كيف تتخلص من الشك في العلاقة الزوجية؟؟
لكي يقوم الحب بين الأزواج لا بد أن يبنى على الصراحة والثقة، وأن لا نسمح للشك بأن يدخل في ثنايا العلاقة الزوجية، ولكي تتخلصي من وجود الشك وتطرديه من حياتك أنت وشريكي اتبعي النصائح التالية:
• ضرورة مصارحة الزوج بكل شيء, فهو الطريق الأمثل للحياة الهادئة السعيدة, وكوني صريحة واضحة ومباشرة معه.
• اعتماد النقاش والحوار بينكما، لذا كوني على تواصل مع زوجكِ بمحبة ولا تلقي اللوم عليه, وأخبريه أنكِ تستحقين ثقته من خلال سلوككِ وشخصيتكِ.
• لا تقومي بالأمور التي تضايق زوجك, كي لا تخسريه لأسباب تافهة.
• أظهري له حبكِ ومشاعركِ وعواطفكِ دوماً, واجعليه محور حياتكِ
• محاولة اخذ المشورة النفسية, والقيام بالعلاج النفسي الزواجي, حيث سيتعرف المتخصص على المشكلة التي يعاني منها كلاكما أو أحدكما, حيث يمكنه مساعدتكما ويبرز لكما العيوب بهدوء ودون تجريح.
• ضرورة إيجاد حل حاسم فوراً إذا تجاوز الزوج حدوده, لأن العيش مع الشك الزائد عن الحد, من الأمور الصعبة التي يمكن أن تواجهها الزوجة.
لصراحة الزوجية أساس الحياة الزوجية السعيدة
الصراحة بين الزوجين في مواجهة مشكلات حياتهما اليومية أسلوب عصري يساعد على نجاح العلاقات بين الزوجين , إلا أن هذه الصراحة قد تتحول إلى سلاح مدمر في بعض الأحيان وتهدد مستقبل الحياة الزوجية وربما الصداقة الاجتماعية الأخرى إذا ما كانت هذه الصراحة عمياء ، بعيدة عن الدبلوماسية , غير أن الكذب والتهرب من الصراحة والوضوح اعتراف بفقدان الثقة المتبادلة بين الزوجين وعدم إيمان الطرف الذي يلجأ إلى الكذب بنضج الطرف الآخر وحبه.
والسؤال هنا هو : ما مدى الصراحة المطلوبة وكيفية توصليها إلى الزوج أو الزوجة دون المساس بعمق الحب وجرح المشاعر ؟
إن الصراحة كما يرى البعض تقوم على شروط ومواصفات تتغير من عصر لآخر , والملاحظ أ، الأزواج اليوم يبذلون الجهد لتحسين العلاقة الزوجية وتحقيق التقارب الفكري التام بينهما في الوقت الذي كانت زوجات الأمس يبذلن الجهد لاستمرار الزواج فقط , ومن المهم أن نشير إلى أن خلافات الأزواج لن تختفي من مسرح الحياة الزوجية , غير أن أسلوب التعامل والتصرف تجاه هذه الخلافات هو الذي تبدل , فأزواج اليوم يهتمون بالمناقشة ومن الواضح أن النجاح في الحياة الزوجية من نصيب كل الذين اختاروا طريق الصراحة التامة من أجل بناء أسر تسبح في السعادة .
والصراحة التي ننشدها في الحياة الزوجية وننادي بها اليوم هي نوع من النضج الحقيقي والمواجهة الصريحة مع النفس , فإذا اعتبرنا الزوج أو الزوجة هو النصف الآخر لنا فكيف يمكننا أن نخفي الحقائق عن أنفسنا ؟ فمهما كانت مرارة الصراحة وآلام المواجهة فإنها تحقق هدفاً بالغ الأهمية حيث يلزمنا بتر الجزء الفاسد الذي يهدد استقرار الحياة الزوجية .
وقد كتب الطبيب النفسي الفرنسي " كارل روجيه " يقول أن لعبة الكذب والصدق في شكلها وحجمها المبالغ فيه لعبة مدمرة للحياة الزوجية .
وبسؤال بعض الأزواج تبين أن الرجال بوجه عام يتهمون النساء بدفعهم إلى الكذب فالغيرة مثلاً والمبالغة في العواطف تدفع الرجل إلى الكذب , أما النساء فهن يفضلن المراوغة والمغالاة في سرد قيمة مجوهراتهن , وتكلفة فساتينهن ودرجات أبنائهن في المدرسة , وهذه الأكاذيب ناتجة عن عجز حقيقي عن مواجهة الواقع وعن تفضيلهن لعالم الخيال .
تبقى جدلية النجاح بين المرأة والرجل في اشكالها وصرها واساليبها من اهم الجدليات المعاصرة . واذا كان النجاح امرا نسبيا من الصعب تحديد الأطار العام له فهل هو واحد بين المرأة والرجل؟
وهل الأساليب التي تتخذها المرأة في تحقيق أهدافها هي عينها أساليب الرجل؟
وقبل هذا وذاك هل تعيش المرأة آفاق النجاح وتأملاتها كما يعيشها الرجل ام ان الجنسين محاور عديدة من الاختلاف والتباين صنعتها الظروف الأجتماعية والبنية التكوينية والجسدية والنفسية؟
ترى هل في المرأة طموح الى العلا والرفعة والعظمة؟ وهل الطمع من طبائعها؟ تتعذر الاجابة عن هذا السؤال لأنه لم يتح للمرأة بعد ان تبدي ميلها من هذا القبيل اذ لا تزال أبواب السعي الضيقة في وجهها,على ان ذلك الطموح مشاهد في المدرسة بين الفتيات اختلاف الاهداف يؤدي الى اختلاف سبيل وأشكال النجاح...واذا كان النجاح الوصول الى الهدف...والهدف لابد ان يكون من رسم اهدافها من محاور ثلاثة: فهي اولا الانسان ذلك المخلوق العظيم الذي خلقه الله جل جلاله بأحسن تقويم واسجد له الملائكة وهي الأنثى التي تتصنع الانسان وتحمله في جوفها وترضعه وتعده للحياة وبعبارة اخرى ان هوية المرأة ليست احادية بل ثلاث ابعاد او كائنات جنسية, اما الهوية الثانية فهي تعبر عن وجودنا كأمهات فنحن مختلفات ايضا على المستوى الانجاب لان جنسنا هوالذي يمنح الحياة ولهذا الامر تأثيرات عميقة في حياتنا... وتشير الهوية الثالثة الى انتمائنا الى المجتمع كعاملات وكمواطنات.
وربما ينطلق الرجل ايضا في تحديد اهدافه ضمن المحاور نفسها والهويات نفسها ايضا,فقد يكون هدفه الحصول على الفتاة المناسبة والزواج منها وتشكيل الاسرة والفوز بابناء ناجحين ولكن هذه الاهداف عند الرجل محدودة مؤقتة (فالنجاح في نظر الرجال في الحصول على المكانة الاجتماعية المرموقة وان يكون شخصية محترمة بين كل اصناف المجتمع...والنجاح بالنسبة للمرأة يكون في امتلاك قلب رجل والاحتفاظ به طول العمر).
وقد نشرت صحيفة الاهرام مقالا عن استاذ انجليزية وصلت الى مراتب متقدمة من النجاح ولكنها بعد هذا الشوط الطويل وقفت امام طلبتها لتقول انها كانت امرأة فاشلة لأنها لم تفكر في تكوين أسرة وبأن يكون لديها أطفال!!وكثير من النساء العاملات يتركن العمل بعد الزواج والولادة؟
وقد ورد في أحد الاخبار ان ىاحدى عضوات مجلس العموم البريطاني قد تفرغت لأسرتها وتركت عملها الوظيفي,وقد استقالت الكاتبة الامريكية آن كرتندن مؤلفة كتاب(نحن الامومة)بعد ولادة ابنها البكر,ومن النادر سماع مثل هذه الاخبار في محيط الرجال بل ان الرجل يوالي مسيرته الوظيفية والاجتماعية غير متعثر بمجيء الزوجة او الاولاد ابدا بل ربما يجهد نفسه اكثر باعتباره المسؤول عن تأمين القوت.
ان هناك اختلاف في مجالات المرأة والرجل,فمجالاته تطوير الذات ومجالاتها انكار الذات وان طبيعة المرأة بحكم وظيفتها الحياتية في انشاء الاسرة في المجتمع وتوطيد دعائمها قد جعلها تميل الى الاستقرار بكل معانيه من حيث تحقيق المأوى وترسيخ العلاقات... واي شيء يهدد احد افراد الاسرة معناها تهديد لكيانها.
ولهذا فنجاح المرأة يكون عالقا بنجاح زوجها وابنائه ومهمتها الاسرية والامومية هي المهمة الاولى التي تعزز شعورها بالكمال والتسامي لهذا تكون اقرب الى الواقعية,وحينما تكبر المرأة لا تشعر بالانكسار وفقدان القيمة الذي يتعرض له الرجل نتيجة التقاعد مثلا بل انها ترى نفسها في القمة حيث حققت اهدافها المائله امامها في اولادها واحفادها ولعلها لهذا تكون اكثر تواصلا وتفائلا بالحياة.فرغم ان(الطموح الى المراكز الرفيعة بين الناس هو بلا ريب من اشهر مبتغيات المرأة لانه يؤدي الى الظهور والتفوق على ان العاطفة فيها تمتاز بكونها تتناول الاسرة جميعا.فالمرأة تود ان ترى زوجها واولادها في تقدم مستديم فتلك مفخرتها العظمية. فطموح المرأة في الغالب متعلق بزوجها على انها تحفل بكرامة مركزه عند الناس اكثر مما تحفل باهمية ذلك المركز في الواقع.
هذه احدى ميادين نجاح المرأة وهي ميادين متاحة لكل النساء وبهذا تحقق النساء الغلبة من خلال هذا الشعور بانها قدمت شيئا واعطت شيئا وتبقى الحياة كلها مفتوحة امامها لكن المرأة كانت دوما خلف الستار فهي التي تعد الناجحين للحياة وهي التي تقف سندا في نجاح زوجها في مسيرة انسانية ومقولة(وراء كل عظيم امرأة)تنطلق من هذه الزاوية التي تعيش فيها المرأة الانشداد العميق لاسرتها بصورة تركت آثارها جلية على الحياة كثير من النابغين فهذا اديسون الذي اتهم بالغباء والعبث وطرد من المدرسة فاعانته امه على مواصلة طريق العلم و الاختراع تراه يقول امي صنعتني انه لم ينس ابدا تلك الروح التي كانت تؤأزره في مسيرته رغم كل منغصات الحياة,والفيلسوف ستيوارت مل كان لزوجته الاثر الواضح على افكاره فقد وفق الى امرأة نادره المثال كان لها اعظم الاثر في نفسه وهي التي اوحت اليه بما جاهز به من المطالبة بحقوق النساء والمدافعة عن قضاياهن وقد لعبت افكار مل دورا رئيسيا بارزا في تغيير القوانين الدولية بحق المرأة خاصة في انكلترا...
واذا عدنا ادراجنا الى الوراء قليلا لوجدنا المرأة لعبت دورا اسمى الادوار في حياة الانبياء,فنبي الله موسى عليه السلام كليم الله تبادلت النساء الادوار المهمة في حياته فأمه التي كانت حجرا آمنا فياضا بمحبة الله وطاعته والتي اوحى اليها بالقائه في اليم ليكون هذا سبيل نجاة لنبي الله في ذلك الزمن الصعب, واخته التي تابعت رحلته في اليم الى قصر فرعون لتتولى عملية اعادته الى امه دون خوف او تردد,وآسيا زوجة فرعون كانت هي السند الواضح له في حمايته ودعمه...
ولرسول الله صلى الله عليه واله حديث آخر,فهذا اليتيم الذي كان حجر امه محطة انطلاق الاولى نحو فهم الحياة وادراكها ثم اشرقت خديجة في مسار حياته الصعبة فكانت بلسما وشفاءا وأملا حتى اذا ما اطلت الزهراء عليها السلام كانت هي أم أبيها وكانت بضعته المسارعة الى كل خير ومنها امتداد في هذه الارض. كانت الزهراء ابنة ناجحة... واما ناجحة...وامرأة ناجحة...ومسلمة ناجحة...
عرض القرآن نماذج من نجاحاتها في آيات بينات بقيت خالدة لتعرف بعظمة امرأة وهي سيدة نساء العالمين وقدوة النساء في كل حين. انها سلسلة متواصلة من رموز الحياة التي تسطع فيها صورة المرأة التي تقف وراء النجاح أعظم العظماء.
ومن منا لم يسمع عن حاتم الطائي كريم العرب وجوادها...والذي خلد اسمه في التاريخ العربي بفضل خلقه الكريم وتناقل الناس روايات النار الباردة عليه يوم القيامة...من أين استمد سبيل خلوده في القلوب والتاريخ؟يحدثنا التاريخ عن امه وهي عتبة بن عفيف انها كانت لا تدخر شيئا ولا يسألها احد شيئا فتمنعه حتى حجر عليها اخوتها ومنعوها مالها فمكثت دهرا لا يدفع اليها شيء منه,حتى اذا ظنوا انها قد وجدت الم ذلك اعطوها صرمة من ابلها (أي قطعة من الابل ما بين العشر الى الثلاثين ,او الى الخمسين والاربعين)فجائتها امرأة من هوازن كانت تأتيها في كل سنة تسألها, فقالت دونك هذه الصرمة فخذيها, فوالله لقد عضني من الجوع ما لا امنع معه سائلا ابدا).
كانت المرأة دائما خلف الستار وربما لأن التاريخ كان ذكوريا في تدوينه, ذكوريا في بناءه فقد اقصيت المرأة عن الواجهة العامة لكي تبقى اسماء الرجال فقط في المقدمة!!
وربما يقول قائل ان اسماء النساء كانت قليلة قياسا للرجال ولعل الامر يعود نظرة المجتمع الى المرأة والتراث التاريخي التعس الذي اقصى المرأة عن زوايا الحياة واعتبرها منصة لارتقاء الرجل فحسب...والامر ايضا يعود الى التاريخ لا يدون الجزئيات وان كانت ذات تأثير عميق فهو سجل اسماء أعظم الناس نجاحا وأكثرهم كفاءة وتغافل عن صورة الاخرين,وما نجاح اديسون الا ثمرة لجهود سابقة قام بها آخرون للوصول الى ما وصل اليه وكان فشلهم سبب نجاحه هو ومع اديسون في التاريخ وزاغت الأبصار عن غيره!