ان امانة الا بنا ء خطيرة وحقهم شدد وعسير ولقد اولى الا سلام العناية بالا بناء مند اختيار الارض التي تبذر فيها






من ضمن ما جاءت به هذه الشريعة ،
الشريعة المهيبة ،
الشريعة المحكمه ،
الشريعة المقدسة ،
جاءت بأن الجزاء من جنس العمل ، وأن المحسن َ سيلاقي إحسانا ، وأن المسيء َ سيلاقي اسوأ الذي كانوا يعملون ، ::

ومن حفر لأخية حفرة ً ليلا ===== تردى في حفيرته نهارا ً

جاءت بالبر الكامل للوالدين ، جاءت بالعرفان الجميل ، بالوفاء ، بإحسان الصنيع ، جاءت بالتفاني المطلق في خدمة الوالدين أحياءا ً وأمواتا
فقد ذكر الله عزوجل يحيى عليه السلام : ( وبرا بوالدي ولم يكن جبارا عصيا )
وايضا ذكر الله عزوجل عيسى عليه السلام : ( وبرا بوالدتي ولم يكن جبارا شقيا )
وتكرار قول إبراهيم عليه السلام لأبيه اثناء الحديث :

يـــا أبـــــت ،، يـــــا أبــــــت ،، يــــــا أبـــــت !!!

لمــاذا ؟؟ لماذا قال إبراهيم عليه السلام يا ابت ولم يقل يا ابي ؟؟؟

درس ُ عملي في كيفية معاملة الولد لوالده
كيفية خطاب الإبن لأبيه
( الأدب - الحنان - التعظيم - التوقير )
فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على آدب واحترام ابراهيم عليه السلام

نــــعـــم ، نـــــعم ، نـــــعم أيها الأخوة ُ الكرام ، نعـــم نعــم نعـــم ايها الابن البار ،،
قد قرن الله عزوجل توحيده ببر الوالدين
قال تعالى :: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )
وقال تعالى :: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )
سبحان الله حتى كلمة أف !!!!
وقال تعالى :: ( وصـاحبْهما في الدنيا معروفا )
قد يعترض ابن عاق ويقول : لماذا كل هذا التشديد على حق الوالدين ؟؟
أقول له ولكل ابن عاق : ( ان البر سبب في دخول الجنة ، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :: - رغم أنفه .. رغم أنفه .. رغم أنفه .. من أدرك والديه او احدهما ولم يدخل بهما الجنة -
لأن البر شكر ووفاء لهما على ما بذلوه من جهد وتعب ومشقه في تربيتك قال تعالى : ( أن اشكر لي والديك إلي المصير )
أقول ما تسمعون من الخير والنور ،، واستغفر الله لي ولكم فأستغفروه
إنه هو الغفور الرحيم




ففي زمنٍ تكالب فيه أعداء الإسلام على أهله، وفي زمنٍ كشّر الشرُّ عن أنيابه، وفي زمنٍ انتشرت فيه وسائل الفساد وعمّت وطمّت كان لزامًا علينا أن نهتمّ بشأن تربية الأولاد، وأن نبحث عن كل ما مِن شأنه أن يعيننا على القيام بهذه المسؤولية.

وإن مما يحزن له القلب ويتفتّت له الفؤاد أن ترى كثيرًا من الناس قد أهملوا تربية أولادهم، واستهانوا بها، وأضاعوها، فلا حفظوا أولادهم، ولا ربوهم على البر والتقوى، بل وللأسف الشديد إن كثيرًا من الآباء يكونون سببًا لشقاء أولادهم وفسادهم، قال ابن القيم رحمه الله: «وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته، وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوّت على ولده حظّه في الدنيا والآخرة»، ثم قال رحمه الله: «وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء» ا.هـ.

الأمر بتأديب الأبناء وتربيتهم:

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أي أدبوهم وعلموهم»؛ وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أي اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار».

الأبناء نعمة من الله:

إن أمانة الأبناء خطيرة وحقهم شديد وعسير، ولقد أولى الإسلام العناية بالأبناء منذ اختيار الأرض التي تبذر فيها، فإن من أعظم النعم التي يعيشها المرء أن يرى ذرية له في هذه الحياة هبة من رب العالمين، ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.

تلك الذرية أكبادٌ لآبائهم تمشي على الأرض، إن تألموا تَأَلَّمَ آباؤهم لذلك أشد، وكما قيل:

وإنما أولادنا بيننا

أكبادنا تمشي على الأرض

إن هبت الريح على بعضهم

لامْتَنَعَتْ عيني عن الغمض

وتتم النعمة للآباء بصلاح أبنائهم وسبقهم إلى طاعة ربهم سبحانه وتعالى، لذلك كان من دعاء المؤمنين: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.

وأعظم بنعمة الأولاد من نعمة! فواجب على المسلم شكرُها، وذلك بأن يتقي الله سبحانه وتعالى فيها، ويقيم الحقوق التي أمر بها تجاهَها.

مسؤولية الوالدين في التربية:

وقد حُمّل الأبوان المسؤوليةَ الكبرى من تنشئة أبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة، فإن صلحت التربيةُ كان الصلاح في الأبناء بإذن الله سبحانه وتعالى، وإن كانت التربية إلى السوء أقرب فإن النبات سيكون نبات سوء إلا ما شاء الله.

لذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تُنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء»، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

إذن: فالنشأة الصالحة من صلاح المنشأ، وعلى الأبوين تقع تلك الأمانة العظمى، فإن أدّيا وكان الأمر خلاف ما سعيا له فقد برأت منهم الذمة، والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء؛ ولكن السذاجة فيمن هيأ لأبنائه سبل الغواية والضلال ثم هو يتعلل بالقدر.

اهتمام بالأولاد من بدايات الأمر:

لقد اهتم الإسلام بالنشء أبلغ الاهتمام، وذلك من بدايات الأمر، فيما يلي:

حسن اختيار الأم:

فحيث حث على الزواج بالمرأة الصالحة، وحث ولي المرأة على أن يختار لها الرجل الصالح، ليكوّنا بيتًا وجيلاً يبنى على أساس ثابت على تقوى من الله ورضوان، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا: «تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لحسبها وجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك».

الأمر بدعاء الجماع:

أمر الإسلام بعد الزواج أن يتبع الأبوان كلَّ ما من شأنه حفظ الولد من نزغات الشياطين، فعند الجماع أن يقولا: «باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا».

الإرشاد للدعاء بالذرية الصالحة:

وما زال الأنبياء وهم أنبياء معصومون يهتمون بدعاء الله سبحانه وتعالى لصلاح أبنائهم، فهذا الخليل عليه السلام يدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقه ولدًا صالحًا فيقول: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾، ويقول عليه السلام: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾، ويقول: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، ويقول هو وإسماعيل عليه السلام عند بناء البيت: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا﴾، ويقول زكريا عليه السلام: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾.

حقوق المولود بعد ولادته:

وعند ولادته أن يؤذن في أذنه، وأن يختار له من الأسماء أحسنها، ثم التدرج في تربيته، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم فى المضاجع»، وترسيخ العقيدة وكلمة الشهادة في نفسه.

وهكذا جعلها مسؤولية وأمانة سيسأل الأبوان عنها، كما جاء في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته».

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقًا فللابن على أبيه حق».

ثم يقول رحمه الله: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارًا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرًا فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا فأضعتك شيخًا».

التربية الخاطئة لبعض الآباء:

كم يتألم المرء عندما يرى من أبناء المسلمين مَن لم يحظ من أبويه بالبناء الراسخ والتربية الصالحة، وإنما كان حظه منهم الغفلة عنه، بل وتهيئته للضلال والغواية، حتى نشأ على ذلك فصار يتأذى الناس منه، ويرسلون الدعوات عليه.

نعق الغراب بما كرهت

ولا إزالة للقدر

تبكي وأنت قتلتها

وطرقت أسباب الضرر

وتنوح من هول المصاب

وأنت هيأت الخطر

فاليوم لا يجدي العويل

ولا البكاء ولا الضرر

ذق إنما كسبت يداك

فلا مناص ولا مفر

عبرٌ يلوح بها الزمان

وليس تجديك العبر

فأيها الأب وأيتها الأم، ستسألان عن ابنكما، وسوف يتعلق برقبتكما فما أنتما قائلان؟! بم ستجيبان سؤال ربكما إن أهملتما حق أبنائكما في التربية والتوعية الدينية؟ فيجتمع عليكما عار الدنيا، ومذلة الآخرة.

حسن تربية السلف لأبنائهم:

إن لنا في أسلافنا خير مثل في تربيتهم أبناءهم، وتنشئتهم النشأة الصالحة بترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم وتعليم أمور الدين وتصحيح العبادات عندهم.

من تربية النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال:

وخير مثال لذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».

هكذا يرسخ النبي صلى الله عليه وسلم تلك المعاني العظام في نفس ابن عباس رضي الله عنهما وهو إذ ذاك غلام؛ فمن من الآباء في هذا الوقت يرسّخ في نفس ابنه أمثال تلك المعاني؟ بل إن منهم من إذا عُلِّم ابنُه أمور الحلال والحرام، قال: لا تعقدوه، فإنه صغير ولا يحتمل هذا.

أبناء تربوا فأفلحوا:

وكم يحكي لنا التاريخ، صورا من حياة أطفال أحسن أهلوهم تربيتهم فأفلحوا، وصاروا رموزا على جبين التاريخ.

الطفل الأمين:

يمر ابن عمر رضي الله عنهما في سفر له على غلام يرعى غنمًا، فيقول له: تبيع من هذه الغنم واحدةً؟ فقال: إنها ليست لي، فقال ابن عمر – مختبرًا له – قل لصاحبها: إن الذئب أخذ منها واحدة. فقال الغلام: فأين الله؟! فكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول بعد ذلك إلى مدة مقالة ذلك الغلام: فأين الله؟!

أطفال مجاهدون:

كان صغار الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون إلى الخير، فكانوا يتوارون ويبكون حتى يخرجوا للجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أن عمير بن أبي وقاص كان يتوارى قبل أن يعرض النبي الصفوف، فرآه أخوه سعد، فقال له: مالك يا أخي؟ فقال: إني أخاف أن يراني رسول الله فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه.

ابنك الصالح ثروتك الباقية:

فلذات أكبادنا أمانة حُمّلتموها، فاسعوا لإرضاء ربكم فيها، عسى أن يكونوا قرة عين لكم في الدنيا والآخرة، فإن الإنسان إن مات وكان له أولاد صالحون فإنه ليرتفع في درجات النعيم بدعواتهم، وذلك كما جاء عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به من بعده».

سبل تعين على صلاح الذرية:

ومن الأشياء التي تعين على صلاح الأبناء أن يجلس ولي الأمر مع أولاده يسمع منهم، ويكلمهم ويتقرب إليهم ويرشدهم إلى ما فيه الخير، ويحذرهم من الشر، ويشعرهم بعطفه واهتمامه، ويفتح لهم صدره، أما أن ينشغل الأب عن أبنائه فلا يراهم ولا يرونه فهذا خطأ كبير.

أمور مهمة في التربية:

1- ترسيخ الإيمان:

فمما يجب – بل هو أوجب شيء على الوالدين – أن يحرصوا كل الحرص على غرس العقيدة الصحيحة، وأن يتعاهدوها بالسقي والرعاية، كأن يعلّم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله عز و جل، وأنّ ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم أيضا أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، وأن ينمي في قلبه محبة نبيه محمد، إلى غير ذلك من أمور العقيدة.

2- الصلاة:

فلا بد وأن نعوّد أبناءنا على الصلاة منذ الصغر، ندعوه إلى الصلاة بالحكمة واللين، ونرغبه بالصلاة ونشجعه عليها، ونتابعه في صلاته كما نتابعه في دراسته بل وأكثر من ذلك، فالنبي أرشدنا إلى ذلك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع».

3- الأخلاق الكريمة:

مِن صدق ووفاء واحترام وبذل وحسن خلق وطيب معشر وحُسن حديث وحبّ للعلم والعلماء وصبر وحِلم وغيرها من الصفات الحميدة، فالطفل منذ نعومة أظفاره جوهرة لامعة، فمتى حرصت على هذه الجوهرة بقيت غالية وثمينة، ومتى أهملتها فقدت قيمتها ولمعانها، وأصبح من الصعب إعادتها إلى ما كانت عليه.

وصايا وتوجيهات معينة على تربية الأولاد:

وهذه وصايا ومعالم تعين الوالدين على القيام الحق بتوجيه أولادهم وتربيتهم التربية التي يرجى معها صلاح الأبناء، وسعادة الآباء بهم في الدارين الدنيا والآخرة:

1- سؤال الله الذرية الصالحة:

فهذا العمل دأب الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين كما قال تعالى عن زكريا عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾، وكما حكى عن الصالحين أن من صفاتهم أنهم يقولون: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.

2- تنشئتهم على الآداب الإسلامية وتدريبهم عليها:

من آداب الأكل والشرب وآداب النوم وآداب الضيافة وآداب المجلس وآداب السلام وآداب قضاء الحاجة وآداب الجار وتشميت العاطس وغير ذلك، فمتى اعتادها في الصغر نشأ عليها في الكبر، وسهل عليه القيام بها، وسرّ الأب بها وثناء الآخرين على حسن تربيته.

3- الحرص على استعمال العبارات المقبولة الطيبة مع الأولاد، والبعد عن العبارات المرذولة السيئة:

فمما ينبغي للوالدين مراعاته أن يحرصا على انتقاء العبارات الحسنة المقبولة الطيبة، البعيدة عن الإسفاف في مخاطبة الأولاد، وأن يربؤوا بأنفسهم عن السب والشتم واللجاج وغير ذلك من العبارات البذيئة والسيئة.

فإذا أعجَب الوالدين شيءٌ من عمل الأولاد على سبيل المثال قالا: ما شاء الله، وإذا رأيا ما يثير الاهتمام قالا: سبحان الله، الله أكبر، وإذا أحسن الأولاد قالا لهم: بارك الله فيكم، أحسنتم، جزاكم الله خيرًا, وإذا أخطؤوا قالا: لا يا بني، ما هكذا، إلى غير ذلك من العبارات المقبولة الحسنة؛ حتى يألف الأولاد ذلك، فتعفّ ألسنتهم عن السباب والتفحّش.

4- الحرص على تحفيظهم كتاب الله عز و جل:

فهذا العمل من أجلّ الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان؛ فالاشتغال بحفظه والعمل به اشتغال بأعلى المطالب وأشرف المواهب، ثم إن فيه حفظًا لأوقاتهم وحماية لهم من الضياع والانحراف، فإذا حفظوا القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم.

5- أن تكون قدوة صالحة لأولادك:

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا﴾؛ فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة صالحة لأولادهم في الصدق والاستقامة وجميع شؤونهم، وأن يتمثلا ما يقولانه. ومن الأمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصلاة أمام الأولاد؛ حتى يتعلم الأولاد الصلاة عمليًا من الوالدين، وهذا من الحكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت.

6- إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد:

فمما يجب على الوالد تجاه أولاده أن يحميهم من المنكرات، وأن يطهر بيته منها، حتى يحافظ على سلامة فطر الأولاد وعقائدهم وأخلاقهم، ويجدر به أن يوجد البدائل المناسبة المباحة، سواء من الألعاب أو الأجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة، حتى يجد الأولاد ما يشغلون به وقت فراغهم.

7- أن تقدر مراحل العمر للأولاد:

فالولد يكبر وينمو تفكيره، فلا بد أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وأن لا يعامل على أنه صغير دائما، ولا يعامل أيضا وهو صغير على أنه كبير؛ فيطالب بما يطالب به الكبار، ويعاتب كما يعاتبون، ويعاقب كما يعاقبون.

8- الجلوس مع الأولاد في المنزل:

فمما ينبغي للأب مهما كان له من شغل أن يخصص وقتا يجلس فيه مع الأولاد؛ يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه؛ لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا، وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم ويجلسون معهم ويمازحونهم يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقرّ أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم.

9- العدل بين الأولاد:

روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما – أي: وهبته عبدًا كان عندي -، فقال رسول الله: «أكلَّ ولدك نحلته مثله؟» فقال: لا، فقال رسول الله: «فأرجعه»، وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»، قال فرجع فرد عطيته، وفي رواية: «فلا تشهدني إذًا، فإني لا أشهد على جور».

فما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل، ولا يمكن أن تستقيم أحوال الناس إلا بالعدل؛ فمما يجب على الوالدين تجاه أولادهم أن يعدلوا بينهم، وأن يتجنّبوا تفضيل بعضهم على بعض، سواء في الأمور المادية كالعطايا والهدايا والهبات، أو الأمور المعنوية كالعطف والحنان والفرح والحزن.

10- عدم استعجال النتائج في التربية:

فعلى الوالد إذا بذل مستطاعه لولده وبيّن له وحذّره ونصح له واستنفد كل طاقته أن لا يستعجل النتائج، بل عليه أن يصبر ويصابر ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين وادَّكر بعد أمة.

11- استشارة ذوي الخبرة التربوية:

من لديه خبرة بالتربية من العلماء والدعاة والمعلمين والمربين، ممن لديهم خبرة في التربية وسبر لأحوال الشباب وتفهم لأوضاعهم وما يحيط بهم وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد.

13- الحرص على مرافقتهم لرفقة صالحة:

ومن الأمور المهمة أن يتعرف الوالدان على أصدقاء أولادهم، فالطيور على أشكالها تقع، فمن صاحب الأخيار كان منهم، ومن صاحب الأشرار صار منهم. فعلينا أن نشجع أولادنا على مصاحبة الأخيار، ونحذرهم من رفقة السوء، فالجليس الصالح هو خير معين لك على تربية ابنك؛ لأنه لا يأمره إلا بما فيه خير، ولا ينهاه إلا عن شر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages