قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة





Image result for ‫الدعاء‬‎



يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يرد القدر إلا الدعاء"، وفي الحديث الآخر: " لا يرد القدر إلا الدعاء" وقد يستشكل المسلم هذا الأمر جدا إذ إن ما قدره الله تبارك وتعالى لا يرد ولا يدفع وما قضاه الله تبارك وتعالى هو نافذ وهذا حق وينبغي أن ينظر في الحديث على ما ينبغي أن ينظر في حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم به:


إن الله تبارك وتعالى أخبرنا في القرآن العظيم وقال: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } [الأنعام: 2]


{خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ} يقول العلماء: إنَّ النكرة إذا تكررت تغايرت وأما المعرفة إذا ما تكررت ثبتت، فأنت إذا قلت: وضعت قلما على المكتب، وقلما في الدرج. فههنا قلمان، ولكن إذا قلت: وضعت القلم على المكتب، ووضعت القلم في الدرج. فهو قلم واحد، النكرة إذا تكررت تغايرت والمعرفة إذا تكررت ثبتت.


{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشرح: 5، 6] العسر معرف بالألف واللام وتكرر فهو عسر واحد واليسر منكَّر تكرر {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} فاليسر الأولى سوى اليسر الثانية فهما يسران في مقابل عسر واحد. يقول الله جلت قدرته في هذه الآية العظيمة: {ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ} النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول لنا مرغبا:" من سره أن يُنسأ له في أثره ويبارك له في رزقه فليصل رحمه"، من سره أن ينسأ له في عمره: في أثره: أن يطال له في عمره، والله رب العالمين أخبرنا: أن للإنسان ساعة إذا جاءت لا يستقدم عنها ولا يستأخر، فكيف يمكن أن يوفق الإنسان بين هذين؟


الله تبارك وتعالى كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يرد القدر إلا الدعاء" يعني لا يرد الأمر المقدر إلا دعائه الذي قدره الله رب العالمين، بمعنى أن الله تبارك وتعالى لما جعل الاختيار للعبد فيما هو واقع منه، جعل له في هذه المنطقة لون من ألوان الاختيار، ثم جعل الله تبارك وتعالى نتيجة مترتبة على اختيار العبد من غير ما قصر على هذا الاختيار، وإنما يختاره العبد بإرادته، والله تبارك وتعالى ليس عنده ماض وحاضر ومستقبل فيما يتعلق بالزمان، بل هو جلت قدرته منزه عن الزمان والمكان، مستوٍ على عرشه بذاته، بائن من خلقه، كما أخبر عن نفسه: الرحمان على العرش استوى، فالله رب العالمين جلت قدرته لا زمان عنده يجري عليه وإنما هذا الزمان من ماض وحاضر ومستقبل هو لألئك الذين جعلهم الله تبارك وتعالى من الأناسيِّ والخلق في الأرض، والله تبارك وتعالى يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، كما أخبرنا الله جلت قدرته في حالة الغلام الذي قلع الخضِر رأسه فلما أعلن موسى عليه السلام تعجبه من هذا الأمر واعتراضه، أخبره الخضِر أن الله تبارك وتعالى علم أن هذا الغلام إذا ما كبر سيكون كافرا يرهق أبويه طغيانا وكفرا، هذا لم يكن أصلا ولكنه لو كان، لكان كما أخبر الله رب العالمي





 عبده الخضر فأخبر به موسى صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم. فالله تبارك وتعالى يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فالله تبارك وتعالى يجعل للعبد مائة عام إن وصل رحمه، وستين إن لم يصلها فهذان أجلان { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ} على حسب علم الله تبارك وتعالى السابق الذي تنكشف به المعلومات من اختيار العبد قبل اختياره، ولكن الاختيار له، فالعبد يختار بمحض إرادته فيما آتاه الله تبارك وتعالى من حرية الاختيار، والله رب العالمين يعلم ما سيختاره عبده من غير أن يجبره على ذلك، والعلم المسبق ليس هو الذي يجعل الإنسان يختار ما هو معلوم عند الله تبارك وتعالى ضرورة، ولكن الله تبارك وتعالى يعلم ما سيكون، فكتبه الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ. وهذا ما دلنا عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا يرد القدر إلا الدعاء": قدر منجز وقدر غير منجز، "لا يرد القضاء إلا الدعاء": قضاء منجز وقضاء غير منجز، فالله تبارك وتعالى ينزل القضاء، ومن قضاءه وقدره أن يقدر أن العبد يلقى القضاء بالدعاء، فيكون ما يكون من قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يرد القضاء إلا الدعاء"، و" لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر".





شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer

Pages