هي محاولة بسيطة مني ومتواضعة في اختصار تاريخ وحضارة كل من اليونان والرومان, مع تبيان لبعض المفاهيم والمصطلحات الجديدة, والتي قد تُشكل على القارئ في أول وهلة, ولا أدعي الإلمام بالتاريخ القديم عامة, وتاريخي اليونان والرومان خاصة, ولكنني أرجو الله أن أوفق فيما أملكه من معلومات في إيصال ما أريد إيصاله للقارئ المُختص والغير مُختص. كيف بدأ التاريخ ومكانه وزمانه بدأ التاريخ مع معرفة الإنسان للكتابة, فالكتابة والتاريخ كالوجهان للعملة الواحدة لا يفترقان, وقد عرف الإنسان الكتابة في مصر زمن الفراعنة عام 3150 ق.م, وهي الكتابة الهيروغليفية. الكتابة الهيروغليفية هي أولى الكتابات التاريخية, والكتابة المستخدمة عند الفراعنة, وتعني الكتابة المقدسة, هيرو بمعنى كتابة وغليفي بمعنى مقدس, وقد اكتشفها الفرنسيين أثناء حملة نابليون بونابرت على مصر في عام 1798م حينما عثر أحد ضباطه على حجر "رشيد" والذي يعود لزمن البطالمة اليونانيون في مصر, والذي دون عليه ما دون بلغتين إحداها اللغة الهيروغليفية, هذا فيما يخص الاكتشاف أما فيما يخص فك رموزها فقد قام بفك رموزها فيما بعد العالم الفرنسي "جان فرانسوا شامبليون" في عام 1824م. نبذة مختصرة عن الأهرامات الأهرامات هي عبارة عن مقابر خاصة بملوك مصر, وقد كانت جميع الأهرام تقع غرب نهر النيل في مصر, في المكان المسمى ب"أرض الموتى", والسبب وراء ذلك يعود إلى أن الفراعنة في ذلك الوقت كانوا يؤمنون بخلود الروح, وبالبعث بعد الموت, وبأن هنالك حياة أخرى غير الحياة التي يعيشوها, ولذا فهم وضعوا الأهرامات غرب النهر ظنًا منهم بأنه حين تشرق الشمس بعد غروبها من أرض الموتى تأخذ روح الفرعون إلى حيث مشرقها أي إلى الحياة من جديد ومن ثم تعيده لمقبرته عند الغروب, وهكذا دواليك, كما أنهم جهزوا هذه الأهرامات بكل ما يحتاج له الفرعون للحياة في الحياة الآخرة من طعام وشراب وكنوز لا تقدر بثمن, فما أن تعود إليه الروح حتى ينهض ويمارس حياته الطبيعية يأكل ويشرب ويتمتع بكنوزه, ويوجد في مصر الآن ما يقارب الثمانون هرمًا متفرقة بين أجزائها, ويعتبر هرم الفرعون زوسر هو أولى الأهرامات التي بُنيت في مصر, وقد تم بنائه في سقارة حوالي عام 2600ق.م, وقد اتخذ هرم زوسر الشكل المدرج في خارجه, وقام بتصميمه وزير زوسر "أمنوحتب", أما أشهر الأهرامات الموجودة في مصر فهي أهرامات الجيزة, خوفو, وخفرع, ومنقرع, وهي أحد عجائب الدنيا السبع, هرم الأب خوفو ومن ثم الابن خفرع ومن ثم الحفيد منقرع, ويوجد بجانب هذه الأهرامات الثلاثة تمثال أبو الهول ذا الأنف المكسور, والمعروف برأس إنسان وجسد أسد, وهو خاص بالملك خفرع, وقد صمم بهذا الشكل ليجمع بين حكمة الإنسان وقوة الأسد, ويقال بأن أنفه كسر أثناء حملة نابليون بونابرت على مصر وحربه ضد المماليك إذ أصيب أنف التمثال بضربه من مدفعية كانت خاصة بالفرنسيين, ولأن الأهرمات طالتها أيدي اللصوص آنذاك تغيرت وجهة دفن الملوك الفرعونيين إلى مكان آخر غير الأهرامات وهو بناء غرف تحت الأرض كثرت في المكان المسمى ب "وادي الملوك" كي لا تطالها أعين اللصوص وأيديهم, ومن أشهر المقابر في وادي الملوك هي مقبرة توت عنخ آمون. التحنيط والمومياء عند وفاة الفرعون يقومون بشق جزء من جانبه الأيسر واستخراج أحشائه الداخلية إلى الخارج ووضعها في آنية تسمى مجموعها "الأواني الفخارية الفرعونية", ومن ثم ملئ جسد الفرعون بالملح وصمغ الراتينج والكتان وتركه مدة شهرين في حوض ماء مليء بالملح وبصمغ الراتينج أيضًا حتى يتحول جسده إلى اللون الأسود ويجف, ومن ثم لف جسده كاملاً بالكتان ووضعه في تابوت صنع خصيصًا له, وهكذا يحافظ على جسد الفرعون من التحلل ومن ثم يسمى بالمومياء. الفرق بين التاريخ فيما قبل الميلاد والميلاد الفرق بين تاريخ الميلاد والذي نرمز له بالحرف (م), وتاريخ قبل الميلاد الذي نرمز له بالحرفين (ق.م) هو أن تاريخ الميلاد تاريخ تصاعدي بدأ بالرقم 1م, بينما تاريخ قبل الميلاد تاريخ تنازلي بدأ بالرقم 3150ق.م, حيث أن سنة 1000ق.م هي التي أتت بعد سنة 1001ق.م, وسنة 999ق.م هي التي أتت بعد سنة 1000ق.م, عكس التاريخ فيما بعد الميلاد. الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي التاريخ الهجري هو تاريخ المسلمين ويبدأ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة, وهذا التاريخ لا يُعمل به رسميًا إلا في المملكة العربية السعودية, وقد وضعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه, أما التاريخ الميلادي فهو التاريخ الآخر والذي يبدأ من ميلاد النبي عيسى عليه السلام, وهو التاريخ الذي يُعمل به رسميًا في جميع دول العالم. مصطلحات تاريخية قديمة الفرعون: تعني الملك, وهو اللقب الذي أطلق على ملوك مصر الفرعونيين. الهرم: المقبرة, وبشكل عام الأهرام هي مقابر للفراعنة. أوراق البردى: هي سيقان نبات البردى, استخدمه الفراعنة في كتاباتهم. الشرق الأدنى: هو باختصار الشرق الأوسط حاليًا مع بعض الاختلافات البسيطة. القرابين: هي الهدايا التي تقدم إلى الآلهة, وهي إما تكون مجموعة من الأطعمة ومن الأشربة تقدم للآلهة, أو أن تكون محاصيل زراعية كالحبوب والشعير, أو أن تكون في بعض الأحيان رأس أحدهم بقصد استرضائها وطلب المنفعة منها لهم وطرد الشر عنهم. مصطلحات تثقيفية عامة القرن: مدة زمنية عددها مئة عام. نيف: من واحد إلى ثلاثة, يقال نيف وعشرون عامًا أي بين واحد وعشرون إلى ثلاثة وعشرون. بضع: من ثلاثة إلى تسعة, يقال بضع وعشرون عامًا أي بين ثلاثة وعشرون وحتى تسعة وعشرون. عقد: عشرة أعوام. فروقات تثقيفية عامة الفرق بين التاريخ والحضارة: التاريخ هو كل شيء حدث في الماضي سواءً أكان سياسيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو دينيًا, أما الحضارة فهي هذه الأشياء السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية التي بقت من التاريخ سواءً أكانت هذه الأشياء مادية أو غير مادية. الفرق بين التاريخ الحديث والمعاصر: التاريخ الحديث هو ما حدث وأنتهى وكان زمنه قريب, أما التاريخ المعاصر فهو الذي ما زلنا نعيش أحداثه حتى الآن. الفرق بين العصر والعهد: العصر هو فترة بداية دولة ونهايتها, أما العهد فهو فترة بداية حاكم ونهايته, كما أن العصر أيضًا هو تلك الفترة التي تتشابه بها الأشياء والظروف والنواحي الحياتية العامة وما أن تتغير ناحية من هذه النواحي حتى ينتهي عصر ويبدأ عصر آخر. الفرق بين المصدر والمرجع: المصدر هو أول من كتب عن حادثةٍ معينة سواءً أكانت الكتابة زمن وقوعها أو بعد وقوعها بزمن, أما المرجع فهو الذي كُتب عن حادثةٍ معينة واستقى معلوماته من مصدرٍ كُتبَ قبله, ودائمًا المصدر أقوى علميًا من المرجع. الفرق بين الديمقراطية والدكتاتورية: الديمقراطية هي الحرية, في حال أن الأخرى هي الفردية دون الرجوع إلى أحد. معلومات جغرافية عامة الفرق بين الجزيرة وشبه الجزيرة: الجزيرة هي قطعة اليابسة التي تحدها المياه من جميع الجهات, على عكس شبه الجزيرة والتي تحدها المياه من جهتين أو ثلاثة. الفرق بين البحر والنهر والمحيط: البحر والمحيط ذا مياه مالحة عكس مياه النهر العذبة, كما أن المحيط هو أكبر المساحات المائية يأتي بعده البحر ومن ثم النهر, وعلى كذلك يقاس العمق أيضًا, كما أن عدد المحيطات في العالم ثلاثة الهادي, والهندي, والأطلسي(الأطلنطي). المضيق: تلك المساحة المائية الضيقة بين قطعتي أرض. مسميات جغرافية قديمة بحر الظلمات: المحيط الأطلسي أو الأطلنطي حاليًا, وقد سمي بهذا الاسم لأن غالبية من يبحروا به آنذاك لا يعودوا أبدا. بحر الروم: البحر الأبيض المتوسط حاليًا, وقد أطلق الرومان على هذا البحر مسمى (بحرنا) بعدما استطاعوا السيطرة على غالبية ما يحيط به من أراضي متوزعة بين ثلاث قارات هي أوروبا وأفريقيا وآسيا, وأطلق هذا الاسم تحديدًا في عام 30ق.م بعد نجاحهم في إسقاط دولة البطالمة في مصر. بحر القلزم: البحر الأحمر حاليًا, ومن قام بتسميته بهذا الاسم هم البرتغال. أعمدة هرقل: مضيق جبل طارق حاليًا, والرومان هم من قاموا بتسميته بهذا الاسم, إذ تقول أسطورة هرقل بأنه قام بشق الجبلين المتلاصقين بين المغرب وإسبانيا حاليًا وهما جبل كالبي بالمغرب وجبل أبيل بإسبانيا كي يواصل رحلته وكي يصل مياه البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي. بلاد الغال: فرنسا. آسيا الصغرى: تركيا حاليًا. فارس: إيران. خليج فارس: الخليج العربي حاليًا. بابل: العراق. بلاد الرافدين: العراق أيضًا, ونقصد بالرافدين نهري دجلة والفرات. أرض الكنانة: مصر. أرض النوبة: السودان. الحبشة: أثيوبيا الحالية. جزيرة ديلمون: البحرين. الموقع الجغرافي لليونان تقع اليونان في شبه جزيرة جنوب شرق قارة أوروبا, وهي أرض جبلية في معظمها تسودها بعض الأراضي السهلية القليلة, تحدها من الشمال دولة مقدونيا, ومن الجنوب البحر الأبيض المتوسط وجزيرة قبرص, ومن الشرق بحر إيجة الذي يفصل بينها وبين آسيا الصغرى, ومن الغرب البحر الأدرياتيكي الذي يفصل بينها وبين شيه الجزيرة الإيطالية, وعاصمة اليونان حاليًا أثينا. الموقع الجغرافي للرومان تقع إيطاليا في شبه جزيرة جنوب منتصف قارة أوروبا, تحدها من الشمال جبال الألب, ومن الجنوب البحر الأبيض المتوسط وجزيرة صقلية, ومن الشرق البحر الأدرياتيكي الذي يفصل بينها وبين شبه الجزيرة اليونانية, ومن الغرب البحر التيراني الذي يفصل بينها وبين شبه جزيرة إيبيريا وجزيرتي سردينيا التابعة لإيطاليا وكورسيكا التابعة لفرنسا, وعاصمة إيطاليا حاليًا روما. مصادر التاريخ اليوناني 1/ المصادر الكتابية: وتنقسم إلى قسمين: أ_ مصادر كتابية مباشرة: ككتابات المؤرخين أمثال (هيرودوت, ثوكيديدس, ديودور الصقلي, بوليبيوس) والخطب السياسية كخطابات (يوكليس). ب_ مصادر كتابية غير مباشرة: ونقصد بها الكتابات الأدبية كالأغاني والأشعار كأشعار هوميروس في ملحمتي الإلياذة والأوديسة, والمسرحيات والتي كانت تنقسم لنوعين (تراجيدي, كوميدي). 2/ المصادر الأثرية: وتنقسم إلى قسمين: أ_ المباني: كالمنازل والقصور والمعابد والحصون. ب_ ماهو موجود داخل المباني: كالصور والنقوش والأواني الفخارية والعملة. مصطلحات يونانية هيلاس: اسم الأرض اليونانية. هيلين: اسم الشعب الذي يسكن أرض هيلاس (الأرض اليونانية). اليونان: هو الاسم الذي أطلقه العرب على الهيلين, حين هاجرت قبيلة هيلينية تسمى قبيلة "أيونيا" إلى آسيا الصغرى, فجاورت العرب وأصبحت قريبة منهم, فأصبح العرب يطلقون حتى على أهل البلاد الأصلية وهم الهيلين الذين هاجرت منهم هذه القبيلة اسم أيوني (يوناني). الإغريق: هو الاسم الذي أطلقه الرومان على الهيلين. القيمة الحضارية لدراسة تاريخ اليونان 1/ أن التاريخ اليوناني تكثُر مصادره سواءً الكتابية أو الأثرية. 2/ عند دراستنا للتاريخ اليوناني فإننا نتعرف على مبادئ نشأتهم, وكيف تطوروا, ونرى من خلال ذلك العهد الذي ازدهروا فيه, والقيم التي أبدعوا فيها, كما نكتشف العيوب التي وقعوا بها ونقاط الضعف التي أدت إلى سقوطهم والانهيار, ونحن من ذلك كله نستفيد كي نُبدع ونرتقي ونبقى. 3/ أن تاريخ وحضارة اليونان مرتبط ارتباط وثيق بتاريخ وحضارة الشرق الأدنى, فاليونان قد أخذوا من كل من مصر وبلاد الرافدين أولى مبادئ علوم كثيرة, فعلى سبيل المثال قد أخذوا من مصر أولى مبادئ الطب والتشريح, وأولى مبادئ فن النحت, كما أخذوا على سبيل المثال من بلاد وادي الرافدين مبادئ الرياضيات, وكذلك فن الشعر الملحمي, وكذلك الأساطير, وأخذوا من الفينيقيين أيضًا طريقة صُنع الزجاج وتأسيس المُدن. 4/ أن الحضارة الإسلامية قد تأثرت بالحضارة اليونانية خصوصًا في العصر العباسي من خلال ترجمة الكتب اليونانية إلى العربية في شتى العلوم, وخصوصًا في علوم الفلسفة. 5/ كان للتراث اليوناني أثره الكبير في نشأة الحضارة الأوروبية الحالية. الحضارة الإيجية سميت بالمينوية نسبة إلى الحاكم مينوس وأولاده من بعده الذين حكموا جزيرة كريت في بحر إيجة, وسميت بالكريتية نسبة إلى جزيرة كريت التي كانت أكبر جزر بحر إيجة, والتي كان يحكمها المينويين, وسميت بالإيجية نسبة إلى بحر إيجة بأكمله, وأنا شخصيًا أفضل مسمى الحضارة الإيجية عن بقية المسميات لشموليته على ما مضى, كما أن أشهر المُدن في هذه الحضارة هي مدينتي "كنوسوس" عاصمة المينويين في جزيرة كريت في بحر إيجة, ومدينة فايستوس في نفس الجزيرة والبحر. مكتشف الحضارة الإيجية الإنجليزي آرثر إيفانس في عام 1920م, وقام آرثر إيفانس بنشر أبحاثه عن الحضارة الإيجية في عام 1922م أي بعد اكتشافه لها بعامين في أربع مجلدات أسماها "قصر مينوس بكنوسوس". عصور الحضارة الإيجية العصر الإيجي (الكريتي/ المينوي) الأول: من عام 2600ق.م وحتى عام 1800ق.م. العصر الإيجي (الكريتي/ المينوي) الثاني: من عام 1800ق.م وحتى عام 1600ق.م. العصر الإيجي (الكريتي/ المينوي) الثالث: من عام 1600ق.م وحتى عام 1400ق.م. نظام الحكم في الحضارة الإيجية "الحياة السياسية" في بدايات هذه الحضارة كان الحكم إقطاعيًا في أيدي رؤساء القبائل ورؤساء الأسرات الكبيرة, ولكن في الفترات المتأخرة استطاع مينوس وأولاده من بعده أن يفرضوا سيطرتهم على مدينة كنوسوس في جزيرة كريت, ومن ثم على جزيرة كريت نفسها, حتى استطاعوا السيطرة على جزر بحر إيجة بالكامل, وقد كان حكمهم حكمًا مطلقًا, وكانوا يصدرون أوامرهم باسم الآلهة مُدعين أنها هي من تُصدر الأوامر, كما أنهم كانوا يجددون سلطتهم الإلهية كل تسع سنوات. علاقاتهاالخارجية كانت ترتكز بشكل كامل بينها وبين الفراعنة في مصر, وتعود بدايتها إلى عام 1800ق.م, حيث عثر على إناء كريتي في مدينة أبيدوس في مصر, كما أن هنالك تمثال صغير لرجل فرعوني منقوش عليه اسمه بالحروف الفرعونية عثر عليه بين مخلفات القصور الملكية في مدينة كنوسوس, وأسرة الفراعنة الثانية عشرة اعتبروا سكان كريت حلفاء لهم, كما قلد المينويين الفراعنة في إشراك الليبيين والأحباش في حرسهم الخاص. وهذا يتضح من خلال منظر عثر عليه في كنوسوس يصور ضابطًا كريتيًا يسير وخلفه جندي أسود اللون. الحياة الاجتماعية في الحضارة الإيجية كانت العائلة في المجتمع الإيجي مُقدرة ومُحترمة من الجميع بكامل أفرادها, الأب والأم والأبناء, كما أن للمرأة في المجتمع الإيجي مكانة خاصة, إذ أنها تساوي الرجُل, بل وتفوقه في أحايين كثيرة, فبجانب أنها تقوم بالأعمال المنزلية في البيت من طبخ ومراعاة لأولادها وشؤونهم كانت تخرج للفلاحة مع الرجل, وتشارك بصنع الأواني الفخارية والأدوات التي اشتهر بصناعتها سكان بحر إيجة, حتى وصل الأمر بالنساء الإيجيات آنذاك أن يخرجن للصيد تتبعها الكلاب المخصصة لذلك, ومن شدة احترام الإيجيين لنسائهم كانوا يضعون المقاعد الأمامية في الملاعب والمسارح والمضامير للنساء دونهم, وهذا يدل على ما وصلت إليه المرأة من مكانة خاصة في ذلك الوقت, والمجتمع الإيجي بشكل عام كان يهوى ممارسة الألعاب خصوصًا لعبة مصارعة الثيران والألعاب البهلوانية, كما كانوا محبين للعبة شبيهة بلعبة الشطرنج الحالية. الحياة الاقتصادية في الحضارة الإيجية اشتهر أصحاب هذه الحضارة بالزراعة والصناعة, وقد كانت أهم محاصيلهم الزراعية الزيتون والكروم, كما أنهم اشتهروا بتجارة وتصدير النبيذ المستخرج من الكروم, والذي كانوا يحتفظون به في جرار كبيرة بعد عصره, أما في مجال الصناعة فقد اشتهروا بصناعة الأدوات والأواني والخزف, وكذلك السفن الصغيرة لتسهل عليهم عملية التنقل بين الجزر المتناثرة في بحر إيجة. الحياة الدينية في الحضارة الإيجية كان أصحاب هذه الحضارة أناسًا يؤمنون بوجود الأرواح في كل شيء, يؤمنون بوجود الجن والعفاريت, ويعبدون كل شيء, الجبال والأحجار والأشجار والقمر, وكانوا يرون بالأم سر الطبيعة إذ أنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الوقوف في وجه الموت من خلال التناسل وإيلاد البشر, كما كانوا يضعون أيضًا موتاهم في توابيت بعد فقدانهم للحياة ويضعون معهم في توابيتهم طعامًا وشرابًا وتماثيل نساء وألعاب شطرنج ظنًا منهم بأن هذه الأشياء ستسليه في تابوته بعد الموت. أسطورة بحر إيجة يقال بأن مينوس حاكم مدينة كنوسوس في جزيرة كريت كان له من الأبناء ثلاثة, اثنين ذكور والآخر أنثى, وقد كان أكبرهم "أندروجيوس" وكان قويًا, وذكيًا, ومحبًا للألعاب الرياضية بأنواعها, والأخرى فتاة جميلة كانت من أجمل الفتيات في ذلك الوقت وتسمى "أريادني", أما ابنه الثالث والأخير والمسمى "المينوتوروس" فقد كان غريبًا, وعجيبًا, ومغايرًا عن بقية الجنس البشري, إذ كان له جسد إنسان ورأس ثور, وكان نهمًا بأكل لحوم البشر, ولخوف والده منه وعليه قرر حبسه في ممرات قصره المسمى ب"قصر التيه" نظرًا لكثرة ممراته ودهاليزه إذ يقال بأنه يحتوي على 1500 غرفة, وقد سمع أندروجيوس ذات يوم بأن حاكم مدينة أثينا "أيجيوس" أقام مسابقة رياضية كبرى, فلم يتوانى في الذهاب والمشاركة, وفي تلك المسابقة حقق أندروجيوس الفوز بكافة أنواعها ماجعل أيجيوس يغتاض من فوز شاب غير أثني وتفوقه على كل الأثنيين في الألعاب التي أقامتها مديته أثينا, فدبر مؤامرة لقتل أندروجيوس قبل عودته إلى كنوسوس, وبالفعل نجح في ذلك وأنتهت حياة أندروجيوس في أرضه, وما أن علم والده مينوس بذلك حتى قرر الانتقام والهجوم على مدينة أثينا بالكامل, وقد كان له ما أراد, إذ أنه لم يستطع الفوز في هجومه فحسب بل أنه قام بإذلال أيجيوس حاكم المدينة بأن يرسل قربانًا يقدم لابنه المفترس المينوتوروس كل تسع سنوات مكون من سبع شبان وسبع فتيات, حتى قرر "ثيسيوس" ابن أيجيوس حاكم مدينة أثينا أن يخرج أهالي مدينته من هذا الذل الذي فرضه مينوس عليهم في الذهاب بنفسه وقتل المينوتوروس, وما أن علم والده أيجيوس بما عزم ثيسيوس عليه حتى قام بإعطائه أشرعة بيضاء, إذ جرت العادة عندما يعود سائقوا القوارب من جزيرة كريت بعد إنزالهم للقرابين البشرية أن يقوموا برفع الأشرعة السوداء تعبيرًا عن الحُزن والحداد, ولكي يعلم أيجيوس إن كان ثيسيوس نجح في مهمته أم لا أعطاه ما أعطاه, إما أن تبقى الأشرعة سوداء أثناء عودتهم فيعلم بأن مصير ابنه كسابقيه, أو أن ترفع الأشرعة البيضاء ويعلم بأن ثيسيوس نجح في مهمته وأنتصر, وهنالك قابل ثيسيوس أريادني ووقعا بغرام بعضهما ما جعل أريادني تقوم بمساعدة ثيسيوس على أخيها بأن أعطته كرة من الخيط ربطت أولها في بوابة القصر والأخرى بجسمه كي لا يتوه في العودة في حال أن نجح في قتل المينوتوروس, وبعد نجاح ثيسيوس في مهمته قام بقية الشبان والشابات بالرقص وأحتضان بعضهم البعض تعبيرًا عن فرحتهم في النجاة والخلاص, تشاركهم الفرح أريادني, وهم في غمرة الفرح وأثناء ما هم عائدين نسوا أن يرفعوا الأشرعة البيضاء بدل السوداء, وما أن رأى أيجيوس والذي كان يقف على الشاطئ منظر هذه القوارب وهي متوشحة بالسواد حتى ظن بأن ابنه العزيز ثيسيوس مات وأنتهى أمره, الأمر الذي جعل أيجيوس يرمي بنفسه في الماء تعبيرًا عن حزنه لمفارقة ابنه, ومذ ذلك الوقت سمي هذا البحر ببحر إيجة نسبة إلى أيجيوس حاكم مدينة أثينا والمنتحر حزنًا على ابنه. الحضارة الموكينية هي الحضارة الثانية التي قامت مع الحضارة الإيجية في بلاد اليونان, وقد سُميت بالحضارة الموكينية نسبة إلى مدينة موكيناي, وهي تختلف عن الحضارة الإيجية في كونها أتت من أصل يوناني بحت على عكس الحضارة الإيجية التي كان أصلها من خارج اليونان, ويُرجع المؤرخين ظهورها إلى عام 1600ق.م, أي أنها عاصرت الحضارة الإيجية ما يقارب المئتي عام إن علمنا بأن الحضارة الإيجية انتهت في عام 1400ق.م, واستمرت الحضارة الموكينية حتى عام 1100ق.م, حين سقطت ودُمرت على أيدي القبائل الدُورية تلك القبائل التي اجتاحت اليونان من شمالها وحتى جنوبها. مُكتشف الحضارة الموكينية هو الألماني شليمان الذي ولد في عام 1822م والذي قضى فترة طفولته يستمع لقصص والده المتخصص بالتاريخ القديم عن ملحمة الإلياذة والتي تحدثت عن حرب طروادة, وملحمة الأوديسة والتي تحدثت عن مغامرات أوديسيوس بعد انتهاء حرب طروادة, واللتين كتبهما الشاعر الإغريقي المشهور هوميروس, وقد كانت الإلياذة والأوديسة عند معاصري شليمان من الناس ضربًا من ضروب الخيال, ولكن شليمان آمن بصدقها, ولكي يثبت بأن ملحمتي الإلياذة والأوديسة ليسا كما يظن الآخرون ليست حقيقة قرر أن يكرس حياته لإثبات عكس ذلك, وما أن أنهى دراسته الإعدادية وهو في سن الرابعة عشر حتى قرر الهجرة من موطنه ألمانيا إلى أميركا الجنوبية بقصد جمع ثروة تساعده في التنقيب عن مدن طروادة التي وقعت بها الحرب, وموكيناي وتيرنس اللتين قامت الحرب في حضارتهما, إلا أن الباخرة والتي كانت ستقل شليمان إلى وجهته قد غرقت في البحر فقذفته الأمواج نحو شواطئ هولندا, والتي استمر بها أربع سنوات هاجر بعدها إلى روسيا والتي استمر بها عشرون عامًا عمل خلالها وجمع ثروة طائلة وتعلم أربعون لغة ليقرأ كل ما كُتب عن الإلياذة والأوديسة, بعد ذلك وفي عام 1870 ذهب شليمان إلى المكان الذي يقال بأن طروادة تقع بع وهو الجزء الشمال غربي من آسيا الصغرى وبدأ في عمليات الحفر والتي استمرت سنة كاملة من دون أن يعثر على شيء, بعد ذلك عثر أحد عماله على إناء كبير عندما فتحه شليمان وجد به تسعون ألفَ قطعة من الذهب والفضة فأعتقد بأنهُ قد توصل لأموال ملك طروادة فأستدعى كل أصحابه الأثريين في أوروبا ليشاركوه عملية الحفر, فعثر هو وأصحابه بعد هذا على تسع مدن فوقها فوق بعض وكانت مدينة طروادة هي المدينة السادسة من أسفل إلى أعلى. هوميروس شاعر إغريقي عاش في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد, ويُعتبر من أشهر الشعراء الإغريق على الإطلاق, أصيب بنهاية عمره بالعمى فأصبح ضريرًا لا يرى, عاش مسكينًا فقيرًا, يجوب المُدن ينشدُ الأشعار لمن يعطيه أجرًا لأشعاره, كانت ملحمتيه اللتين كتبهما وهما ملحمتي الإلياذة والأوديسة من أشهر الملاحم الشعرية’ واللتين تحدثتا عن حرب طروادة ومغامرات أوديسيوس بعد هذه الحرب. الإلياذة قصة الإلياذة هي خليط ما بين البشر والآلهة, فيحكى أنه كان لإله البحر "بوسايدون" ابنه حورية تُدعى "ثيتيس" أعجب بها كبير الآلهة عند الإغريق "زيوس" ولكنه علم إن هو تزوج بها فإنها ستنجب ابنًا يكونُ أعظم من أبيه, وهذا لا يرضي زيوس على الإطلاق ولذا قرر أن يزوجها أحد الملوك وحضر حفل الزواج هذا مع زيوس كل الآلهة الأخرى ما عدا آلهة الخضومة والنزاع كي لا تفسد عليهم هذا العرس فأغتاضت من ذلك وقررت إفساد العرس بأي طريقة وبأي شكل فأخذت تفاحة ذهبية وكتبت عليها جملة "إلى أجمل الحاضرات" كي يدُب الشقاق بين الآلهات أيهما الأجمل, وبالفعل حدث الشقاق بين زوجة زيوس "هيرا" آلهة الزواج وأبنتها "أثينا" آلهة الفكر" و"أفروديت" آلهة الجمال, فأحتكمن إلى زيوس إلا أن زيوس أرسلهن إلى شاب راعي في جبال "إيدا" يُدعى "باريس" قائلاً بأنهُ أعلم منه بأمور النساء, وهو بذلك لا يريد أن يكون بموقف محرج بين زوجته وأبنته والأخرى, فلما ذهبن الآلهات إلى باريس وأحتكمن عنده كل واحدة منهن قامت بإغرائه لتكسب التفاحة الذهبية, هيرا وعدته بأن تجعله ملكًا ثريًا, وأثينا وعدته بأن يكون قائدًا عسكريًا عظيمًا, وأفروديت وعدته بأن تزوجه من أجمل النساء في ذلك الزمان, فمال لرشوة أفروديت على سواها فقام بإعطائها التفاحة فباتت هي المنتصرة, وبعد هذا أخبرته أفروديت بأنه من نسل الملوك وأن حاكم طروادة "بريام" هو أبوه وأن زوجته "هيكوبا" هي أمه, ولكنها حين كانت حامل به رأت في المنام حلمًا فسرته عند أحد العرافين الذين تنبئوا لها بأن مولدها سيجلب الخراب لطروادة بأسرها, فقرر والده ووالدته أن يتخلصا منه فأمرا أحد الخدم أن يأخذه ويقتله في أحد الجبال إلا أن الخادم هذا كان رحيمًا به فتركه من دون قتله لعل الظروف القاسية هي من تقتله كأن تأتيه أحد الحيوانات المفترسة فتلتهمه أو أن يموت جوعًا إلا أن أحد الرعاة رأى باريس وعطف عليه وقام بتربيته هو وزوجته حتى كبر وشب وهو يعتقد بأن هذا الراعي وزوجته هما أبويه, وبعد أن أخبرت أفروديت باريس بقصته دبرت له خطة يعود بها إلى أهله, وبعد أن عاد وفرح به والديه متناسين ما قاله العرفون وبخطةٍ أخرى دبرتها أفروديت أيضًا جعلت باريس يبحر نحو اليونان إلى مدينة إسبرطة والتي يحكمها "مينلاوس" والمتزوج من أجمل النساء على الإطلاق والتي تُدعى "هيلين" فأكرمه مينلاوس أيما كرم وفتح له قصره ولكن حدثت ثورة بسيطة إضطر إثرها أن يغادر مينلاوس من إسبرطة تاركًا ومؤتمنًا باريس على بيته, إلا أن باريس هرب بهيلين إلى دياره فما أن عاد مينلاوس وعرف بما عرف حتى أجمع كل ملوك اليونان على أن يحاربوا طروادة وينتقموا من باريس ويسترجعوا شرفهم الذي دُنس, فغادر مينلاوس بجميع ملوك اليونان يتزعمهم عسكريًا أخوه "أجامنون", إضافة إلى قائد عسكري آخر وهو ملك إيثاكا "أوديسيوس" والذي أقنع أحد الأبطال وهو "أخيل" بأن يشاركهم الحرب وهو ابن الحورية "ثيتيس" التي حضرنا زفافها في البداية, والذي تنبأت له الأقدار بأنهُ حين يكبر سيحارب مملكة طروادة ويقتحمها إلا أنهُ سيقتل في آخر الأمر, و لذا حاولت والدته أن تحميه فحينما كان صغيرًا بللت جسده بنهر الخلود كي لا يموت ممسكة به من كعبيه ومدخله بقية جسده في الماء متناسية أن تغسل الكعبين أيضًا, فحينما انتشر خبر رغبة أوديسيوس بضم أخيل أدخلته والدته مع نساء القصر متخفيًا بزر امرأة كي لا يكتشفه أحدًا وكي لا يضطر لخوض هذه الحرب معهم, إلا أن أوديسيوس دخل القصر متخفيًا بزي بائع أقمشة وأخرج سلاحه فباتت حركة من أحد النساء تنبأ على أن هذه الحركة لا تخرج إلا من فارس كبير فأكتشف أوديسيوس أمر أخيل وأجبره على خوض الحرب معهم. هجرة الإغريق وحركة الاستيطان اليوناني حين دخلت القبائل الدُورية البلاد اليونانية هاجر كل من يستطيع أن يهاجر من أصحابها هاربًا إلى آسيا الصغرى شرق بحر إيجة, حيث استوطنوا شمالها وجنوبها ووسطها, لما لقوه من قتل وتعذيب من قبل الدُوريين, ولصعوبة العيش في ظل وجودهم, وبعد أن امتزجت القبائل الدُورية مع من بقي من سُكان البلاد اليونانية مدة قرنين ومع ازدياد العدد السكاني أصبح العيش شبه مستحيلاً في الأرض اليونانية مما أدى إلى خروج الكثير من السُكان الممزوجين ما بين اليونان الأصليين والدُوريين إلى بلدان أخرى يستوطنوها بحثًا عن حياة سياسية واقتصادية واجتماعية أفضل, فالوضع أصبح لا يُطاق بالنسية لهم إذ تغيرت أشياء كثيرة في حياتهم وأنتقلوا من حال إلى حال آخر, فمن الناحية السياسية تغير الحُكم من النظام الملكي إلى النظام الأرستقراطي الأمر الذي جعل الحُكم في أيدي كبار الأسرات دون سواهم, والذي تسبب في جعل فجوة طبقية بين عامة الشعب الفقراء وبين هؤلاء المُتحكمين الأغنياء من الناحية الاجتماعية ما جعل هنالك إحساس لدى هؤلاء الفقراء من عامة الشعب بأنهم أقل بكثير من هؤلاء الأرستقراطيين, كما أنهُ بعد استيلاء هؤلاء الأرستقراطيين على الأراضي الزراعية من الناحية الاقتصادية أبعدوا العُمال الأحرار الذين كانوا يعملوا بهذه الأراضي بأجر وأستبدلوهم بعبيد كانت أجورهم أقل بكثير منهم, وبالتالي أصبحوا عاطلين بلا عمل, كما أن صغر الأرض اليونانية كما ذكرنا وضيقها كان لهُ أثره في الهجرة إذ بعد دخول الدُوريين ازداد العدد وأصبحت الأرض صغيرة على كليهم ما ساهم في محاولتهم الاستيطان, وتوزعت هذه المستوطنات ما بين بلاد العالم القديم, مصر, وجزيرة قبرص, وجنوب إيطاليا, وجزيرة صقلية. الحروب البولبونية حروب قامت بين أقوى قوتين في عصر دولة المدينة ليس لشيء وإنما ليُثبت كل منهُما أنهُ الأقوى وهُم إسبرطة الدكتاتورية ذات القوة البرية وأثينا الديموقراطية ذات القوة البحرية, بدأت في عام 431ق.م, وكان سبب اندلاعها في عام 435ق.م, وأنتهت بانتصار إسبرطة على أثينا. الألعاب الأولمبية بدأت في عام 776ق.م في مدينة "أولمبيا" تلك المدينة التي لا يسكنها البشر والتي تقع بمقاطعة "أليس" تلك المقاطعة المليئة بالمعابد المختصة للآلهة, والمليئة كذلك بالخضرة والأعشاب ومختلف النباتات, والمناطق الصالحة للرعي, وكان هذا الاحتفال يقام كل أربعة سنوات مرة واحدة, وقبل أن يبدأ الاحتفال بعدة أشهر كان ينطلق من مقاطعة أليس ثلاثة أشخاص يطلق عليهم اسم "معلني الهدنة" إلى كل مُدن ومقاطعات اليونان لإخبارهم بيوم انعقاد الدورة, وكذلك لإعلان الهُدنة فيما بينها, نلك الهُدنة التي تتوقف فيها الحروب ويحرم فيها الاعتداء ليصل كل المشاركين سواءً أكانوا لاعبين أو جمهور بأمن وسلام إلى مدينة أولمبيا, وتبدأ هذه الهُدنة بمجرد خروج هؤلاء الأشخاص الثلاثة من مقاطعة أليس, وكانت هذه الهُدنة في البداية تستمر مدة شهرًا, ولكن مع مرور الوقت مُددت إلى ثلاثة أشهر ليضمنوا سلامة العائدين لديارهم من اللاعبين والجمهور, وعلى ذلك فإن كل مدينة يونانية عليها حماية العابرين من خلالها, كما أنه يحرم حمل السلاح داخل مقاطعة أليس بأكملها, وعلى من يحمل سلاحًا أن يتركه على حدود المقاطعة حتى خروجه لاستلامه, وعلى اللاعبين المشاركين الحضور إلى مدينة أليس قبل بدأ الأولمبياد بشهر كي يتسنى لهم التدريب والوقوع تحت أعين الحُكام لتسجيل ملاحظاتهم على اللاعبين. كما كانت من وظائف الحكام التأكد من أصل المشاركين من اللاعبين, إذ لا يُسمح لأي لاعب غير يوناني بالمشاركة, كما لا يُسمح لأي أحد كان أحد أبويه من أصل غير يوناني. كما لا يُسمح للنساء المتزوجات بالمشاركة, وكان الأولمبياد في بداياته يستمر ليوم واحد فقط, لكن مع مرور الوقت ازداد إلى خمسة أيام, خصص كل يوم لشيء مُعين. فلاسفة اليونان سقراط ولد في عام 470ق.م في مدينة أثينا,من أشهر فلاسفة اليونان, وآراءه وأفكاره لم تُسجل في عهده بل سجلها له طلابه من بعده ومن أبرزهم الفيلسوف أفلاطون, والذي سجلها بشكل حوارات, كان سقراط زاهدًا يعيش في زير مكسور يقيه من البرد, وحين تبزغ الشمس لتصل أشعتها إلى سطح الأرض يخرج من زيره المكسور ليتمتع بحرارة الشمس ويستجمم, كان قصير القامة قبيح الشكل, وقد خالف جميع اليونان في عبادة الأوثان إذ نادى بوجود إله واحد فقط, وأن الروح خالدة, وحاجهم بالأدلة والبراهين الإلهية, سجن في آواخر أيامه مدة ثلاثين يومًا, رفض خلالها خطة مُعدة من قبل طلابه للهرب إلى روما قائلاً بأن أهل روما لن يكونوا أحن علي من أهلي, فمات بابتلاع السم في عام 399ق.م. من أقواله "المرأة مصدر كُل شر" " إني أعلمُ شيئًا واحدًا في الحياة وهو أني لا أعلمُ شيئًا" "خلق الله لنا أذنين ولسانًا واحدًا لنسمع أكثر مما نقول" "متى أتيح للمرأة أن تتساوى مع الرجل أصبحت سيدته" "ليس مهمًا أن يكون كلامي مقبولاً المهم أن يكون صادقًا" "لاتكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم" "إذا وليت أمرًا أو منصبًا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك" أفلاطون ولد في عام 429ق.م, في مدينة أثينا, وهو من عائلة أرستقراطية "غنية", واسمه الحقيقي أرسطوقليس, وما أفلاطون إلا لقب لُقب به لضخامة جسمه, وحين بلغ العشرين من عمره التحق إلى طلبة سقراط, وبقى يتعلم منه مدة خمس سنين, وعندما توفي سقراط لم يطق أفلاطون البقاء في أثينا, فغادر إلى قورنية, ومن ثم مصر, ومن ثم إلى جزيرة صقلية, حتى عاد إلى أثينا وتوفي فيها في عام 347ق.م, من أشهر مؤلفاته كتاب "الجمهورية", أو "جمهورية أفلاطون", أو ما يُسمى ب"المدينة الفاضلة". من أقواله "لكي تكون عظيمًا لابُد أن يُساء فهمُك" "كل إنسان يصبح شاعرًا إذا لامس قلبه الحُب" "لو أن الحقيقة صنعت امرأة جميلة لأحبها كل الناس" أرسطو طاليس ولد في عام 386ق.م, في إقليم تراقيا, وكان والده طبيبًا لحاكم مقدونيا آنذاك أبيفانس الثاني والد فيليب المفدوني, وفي عام 342ق.م استدعى فيليب المقدوني أرسطو إلى مقدونيا ليكون معلمًا لابنه الإسكندر, وحين خرج الإسكندر في رحلاته عام 334ق.م ترك أرسطو مقدونيا وأرتحل إلى أثينا وبقي فيها, ونظرًا إلى أنهُ كان دائم المشي أثناء شرحه أطلق على مدرسته اسم "المشائية", توفي في عام 322ق.م, بعد وفاة الإسكندر وبداية العصر الهيلينيستي بعام, ومن أقوال الإسكندر بمعلمه أرسطو "إن أبي هو الذي وهبني الحياة, ولكن أرسطو هو الذي علمني كيف أحيا". مقدونيا منطقة جبلية تقع شمال شرق اليونان, وكانت تشتهر بتصدير الأخشاب لكثرة نمو أشجار الغابات بها, وكان أهلها يعبدون زيوس كما هم اليونان, كما أن الحكم بها كان وراثي ملكي, وكانت العائلة الحاكمة وهي عائلة أركيد من أصل يوناني, وعاصمتهم هي بيلا, إلا أن اليونان لم يعترفوا بذلك, وكانوا يرون دائمًا بأن المقدونيين برابرة حتى أطلقوا عليهم لقب برابرة الشمال, ذلك لأنهم كانوا يتخذون من جلود الأغنام لباسًا لهم, وكانوا متخلفين بكل شيء عنهم. فيليب المقدوني لم يحض فيليب المقدوني بقدر وافر من التعليم في صغره, وفي عام 367ق.م أرسله أخوه برديكاس إلى مدينة طيبة ليكون رهينة لديهم, واستمر بطيبة ثلاثة أعوام حتى عاد في عام 364ق.م, وفي عام 359ق.م تولى حكم مقدونيا وهو لا زال صغيرًا في سن الثانية والعشرين من عمره, وفي بداية توليه الحكم تعرض لغارتين استطاع أن يوقفهما بدفع مبلغ من المال, وفي عام 358ق.م أعاد فيليب بناء الجيش المقدوني وقام بتنظيمه على أسس جديدة وأدخل عليه ما يُعرف بالكتائب وأخضع بعض المناطق المجاورة لمقدونيا حتى لم يأتي عام 446ق.م حتى استطاع السيطرة على شمال اليونان بأكمله, كما أن حروب المدن اليونانية مع بعضها البعض وتناحرها جعل لفيليب الفرصة لفرض سيطرته على الشمال, وفي عام 338ق.م عقدت أثينا وطيبة حلف مع بعضها البعض لمواجهة فيليب, وبالفعل تقابل الفريقان في معركة خيرونيا بنفس العام وكانت قيادة الجناح الأيسر للجيش المقدوني للإسكندر ابن فيليب واستطاع الإسكندر أن ينتصر على الطيبين حينها, كما انتصر والده فيليب على الأثينيين وهو يتولى الجناح الأيمن من الجيش المقدوني, بعد هذا قام فيليب بمعاقبة طيبة ولم يقم بمعاقبة أثينا, بل أطلق جميع الأسرى الأثنيين وعاملهم أحسن معاملة وترك المدينة كما هي من دون مساس على الرغم من أن أثينا كانت من أشد المدن عداوةً له مذ توليه الحكم في مقدونيا ويفسر فيليب ذلك بأنهُ يحترم تاريخ أثينا العريق, وبهذا سادت مدن دولة المدينة لمقدونيا ما عدا إسبرطة التي لم ترضخ ولم يستطع فيليب إرضاخها, وبنفس العام دعى فيليب المدن اليونانية إلى مؤتمر كورنثه الذي خرج بقرارات ثلاث أولها ترك حاميات مقدونية في أغلب المدن اليونانية, وثانيها جعل فيليب هو الزعيم الأول في اليونان, وثالثها إعلان الحرب على الفرس, وفي عام 336ق.م أغتيل فيليب أثناء زفاف ابنته ويقال بأنه أغتيل إثر مؤامرة دبرتها له زوجته أولمبياس وأبنه الإسكندر. فيليب المقدوني وزوجته أولمبياس في عام 358ق.م وأثناء ما كان فيليب يحضر احتفالاً تقيمه إحدى جُزر بحر إيجة وهي جزيرة ساموثراكي وقع بغرام أميرة من مدينة إبيروس تُسمى أولمبياس ولأنه لم يستطع أن ينل منها تزوجها, وأنجبا ابنهما الإسكندر بعد عامين من الزواج في 356ق.م, وقد كانت أولمبياس امرأة غريبة الأطوار شديدة الغيرة تؤمن جدًا بالخرافات وبما يقوله العرافين, ولأن زوجها فيليب المقدوني كان دائم الميل لنساء أخريات غيرها كانت العلاقة فيما بينهما تسودها المشكلات دومًا, وحين تزوج فيليب بأخرى تُدعى "كليوباترا" جن جنون أولمبياس ليس لغيرتها فقط بل لخوفها إلى أن يذهب العرش لابن آخر غير ابنها الإسكندر خصوصًا وأن زوجة فيليب الثانية مقدونية عكسها هي الإبيروسية ولذا فسرعان ما ذهب فكرها إلى أن فيليب ينوي توريث العرش لابن يكون مقدوني خالص عكس ابنه الإسكندر والذي يكونون أخواله من إبيروس, فقام فيليب بنفي أولمبياس إلى دولة أخيها في إبيروس فراقق الإسكندر أمه ومال إليها على أبيه, إلا أن فيليب استدعى ابنه الإسكندر بعدها بعام ليكون قربه, وعلى الرغم من عودة الإسكندر إلى أبيه إلا أن العلاقة فيما بينهما سادها الكثير من الغموض, وما أن أغتيل فيليب المقدوني في عام 336ق.م حتى أشار الآخرين بأصابع الاتهام إلى ابنه الإسكندر وزوجته أولمبياس, وما زاد شكوك الناس حينها أن أولمبياس بعد أن تولى ابنها الإسكندر وعادت إلى مقدونيا حتى قتلت كليوباترا زوجته الثانية وابنها الذي أنجبته من فيليب. حياة الإسكندر المقدوني ولد في عام 336ق.م كما ذكرنا, وقد صادفت ولادة الإسكندر انتصار لوالده فيليب على الألليريين كما صادفت انتصار لخيل لوالده فيليب في سباق الأولمبياد آنذاك, ومن الأشياء التي تذكر عن الإسكندر أنهُ وحين كان عمره في الثانية عشر قال عن حروب والده "إذا ظل أبي يفتح البلاد, فلن يتبقى لي بلاد أفتحها", وفي الثالثة عشر من عمره قابل وفد من بلاد فارس وظل يحكي معهم عن جغرافية آسيا الصغرى ومداخلها ومخارجها الأمر الذي استغرب منه كل الحاضرين نظرًا لصغر سنه وإلى أنهُ لم يزر آسيا الصغرى بعد!, وفي نفس العمر استدعى والده فيليب الفيلسوف أرسطو طاليس ليشرف على تربية ابنه الإسكندر حتى قال الإسكندر عنه "إن أبي هو الذي وهبني الحياة ولكن أرسطو هو الذي علمني كيف أحيا", ومن الأشياء التي كانت تدل على نبوغ الإسكندر مع معلمه أن أرسطو سئل الطلاب ومن بينهم الإسكندر ماذا يفعلوا إذا صدفوا أمرًا ما فبدا كل واحد منهم يجيب حسب خياله إلا الإسكندر الذي قال "لا أدري" فحين أواجه ذلك الموقف سأعرف!, وحين بلغ سن السادسة عشر جعله والده فيليب على عرش المملكة في فترة غيابه في حملة ضد إقليم بيزنتيوم "بيزنطة" فحدثت ثورة في فترة غيابه إلا أن الإسكندر ذهب إليها وأخمدها, وفي سن الثامنة عشر شارك مع والده في معركة خيرونيا التي تحدثنا عنها مسبقًا في عام 338ق.م, وفي عامه التاسع عشر خرج مع والدته حين نفاها فيليب إلى مملكة أخيها في إبيروس, ومما يذكر عن الإسكندر المقدوني أنهُ كان يتجنب الأطعمة الدسمة وقد رد أكبر الطهاة في عصر وكان يقول "إن مشيًا خفيفًا في الليل كافي إلى أن يقوي شهوتي للفطور, وإن فطورًا خفيفًا في الصباح كافي إلى أن يقوي شهوتي للغداء", كما كان معتدلاً في الشراب أيضًا إلا في آخر أيامه التي ازداد فيها شربهُ للخمر, كما كان وسيم الشكل ذا عينين زرقاوين وشعر أصحر. الإسكندر المقدوني يتولى الحكم تولى حكم مقدونيا وعمره عشرون عامًا, وأول ما تولى الحكم ثارت كل المدن ضده ظانين بأنهُ لا زال صغيرًا ولن يكون كأباه إلا أن الإسكندر وبسبب ذكائه ترك كل المدن الثائرة وأتجه إلى أقواها وهي مدينة طيبة في جنوب اليونان وأخضعها وبالتالي خضعت كل المدن الأخرى, وفي طريقه للعودة ذاعت إشاعة بأنهُ مات فثارت طيبة والمدن مرةً أخرى فعاد الإسكندر إلى طيبة وقتل منها ثمانية آلاف وباع في سوق الرقيق ثلاثون ألفًا مما بث الرعب في قلوب الجميع وجعلهم يحسبون للإسكندر ألف حسابٍ وحساب, وبعد هذا كله أقام الإسكندر مؤتمر كورنثه الثاني في عام 336ق.م والذي ينص على ما نص عليه مؤتمر كورنثه الأول في عام 338ق.م إلا أن الإسكندر كان مكان أبيه في هذه المرة, وبدأ الاستعداد لإسقاط الامبراطورية الفارسية والتي كان يحكمها في ذلك الوقت حاكم ضغيف يدعى "داريوس" دارا الثالث. حملة الإسكندر المقدوني إلى الشرق زار مدينة طروادة ومن ثم قابل فرع من فروع الجيش الفارس بالقرب من نهر جرانيكوس وهنالك دارت معركة انتصر فيها الإسكندر وواصل بعدها سيره جنوبًا, وأثناء ما كان يواصل سيره كانت المُدن تدخل في حكمه إما طوعًا أو كرهًا, وفي مدينة إيسوس "طرابلس حاليًا" قابل الإسكندر داريوس في معركة سُميت بإيسوس وأنتصر فيها الإسكندر أيضًا, بل وهرب داريوس منها تاركًا أهله خلفه, أمه وزوجته وبناته واقعات بأسر الإسكندر, وقد عاملهن الإسكندر معاملة طيبة قائلاً "إني لا أحارب شخص داريوس ولكن أحارب من أجل ملكه فقط", بعد ذلك لا يتتبع الإسكندر داريوس الهارب شرقًا وإنما يتجه غربًا مستوليًا بذلك على مُدن الشام الواحدة تلو الأخرى وفي أثناء ذلك أرسل داريوس رسالةً للإسكندر يطلب فيها إطلاق سراح عائلته والمصالحة إلا أن الإسكندر يرفض, ويواصل السير حتى وصل إلى مدينة "صور" والتي يرابط بها الأسطول الفارسي وهنالك حاصرها الإسكندر سبعة أشهر, وبعد استسلامها قام الإسكندر بقتل ثمانية ألآف من أهلها وبيع ثلاثين ألفًا منهم في سوق الرقيق, وأثناء ما كان الإسكندر يحاصر مدينة صور تلقى رسالة ثانية من داريوس يعرض فيها الصلح وإعطائه عشرة ألآف تالنت وأن يأخذ كل الأراضي الواقعة غرب نهر الفرات وأن يزوجه إحدى بناته إلا أن الإسكندر أيضًا يرفض ويرد عليه بأنه يجب أن يخاطبه على أنه ملك كل ما ملك, بعد ذلك سار إلى مدينة غزة والتي قاومته مدة ثلاثة أشهر, اتجه بعدها ودخل مصر, ويرى المؤرخون بأن ذلك يظهر عبقرية الإسكندر المقدوني إذ أنهُ وباستيلائه على هذه السواحل فستكون ملجأ له في حالة الهزيمة, كما سيجعل من مصر والتي تعتبر "سلة الغذاء في العالم القديم" ممولاً لجيوشه, وكذلك من أجل أن يقضي على الأسطول الفارسي والذي يرابط في مدينة صور التي أسقطها وقتل وباع من أهلها من قتل وباع, وما أن دخل مصر في عام 332ق.م حتى اتجه إلى عاصمتها "منف" الفرما حاليًا, وقام الوالي الفارسي مازاكسي بتسليمه مفاتيح البلدة والاستسلام له, واستقبل أهل مصر الإسكندر استقبال الفاتحين فقد رأوا به منقذ لهم من الفرس, كما عاملهم الإسكندر بالترحيب أيضًا كما اتجه بعد ذلك إلى معبد الإله "بتاح" وقدم له القرابين ونصبه كاهن المعبد فرعونًا من فراعنة مصر وقام بعد ذلك بعمل مهرجان كبير لإظهار العادات والتقاليد والرقصات والألعاب اليونانية للشعب المصري ولكي يروح عن جنده الذين أهلكتهم المسافات والحروب, ومن ثم اتجه الإسكندر إلى معبد الإله "آمون" كبير الآلهة عند الفراعنة والذي يقع في واحة سيوة التي يفصلها عن مصر العمرانية الصحراء الغربية, وفي الطريق وحين وصل الإسكندر إلى الساحل شاهد قرية يسكنها البحارة تسمى قرية "راقودة" وكانت جزيرة "فاروس" تطل عليها من الشمال قرر أن تُبنى "الإسكندرية" مكان هذه القرية وأن تُتخذ عاصمة لمصر, بعد ذلك عبر الصحراء الغربية وزار معبد الإله "آمون" في واحة سيوة واستقبله كاهن المعبد على أنهُ ابن لآمون, ومن ثم عاد إلى منف نقطة دخوله ورتب أمور الحكم في مصرحيث قسمها إلى أربعة أقسم شمالي وجنوبي وشرقي وغربي وجعل لكل قسم والي كي لا يستقل أحدهم عن الآخر بحكم البلاد ويستولي على مصر, وجعل المسئول عن الشئون المالية وجمع الضرائب من الولاة "كليومنيس النقراطيسي". البطالمة الفترة الزمنية: من عام 323ق.م وحتى عام 30ق.م. عدد الحُكام: أربعة عشر حاكمًا, وكان الأربعة حُكام الأوائل يُمثلُ عهدهم عهد القوة, أما العشر الذين يلونهم فهم يمثلون عهد الضعف, وأشهر المعارك التي قامت في عصرهم رفح, والإسكندرية, وأكتيوم. المؤسس: بطلميوس سوتير, وسوتير باليونانية تعني المُنقذ, وسقطت في عهد كليوباترا السابعة, واسم كليوباترا ظهر لأول مرة في تاريخ البطالمة في عهد بطلميوس إبيفانس. حكام البطالمة وتاريخ بداية حكمهم ونهايته 1/ بطلميوس سوتير: 323ق.م, 284ق.م, بنى مكتبة الإسكندرية. 2/ بطلميوس فيلادلفيوس: 284ق.م, 246ق.م, بنى فنارة الإسكندرية, وأشتهر بحبه للجغرافيا والفلك. 3/ بطلميوس يورجيتيس: 246ق.م, 221ق.م. 4/ بطلميوس فيلوباتور: 221ق.م, 205ق.م. 5/ بطلميوس إبيفانس: 205ق.م, 180ق.م. 6/ بطلميوس فيلوميتور: 180ق.م, 145ق.م. 7/ بطلميوس يورجيتيس الثاني: 145ق.م, 116ق.م. 8/ بطلميوس سوتير الثاني: 116ق.م, 107ق.م. 9/ بطلميوس الإسكندر: 107ق.م, 88ق.م. 10/ بطلميوس الإسكندر الثاني: 88ق.م, 80ق.م. 11/ بطلميوس الزمار: 80ق.م, 56ق.م. 12/ كليوباترا السابعة: 56ق.م, 30ق.م. السلوقيين أسسها سلوقس وبنى مدينة أنطاكية في عام 300ق.م, وسقطت على يد الرومان بقيادة بومبي عام 64ق.م. الحروب السورية بين البطالمة والسليوقيين الحرب السورية الأولى وقتها: ربيع سنة 276ق.م الحاكم البطلمي: بطلميوس الثاني فيلادلفيوس (285-246ق.م) الحاكم السليوقي: أنتخيوس الأول ميدانها: سوريا البادئ بالحرب البطالمة سببها: أن سوريا الجنوبية لم يتم الاتفاق بين الدولتين البطلمية والسليوقية لأي منهما تتبع, أتتبع للبطالمة أم للسليوقيين, الأمر الذي أدى إلى حروب خمس حدثت بينهما بعد ذلك. أحداثها: الأحداث المعروفة عن هذه الحرب قليلة جدًا, كما أن بدايتها غير معروفة, ولكن بطلميوس الثاني استطاع أن يحتل مدينة دمشق فتمكن أنتخيوس الأول من استعادتها, ورد القوات البطلمية إلى فلسطين وفينيقيا, كما هاجم فيلادلفيوس أيضًا سواحل آسيا الصغرى الجنوبية التي كانت تابعة للسليوقيين, وحتى بعد أن تم الصلح بينهما بقت أجزاء من سواحل كيليكيا وبامفيليا وليكيا وكاريا تابعة للدولة البطلمية, كما هاجم فيلادلفيوس أيضًا السواحل الغربية لآسيا الصغرى, فاحتل إفيسوس ومليطة, وساند فيلادلفيوس ملك بيروس ضد أنتجوس ليمنع أي تحالف قد يقوم بين أنتجونس وأنتخيوس, كما ناصر فيلادلفيوس مدينة برغامة في شمال غرب آسيا الصغرى في صراعها مع السليوقيين, وبهذا شغل السليوقيين عن مهاجمته في سوريا الجنوبية, حيث انتصرت مدينة برغامة على أنتخيوس الأول في معركة سارديس سنة 262ق.م, كما كان لمناصرته لها دافع اقتصادي, حيث أن مدينة برغامة مشتهرة بالأخشاب والتي كانت مصر تفتقد لها, والتي كانت تحتاجها في بناء أسطولها. الحرب السورية الثانية وقتها: سنة 259ق.م الحاكم البطلمي: بطلميوس الثاني فيلادلفيوس (285-246ق.م) الحاكم السليوقي: أنتخيوس الثاني ميدانها: غرب آسيا الصغرى البادئ بالحرب السليوقيين سببها: رغبة أنتخيوس الثاني بالانتقام من بطلميوس الثاني, لما فعله من مساعدة مدينة برغامة ضد الدولة السليوقية. أحداثها: تحالفت مقدونيا وجزيرة رودي مع السليوقيين, كما ثارت كل من إفيسوس زمليطة على البطالمة, فانهزم بطلميوس الثاني على يد قائد جزيرة رودس في معركة إفيسوس سنة 259ق.م, كم انهزم على يد أنتجونس في معركة جزيرة كوس البحرية سنة 258ق.م أو في سنة 256ق.م, كما كان أنتخيوس الثاني وحتى عام 253ق.م يحارب ليكيا وبامفيليا وساموطراقيا, حتى تم له الانتصار وضم هذه المناطق لمملكته, وانتهت الحرب بالصلح, على أن يتزوج أنتخيوس الثانية ابنة بطلميوس الثاني برنيقة, وكانت المرأة هي التي تقدم المهر في ذلك الوقت, حيث ساقت برنيقة لأنتخيوس الثاني مهرًا ضخمًا حتى لقبت ب(حاملة المهر), وهذا المهر غير معروف, وقد يكون بعض ممتلكات مصر في سوريا, أو قد يكون بعض من دخلها. الحرب السورية الثالثة وقتها: سنة 246ق.م الحاكم البطلمي: بطلميوس الثالث يورجيتيس (246-221ق.م) الحاكم السليوقي: سليوقس الثاني ميدانها: سوريا والعراق البادئ بالحرب البطالمة سببها: أن زوجة أنتخيوس الثاني الأولى واسمها "لاوديقة", استطاعت أن تستعيد زوجها أنتخيوس الثاني من برنيقة زوجته الثانية ابنة بطلميوس الثاني, وذلك بعد أن هجرها بسبب زواجه من الأخيرة, ولكن أنتخيوس الثاني يموت, وتذهب أصابع الاتهام إلى أن السبب في موته هي لاوديقة, إذ أنه قتل في المدينة التي تتواجد بها, وهي إفسوس, فأصبحت لاوديقة وبرنيقة وجهًا لوجه أمام بعض, وتريد لاوديقة أن تثبت ابنها منه بدلاً من ابن برنيقة, كما تريد برنيقة أيضًا أن تثبت ابنها منه بدلاً من ابن لاوديقة, ونجحت في الأخير لاوديقة على برنيقة,كما قامت لاوديقة بقتل كل من برنيقة وابنها. أحداثها: كان على بطلميوس الثالث يورجيتيس أن يخرج لمقاتلة السليوقيين في عقر دارهم, وذلك لإنقاذ أخته برنيقة من الصراع الحاصل بينها وبين لاوديقة, كما كان خروجه لتثبيت ابنها من أنتخيوس الثاني على العرش السليوقي, وهذا في حالة تمكنه من اللحاق بأخته وابنها قبل موتهما, وفي حال موتهما فيكون خروجه للانتقام لهما, وفي كلا الحالتين هو لا بُد وأن يخرج, فاحتل بخروجه سوريا الشمالية, وكيليكيا, كما احتل مدينة سليوقية على نهر دجلة, وذلك دون أن يلقى مقاومة تذكر من السليوقيين, ولكنه سرعان ما اضطر إلى العودة لمصر لمواجهة مشكلة داخلية تمثلت بمجاعة نتجت عن تخلف مياه النيل, وقيل ثورة قامت بالدلتا, فانتهز سليوقس الثاني فرصة انشغال بطلميوس الثالث وعودته إلى مصر بأن استعاد ما أخذه بطلميوس الثالث في سوريا الشمالية وكيليكيا, وذلك في عام 241ق.م, بعد أن جمع جيشًا استطاع أن يستعيد ما استعاده به, ولكنه لم يكمل ما بدأه حيث قامت حرب بينه وبين أخيه أنتخيوس هيراكس عُرفت بالتاريخ باسم حرب الأخوين, ولم يخرج بطلميوس يورجيتيس بعد ذلك لحرب السليوقيين, مستغلاً الانتصار الذي حققه عليهم قبل عودته لمصر أحسن استغلال في تدعيم نفوذه داخل البلاد وخارجها, كما أنه حين قامت الحرب الأهلية داخل الدولة السليوقية بين الأخوين قام يورجيتس بدعم إحداها على الأخرى, الأمر الذي جعل السليوقيين غير قادرين على مهاجمة مصر, كما قام يورجيتيس بمد نفوذه على ممتلكات الدولة السليوقية في آسيا الصغرى, حتى وصل نفوذه إلى إقليم طراقيا. الحرب السورية الرابعة وقتها: سنة 221ق.م الحاكم البطلمي: بطلميوس الرابع فيلوباتور (221-205ق.م) الحاكم السليوقي: أنتخيوس الثالث ميدانها: سوريا البادئ بها السليوقيين سببها: رغبة أنتخيوس الثالث باستعادة سوريا الجنوبية من أيدي البطالمة, خصوصًا وأنه على علم بما يدور داخل القصر البطلمي, من تحكم رجال القصر ببطلميوس الرابع. أحداثها: استطاع القائد العام للجيوش البطلمية في سوريا الجنوبية, وهو إغريقي من أيتوليا, أن يقف في وجه أنتخيوس الثالث, ويحكم الدفاع عن مدن فينيقيا وحصونها, ففشل أنتخيوس الثالث في الاستيلاء عليها, فعاد إلى دولته, لمواجهة ثورة قامت ضده في بابل, فعمل أحد رجالات القصر واسمه سوسيبيوس على التمويه على أنتخيوس الثاني, بأن واعده بالصلح الذي يكون في صالحه, أي في صالح الملك السليوقي, وبدأ يماطله في ذلك, بحجة أن الملك البطلمي يعاني من الخمول, في وقت يزيد فيه من إشعال الفتنة داخل الدولة السليوقية, وذلك برشوة موظفيها, والمؤامرات الي يحيكها معهم, كما كان في هذا الوقت يقوي الجيش البطلمي, وقام بإحضار كثير من الجنود المرتزقة من اليونان, كما جند عشرين ألف من الفلاحين المصريين, والذين قام بتدريبهم على أساليب الحرب المقدونية بواسطة ضُباط وجنود مقدونيين ويونان, وقد تم يعمل على ذلك مدة سنتين, في الوقت الذي استطاع فيه أنتخيوس الثالث خلال هذه السنتين من إخماد الثورة التي قامت ضده, وحين لم يكن هنالك صلح لصالحه خلال هذه المدة, سار بجيشه إلى سوريا, وقد كان نشب خلاف بين القائد الإغريقي ثيودوتوس وبين رجالات القصر في الإسكندرية, الأمر الذي جعلهم يعينون قائدًا آخرًا بدلاً منه, فانضم ثيودوتوس إلى جيش أنتخيوس الثالث, فأخذ أنتخيوس الثالث فينيقيا, واستولى على غزة دون مقاومة, وفي الثاني والعشرون من يونيه من عام 217ق.م دارت المعركة الفاصلة بين البطالمة بقيادة الملك البطلمي بطلميوس فيلوباتور, وبين السليوقيين بقيادة الملك السليوقي أنتخيوس الثالث, وذلك بالقرب من مدينة رفح, وقد كانت في بدايتها لصالح السليوقيين, إذ استطاعت ميمة الجيش السليوقي بقيادة أنتخيوس الثالث أن تكسر ميسرة الجيش البطلمي بقيادة بطلميوس فليوباتور, الأمر الذي أدى إلى أن يفر بطلميوس فيلوباتور من أرض المعركة, إلا أن هذه المعركة لم تقف وتنتهي عند هذا الحد, فجيش الفلاحين المصري والذي لم يمضي على تدريبه سوى الثلاثة سنين استطاع أن يقف في وجه الجيش السليوقي, ويقلب الطاولة عليهم, ويرجح كفة الانتصار للبطالمة. الحرب السورية الخامسة وقتها: 202ق.م الملك البطلمي: بطلميوس الخامس إبيفانس الملك السليوقي: أنتخيوس الثالث البادئ بها السليوقيين سببها: رغبة أنتخيوس الثالث بالانقضاض الثالث بنفسه لمقابلة أسكوباس, فقامت المعركة بينهما في بانيون بشمال فلسطين, وذلك في سنة 200ق.م, تلك المعركة التي انتصر فيها أنتخيوس الثالث على أسكوباس, وانتهت فيها سيادة البطالمة في مصر على سوريا الجنوبية نهائيًا, وانتقلت بعدها السيادة إلى السليوقيين.على ممتلكات مصر الخارجية, مستغلاً الظروف التي تحدث داخل الدولة البطلمية في مصر. أحداثها: اتفق كل من أنتخيوس الثالث الملك السليوقي مع فيليب الخامس الملك المقدوني أن يوسعا مملكتيهما على حساب الدولة البطلمية, فاستولى أنتخيوس الثالث على فينيقيا وغزة, فاستطاع القائد أسكوباس الذي عُين أثناء الحرب من استعادة غزة ثانية من السليوقيين, وطرد جيشها منها, فحضر أنتخيوس الثالث بنفسه لمقابلة أسكوباس, فقامت المعركة بينهما في بانيون بشمال فلسطين, وذلك في سنة 200ق.م, تلك المعركة التي انتصر فيها أنتخيوس الثالث على أسكوباس, وانتهت فيها سيادة البطالمة في مصر على سوريا الجنوبية نهائيًا, وانتقلت بعدها السيادة إلى السليوقيين. إيطاليا هو الاسم الذي أطلقه اليونان الذين استوطنوا جنوبي شبه الجزيرة الإيطالية على سكان تلك الجهة, وشيئًا فشيئًا أصبح الاسم يُطلق على شبه الجزيرة بأكملها حتى أصبحت تُسمى بإيطاليا. اللغة اللاتينية سُميت باللاتينية نسبة إلى إقليم لاتيوم "لاتسيو" والذي وقعت به مدينة رُوما وأصبح سكانها يتحدثون بها, واندثرت بعد سقوط روما في عام 476م بالتدريج, وبقت في الطقوس الدينية فقط للنصارى الكاثوليك, وهي اللغة الرسمية لدولة الفاتيكان, واللغة اللاتينية وإن اندثرت إلا أنهُ تفرعت منها لغات أخرى عددها ستة كان أصلها اللاتينية وهي الإيطالية, والفرنسية, والإسبانية, والبرتغالية, والرومانية, والإنجليزية, تلك اللغات التي تتشابه كثيرًا في كلماتها, كما أن آخر دولة اندثرت منها اللغة اللاتينية من هذه الدول الست هي البرتغال في عام 1296م, واللغة اللاتينية لا زالت تُدرس في بعض الجامعات. الرومان بعد أكتافيوس (الحكم الامبراطوري) 1/ أكتافيوس: 30ق.م, 14ق.م, لقب بأغسطس وتعني "الرجل المُهيب". 2/ تيبيريوس: 14ق.م, 37م, ابن أكتافيوس وتولى الحُكم وعمرُه 55 عامًا. 3/ كاليجولا: 37م, 41م, يلقب ب"كاليجولا" وتعني الحذاء الصغير لأنهُ دائمًا يلبس حذاء صغير صنعته لهُ أمُه, وقد أصيب بمرض خطير جعله يفقد عقله, وكان رجلاً ظالمًا, زاد الضرائب, وأمر بعض رجالات السناتو بأن ينتحروا, فكرهه الشعب والكل وحاولوا اغتياله ثلاث مرات, وفي الثالثة نجحوا عام 41ق.م. 4/ كلاوديوس: 41م, 54م, وقد مات بالسم الذي وضعته له زوجته. 5/ نيرون: 54م, 68م, قتل أمه في عام 59م ومات منتحرًا. |
احوال الناس
قصصمن الواقع
الفرق بين التاريخ والحضارة التاريخ هو كل شئ حدث في الماضي سواء اكان سياسيا او اجتما عيا او اقتصاديا او دينيا
التالي
« الموضوع السابق
« الموضوع السابق
السابق
الموضوع التالي »
الموضوع التالي »
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)