بسم الله الرحمن الرحيم
خلق الله الكون وشاءت قدرته أن يجعل من الماء سر الحياة أينما وجد وجدت الحياة، وأينما فقد فقدت، وكما جعل تعالى من الماء سراً للوجود والخصب والنماء، جعل الأمل ماء القلوب والأرواح فإذا ما تشربته وأُشبعت به أنبتت العمل والكفاح الذي من دونهما تتوقف الحياة وتعطب، فالأمل زهرة الصبار الذي شاء الله بقدرته ورحمته أن يجمِّل بها صحراء النفوس القاحلة، والإيمان يعملنا الأمل··· نعم إن مجرد الإيمان بوجود الله تعالى أمل··· مجرد الإيمان بأن هناك بعث وحياة أخرى وثواب وعقاب أمل، لأنه يخرج العبد من دائرة الحياة الضيقة إلى عالم آخر فسيح لأنه يدرك أن هناك حياة أخرى تنتظره تخلو من كل المنغصات والألام سوف يجد فيها ما لم يجده في حياته الأولى، وينعم فيها بكل ما قد يُحْرَم منه في الحياة الزائلة، فإن ظُلِمَ أو عُذِّبَ أو قُهِرَ أو تألم، فإن هناك داراً باقية، وإن هي إلا لحظات وأنفاس تتردد توشك أن تنقضي وتتوقف ثم يضع المؤمن رحله في الجنة ويضع معه كل الهموم والآلام والأحزان عند رب رحيم لا يضيع عنده حق ولا ينسى· هذه عقيدة المؤمن التي تفتح له أبواب حدائق الأمل الرحيب وتخرجه من عبودية الحياة إلى عبودية رب الحياة··· فالإيمان إذن في النفوس أول ما يغرس نبتة الأمل ويتركها تنمو وتزهر في أرض التقوى والعمل الصالح فمن منَّا إذن يمكن أن يستغني لحظة عن الأمل، إن فاقد الأمل فاقد للحياة يمشي على قدمين ويتكلم ويتحرك بين الناس ولكن بقلب قد فقد كل معالم الحياة·

وكما أن أملنا في الله واسع يجب كذلك أن يكون لدينا أمل في الحياة، فالأمل في الحياة لا يتنافى أبداً مع الإيمان الصادق وطلب ما عند الله تعالى أو بعبارة أخرى الأمل في الحياة لا يتنافى أبداً مع الأمل في الآخرة، فالمؤمن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً ويعمل لآخرته كأنه يموت غداً·
بل إننا في أشد الحاجة إلى أن يكون عندنا أمل في الآخرين··· أمل في من نتعامل معهم من قريب أو بعيد، وإنما أضل بعضهم فقده في هذا الأمل في الآخرين، في صلاحهم ومحبتهم وودهم ما دفعهم إلى تكفير مجتمعاتهم وهجرتها وهجرة الحياة معها واعتزال الناس في الوقت الذي يطالبنا فيه ديننا الرحيم أن نلتمس دائماً العذر لإخواننا وأن نتناصح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا شك أن الشارع جلَّ وعلا يعلم أنه لابد أن يكون هناك محسن ومسيء وصالح وطالح، وأننا يجب ألا نفقد الأمل في إصلاح المسيء وأوبة الطالح، وإلا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إنه دائماً ينمِّي في النفوس الأمل في إصلاح الآخرين ولنا في الحديث الشريف >فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم< رواه أحمد·

والمؤمن كيس فطن يعرف معنى أن يكون عنده أمل في نفسه وفي تحقيق ذاته بمعرفة إمكاناتها وتوظيفها التوظيف الصحيح ليضع نفسه في المكان المناسب فلا ينتقصها أو يحقرها ويهينها ولا يعظمها وبكبرها ويخدع فيها فيعيش عبداً لها أسيراً لكبره وعظمته وهو في الحالين فاشل في صنع حياة سوية ناجحة ولكن أمله في نفسه يقتضي أن يعرف إمكاناتها بحق وصدق ويحدد على هذا الأساس ما يمكن أن ينشده ويعمل له ولا يغدق في هذا الأمل إلى الحد الذي يجعله يحيى في عالم الخيال والطموحات بعيدة المنال، إن هذا التوازن النفسي الذي لا يتحقق إلا في شخص المؤمن هو ما نفتقده في بعض شبابنا اليوم لأننا نجدهم في معظم الأحيان يفقدون المعنى الصحيح للحياة بل يسيؤون فهم الأمل فيها، فهم ينشدون العلى ولكن بأيسر الطرق، فإن أردنا هذا الشاب المتوازن النفس بإيمانه بالأمل في الله وفي نفسه وفي الآخرين وفي الحياة وفي الآخرة، فيجب أن نتوقف فوراً عن زرع الإحباط المستمر في نفوسهم بترديد أنهم شباب لا يعتمد عليهم ضعاف النفوس والإيمان والهوية لأنهم إن كانوا كذلك فنحن نتحمل المسؤولية الأولى في ذلك لأننا أول من غرسنا في نفوسهم بذور التفاهة والسطحية بما نقدم لهم من نماذج إعلامية على أنها القدوة والمثل وقد آن الأوان لتغيير هذه الصورة، آن الأوان أن ننزع أوتاد الإحباط والانهزامية من نفوس هؤلاء الشياب بتأكيد ثقتنا فيهم وفي إمكاناتهم وقدراتهم ويكفيهم ما يعانون من إحباطات تفرضها عليهم وعلينا ظروف المجتمع التي لا نستطيع تغييرها·

يكفيهم ما يعانون من إحباط حين يرون خير أمة أخرجت للناس أصبحت هدفاً وصيداً سائغاً لعبدة الجبت والطاغوت وقتلة الأنبياء، وإلا فلو زرعنا في النفوس الإحباط وسقيناه بماء اليأس المرير فماذا سيكون الجني غير الفشل والتخبط في مجاهل الحياة وضياع الهوية والتعلق بالقشور الزائفة واللهث وراء الأوهام الزائفة؟ وأي مصير ينتظر من كان هذا حاله وشعاره؟!
خلق الله الكون وشاءت قدرته أن يجعل من الماء سر الحياة أينما وجد وجدت الحياة، وأينما فقد فقدت، وكما جعل تعالى من الماء سراً للوجود والخصب والنماء، جعل الأمل ماء القلوب والأرواح فإذا ما تشربته وأُشبعت به أنبتت العمل والكفاح الذي من دونهما تتوقف الحياة وتعطب، فالأمل زهرة الصبار الذي شاء الله بقدرته ورحمته أن يجمِّل بها صحراء النفوس القاحلة، والإيمان يعملنا الأمل··· نعم إن مجرد الإيمان بوجود الله تعالى أمل··· مجرد الإيمان بأن هناك بعث وحياة أخرى وثواب وعقاب أمل، لأنه يخرج العبد من دائرة الحياة الضيقة إلى عالم آخر فسيح لأنه يدرك أن هناك حياة أخرى تنتظره تخلو من كل المنغصات والألام سوف يجد فيها ما لم يجده في حياته الأولى، وينعم فيها بكل ما قد يُحْرَم منه في الحياة الزائلة، فإن ظُلِمَ أو عُذِّبَ أو قُهِرَ أو تألم، فإن هناك داراً باقية، وإن هي إلا لحظات وأنفاس تتردد توشك أن تنقضي وتتوقف ثم يضع المؤمن رحله في الجنة ويضع معه كل الهموم والآلام والأحزان عند رب رحيم لا يضيع عنده حق ولا ينسى· هذه عقيدة المؤمن التي تفتح له أبواب حدائق الأمل الرحيب وتخرجه من عبودية الحياة إلى عبودية رب الحياة··· فالإيمان إذن في النفوس أول ما يغرس نبتة الأمل ويتركها تنمو وتزهر في أرض التقوى والعمل الصالح فمن منَّا إذن يمكن أن يستغني لحظة عن الأمل، إن فاقد الأمل فاقد للحياة يمشي على قدمين ويتكلم ويتحرك بين الناس ولكن بقلب قد فقد كل معالم الحياة·
وكما أن أملنا في الله واسع يجب كذلك أن يكون لدينا أمل في الحياة، فالأمل في الحياة لا يتنافى أبداً مع الإيمان الصادق وطلب ما عند الله تعالى أو بعبارة أخرى الأمل في الحياة لا يتنافى أبداً مع الأمل في الآخرة، فالمؤمن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً ويعمل لآخرته كأنه يموت غداً·
بل إننا في أشد الحاجة إلى أن يكون عندنا أمل في الآخرين··· أمل في من نتعامل معهم من قريب أو بعيد، وإنما أضل بعضهم فقده في هذا الأمل في الآخرين، في صلاحهم ومحبتهم وودهم ما دفعهم إلى تكفير مجتمعاتهم وهجرتها وهجرة الحياة معها واعتزال الناس في الوقت الذي يطالبنا فيه ديننا الرحيم أن نلتمس دائماً العذر لإخواننا وأن نتناصح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا شك أن الشارع جلَّ وعلا يعلم أنه لابد أن يكون هناك محسن ومسيء وصالح وطالح، وأننا يجب ألا نفقد الأمل في إصلاح المسيء وأوبة الطالح، وإلا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إنه دائماً ينمِّي في النفوس الأمل في إصلاح الآخرين ولنا في الحديث الشريف >فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم< رواه أحمد·
والمؤمن كيس فطن يعرف معنى أن يكون عنده أمل في نفسه وفي تحقيق ذاته بمعرفة إمكاناتها وتوظيفها التوظيف الصحيح ليضع نفسه في المكان المناسب فلا ينتقصها أو يحقرها ويهينها ولا يعظمها وبكبرها ويخدع فيها فيعيش عبداً لها أسيراً لكبره وعظمته وهو في الحالين فاشل في صنع حياة سوية ناجحة ولكن أمله في نفسه يقتضي أن يعرف إمكاناتها بحق وصدق ويحدد على هذا الأساس ما يمكن أن ينشده ويعمل له ولا يغدق في هذا الأمل إلى الحد الذي يجعله يحيى في عالم الخيال والطموحات بعيدة المنال، إن هذا التوازن النفسي الذي لا يتحقق إلا في شخص المؤمن هو ما نفتقده في بعض شبابنا اليوم لأننا نجدهم في معظم الأحيان يفقدون المعنى الصحيح للحياة بل يسيؤون فهم الأمل فيها، فهم ينشدون العلى ولكن بأيسر الطرق، فإن أردنا هذا الشاب المتوازن النفس بإيمانه بالأمل في الله وفي نفسه وفي الآخرين وفي الحياة وفي الآخرة، فيجب أن نتوقف فوراً عن زرع الإحباط المستمر في نفوسهم بترديد أنهم شباب لا يعتمد عليهم ضعاف النفوس والإيمان والهوية لأنهم إن كانوا كذلك فنحن نتحمل المسؤولية الأولى في ذلك لأننا أول من غرسنا في نفوسهم بذور التفاهة والسطحية بما نقدم لهم من نماذج إعلامية على أنها القدوة والمثل وقد آن الأوان لتغيير هذه الصورة، آن الأوان أن ننزع أوتاد الإحباط والانهزامية من نفوس هؤلاء الشياب بتأكيد ثقتنا فيهم وفي إمكاناتهم وقدراتهم ويكفيهم ما يعانون من إحباطات تفرضها عليهم وعلينا ظروف المجتمع التي لا نستطيع تغييرها·
يكفيهم ما يعانون من إحباط حين يرون خير أمة أخرجت للناس أصبحت هدفاً وصيداً سائغاً لعبدة الجبت والطاغوت وقتلة الأنبياء، وإلا فلو زرعنا في النفوس الإحباط وسقيناه بماء اليأس المرير فماذا سيكون الجني غير الفشل والتخبط في مجاهل الحياة وضياع الهوية والتعلق بالقشور الزائفة واللهث وراء الأوهام الزائفة؟ وأي مصير ينتظر من كان هذا حاله وشعاره؟!