شارك أكثر من 400 طبيب أطفال مؤخراً في محاضرة دولية حول الخمائر الحيوية "البروبيوتكس" والإمكانيات التي تتيحها في مجال طب الأطفال والتغذية، ودورها في دعم الوظائف المناعية. وقد استضافت المحاضرة شركة "نستله نيوتريشن" في إطار جهودها المتواصلة لوضع أحدث التطورات العلمية في مجال التغذية في متناول أخصائيي الرعاية الصحية في المنطقة.
وتحدثت في المحاضرة البروفيسور إيريكا أيسولاوري، وهي إحدى أبرز الباحثين في مجال طب الأطفال على مستوى العالم، وتتمتع بخبرة واسعة في مجالات علوم التغذية والمناعة، كما ساهمت بما يفوق 340 مؤلفاً علمياً من نشرات ومقالات ومراجعات.
وأشارت البروفيسور أيسولاوري خلال المحاضرة إلى إن علاقة النظام الغذائي بصحة الجسم قد تغيّرت مع تطور المعرفة العلمية. وقد استند بحثها بشكل أساسي إلى دور الخمائر الحيوية "البروبيوتكس" في دعم دفاعات الجسم الطبيعية لدى الأطفال.
والخمائر الحيوية "البروبيوتيكس" هي خمائر حية نافعة تضاف إلى الأغذية، لتمنح الجسم فوائد هضمية ومناعية، وهي تلعب دوراً هاماً خلال الفترة الأولى من حياة الطفل حيث تدعم وظائف الجسم المناعية والهضمية. ومن الدلائل التي تشير إليها أحدث الأبحاث والدراسات العلمية حول ذلك احتواء حليب الأم على الخمائر الحيوية، وفقاٌ للبروفيسور أيسولاوري.
وأوضحت البروفيسور أيسولاوري: "أثبتت الدراسات أن الخمائر الحيوية ضمن النظام الغذائي في المراحل المبكرة من حياة الطفل تساعد في دعم الوظائف الطبيعية للجهاز المناعي السليم، كما أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض الحساسية التي قد تظهر في عمر مبكر على شكل طفح جلدي أو ربو، أو تقيؤ مستمر في الحالات الشديدة. وتساعد الخمائر الحيوية القناة الهضمية في صدّ البكتيريا الضارة، كما تعزز دفاعات الجسم الطبيعية عن طريق تحفيز الاستجابات المعوية الدفاعية".
وحين ينمو الطفل ويزداد تفاعله مع البيئة المحيطة به، فإنه يصبح أكثر عرضة للبكتيريا الضارة والفيروسات. لذا فإنه من الضروري مساعدته في الحفاظ على سلامة وقوة وظائفه المناعية بطريقة طبيعية، وذلك من خلال إدخال الخمائر الحيوية في نظامه الغذائي. وينصح الخبراء بتناول الأغذية التي تحتوي على الخمائر الحيوية باستمرار للحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا المعوية النافعة وبالتالي دعم استمرارية وفعالية وظائفها الدفاعية.
واختتمت البروفيسور أيسولاوري بالإشارة إلى أن الدراسات المستقبلية حول الخمائر الحيوية ستواصل البحث عن طرق أفضل للتحكم في أمراض الحساسية والتقليل من مخاطرها عن طريق التغذية. وبما أن هناك أدلة علمية أكيدة حول تأثير الخمائر الحيوية في تعزيز المناعة الطبيعية، فإن تناول الأغذية التي تحتويها ضمن النظام الغذائي اليومي للأطفال في مرحلة مبكرة ضروري للمساعدة في الحفاظ على على دفاعات طبيعية قوية، وبالتالي التقليل من مخاطر أمراض الحساسية.
.jpg)