ثقب امل قد يضئ جانب من الحياه
موضوع نلقى الضوء من خلاله على حياة الانسان التى يعيشها والامال التى تعطى له معنى تجعل لديه القدره على الاستمراريه فى الحياة.فالأمل هو الطاقة واالوقود الذى يدفعنا للقدره على استكمال مسيرة الحياه . واليأس هو القنوط والاحباط الذى يصيبنا ويجعلنا غير قادرين على مواجهة الحياه والاستمرار فيها .فنجد كثيرا من هم يسقطون فى حبال اليأس والاحباط ويجدون حياتهم بأسه ليس فيها اى تغيير .فالانسان عندما يعيش ولو على امل صغير فأنه قد يحس بالتغيير والاختلاف فالامال التى لا تستطيع ان تغير حياة الانسان باكملها فأنها قد تضئ جانب منها .فالحياه بدون امل كالصبار طعمه مر وليس له رائحه بل مجرد نبات يعيش بدون اى نفع .فالامال شئ مهم فى حياتنا لكى نستطيع ان نعيش .فالغرفه المظلمه التى تحتوى على الكأبه والحزن قد يحدث بها ثقب يجعل نور الشمس يضئ جانب منها .
فكثير من الشباب او من هم فى مراحل عمريه مختلفه يعانون من الاحباط واليآس والملل والفراغ الذى يحيط بهم يجعلهم يشعرون بأن الحياه ليس لها معنى فلأمل دائما يعطى لهم الحافذ والطاقه والرغبة فى استمراريه الحياه.فنجد من يسقطون فى شباك الامل يرون الحياة امامهم سوداء ليس لها لون مبهج ولا يجدون اى سبب يجعل عندهم رغبة العيش فى الحياه .فكثير من هم يعيشون يومهم كأمسهم كمستقبلهم لا يشعرون بأى تغيير
فما يمسون فيه يصبحون فيه .وقد يتملك اليأس منهم ويسبب لهم اضرار نفسيه جسيمه .فالأمل قد يؤدى الى القضاء على هذا الملل وذلك الاحباط .فالامال ومدى تحققها يختلف من شخص لاخر فبعض الناس يعيش على امل الشفاء من المرض .والاخر يعيش على امل لقاء شخص عزيز عليه . والاخر قد يعيش على امل ان يكون له حبيب .والانسان الفقير قد يعيش على امل ان يتبدل حاله الى الاحسن .والمفقود قد يعيش على امل النجاه .والعقيم قد تعيش على امل الانجاب .وبعض الاشخاص قد يتمنون غير هذه الامنيات.فاختلاف الامال ومدى تحققها كلها او بعضها قد تختلف من شخص لأخر.الاهم ان هذه الامال وان لم تؤدى الى وصلنا الى السعاده بأكملها فأن تحقيق جزء منها قد يجعل لحياتنا طعم اخر مغاير للذى تعودنا عليه .وليس المبتغى فى الحياه تحقيق هدف واحد بل لابد ان تكون الامال متجدده حتى نستطيع الاستمرار فى الحياه .فلانسان لابد ان يكون طموح فعند تحقق امل نطمح فى تحقق الاخر ونحلم بأمل اكبر واوسع لان هذه هى غريزة الانسان .فالطفل عندما يكون صغير يتمنى ان يكبر ويتعلم وبعد ذلك يتسع حلمة ليطمح فى ان يعمل ويجد ويجتهد ثم بعد ذلك يطمح فى ان يتزوج .وان كان فقير يتمنى ان يكون غنى .والغنى قد يبحث عن السعاده .وبعضهم يبحث عن الشفاء وهكذا .فالامال ليس لها نهاية وهى بمثابة الطاقة التى تساعدنا على الحياه . وعلى العكس والنقيد . اليأس الذى يعتبر هدما للحياة وسبب لتدمير سعادتنا وكياننا فاليأس عندما يدب فى نفوسنا يجعل حياتنا مظلمة ليس لها شكل ولا لون وعندما يتسلل دا خل نفوس الضعفاءيجعلهم يتمنون الموت لانهم يرون حياتهم معدومه الملامح. فلابد ان نقاوم انفسنا ونتغلب على الاحباط وعدم الاستسلام لليأس ونطمئن بأن رحمة ربنا موجوده لان اليأس من رحمة الله كافر
.فالايمان بان غدا افضل فى حد ذاته امل .لان ايمان الانسان بأن الله سوف يرزقه بالخير ما دام انه يقوم بواجباته وانه لا يغضبه فهذا ايضا امل . وكما قال الله عز وجل (قل امنت بالله ثم استقم )….فألحياه هى الامل وهوائها الهدف ونتاجها السعاده فيجب ان نأمل فى غدا افضل ونضع هدف نبتغى الوصول اليه .فبعض الناس يقولون ان لابد من هدف فى الحياه قبل الامل ……اقول لهم ان الامل لا يتطلب وجود الهدف لان كثير من الناس لا يضعون اهداف محدده امامهم لكنهم كل ما يفعلوه انهم يؤدون الواجب الملقى على عاتقهم . ويسلمون امرهم لله ايمانا منهم بان الله لن يخيب ظنهم او املهم . والدليل على ان الامل لا يتطلب وجود هدف . ان العصفور الذى يكون محبوس داخل قفص فأنه يكون لديه الامل فى ان يخرج من سجنه او ان يأتى من يؤنس وحدته ولكنه لم يكن لديه الهدف فى تكسير القفص لكى يخرج . ومعنى ذلك اننى لم امانع فى ان يكون للانسان هدف بل الاحرى ان يكون له امل ثم هدف .ويجب ايضا علينا ان لا نتمنى بالامانى المستحيله لانها وان لم تتحقق سوف تكون صعبة المنال. فبعض الناس يقولون (بأن ما دام على الارض شعاع الشمس فانه لا يوجد مستحيل) .ولكن اقول ان الافضل ان نتمنى بالامانى الممكنه لانها غالبا تكون ممكنة التحقيق . وايضا يجب علينا ان نعمل من اجل تحقيق هذه الامانى وكما قال الشاعر (وما نيل المطالب بالتمنى………. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)
ويجب علينا ايضا ان لا نحزن اذا لم تتحقق هذه الامانى لان ربما لو تحققت لكانت شر لنا ولأدت الى تدميرينا ولنؤمن بأن (ما اصابنا لم يكن ليخطئنا وما اخطئنا لم يكن ليصيبنا ) فلابد ان نبدأ بأنفسنا ونعلم واجباتنا وان نغير نظرتنا الى الحياه وافضل دليل على ذلك ثورة 25 يناير التى اعطتنا الكثير من الامال والتفائل نحو غدا افضل فلابد ان لا نترك انفسنا فريسه فى ايدى اليأس والقنوط وان نكون متفائلين مؤمنين ومدركين بأن غدا افضل بأذن الله وان رغم ضئالة الامل وعدم قدرته على تحقيق السعاده الكامله لحياتنا الا ان قدر ضئيل من هذا الامل قد يضئ جانب منها .فبصيص الامل هو شعاع الحياه وثقب امل من هذا الشعاع قد يضئ جانب من حياتنا