المريضة التي عالجتني..!
قالت لي والدمعة تسبق كلماتها: وكأنّ الله قد أمرضها لتهديني..!، قلتُ: الهداية بيدِ الإله أخية، قالت: في الوقت الذي كانت فيه تتألّم، ويرتفع ضغطها ويهبط فجأة؛ كانت كل قطعةٍ فيّ تضطرب، يصلُ الرعب مني منتهاه، يهبط ضغطي ويصعد، وتحمرّ منّي العينين، أضطّربُ في الممرّ، كنتُ حديثة عهدٍ بتمريض الحالات المزمِنَة.
كانت تدهشني نظراتها الدافئة من خلف قناع الأكسجين، كلها اطمئنان، لا أذكر أنني سمعتها تتألّم بصوتٍ مرتفع، كل ما أتذكّرهُ من صورتها كيف كانت تربتُ على يدي بحنو كلما أحسَّتْ فيها اضطراباً وأنا أحاول تعديل أي من الأنابيب الداخلة والخارجة من جسمها، وكيف كانت تتحامَل على نفسها لتذهب للمتَوَضَّأ مرتكزَةً على الإطار الحامل ذي العجلات، طالبةً منّي أن أساعدها في سحب قاعدة المغذّي في الممَرّ، ولا تطمئن إلا إذا تأكّدت من أدائنا الصلاة.
كان يزدادُ تعجّبي عندما أراها تذكّرني وتذكّر زميلاتي بإغلاق الستائر على المريضات الأخريات عند مرور الفريق الطبي في جولتهِ الصباحية على المرضى، لا أنسى كيف كانت تحرص على أن تكون مستيقظة قبل الجولة الصباحية للأطباء حتى تتمكّن من سترِ نفسها جيداً.
ما أحضر لها الزوّار شيئاً ولا أهدوها أمراً؛ إلا وأشركت فيه جميع العاملين في الجناح، كانت تتلطّف معنا في العبارة مهما أخطأنا أو أتينا بما لا يسرّ، أكره ما كانت تكره أن نفتح التلفاز في الجناح، وكانت تخفض صوت إذاعة القرآن حتى لا تُزعج من حولها من مريضات نائمات.
نما شعورٌ غريبٌ في قلبي تجاهها، أحسستُ نحوها بالحبّ، وجهٌ يشعّ منه الصدق، وقلبٌ يسع الكل، ولسانٌ لم أسمع منه إلا ذكر الرب، كلما هممتُ بأمر تذكّرتُ ابتسامتها الحانية وهي تذكّرني بالبسملة قبل أن آخذ منها العيّنة، وكلما مررتُ بذلك الباب، باب حجرتها، تذكّرت ذلك المشهد الأخير، في يوم العملية الجراحية التي كانت مقرّرة لها.
كانت على السرير، وكنّا نقطع الجناح، ونعبر الممرّ، لنذهب إلى المصعد، حتى ننزل لغرفة العمليات، كانت تشد يدي، وتسألني بالله أن أتأكّد أن كل جسمها مغطىً ولا يظهر منها شيء، كانت تردّد: "اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي".
كان هذا آخر عهدي بها، بعدها لم تعد إلى الجناح، أظلمت الدنيا في عيني، وكأنّ قطعةً من جسدي فُصِلَت، وكأن ألف لترِ دمٍ من طُحالي ونخاع عظمي سُحِب. جاء ابنها في الغد ليأخذ متعلّقات والدته من حجرتها، علاماتُ الحزن عليه ظاهرة، ساعدناهُ في جمع متعلّقاتها، ومازالت آياتُ الفجيعة عليّ بادية، انكفأتُ باكية وأنا أضع في الحقيبةِ مذياعها الطيب.
ولمّا كان من الغد، عادَ ابنها من جديد، وخلفهُ مرافق، يحملون كراتين كثيرة، وأكياس، يضعها أمامنا في قاعدة التمريض، يقول: هذه لكم، من الوالدة، قبل أيام أوصت أن نجهّزها لكم لتعطيكم إياها، وهاهي قد ماتت رحمها الله، وأمانتها لكم قد وصلت.
كانت هدايا رائعة، تحف صغيرة راقية، مع رسالة رقيقة مذيّلة باسمها تشكرنا فيها على حُسن عنايتنا بها وبالمرضى، ومعها كتيبات وأشرطة دعوية باللغة العربية وأخرى بلغات زميلاتي.
على الرغم من امتلاء جناحنا بهذه الكتب والأشرطة والمجلات الإسلامية، التي يحضرها مرضانا للأجنحة والعيادات؛ إلا أننا لم نسمعها، ولا أدري ما الذي جذبنا لنسمع هذه بالذات، ونقرأ تلك بالتحديد، ربما احتراماً لهذه المرأة الحديدية، التي تغلّبَت على آلامها، و حافظت رغم قسوة ظروفها الصحية على فروض دينها، و أطفأت تعبنا وعملنا الشاق بابتسامة حانية ومعاملةٍ حسنةٍ طيبة.
أحببتُ الاستقامة من خلالها، أحببتُ البشاشة في تعاملها، أحببتُ صبرها وثباتها، أحببتُ سترها وعفافها، أعترف، كنتُ لا أحرص على حجابي، وكنتُ أتباسط كثيراً في حديثي مع بعض الزملاء، كنتُ أجمع الصلوات وأؤخّرها، وأحياناً كثيرة أغضب ممن ينصحني وألقي ما يعطيني من شريطٍ أو كتاب.
كنتُ أستحي من نفسي أمامها، وأخجل من ضآلتي أمام صبرها والتزامها، في أسابيع مُكثها معنا تحوّلت همّتي إلى همّةٍ أخرى، إلى عزيمةٍ وعمل، كنتُ أتمنّى أن أبشرها، وتفرح عينها بعودتي إلى الحق. لكن حين جاءني خبر توقّف قلبها؛ حلّقتُ في أفق الخشوع وقد شرَقْتُ بدمعتي، وتركتُ أوصالي يجول بها ارتعاد الخشيةِ، وبدأتُ أبكي مثل طفلٍ خائفٍ في الظلمةِ، كأنّي بها أمامي.....، وسكتَت محدّثتي.
ما أعظم هذا الدين..!، حتى المريض وجد مكاناً له بين الدُعاة، نعم، المريض الداعية، بابتسامته، ببشاشته، بصبره، وتحمّله، بتذكيره، ووعظه، كل السلف وأفراد الأمّة الصالحين الأُوَل كانوا دعاةً في المرض، وعلى فراش الموت.
ما أعظم هذا الدين..!، في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ومهما كانت حالة الإنسان، فإنه لا يمكن أن يشعر بالضعف أبداً، لا يمكن أن يشعر بقلة أهميته، بأنه عالة على المجتمع.
ما أعظم هذا الدين..!، حتى المريض، حتى العاجز والضرير، حتى الأصم والأبكم والكسير، يمكنه أداء هذه الوظيفة. وظيفة لا تعرف توقيعاً للحضور ولا الغياب، لا تعرف مكافأةً ولا ترقيةً دنيوية، لا تعرف ليلاً أو نهار، لا تعرف مناوبَة ولا استلام، لا تعرفُ سليماً أو ضرير، وظيفة تُشعر المرء بالسمو، بالعلو، بالسعادة، وبالتوازن في الحياة.
ما أعظم هذا الدين..!، هذه الوظيفة، وظيفة الدعوة إلى الله، في كل مكان، وأي زمان، وعلى أيّ حال، بكلامٍ أو بصمت، في غربٍ أو شرق، في مستشفاً أو سوق، في مدرسة أو بيت، في وزارة أو حتى طائرة وسيّارة.
ما أعظم هذا الدين..!، إنها دعوة لا تعرف الحدود، إنها دعوة بلا حدود، صاحبها ذلك المسلم الموحّد، الذي يملك جناناً متقداً بحب الخير، وحماسة للعمل لهذا الدين لا حدود لها.
ما أعظم هذا الدين..!، وما أكسل البعض أمام هذه الوظيفة الشاغرة، وما أعجزه عن تحقيق خيريته المكفولة بأمرنا بكل معروف ونهينا عن كل منكر، وما أعجب حال من يدعون قلة علمهم الشرعي أو بعض المخالفات التي يحملونها عائقاً لهم عن سلك هذا الطريق.
ما أعظم هذا الدين..!، وعد بالحسنى والزيادة، (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة))، والإحسان في القدوة أعظم وسيلة دعوية صامتة ومتحدثة، قائمة وقاعدة، ساكنة ومتحركة، يطيقها الصحيح والمريض، فعجباً لمن عجز عن استغلالها..؟!!

قال غطي وجهك واتق الله قالت فتنت بك
وذكر العجلي في تاريخه :
أن امرأة جميلة بمكة وكان لها زوج فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة ..
فقالت لزوجها : أترى يرى أحد هذا الوجه ولا يفتتن به ؟!
قال : نعم .. قالت : من ؟!
قال : عبيد بن عمير العابد الزاهد في الحرم ..
قالت : أرأيت إن فتنته .. وأكشف وجهي عنده ..
قال : قد أذنت لك ..فاتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ..فأسفرت
عن وجه مثل فلقة القمر ..
فقال لها : يا أمة الله .. غطي وجهك واتق الله ..
فقالت : إني قد فتنت بك ..
فقال : إني سائلك عن شيء .. فإن أنت صدقت .. نظرت في أمرك ..
قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك ..
قال : اخبريني .. لو أن ملك الموت أتاك يقبض روحك .. أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ..
قالت : اللهم لا ..
قال : فلو أدخلت في قبرك فأجلست للمساءلة .. أكان يسرك إني قضيت لك هذه الحاجة ؟..
قالت : اللهم لا ..
قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك .. أكان
يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟
قالت : اللهم لا ..
قال : فلو أردت المرور على الصراط ولا تدرين تنجين أم لا .. كان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ..
قالت : اللهم لا ..
قال : فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين .. كان يسرك إني قضيت لك هذه الحاجة ؟
قالت : اللهم لا ..
قال : فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة .. كان يسرك إني قضيت لك
هذه الحاجة
؟ قالت : اللهم لا ..
قال : فاتقي الله يا أمة الله .. فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك .. فرجعت إلى زوجها ..
فقال : ما صنعت ؟
قالت : أنت بطال .. ونحن بطالون .. الناس يتعبدون ويستعدون للآخرة .. وأنا وأنت على هذا الحال ..
فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة .. حتى ماتت ..
فأين شباب اليوم من هذا العابد الورع ؟!!!
نسأل الله ان يحفظ شبابنا وبناتنا
أحلم أن أكون مطرب مشهور
هذة قصتى كى تكون عبر ة لكل من تسول له نفسه فى سبيل الشهرة ..
كنت من عام تقريبا احلم ان اكون مطرب مشهور وفعلاً دخلت هذا المجال الذى والله ما فيه خير للانسان دنيا ولا آخرة ..
فى الدنيا معيشة ضنك وفى الاخرة عذاب جهنم اعاذنى الله واياكم من كل سوء ...
كنت اخوانى فى الله شاب له طموح مظلم ان اكون مطرب مشهووووووووور
ولكن وانا على اعتاب هذا وبعد ما دخلت دائرة الغم والنكد رزقنى بانسان يكون سبب جعله الله لكى افوق من هذا الوهم
وقال لي: لو انكم فى احد الاستديوهات او فى احد المسارح وجاء {{ ملك الموت }} ولقيت ربك على هذة الصورة ماذا انت فاعل؟
هذة الجملة دارت فى رأسى وقتا كثيرا
حتى جاء يوم وكان يوم خميس سمعت اذان العصر وكأنى اول مرة اسمع صوت الاذان صليت فى بيتى وفي صلاة المغرب ذهب الى بيت من بيوت الله
وكان من ذلك اليوم والحمد لله رب العالمين الذى هدانى ( وما كنا لنهتدى لو لا ان هدانا الله)
ونصحية الى كل شاب او فتاة تسول لها ان تعصيى الله تذكروا أن الله رقيب وان اردت ان تعصى الله اعصه من غير ان يراك ان كنت تقدر !!!!!
اخى فى الله اختى فى الله الموت يأتي بغتــــــــــة فبادر بالتوبة من الان وكن قريبا من الله حتى نكون من أهل الجنان ويقينا واياكم من عذاب النار
اخوانى ان كان احدكم دعا الله واحس ان دعاءه لم يستجب فليتذكر ماذا هو فاعل !!!
.. اجتمع ابراهيم بن ادهم باهل البصرة قالوا مالنا ندعوا فلايستجاب لنا قال لان قلوبكم ماتت بعشرة اشياء
اولها عرفتم الله فلم تؤدوا حقه
ثانيها زعمتم حب النبى وتركتم سنته
ثالثها قراتم القران ولم تعملوا بة
رابعها اكلتم من نعم الله ولم تؤدوا شكرها
خامسها قلتم ان الشيطان عدوكم ووافقتموه
سادها قلتم ان الجنة حق ولم تعملوا لها
سابعها قلتم ان النار حق ولم تهربوا منها
ثامنها قلتم ان الموت حق ولم تستعدوا له
تسعها انشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم
عشرها دفنتم موتاكم ولم تعتبروا
اخوانى فى الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
ولا بد اخوانى فى الله أن يكون لدينا يقينا فى الله قال تعالى ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
فى نهاية حديثى ارجو من الله ان يهدى شباب السلمين وفتيات المسلمين لما يحبه ويرضاه
ماذا طلبت في ليلة زواجها
يقول راوي القصة.... يحدثني احد الاخوة من طلبة العلم يقول.. كان لدي مجموعة من الاخوات الكريمات اقوم بتدريسهن بعض المتون العلمية في مركز من المراكز النسائية يقول.. اقدم احد الشباب الاخيار لخطبة واحدة منهن وفي ليلة زواجها بل وبعد صلاة العشاء وبينما انا في مكتبي واذا بها تتصل علي فقلت في نفسي خيرا ان شاء الله واذا بها تسال عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابو هريرة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال رحم الله رجلا قام من الليل فصلى فايقظ امراته فان ابت نضح الماء في وجهها ورحم الله امراة قامت من الليل فصلت فايقظت زوجها فان ابى نضحت في وجهه الماء.. اتدرون لماذا تسال ..هي تسال هل من المستحب ان اقوم بامر زوجي بصلاة الليل ولو كانت اول لليله معه.. يقول هذا الاخ ..فاجبتها بما فتح الله علي فقلت في نفسي....... سبحان الله تسال عن قيام الليل في هذه الليلة وعن ايقاظ زوجها ومن رجالنا من لا يشهد صلاة الفجر في ليلة الزفاف ....ولا املك والله دمعة سقطت فرحا بهذا الموقف الذي اذا دل على شئ فانما يدل على الخير المؤصل في اعماق نسائنا ....حتى يقول كنت اظن ان النساء جميعا في تلك الليلة همهن زينتهن ولا غير... واحمد الله تعالى ان الله خيب ظني في ذلك واراني من نسائنا من همتها في الخيرعالية........................................ ........
تركه حراماً فأخذه حلالاً
مراقبة الله " سمة بارزة للمتقين, وعلامة ظاهرة للمؤمنين, بها يحصل الفرقان بين الصادقين وأدعيائه.
ولقد جعل الله مراقبته وصفاً بارزاً لأصحاب الجنة فقال: (( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب )).
وقد يراقب المرء ربه أمام الناس, أما في الخلوة فلا يكون ذلك إلا لأهل التقى والصلاح.
قصتي مع صاحبي بدأت بأنني وجدت اتصالات كثيرة له فتعجبت وقلت في نفسي: لابد من وراء الأمر ما ورائه وجاوبته بعد فترة وإذا به يقول لي: أين أجدك؟ قلت له: نلتقي في صلاة العشاء.
وبعد الصلاة وإذا بالرجل يقول لي: وجدت مبلغاً من المال، فجاء في نفسي أنه مبلغ لا يتجاوز المئات القليلة - مائتين ونحوها - فقلت له: كم وجدت؟ فقال: وجدت خمسة آلاف ريال, ثم أدخل يده في جيبه وناولني إياها فأخذتها وعددتها فإذا هي أربعة آلاف وخمسمائة.
فقلت له: هذه أربعة آلاف وخمسمائة. فقال: سبحان الله! وأخذ يفتش في جيبه ثم وجدها ساقطة في أسفل الجيب, فتنفس الصعداء وقال: خذ هذه الخمسمائة بقيت المبلغ.
ولما أعطاني المبلغ كاملاً نظرت إليه نظرة إجلال وإكبار؛ لأنني لا أعرف أحداً أفقر منه, أو أكثر منه عوزاً ؛ وهو صاحب أسرة كبيرة في أشد الحاجة للمال, ومع ذا لم يحمله فقره وحاجته على أن يأخذ هذا المال, بل سلمه إياي كاملاً موفوراً؛ لأنه يخشى الله ويراقبه.
وقد وعد الله من يخشاه بالفوز المبين فقال: (( ومن يخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )).
أخذت المال وإذا بداخله بطاقة صرافه لأخت كريمة - هي صاحبة المال والبطاقة - اتصلت على زوجها وأخبرته الخبر وذكرت له حال الرجل وفقره المدقع.
فبعث لي أحد أبنائه وأخذ المبلغ, وأعطاني الابن من تلقاء نفسه لمن وجد المبلغ مكافئة قدرها ثلاثمائة ريال وذهب الابن.
فقلت في نفسي ليت أمك - صاحبة المال علمت القصة - لأني أعلم حب الأخوات للصدقة, ورحمتهن بالمساكين, ولم يمض الابن بعيداً إلا ويعود ويعطيني سبعمائة ريال تكملة الألف, فحمدت الله.
فناديت صاحبنا وقلت له: هذه ألف ريال من صاحبة من المال, رزقك الله إياها حلال, فأخذها وهو يكاد يبكي ويقول: أقسم بالله منذ فترة وأهلي في حاجة ماسة لم أجد ما أرسله إليهم.
قلت في تفسي: سبحان الله! أهله في حاجة ويجد مثل هذا المبلغ ومع ذا لا يأخذه ويجعله لحظ نفسه, ولكنها " تقوى الله ومراقبته ".
وتأملت كيف يعوضه الله عن الحرام بهذا المبلغ الحلال، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ترك شيئا لله عوضه خير منه) .
والتقيت به بعد فترة فقلت له مازحاً: ألم تجد مبلغا آخر؟ فقال ضاحكاً: لا.
شرارة البداية
أرى علامات البشر والرضاء في عينيّ والدي كلما رآني قادماً من المدرسة ، أسمع خفقات قلبه تحكي صوراً لم يفصح عنها ، ولكنها ترتسم على محياه ولا يشعر بها ، أحسّ أنه يرى نفسه في شبابي ، يرى أيامه الخوالي كلما رآني فيذكر طفولته الغابرة ، لم أجد تفسيراً لتلك الدمعة التي تنحدر على وجنتيه التي خط الكبر فيهما خطوطاً متعرجة ، فجعلت منها لوحة رائعة توضح تمسك هذا الرجل بمبادئه ، بعد مدة تجرأت وسألته عن سرّ تلك الدمعة التي تنحدر كحبة لؤلؤة تبحث عن حياة في قاع البحر ، فنظر إلى البعيد كأنما ينظر لسراب قائلاً : فقدت والدي وأنا بأمس الحاجة إليه ، فزاد قلقي عليك ولا أدري لماذا ؟
منحني الثقة المطلقة وأنا بعد لم أزل صغيراً عليها ، لذلك لم أستوعب أن يمنح المرء ثقة والده وهو في سنّ مبكرة ، السيارة تحت يدي والمال الوفير يملأ جيوبي ، فأحسست بالسعادة وبخيوط الحرية أطلقتني في شباكها ، فبدأت أحاول أن أستكشف أطراف المدينة كلما سنحت لي الفرصة ، فصارت بعد ذلك رغبةً يومية ، فكان من الطبيعي أن أتأخر في العودة إلى المنزل بعض الليالي ، وأحياناً لا أعود إلا في الهزيع الأخير من الليل ، ولم أجد ذلك الذي يجب أن يكون بالمرصاد كلما تأخرت ، أين أنت ، لماذا تأخرتَ ، ومع من كنت ؟
ولكن سياج الثقة الممنوح لي حال بيني وبين هذا السؤال المهم ، فألفتُ العودة للمنزل متأخراً ، وألفت الترحال والتسكع بلا هدف وأنا أجوب أطراف المدينة . أرى ملامح القلق على محيا المعلمين بسببي ، فأنا بدأت أعتمد على ذاكرتي فقط في الدراسة أو ما ألتقطه من المعلم أثناء الشرح حال اليقظة وأنا في الفصل ، إلا أن هذا المعلم لم يطرح السؤال المهم ، أين أنت ؟ وما سبب هذا السهر ؟
أحس بصداع مزمن لا أجد له تفسيراً.. وما هو سببه ؟ أسهر لأطرد ذلك الصداع فيزداد ألما.. أنام لأهرب من الصداع ، فأستيقظ من شدّة الصداع ، تناولت ما يسمى بالبنادول لأقاوم ذلك الصداع ، فيهدأ قليلاً ثم يعود الألم مرةً أخرى ، ولا زلت لا أدري ما هو السبب .
ذهب بي والدي الحنون لأحد معارفه من الأطباء ليأخذ رأيه في هذا الصداع .. وفي عيادة الطبيب انفرد بي وقال لي : أين تذهب كل ليلة ؟ وماذا تعمل ؟ وماذا تشرب ؟
فنظرت إليه باستغراب واشمئزاز ، كيف لطبيب أن يلقي مثل هذه الأسئلة ؟ فابتسم وعرف أني معترض على أسئلته ، إلا أنه طلب مني الإجابة فأخبرته بما أراد على تضجّرٍ منّي ..
قلت : أنا في كل ليلة أذهب إلى صديق لي أتناول معه قليل من الشاي ثم أجوب أطراف المدينة تجوالاً وأعود إلى البيت حينما يشتد بي الصداع .
فقال الطبيب : منذ متى وأنت تشرب هذا الشاي عند صديقك ؟
فقلت : منذ شهرين تقريباً ، وهي المدة التي بدأت أحس فيها بالصداع .
فقال : هل تذكر أوّل ليلة شربت فيها ذلك الشاي عنده ؟ صفه لي بكل وضوح ..
فاستغربت لطلب هذا الطبيب الذي تحوّل إلي محقّق وهو لا يدري ، إلا أن خجلي دفعني لأن أخبره وأنا غير مقتنع بما يقول .
فقلت له : في تلك الليلة كنّا مجموعة من الزملاء عند صاحب لي وكان لديه ضيف قدم من مدينة أخرى ، فكان موضع الحفاوة والتكريم وقدّم لنا في تلك الجلسة شاياً لفت نظري طعمه ، فقد كان على غير العادة فهممت أن أضعه ولا أشربه ، فرأيت الجميع يرمقونني بأبصارهم فشربته مجامله لصاحب الدعوة ، ثم بعد ذلك تناولنا العشاء ، وذهب كل إلى طريقه وبيته ، وفي نفس الوقت من الليلة المقبلة أحسست برغبة إلى ذلك الشاي بالذات ، ولكن من غير المعقول أن أذهب إلى صاحبي هكذا وأطلب منه قليلاً من شاي البارحة ..
فافتعلت حيلة وذهبت إليه بحجة أني أسأله عن صاحبه ، وهل سافر أم سيمكث في المدينة لأقوم بواجب الضيافة ، فرحّب بي وأدخلني وقدّم لي ذلك الشاي ، فقلت له برغبة خفيه لعله أن يكون مثل شاي البارحة ، فرمقني بنظرة أحسست أنها اخترقت أحشائي ولا أدري ما سببها ، ورأيت على شفتيه ابتسامةً صفراء ، فقال : نعم هو من شاي البارحة بل أحسن ، وكلما أحسستَ برغبة إلى هذا الشاي فالبيت بيتك .
ومنذ ذلك اليوم وأنا أمر عليه وأشرب ذلك الشاي . وبعد فترة قصيرة خرج صاحبي بسيارته ليلاً واصطدم بعامود النور وفارق الحياة ، ومن يومها والصداع يحطم رأسي فظننت أنه بسبب الحزن على صاحبي ، فولاّ الحزن وبقي الصداع حتى وصلت إلى ما وصلت إليه ، أكاد أجن ولا أدري ما هو السبب ؟
فتح الطبيب الباب ، ونادى والدي وألقى عليه الخبر الذي نزل عليه وعليَّ كالصاعقة : ابنك يا عزيزي مدمن وهو لا يدري ..
فسقط والدي مغشياً عليه. . وأنا بعده تحولتُ إلى كومة من الحم ألقيتُ في أحد المصحّات بعدما ذبل عود الشباب .. وراح بريقه .
فمن يعتبر.. من يعتبر.. !!
وفجأة .... أذن الفجــــر
انا شاب ابلغ من العمر 20سنه
كنت في ضياع وسهر وشرب المحرمات وفعل المحرمات
وفي يوم من الايام كنت انا وبعض اصحاب الغفلة كنا نعصي الجبار سبحانه في الثلث الاخير من الليل
فنظرت الى المدينه من الاعلى
لانني كنت في دور مرتفع
وفجأة
اذن الفجر
فاتاني شعور غريب فقلت الى متى وانا في هم وغم وضيق
فانطلقت الى البيت وتوضأت واتيت الى احد اصحابي فقلت له بهذه العباره انا ذاهب الى المسجد اصلي
فضحك عليه وقال اذهب ... أذهب ,,, وذهب الى بيته فذهبت الى المسجد وصليت والتزمت وداومت على الصلاة
والان لي ثلاث سنوات تقريبآ لم اترك صلاة واحده ولله الحمد
ووالله مافيه راحه مثل راحة الطاعة لله
وارجو من كل من يقرأ قصتي هذه ان يدعي لوالدي بالرحمة
مـآت كمـا كآن يتمنـى
كثيرة هي الأمنيات التي تحدو أذهاننا صباح مساء, أمنيات في الزوجة والعمل والمركز الاجتماعي والمال والمسكن... ولكن، من منّا جلس مع نفسه يتفكر في شكل الخاتمة التي يرجوها لهذه الحياة,
لا شك أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم ورؤاهم لهذه اللحظة، وما من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام حياتهم كلها.
فتعالوا بنا نتأمل كيف تمنى الآخرون خاتمتهم:
**لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما أخذ يشهق بكت ابنته، فقال : يا بنيّتي لا تبكي، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .. كلها لأجل هذا المصرع ..
** أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يعد أنفاس الحياة، وأهله حوله يبكون، فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب، ونفسه تحشرج في حلقه، وقد أشتدّ نزعه وعظم كربه، فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي ..!! قالوا : إلى أين ؟ .. قال : إلى المسجد .. قالوا : وأنت على هذه الحال !! قال : سبحان الله .. !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده نعم مات وهو ساجد ..
** واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له : ما يبكيك !! وأنت أنت. يعني في العبادة والخشوع، والزهد والخضوع .. فقال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم ثمّ لم يزل يتلو حتى مات ..
** أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول : من يصلي لك يا يزيد إذا متّ ؟ ومن يصوم لك ؟ ومن يستغفر لك من الذنوب ثم تشهد ومات ..
** وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه : اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله، كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم .. بكى ثم قال : يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه ..ثم لم يزل يبكي حتى مات ..
** أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت، فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه .. فبكى عبد الملك ثم قال : يا ليتني كنت غسّالاً .. يا ليتني كنت نجّاراً .. يا ليتني كنت حمّالاً .. يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً .. ثم مات ..
وهذا مشهد من عصرنا الحديث [القصص مستقاة من سلسلة الدار الآخرة للشيخ محمد حسان]:
** شاب أمريكي من أصل أسباني، دخل على إخواننا المسلمين فى إحدى مساجد نيويورك في مدينة 'بروكلين' بعد صلاة الفجر وقال لهم أريد أن أدخل فى الإسلام. قالوا : من أنت ؟ قال دلوني ولا تسألوني. فاغتسل ونطق بالشهادة، وعلّموه الصلاة فصلى بخشوع نادر، تعجّب منه رواد المسجد جميعاً. وفى اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟ قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح عليه السلام، ولكنني نظرت فى أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً، فبحثت عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدري للإسلام، وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق، فجاءني المسيح عليه السلام في الرؤيا وأنا نائم، وأشار لي بسبابته هكذا كأنه يوجهني، وقال لي: كن محمديّاً. يقول : فخرجت أبحث عن مسجد، فأرشدني الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم. بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب الصلاة مع المصلين، وسجد فى الركعة الأولى، وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا المبارك، بل ظل ساجداً لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جل وعلا .
** أخي في الله.. تأمل طويلا في هذه الخاتمة... وهذا زوج نجّاه الله من الغرق في حادث الباخرة 'سالم اكسبريس'، يحكي قصة زوجته التي غرقت في طريق العودة من رحلة الحج يقول: "صرخ الجميع ((إن الباخرة تغرق)) وصرخت فيها هيا أخرجي. فقالت: والله لن أخرج حتى ألبس حجابي كله.. فقال : هذا وقت حجاب!!! أخرجي!! فإننا سنهلك!!! قالت : والله لن أخرج، إلا وقد ارتديت حجابي بكامله فإن متّ ألقى الله على طاعة، فلبست ثيابها وخرجت مع زوجها فلما تحقق الجميع من الغرق تعلّقت به وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ عني؟ فبكى الزوج. قالت هل أنت راضٍ عنى ؟ فبكى. قالت أريد أن أسمعها. قال والله إني راضٍ عنك. فبكت المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت فبكى الزوج وهو يقول: أرجو من الله أن يجمعنا بها في الآخرة في جنات النعيم .
**وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغي إلا وجه الله، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده في الفراش، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد، فلما اشتد عليه المرض بكى، وقال في نفسه: يارب أُأذِّن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ماابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الآذان في آخر لحظات حياتي؟!! يقسم أبناءه أنه لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة، ورفع الآذان في غرفته وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان "لا إله إلا الله".. خرَّ ساقطاً على الفراش فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها.
**ختامها مسك: وهذا شيخنا المبارك عبد الحميد كشك رحمه الله يقبض فى يومٍ أحبه من كل قلبه في يوم الجمعة يغتسل، ويلبس ثوبه الأبيض، ويضع الطيب على بدنه وثوبه ويصلي ركعتي الوضوء، وفي الركعة الثانية وهو راكع يخر ساقطاً فيسرع إليه أهله وأولاده، فوجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى علاه.
لقد أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه.
هذه قصصهم فهل سيأتي يوم نكتب فيه قصتك.. بفخر وشرف وعزة؟
