ما زلنا مع آفات اللسان -نعوذ بالله وإيَّاكم منها- التي تكُبُّ أهلها في النار، وتُورِدُ أصحابها المهالك، وتوقعهم في كثيرٍ من الأمور الخطيرة، ولعلي أذكر منها، مما يحضرني
-الآن-:
هناك أُناس يزورهم شخصٌ يحبونه، ويقدسونه، ويبالغون في ذلك سواءٌ كان هذا مجاملةً أم حقيقةً لهذه المبالغة؛ فيقولون: "الله، هذا اليوم زارنا النبي" صلى الله عليه وسلم، يا أخي! النبوة اختُتِمتْ، خُتِمتْ بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت وإن لم تقصد ذلك؛ فإن ذلك محرم، لا يُقارن أحدٌ بالأنبياء.
«ألم ترى أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل أن السيف أمضى من العصا»
فلا يُقارن أحدٌ بالأنبياء، ولا تقول: زارنا النبي، يا أخي! قل: زارنا أخٌ عزيز، ذو خطوة عزيزة، نحبه في الله، أما المبالغات هذه والغلو الذي يقع فيه كثير من الناس؛ فإنه خطير، فلا تقول: زارنا النبي؛ فإن النبوة قد خُتمت، ((لا نبيَّ بعدي)) و ((خُتِمَ بيَّ النبيون)).
قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا العاقب، وأنا الحاشر، وأنا الماحي))، محمد وأحمد معروف معناه، والعاقب؛ أي: الذي لا نبي بعده، والحاشر: الذي يُحشر الناس تحت قدمه، والماحي: الذي يمحو الله به الكفر، صلوات الله وسلامه عليه، أكثروا من الصلوات والسلام عليه، ولا تكونوا بخلاء.
والصلاة والسلام عليه لها صيغ معينة، إما مختصرة ككلمة: "صلى الله عليه وسلم"، أو الصلاة الإبراهيمية، أما الصلاة الأغاني والابتهالات فهذا لعب، وليس هو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الصلاة التي يترنمون بها، ويتغنون بها؛ هذه لا تُقبل عند الله، ولا قيمة لها، فهمنا؟
إما أن تقرأ الصلاة الإبراهيمية التي نقرأها في التشهد، أو تختصرها بكلمة: "صلى الله عليه وسلم" أو "صلوات الله وسلامه عليه"، أو نحو ذلك من العبارات المختصرة، وأما الصلوات على النبي التي تحولت إلى غناءٍ وابتهالات و و إلى آخره؛ يعني كما يُسمون، الآن كل شيء ينسبونه إلى الإسلام، تمثيليات إسلامية، غناء إسلامي، أناشيد إسلامية، سروال إسلامي، حذاءات إسلامية، يا أخي! ما يجوز [الخرابيط] هذه، هذه التسميات لا تصلح، الإنسان يتجنب التشبه نعم؛ لكن نسبة هذه القضايا إلى الإسلام؛ لأن الأصل في الملبوسات والمركوبات هذه الإباحة؛ حتى يرد الدليل بالتحريم.
الآن يقول لك: رقص إسلامي!! مثل القناة التي يسمونها ايش؟ طيور النار هذه ما هي طيور الجنة. هذا عبث، يغنون ويقولون: طيور الجنة! أي جنة وراء هذا الغناء؟! أي عبادة وراء هذا الغناء؟! تغني وتطبل وتزمر وتسمي هذا الغناء طيور الجنة؟!
وتسمي أولئك الأطفال والفتيات الصغار الذين تعلمهم الغناء، وتعلمهم الخنا باسم الغناء الإسلامي! لا والله، هذا مثل الذين يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها، بالضبط تمامًا بتمام.
فإياكم وهذه القنوات المفسدة، والتي تعلن الآن أنها ستقدم كذا وكذا في رمضان مما يُنسب إلي الإسلام، تمثيليات إسلامية!
يجي عربيد ونصراني وخبيث ويسمي نفسه أبا عبيدة ابن الجراح! وآخر يسمي نفسه أبو بكر الصديق! وشيوعي ثاني يسمي نفسه ايش؟ خالد ابن الوليد! وملحدة أخرى ماجنة مغنية داعرة تسمي نفسها عائشة! وأخرى تسمي نفسها خديجة! حســبي الله ونِعـمَ الوكـيل.
ادعوا على هؤلاء أن يمحوهم الله من الوجود، أو يهديهم إلي الصراط المستقيم. انتبهتم؟
فاحذروا من هذا لا تنخدعوا بهذه القنوات، سواء أي قناة تغني وتطبل وتسوي تمثيليات وتنسب هذا إلي الإسلام؛ عليكم أن تنسفوها وأن تخرجوها من بيوتكم، والله دخولها في البيوت حرام، كأنما أدخلت شيطانًا يعلم الناس قلة الحياء مع الله –عز وجل-.
بعض القنوات هذه تنشر الشرك، والله بعضها ينشر الشرك بالله –عز وجل-، انتبهوا لهذا؛ إذًا هذا الكلام يجب أن نتنبه له.
أيضًا من الكلمات التي تجري على الألسن: فلان أصابته عين أو أصابته حمى أو أصابه مرض، أو أصابه مثلاً شيء مما يصيب سائر الناس؛ تأتي واحدة عجوز من الخرافيات، وتقول لأم الطفل: أنتِ ما صلبتِ عليه؟ ما صلبتِ على راسه؟ ما صلبتِ على صدره؟
[ايش] معنى صلبتِ؟ [ايش تسوي؟] إما أنها تأتي بقرطاس ورق، وتسويه على هيكل عروسة أو شخص إنسان، وتجيب الإبرة وتخرِّم في هذا الهيكل، عيد الحسود لا تسود، وما أدري ايش، خلاص هذا الدوا -نسأل الله العافية والسلامة-، هذا من الشركيَّات.
تقول لها تعالى سوي القرطاس هذا على شكل عروسة، وبعدين عين كذا تصل كذا، وهذا في عين فلان، وهذا عين فلان، وهذا في عين خالتي، وهذا في عين حماتي، انتبهوا، هذه كلها من الخرافات، هذه موجودة ولا لا يا إخوان؟ ولا بنبالغ نحن؟ موجودة في العالم الإسلامي؛ ولذلك يقول الله -عزَّ وجل-: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}.
تجيك واحدة أخرى تقول لك: -أذكر عندنا في البادية وأنا صغير عبارة شركية، كانت عندنا في بادية نجد، ماذا يقولون؟- تقول -إذا الطفل مثلاً أصيب بفجأة، ولا اهتز، ولا ترفص كدا ولا انخلع كدا ولا تفاجأ-؛ تقول: ملوك على الصمولك؛ يعني: يا أيها الملائكة أدركوه، أدركوه أيها الملائكة أدركوه، يستغيثون بالملائكة من دون الله -عزَّ وجل-، "ملوك على الصمولك"، الصمولوك هذا الطفل الصغير؛ يعني ملوك خلاص؛ يعني: الملائكة تحضر لتنقذه، ولتسعفه، ولتخرجه من هذا الأمر الذي هو فيه، ولتحميه من هذه الفجأة، هذا كله من الشركيات.
تيجي واحدة أخرى؛ تقول لها: يا بنت الحلال! أنتِ ما حطيتي ملح برود؟
وأنا أذكر عجوزًا وعمري ثمان سنوات، ظنت أن ابنتها قد أصيبت بعين؛ فجاءت بملح وكبته على أعتاب البيت وعلى البنت يمين وشمال، ملح ايه؟ ملح بارود. يدخل واحد مُدخن عندهم، ويشتعل البيت كله ويحترق، ونفس العجوز يديها احترقت، صاحبة الملح الشركي هذا، والله أنا أذكرها وأعرفها باسمها. فإذن انتبهوا، كل هذا من الشركيات.
رأيت وأنا صغير -أيضًا- يربطون على طفل رباط على يديه، يربطون عليه تجعل فيه حبة قهوة، ويُجعل فيه حجارة، سألت بعدما كبرت قلت: ايش الحجارة هذه؟ من أين؟ قالوا: هذه أُخذت من التراب الذي وُلِدَ فيه، رباط يربط في يد الطفل وهو صغير، ويضعون عليه محلب وأشياء وراحته طيبة ومسك وكذا؛ لكن غير المسك فيه أشياء غريبة جدًا، سألت لقيت له علاقة بالشركيات، هذا -والعياذ بالله- أيضًا ..
أيضًا: يلبسون أسورة في بعض البلاد -هذه سمعت بها أنها في خارج بلادنا- أما الذي ذكرت الآن، كانت توجد، ولله الحمد الآن اندثرت إن شاء الله- يقولون: ما تلبسيه الحظاظة والبظاظة، ما هي الحظاظة؟ سوار يلبسونه، إذا لبسه يكون ذا حظٍ عظيم، تأتيه الأموال، ويأتيه الرزق، وتأتيه الفتوح، ما تلبسيه حظاظة، ايش حظاظة دي؟ حظاظة أو بظاظة هذه من المعتقدات الفاسدة، ومن المقالات الفاسدة، هذا هو الشرك بعينه، والرسول صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً وقد لبس حلقة من صفرة على يديه؛ فقال له: ((ما هذا؟)) -مستنكرًا- الواهنة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((انزعها، انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، وإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدًا)).
فلو مات صاحب الحظاظة وحظاظته عليه ما أفلح أبدًا؛ لأنه تعلق بها، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعلَّق شيئًا وُكِلَ إليه)) ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلَّق ودعة فلا ودع الله له))؛ أي: من تعلق تميمة فلا جعله الله في دعةٍ وراحةٍ وسكون، ولا أتمَّ الله أمره، ونحن نقول ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: من تعلق تميمة فلا أتمَّ الله له.
فانتبه لهذا -يا عبد الله!- من تعلق تميمةً فلا أتمَّ الله له. من تعلق تميمةً فقد أشرك.
فالحظاظة والبظاظة، والأسورة التي تُعلَّق من أجل التبرك بها والتعلق بها هي من هذا القبيل.
إحدى العجائز قبل خمسة وأربعين سنة، ونحن في الإبتدائي، كانت تلبس هنا سُوار فسألت؛ قالت: "هذا -والله- معضد للحماية، ألبسني إياه صاحب الأجواد الصيفي، فلان الصيفي عليه أجواد" الأجواد من هم عندهم؟ يعني عليه قوم من الجن مسلمون -على حد كلامهم-، الحمد لله كسرت هذا المعضد وتابت إلى الله توبةً نصوحًا، الشاهد أن هذه الأشياء كلها من العادات الشركية الجاهلية، ومن تعلَّق شيئًا وُكِلَ إليه.
حذيفة -رضي الله عنه- رأى على رجل خيطًا؛ فقال: ما هذا؟ قال: من الحمى؛ فقطع الخيط، وقرأ قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}
ولكن أنت لا تقطع، أنت لست في منزلة حذيفة؛ بل أقنعه أولاً؛ ثم اجعله هو بنفسه يقطعها، أما إن أخذت تقطعها يمكن يُصاب بما هو أعظم، وقد حصل قصص قريبة؛ لأنه يتعلق بذلك -والعياذ بالله-؛ ثم أنت لست في منزلة الصحابي حذيفة -رضي الله عنه- لا أنا ولا أنت، ولا عشر معشارهم؛ لكن علينا أولاً أن نقنعهم بأن هذا الأمر حرام، وأنه قد يوصل إلى الشرك؛ ثم بعد ذلك نجعله هو بنفسه يتصرف ويقطع هذه الحظاظة والبظاظة. طيب.
قال الله -تعالى-: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.
هناك أسماء يظن بعض الجهلة أنها من أسماء الله؛ ولذلك يُعبِّدُ لها، بعض الجُّهال يعتقد أن من أسماء الله الموجود؛ فيسمى: عبد الموجود، من الموجود؟ أنت موجود ولا معدوم؟ والحمار موجود ولا معدوم؟ موجود. الموجود تصْدُقُ على أي شيء سواء كان الخالق أم المخلوق؛ فأنت لا تسمي عبد الموجود؛ لأن الموجود ليس اسمًا من أسماء الله، نعم، الله هو موجود، وجودٌ يخصه بلا ابتداء وبلا انتهاء، هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، هذا الوجود ليس كالوجود، عرفت؟ فلا تقل أن من أسماء الله الموجود، ولا تسمي عبد الموجود.
وكذلك عبد الرسول أو عبد النبي، هذه تسميات شركية، أو عبد الحسين، أو عبد البدوي، أو عبد اللاوي، أو عبد الجنيد، أو عبد السبحان، أو عبد السِيد، أنا أعرف واحد في بلد ما اسمه: عبد السِيد، طبعًا السِيد هو الولي الذي يعبدونه من دون الله، يدعون أنه ولي يُعبد من دون الله، عبد السِيد؛ فلا تسمي هذه المسميات؛ لأنه ليس من أسماء الله -جلَّ وعلا-، ولا يجوز أن تعبد أحدًا إلا لله -سبحانه وتعالى-.
كذلك بعض الناس يسمي عبد الستار؛ هذا لا يجوز، سمِّي: عبد الستير. نعم، الستَّار صفة من صفات الله؛ لكن ليس من الأسماء المنصوصة؛ بل المنصوص:((إن الله ستير يحب الستر)).
فسمِّي عبد الستير، ولا تُسميِّ عبد الستَّار ولا عبد الساتر؛ وإنما سمِّيهِ عبد الستير، ومسميات كثيرة يعبدون لغير الله -سبحانه وتعالى-.
كلمة عبده؛ هذه خطأ، لأنها مبنية على معتقد صوفي؛ يقول: إن أعظم أسماء الله هو حرف الهاء فقط! حرف الهاء!
ويسمِّيهِ غلاة المتصوفة؛ يسمونه: هاء الهوية الذاتية، ويقولون: إن أعظم ذكر هو أن تردد الهاء تقول: (هـ هـ هـ هـ)؛ كأنه كلب ينبح! هذا نباح! وليس ذكرًا لله -عز وجل- لا يجوز، ليست الهاء من أسماء الله، وليس كلمة: "هو" من أسماء الله، هو ضمير، لا يُعرف إلا إذا اقترن باسم ظاهر، فهل هو، هل هو الله؟ هو زيد؟ هو عمر؟ هو الجبل؟ هو الجدار؟ هو وحدها لا تنفع.
شوف الضمائر وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة لا يمكن أن تُفهم إلا إذا جاءت في سياق معين؛ فتُحمل على ما يدل عليه السياق؛ مثلاً: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، عرفنا أن الضمير المقصود به الله -جلَّ وعلا-؛ ولكن لا نقول انه اسمٌ من أسماء الله.
إذًا إذا سميت الله "هو"، سميه أيضًا: "الذي" أليس كذلك؟
هل يجوز أن تُسمي عبد الذي؟ أو عبد هذا؟ يجوز؟ كذلك عبده ما يجوز، لا تسمي عبده، سمِّي عبد الله، خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، هذه خير الأسماء، إذا عندك ولد اسمه عبده، سمِّهِ عبد الله، سمِّه عبد الرحمن، سمِّهِ عبد الكريم، سمِّه عبد الرزاق، وهكذا، خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، أما تسمِّهِ عبده! لا يصلح، الهاء ما يجوز أن تُطلق على الله وحده
-سبحانه وتعالى-.
ولا يغرنكم كتاب أحمد عبد الجواد، الذي ليس بجواد، الذي يُوزع الآن ومكتوب فيه: "إن أعظم اسمٍ هو أن تقول: ياهو، ياهو، كأنها يهوى حقة اليهود، ما تصلح، ياهو!
بالله عليك لو نادوك بياهو! ترضى؟ أنت اسمك محمد، ولا زيد ولا عبد الله ولا عمرو، جاءك واحد من الشارع وقال لك: ياهو، ترضى بهذا؟ ما ترضى؛ فكيف تقول لله: ياهو؟!
هذا صاحب كتاب الدعاء المستجاب يقول هذا الكلام، وكتاب الدعاء المستجاب مليء بالخرافات، الذي يسمى الدعاء المستجاب، أو كتاب الأسماء الحسنى لصاحب الكتاب نفسه، كلها كتب خرافية، ومليئة بالأسماء التي ليست من أسماء الله، ناهيك عن تفسير الأسماء بغير معانيها الحقيقية؛ فإنه يجعل لكل يوم من أيام الأسبوع أسماء تتعبد بها، السبت له أسماء من أسماء الله، قسَّم الأسماء على سبعة أيام، كل يوم له أسماء معينة من أسماء الله، هذا كله تخريف، وبُعْد عن أسماء الله -جلَّ وعلا-، فلا تسمي هذه الأسماء. انتبه.
اختر لابنك الأسماء الطيبة المباركة الإسلامية القديمة المعروفة، ولا تُقلِّد أيضًا فتسميه بأسماء النصارى، واحد يسمي ولده لورانس! لورانس؟!
وواحد مسمي بنته يارا! اسم فرنسي! يا أخي! ما وجدت أسماء عربية إسلامية حتى تسمي يارا ومارا وسوسن وزوزن وزيزي وقلة حياء! ما يصلح أبدًا، هذا لا يصلح.
سمِّي فاطمة، سمي زينب، سمي رقية، سمي عبلة، سمي حفصة، سمي صفية، سمي هند، سمي دعد، سمِّي الأسماء الطيبة المباركة المعروفة.
واحد قلت له سمي بنتك حفصة؛ قال لي: اسمي حفصة؟! هذه أسماء ما ادري من! وسمى فئة معينة هو له موقف منها. انتبه.
أنت مسؤول عن تسمية أبناءك، لا تفوض الحريم، تجيب لك أسماء من الأسماء الجاهلية وتسميها، واحد مسمي ابنه ميشيل! والله أخد ثانوية واسمه ميشيل! وهو مسلم، أخيرًا الولد هو الذي سمَّى نفسه عبد الرحمن -جزاه الله خيرًا- الولد ليس الأب! الأب كان مصر على ميشيل، ايش ميشيل؟ عفلق ولا؟
انتبهوا -يا إخوان!- هذه المسميات كلها تؤاخذ عليها.
ومما يتعلق بمسألة الموجود؛ قول القائلين: إن الله موجود في كل الوجود، أو موجود في كل مكان! هذا خطأ! بل الله مستوٍ على عرشه، فوق سبع سمواته، فوق كل شيء، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ}
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}
انتبه. لا تقل: موجود في كل الوجود، ولو وجدتها في كتب الأشاعرة، وكتب الماتُريدية؛ يعني كلها خطيرة جدًا، لا يُقال أن الله في كل مكان أو في كل الوجود، نعم، في كل مكان بعلمه وإطلاعه وإحاطته ومعيته للمؤمنين، أما ذاته العلية فهو فوق سبع سموات، فوق العرش.
((إن الله كتب كتابًا موجودًا عنده فوق العرش، مكتوبا فيه: إن رحمتي سبقت غضبي)).
فالله فوق العرش، لا شيء فوقه، وهو فوق كل شيء ومليكه -سبحانه وتعالى-.
فلا تقل: إن الله موجود في كل الوجود، ولا أنه في كل مكان؛ لأن هذه إلحادٌ في أسماء الله وصفاته، فتجنب هذه العبارات -يا عبد الله!-؛ حتى لا تقع في المهالك.
وهكذا يجب على المسلم أن يحذر من هذه المسميات، التي -يعني- يقع فيها العامة، وهي مسميات كثيرة، لا نستطيع إحصاءها؛ لكن أي مسميات عندك وأي أقوال عليك أن تعرضها على كتاب الله -عزَّ وجل- وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
اعرضها على العلماء الذين يعرفون ويوجهونك، العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله -جلَّ وعلا- تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
فاحذر -يا عبد الله!- من كل الأقاويل الجاهلية، والتي بعضها أقاويل شركية، والبعض من الناس يرددها قد يكون يعلم وقد لا يعلم أنها تفضي إلى الشرك، أو أنها هي في حد ذاتها هي أقاويل وأعمال شركية.
وفقني الله وإياكم لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.