الخبراء ينصحون بتناول الأغذية التي تحتوي على الخمائر الحيوية "البروبيوتكس" ضمن النظام الغذائي اليومي للمساعدة في دعم دفاعات الجسم الطبيعية لدى الأطفال في عمر المدرسة
يؤكد خبراء التغذية أن النظام الغذائي المتوازن والمدعّم بالخمائر الحيوية يساهم في دعم الدفاعات الطبيعية للأطفال خلال مراحل نموهم حين وزيادة تفاعلهم مع محيطهم.
تقول د. ريم قنواتي، استشارية طب الأطفال في الكويت: "يمر الأطفال خلال سنوات الدارسة الأولى بمرحلة نمو سريع. وتعتبر التغذية السليمة أمراً أساسياً في هذه المرحلة، حيث تبلغ عملية نمو عظام وعضلات طفلك ذروتها. ومن الضروري في هذه المرحلة تزويد الطفل يومياً بنظام غذائي صحي ومتوازن يشمل كافة المجموعات الغذائية، ويحتوي جميع العناصر الغذائية الأساسية بما في ذلك الفيتامينات والمعادن المتنوعة، والبروتينات والنشويات المركبة، وكميات معتدلة من السكريات".
وتضيف: "ومن جهة أخرى فإن فضول الأولاد خلال سنوات الدراسة الأولى يزداد بشكل واضح، كما يزداد ولعهم بالاستكشاف والتفاعل مع محيطهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للجراثيم والبكتيريا الضارة والفيروسات. لذلك يحتاج طفلك إلى حماية طبيعية فعالة ومستمرة، وهنا تلعب الخمائر الحيوية "البروبيوتكس" دوراً هاماً، حيث تقوم بدعم دفاعات الجسم الطبيعية عندما تتواجد ضمن نظام غذائي يومي متوازن".
الجهاز الهضمي ووظائفه المناعية
وتشير د. قنواتي إلى أن سلامة الجهاز الهضمي أساس للصحة السليمة والحماية من العدوى المرضية. حيث تستضيف أجسامنا بشكل طبيعي أعداداً كبيرة من البكتيريا المفيدة التي تتواجد في القناة الهضمية، تعرف بالبكتيريا المعوية النافعة، تؤدي العديد من الوظائف الهضمية والمناعية الهامة. فهي تقوم بدعم هضم وامتصاص عناصر غذائية ضرورية، وتحمي الجسم من الجراثيم من خلال دعم وظيفة جدار الأمعاء كحاجز أو مصد للبكتيريا الضارة، كما تساعد على تحفيز استجابة الدفاعات المعوية الطبيعية. وبما أن القناة الهضمية تشكل أكبر سطح للتفاعل أو حاجز بين جسم الإنسان والبيئة المحيطة، فإنها تعد أهم عضو مناعي في الجسم. لذا فإنه من الضروري الحفاظ على التوازن الطبيعي الصحي للبكتيريا المعوية النافعة لدعم استمرارية وفعالية وظائفها، وهذا هو الدور الأساسي الذي تلعبه الخمائر الحيوية.
ما هي الخمائر الحيوية "البروبيوتكس"؟
الخمائر الحيوية "البروبيوتكس" هي خمائر حية مفيدة تضاف إلى المواد الغذائية، لتمنح الجسم فوائد هضمية ومناعية. ويعتبر استخدام الخمائر الحيوية كجزء من النظام الغذائي تقليداً قديماً، حيث كان الأطباء في مناطق الشرق الأدنى والأوسط يصفون لمرضاهم شرب الحليب المختمر الذي يحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، لفوائده الصحية.
وفي بداية القرن العشرين، بدأ العلماء في مختلف أنحاء العالم بإجراء الأبحاث والدراسات المكثفة للخمائر الحيوية ووظائفها. وهنا يجدر بالذكر أن شبكة نستله للأبحاث كانت من أوائل مراكز الأبحاث في العالم التي قامت بدراسة تأثير الخمائر الحيوية على القناة الهضمية، وقد أثمرت جهودها عن ابتكار هام أتاح إضافة هذه الخمائر إلى مجموعة واسعة من المواد الغذائية، لتساهم في تعزيز التغذية والصحة والعافية لمستهلكي هذه المنتجات.
دور الخمائر الحيوية في الحماية الفعالة
تساعد الخمائر الحيوية "البروبيوتكس" في الحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا المعوية النافعة، والتي تسهم بدورها في الحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي.
وهنا توضح كارين أنطونيادس الترك، أخصائية التغذية لدى نستله الشرق الأوسط: "يتأثر توازن البكتيريا المعوية النافعة بشكل مستمر بعوامل منها تفاعل الجسم مع البيئة المحيطة، ومكونات النظام الغذائي اليومي، وتناول الأدوية، وعملية النمو الطبيعية. لذا ننصح بتناول نظام غذائي متوازن ومتنوع يضم الأغذية التي تحتوي على الخمائر الحيوية على الدوام، وذلك للحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا المعوية النافعة وبالتالي دعم استمرارية وفعالية وظائفها الدفاعية".
مصادر الخمائر الحيوية الفعالة
تعتبر منتجات الألبان المختمرة، كاللبن وبعض أنواع الجبن، مصادر جيدة للخمائر الحيوية، بالإضافة إلى الحليب والمنتجات الغذائية المدعمة بالخمائر الحيوية. وفي حين تم إثبات فوائد الخمائر الحيوية لصحة الجسم بشكل عام، إلا أن الأبحاث تبين وجود سلالات متعددة منها، لكلّ منها تأثير مختلف. إذاً، كيف يمكننا تمييز الخميرة الحيوية الجيدة لصحة أطفالنا؟
في هذا الصدد، توضح كارين أنطونيادس الترك: "يتم اختيار سلالات الخمائر الحيوية التي تضاف إلى المواد الغذائية بعناية بناء على الخبرة والأبحاث العلمية المكثفة. ومن المعايير التي يجب الحرص على توافرها في سلالة الخميرة الحيوية الجيدة أن تكون فوائدها مثبتة بالبحث العلمي، وقدرتها على الحفاظ على استقرارها وفعاليتها طوال فترة صلاحية المنتج للاستهلاك. وللحصول على الفائدة المرجوة من الخميرة الحيوية، فإنه من الضروري أن تكون متواجدة في منتج يمكن استهلاكه كجزء من نظام غذائي يومي متوازن".
وتضيف: "من الأمثلة الجيدة على الخمائر الحيوية المستقرة التي أثبتت الدراسات فوائدها، والتي يمكن تناولها كجزء من النظام الغذائي اليومي خميرة لاكتوباسيلوس بروتيكتوس (Lactobacillus PROTECTUSTM)، والموجودة في منتج نيدو لبن الطازج. بالإضافة إلى ذلك، توفر الحصة الواحدة (180 مل) من نيدو لبن الطازج 28% من حاجة الطفل اليومية من الكالسيوم، وهو العنصر الأساسي اللازم لنمو العظام بالشكل الأمثل، بالإضافة إلى 36% من حاجته اليومية من الفيتامين "د"، والذي يعزز امتصاص الكالسيوم في العظام".
وتختتم د. ريم قنواتي بالتذكير بأهمية النظام الغذائي المتنوع لضمان النمو الصحي للأطفال وخصوصاً خلال سنوات المدرسة. ويتألف النظام الغذائي اليومي المثالي من ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين، ويجب أن يشمل جميع المجموعات الغذائية الرئيسية؛ الحليب ومشتقات الألبان، واللحوم، والبقول، والفواكه، والخضروات، والخبز والحبوب. كما يجب التأكد من مواصلة دعم الدفاعات الطبيعية لجسم الطفل من خلال تزويده يومياً بالمواد الغذائية المدعمة بالخمائر الحيوية".