختلاف المستمر والتشاجر والتباغض والصراع حول التافه والجليل هو ما نرفضه في الحياة الزوجية ولذلك نقول:
إن من واجب الزوجين أن يجعلا الخلاف بينهما أداة بناء لا معول هدم أداة بناء لأسس الحياة التي يعيشونها فيتعرف كل على خلق صاحبه وعلى طباعه وخصائصه محاولاً الوصول إلى الإنسجام معه والتوافق النفسي وهذا يستدعي منهماً أن يحصرا الخلاف في دائرة محدودة.
هل توجد حياة زوجية ?
- بدوره يتطلب من كليهما أن يعملا على التنازل عن النظرة المثالية التي لا مكان لها على أرض الواقع ويحاولا أن يتوافقا في العادات والأخلاق ويسعيا نحو حياة أفضل. وليعلم كل منهما أن الزواج أخذو عطاء وتعاون وتفاهم ومودة ورحمة فانظر أيها الزوج الكريم وأيتها الزوجة المصونة إلى قوله تعالى:(وجعل بينكم مودةً ورحمةً ) إنها أكثر ما يحتاج إليه الزوجان في حياتهما الزوجية (المودة,الحب, والود والتآلف والتآزر والرحمة .... التعاون والتفاهم والتنازل عن بعض الحقوق والرفق واللين والصبر والحنو والدنو والإيثار.
تقول “هاجر مرعى” الاستشارى الأسرى والتربوى والمعالج بالطاقة، ووكيل مؤسسة Ucb Canada للاستشارات الأسرية، “يبدأ الشريكان حياتهما ويظن كل منهما أن من شاركه هو نصفه الآخر المطابق له، والذى كان غائبا عنه، ومن الضرورى أن يكون مثله إلى أقصى درجة، ولا يتوقعان وجود مشكلة، وهنا تكمن المشكلة”.
وتوضح “لكى يعيش الطرفان فى سعادة يجب أن يعلما أن اختلافهما هو سر بقائهما، ولابد من وضع أسس للسعادة الزوجية لتكون محور أمان لهما على مر الزمن من كل المواقف السلبية أو المفاجآت المتوقعة لحياتهم”.
وتؤكد “أول خطوات السعادة تكون فى “الصبر”، والصبر هنا على الأزمات وعلى التغيرات وعلى الأخطاء البسيطة، فمن الممكن أن تكون المرأة متقلبة المزاج فى مراحل الحمل فيجب أن يصبر عليها الزوج، ومن الممكن أن يكون الرجل أكثر عصبية إذا ترك عمله أو انتقل من عمل إلى آخر فعلى الزوجة احتوائه حتى تمر الأزمة”.
وثانى الخطوات هى الاتفاق على مبادئ مشتركة تسير عليها حياتهما الزوجية مما يقلص عدد المشكلات الناتجة عن سوء الفهم أو اختلاف التربية.
وتواصل الاستشارى التربوى، “ثالث الخطوات هى الحب غير المشروط فلا سعادة زوجية بدون حب قائم على المودة والرحمة لا تشوبه شائبة مثل حب المال أو الهروب من ضغوط الأسرة بزواج وسفر، وغيرها من الأسباب المقنعة لكلمة الحب”.
ورابع الخطوات وأهمها هى “المغفرة والتسامح”، فيجب أن يشعر كل طرف تجاه الآخر أن هناك فرصة لمغفرة الأخطاء البسيطة والاحتواء، ولا يكون مبدأ السيطرة هو السائد على شكل العلاقة، وبذلك يكتمل مربع الحياة الزوجية السعيدة بخطوات بسيطة ولكن يكمن سرها فى استمرارها.