ماذا تريد ان يكون اسمك بعد الا سلام فقال احمد مثل اسم احمد صاحبي فكتبوا البيانات الجيدة باسمه الجديد احمد










قصة غرق الشاب

الرجل الخلوق المحبوب الذي حرص على صيام العشر من أيام شهر ذي الحجة

خارجا من العمل (قيادة الأمن الخاص )برفقة أخيه محمد وعندما

اقتربوا من طريق الجامعة وإذ بــ امرأة تستغيث ومعها طفلتها الصغيرة

فسأله أخاه مارايك فأجابه(عويض)

(إي والله بننزل لها واللي كاتبه ربك بيصير والموت طعمه واحد)

خرج الأخوان واستطاعوا الامساك بالمرأة وابنتها ثم

تمسك الأخ الأكبر بعمود الإنارة ليستعين به على الثبات من قوة اندفاع السيل

ولكن سرعان ما انفلتت يد الطفلة من يد (عويض) فأطلق يده محاولا الإمساك بها

يقول أخاه تعبت يداي من قوة اندفاع السيل لدرجة أني كدت أن أطلقها

أما المرأة فلم تستطع المقاومة وذهب بها السيل

وبعد أن هدأ ذلك المرعب وجدت أخي على بعد أمتار

وقد فارق الحياة والطفلة على صدره وقد تجمدت يداه عليها

مات صائما ذلك اليوم مات والكل يذكره بكل خير

مات شهيدا نحسبه والله حسيبه

فجعت بفقده قيادة الأمن الخاص في جدة

وأدى الصلاة عليه ضباط وأفراد ذلك القطاع وهم يسألون الله

له الرحمة والغفران وهنيئا لمن قدم لنفسه

قبل هادم اللذات الذي لايعرف صغيرا ولا كبيرا

أسأل الله العلي القدير

العزيز أكرم الأكرمين واسع الفضل

من بيده الأمر وله يرجع

أن يصلي على نبيه وأن يرفع منزلة هذا الرجل وأن يتقبله شهيدا

وأن يجعله من أهله وخاصته

وأن يغفر له ويتجاوز عنه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة

وأن يجبر مصاب أهله ويخلفهم خيرا



لا إله إلا الله وحده لاشريك له اللهم صلِّ على نبيك وعلى آله









قصص وعبر من كارثة جدة


بكل بساطه احكي قصتي ومن القصه بداخلها قصص ..!



قصة كآرثة جدة وضحايآها مع العيد الأضحى العظيم ..


كآنت أمطآر عآتية متلها متل أي منطقة بتجيهآ أمطآر ..

بس قدرة قآدر طلعت هالمرة الأمطآر اقوى مما تخيلنآ ..

وقبل كل شي نعرف ان ربنآ على كل شي قدير ..

صآرت هالكآرثه في صبآح يوم الأربعآء بتآريخ 8/12 / 1430هـ


بدآيتهآ غيوم وهوىء بآرد ونظيف ونقي وجو خيآآآآآآآآآآآل ..

الكل حب هالجو وحآب يطلع يتمشى متله متل أي شخص فأي بلد ..


واحنا ممن ضمن هالاشخآص وهالناس اللي حبوا الجو ..

وقلنا بنطلع نتمشى مع امي وـآبوي واخواني ..

أمي قالت انا بطلع مع ولدي وانتم الحقوني مع ابوكم ..

عشان بتروح قبلنا وتكتشف المكان والاوضاع هي واخوي وخآلآتي قبلنآ ..

فتصل عليها ابوي وسالها عن الجو وقالت مرة روعه وعندنا مطر خفيف عند البحر ..

وانا واخواتي وبنات عمتي فرحنآ بالخبر وقلنا لأبوي يلآ نلحقهم ونكلم خالي وبنات خالي ..

ونشيل فطورنآ معنآ عشان نتونس اكتر واكتر ..


وكنآ مبسوطين مرررة مع الجو والسيارات والامطار يعني بصرآحة كآن المنظر رووووووووعه ..

ولحقنآ أمي وشفنآها وكانت مبسوطه فينا وكنا نضحك من ورا شباك السيارة ..

كنا متجهين ع البحر ..


بس لقينآه زحمة مرررة ..

فامي قالت خلينا نروح استرآحتنآ ..

وابوي قال طيب ..

واحنا راجعين من الخط السريع .. فجأة !!

اتصل صاحب خالي عليه وقاله إلحقني السيل وصلني وغطى علي ..

وكنا قلقانين عليه وخالي قال انا بروح له ..


وبعدين واحنا عند الجآمعه وقف علينا الخط ..

وجلسنا سآعتين ننتظر ...


ملينا من الانتظار وبس طالعنا على يسارنا لقينا خط الخدمات معدوم والسيل وصله وقدامنا شفنا الحدث ..

سيارات ورجال كبار وصغار مسحوبين بالسيل محد قادر يساعدهم لأنهم لو سحبوا واحد يمكن راح ينسحبون الكل ..

لأن السيل كان قوي وأقوى مما تتصورون ..

وقتها خفنا وابوي قال لا تخافون دامني معكم ..

بس ماتوقعنا اللي بيصير .. الموت لاجا مايعرف كبير ولآ صغير ..

كل شي تحول بتواني ..

وكل شي صار بلمحة بصر ..

السيل اللي كان بخط الخدمات وصل لعندنا بلحظة ..

وقتها ماعرفنا وش نسوي ..

ابوي يصيح انزلوا من السيارة ..

وشفنا الناس كلهم نازلين من السيارات ..

والكل يجري وربي وربي كأنه يوم قيامه ..

االناس بكل اجناسهم قدآمي يجرون ..

محد قادر يساعد احد ..

الكل قدامه الموت .. مافي يمه ارحميني ..

ناس تصرخ باعلى صووووت .. بس محد سامعها غير الواحد الأحد ..

واحنا ناس منهم ..

نجري بكل قوتنا .. لين سوور الجآمعه ..

شفتوا سور الجآمعه وشلوون طويل ؟؟!!

بس على طوله قدرنا نطلعه ..

مدري والله كيف جاتنا قوة وطلعناه ..

اختي التآنيه قدآمي وبنات عمتي ثنتين منهم..

وبعدهم مشاعرجنوني وبعدها اخوي بدر ..

وطيف اختي عشان جسمهآ صغير قدروا الشباب يطلعوهآ بسرعه ..

فجيت انا بطلع ماقدرت من ذهول المنظر جاني تبلد ..

وثقل مو طبيعي ماقدرت اطلع ابوي الله يسعده شافني ابكي واصرخ يبي يساعدني بس ماقدر ..

فإثنين من الشباب ربي يستر عليهم طلعوني وساعدوني بالطلوع ..

فجلست ع السور ماقدرت انزل اطالع بأختي الكبيرة وخالتي بعد ماقدروا يطلعوا ..

كلهم يطلبوا مني المساعدة .. وانا متشتته بينهم واطالع بعيون امي وهي بدموعها تطالع فيني ..

منظر مو رآضي روح عن بآلي

..

قالت لي بصوتهآ الحزين وصيتي اخواااااااانك انتبهي عليهم وخذي بالك منهم ..

فصرت اطالع بالعالم اللي حولي ماأدري وش اسوي او وش بيدي اساعدهم ناس صوتها بإذني تصرخ ..

وناس تموت قدامي .. سيآرآت بعوايلها تتقلب ويشيلهآ السيل متل الورقة ..

وشباب الغربيه والله ماقصروا اثبتوا وجودهم بصرآحه ..

سحبوا اختي الكبيرة وخالتي ونزلوني من على السور ..


وجلسنا نجري والناس تجري معانا والسيل على يسارنا اطالع فيه شايل ناااس وسياراات وقمامات ووسآخآت" الله يكرمكم "

وناس قدامي تطيح ماتقوم ..

وربي المسافه كانت طويله واحنا نجريها بس ذهول المنظر ماحسينا بالتعب لأن الكل معنا ..

وكان معي اخوي واختي الصغار ماسكتهم كان علي ثقل مو طبيعي ..

كان في سيل قدامي ابي اقطعه ماقدرت سحبني انا واخواني ..

ذقت المووووت واصرخ باعلى صوت بس مين يسمعني واخواني الباقين يصرخون يبون يساعدوني وبعد مابيدهم شي ..

سحبنا السيل بأقوى قوته .. كأنه نهر يجري .. مسكت بشجرة بس الشجرة انسحبت معي وبوسط السيل ساعدوني شباب اخذو اخواني الصغار عني .. وقلت لهم خلوني اموت خلآص بس عليكم اخواني ..

فقال واحد منهم وحتى انتي ان شاء الله معهم وسحبني ..

وربي ماقدرت.. انسدحت من التعب ع التراب .

والناس باقي تجري ..

قلت خلآآآآآص ماعآآآآآآآآآد فيني حيييييييييل ..

خلوني اموت ..


جآني اخوي اللي كان مع امي وجلس يبكي يترجآني يبيني اقوم ..

واخواني الصغار معي يبكون .. قمت وانا ميته من التعب واجري ..

لين وصلنا سكن الجآمعه واحنا مهلوكين ..

البرد كان ذابحنا ابي ادفي اخواني الصغار ابي مكآن يحفظهم وآمآن ..


فكآن جبنآ شبآك ومن صوت الناس العالي انفتح الشبآك وسألتني وحدة وش فيكم ؟؟

قلت لها السيل غرقنا وغرق العآلم قالت وش جآيب هالعآلم عندنآ ؟؟ وانتم بيت مين ؟؟ وش ترجعون ؟؟

وآحد عصب عليها وقال ياحرمة هذا وقته افتحي لنا بيتك ودخلي الصغار قالت معليش !!

هنا احنا وقفنا طالعت وش هالناس اقولك سيل غرقنآ ونبي منك المساعدة تقولين معليش ؟؟..
ورحنآ لبيت تآني فتحوآ لنآ اسرة أجنبية ضيفونآ وجلسونآ عندهم .... بصرآحة الاجآنب ماقصروآ حافظوآ علينآ واهتموا فينآ كأننا من بلدهم ..

ابوي اتصل يبي يطمن علينا انا واخواني وقال لنآ إن امكم توفت ..

بسبب إهمآآآآآآآآآآآل الحكومه رآحت أغلى النآآآآس ..

اللي كآنت بحيآآآآتي,,, صديقه واخت وام واب وكل شي ..

ونآس بعوآيلهآ رآآآآآآآآآآحت .. ونآس ضآعت ..


وناس للحين مفقودين جثث تحت الترآآآآآآآآآب تحللت ومحد قآدر يوصلها ..


وهذآآآآ كله شوووووووية من اللي شفته وصآر لجدة وشعبهآ ..

ومآ خفيآ أعظم ...}

وعلى فكرة اللي شفنآهم احنا وقسم بالله يمكن فووووق 2000 شخص متوفي .. هذا بس اللي احنا شفنآه .. غير البآآقي ..








وغير اللي تحت الترآآآب ..

وكله كوووم وبحيرة المسك بكوم ..

ادعوا لنآ بالرحمة ..

حسبي الله ونعم الوكيل على كل مسؤول هآآمل ..

** بدون تصريف ميآه ذهبت اروآآآآآح البشر ..

أسرتي راحت فى السيل وأنا ممسكة بأطراف الباب

ومازالت الأحداث الموجعة تقدم لنا حكايات وحكايات حيث يقول الوالد المكلوم عبدالله السلمي

كان الوضع طبيعيا جداً بعد هطول الأمطار و كنت عند أسرتي و والدتي و 4 من شقيقاتى خرجت من عندهم وكانت المياه تصل حتى الدرجة الأولى ومن ثم وصل زوج أختي و خرج و لم يرتفع منسوب المياه و بعد 10 دقائق عدت لأجد المياه قد غطت الدور الأول و كانت المياه قد دخلت من نافذة المنزل إلى الداخل

وحاولت الدخول دون جدوى لساعات طويلة . وقالت منال السلمي " 10 سنوات "

وقت دخول المياه حاولنا فتح أبواب الشقة للهرب لكنها لم تفتح و حاولنا بأقصى ما لدينا دون جدوى حتى داهمتنا المياه داخل المنزل و وصلت إلى رؤسنا و بدأ الصراخ في المنزل و الماء بارد و الأطفال يبكون , قمت بالامساك بحافة الباب من فوق فقد وصلت المياه ما يقارب مترين و نصف داخل المنزل و أنا متمسكة في حافة الباب

و بدأت الأصوات تخف و تختفي واحدة تلو الأخرى

وعندما حاولت البحث حولي وجدت أختي متمسكة معي في الباب حتى أنحسرت المياه و نزلت و وجدت زوجة أخي و أبنائها و أثنين من أخواتي قد توفاهم الله حتى دخل أخي الكبير للمنزل .


يقول الأخ الأكبر في العائلة صلاح السلمي عندما دخلت أخرجت من بقي للحياة إلى السطح ثم حملت الجثث و قمت بإتصالات متكررة على الدفاع المدني دون جدوى فقد كان الأطفال يرتجفون من البرد و بعد ذلك أنزلت الأحياء و أخذتهم إلى منزلي ثم حملت الجثث إلى المستشفى.








قصة غرق الداعيه سناء أبو الغيث رحمها الله

ساد الحزن والألم بين منسوبات تعليم البنات بجدة بعد تأكد غرق المشرفة الدينية بالإدارة سناء أحمد أبو الغيث في سيول يوم الأربعاء الحزين.

والفقيدة داعية ومشرفة للتربية الإسلامية بإدارة تعليم جدة،وقد كانت في طريقها لأداء فريضة الحج يرافقها زوجها وأربعة من أبنائها "ولدان وبنتان "، وكذلك شغالتها، وقد لقوا حتفهم جميعاً.


وكانت الفقيدة مسؤولة حملة لتحجيج الفقراء،بمشاركة زوجها يحيي قيراط،


وكانت معلمات في تعليم جدة وصفن الفقيدة بأنها كانت من المشرفات المميزات.

وقالت المعلمة نادية إنها تعرفت علي الفقيدة منذ 7 سنوات،وما ارتأت منها إلا كل خير، وتذكر أن أكثر ما كان يهمها هو توضيح الصورة الإنسانية التي دعا لها الدين الإسلامي، وبفقدانها فقدت التربية الإسلامية داعية مجدّة لطالما كافحت بتقديم المساعدة لطالباتها الصغار والكبار.

أما مديرة مكتب جنوب غرب بتعليم جدة فاطمة القرني فلم تستطع في البداية الحديث عن الفقيدة، حيث داهمها البكاء، وقالت وعيناها مليئتان بالدمع "سناء علامة يخجل القلم عن ذكر صفاتها الإنسانية، فقد كانت حريصة على تحسس حاجات الناس،وكانت تسارع إلى تحضير محاضرات تثقيفية إذا علمت بأحداث أو مشكلات في أي قطاع دراسي في مراحل التعليم الثلاث ".

وأضافت أن 10 سنوات قضتها الفقيدة في الإشراف جعلتها تتوسم الخلق الحسن في الجميع، وكنا نسند إليها الكثير من المهام التوعوية للطالبات.


وقالت المعلمة " ش- ع " إن الفقيدة سناء - رحمها الله - كانت متوجهة لأداء فريضة الحج،وإنني تفاجأت بتلقي رسالة على بريدي الخاص مكتوب فيه إلى جنة الخلد سناء أبو الغيث، فانهرت وأسرعت بالاتصال بها على جوالها الخاص ووجدته مغلقا، وحاولت التواصل مع بعض أقاربها إلى أن تأكد لي الخبر.

من جانبها قالت أم مهند وهي قريبة للفقيدة سناء، إن الفقيدة كانت تساعد الأسر الفقيرة، وساهمت في بناء كثير من المساجد، لقد بذلت الكثير من أجل رفع راية الإسلام في السر والعلانية.

وأوضحت المشرفة الأولى لمركز جنوب غرب جدة مها الثبيتي، أن سناء كانت محبة للخير، ومن ذلك تفقدها أحوال الفقراء في جنوب جدة، وهو المكان الذي توفيت فيه، و كانت حريصة على نشر الدين الإسلامي بين الجاليات المقيمة في جدة، من خلال قيامها بمحاضرات لتلك الجاليات.

وأكدت أنه أثناء توجه الفقيدة للحج كانت برفقتها لأداء الفريضة طالبة صغيرة في الحادية عشرة من عمرها أسلمت على يدها، وقامت باصطحابها ضمن حملتها لأداء فريضة الحج وهي من الجنسية المصرية، وأشهرت الطفلة إسلامها إثر سماعها لمحاضرة ألقتها الفقيدة بإحدى المدارس الأهلية الخاصة بالجاليات، وكانت تنتظر - رحمها الله- إسلام بقية عائلة الطفلة.

وأوضح مصدر في قوات الدفاع المدني لـ"الوطن" أنه تم انتشال جثة الداعية وزوجها وشغالتها وثلاثة من أبنائها " ريم وعبد الله وضحى"، وفقدان ابنها الصغير أحمد الذي مازال البحث عنه جاريا.

أصيلة جرفت السيول أمها وأباها وإخوتها الخمسة... وبقيت «يتيمة»

أريد أبي وأمي وإخوتي» بهذه الكلمات تتفوه الطفلة أصيلة علي الذيابي (12 عاماً) طوال يومها، لكنها تجد إجابات غير مقنعة من عائلة عمها التي تعيش لديهم الآن، بعد أن جرفت سيول جدة والدها ووالدتها وإخوتها الخمسة.

دموع أصيلة المستمرة منذ ستة أيام تجبر من حولها على البكاء والحزن على وضعها، وعدم الحديث معها خشية أن يكثر سؤالها عن والدتها ووالدها وأشقائها.
يقول سعد الذيابي (عم أصيلة): «ليلة المطر الذي هطل على جدة كانت أصيلة وإحدى شقيقاتها في منزلي تلعبان معاً، فجاءت والدتهما لتأخذهما معها إلى منزلهما، لكنهما رفضا الذهاب، إلا أن أمهما أصرّت على أن تذهب إحداهما وتبقى الأخرى، فبقيت أصيلة»، مشيراً إلى أن تلك اللحظة هي آخر اللحظات التي رأت فيها أصيلة والدتها وشقيقتها.
وأضاف أن الحال النفسية لطفلة شقيقه سيئة للغاية، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأولى، لكنها الآن في تحسّن، مؤكداً أنه وعائلته يحاولون تهدئتها وتبرير غياب أسرتها بسبب آخر، كالسفر، والذهاب إلى معايدة الأقارب والأصدقاء.
وتابع: «شقيقي علي يعمل عسكرياً في القوات المسلحة، ومنتدب إلى الحج، إلا أنه أنهى دوامه في ذلك اليوم، وأراد أن يستغل وقت فراغه في زيارة عائلته التي تسكن في مخطط الجزيرة في حي الحرازات، لإحضار بعض مستلزماتهم، كون المسافة بين المشاعر المقدسة وجدة قريبة، لكنه في أثناء وصوله إلى عائلته، جرفت السيول منزلهم، الذي كان يوجد فيه هو وزوجته وأبناؤه الخمسة».

وذكر أن أبناء علي أكبرهم 16 عاماً، وهم ثلاثة أبناء وطفلتان، راحوا من ضمن الضحايا، إذ لا يزال ثلاثة منهم مفقودين ولم يعثر على جثثهم حتى الآن، لافتاً إلى أن أضرار المطر لحقت به هو الآخر، لكنها اقتصرت على الأضرار المادية فقط، ولم يتضرر أبناؤه وأسرته.
وناشد المسؤولين البحث عن الثلاثة المفقودين من العائلة، والوقوف مع الطفلة في محنتها التي تمرّ بها الآن.



قصة نجاتها من لجة السيل

عادوا لأحضان الحياة مجددا بعدما تخطف الموت أحبابهم من أمام أعينهم، كتبت لهم أعمار جديدة في غمرة السيل الجارف الذي داهم منازلهم وشتت جمعهم خلال لحظات قصيرة من عمر الزمن لاتتعدى الدقائق.

رووا مشاهداتهم التي حملت قصصا إنسانية مؤثرة خالطها الدمع لأب فقد أطفاله وزوجته، وشقيق لم يعثر على شقيقه، وأم فرق بينها وبين فلذات كبدها قوة المياه المندفعة، التي لم تفرق بين البشر والحجر.
تروي بشرى البالغة من العمر 17 عاما قصة نجاتها من لجة السيل وكيفية عودتها للحياة مجددا، بعدما فقدت شقيقها وشقيقتها الكبرى، تقول لم أعلم أن خروجنا من منزلنا في حي قويزة خلال الساعات الأولى من الأمطار للتنزه سيكون آخر لقاء بيني وأشقائي الشهداء، فأثناء تجولنا بالسياره في أنحاء الحي مع أشقائي الأربعة، فوجئنا بمداهمة السيل لنا بسرعة كبيرة، ماجرف سيارتنا وجعلها تصطدم بسيارات أخرى وأعمدة الإنارة، وأثناء هذا الموقف الصعب قرر شقيقي الصعود على سقف السيارة بعدما تدفقت المياه إلى داخلها لإنقاذنا، حيث استطاع إخراج أخي الأصغر 12 عاما، وشقيقتي الكبرى 26 عاما، وفيما بدأت السيارة في الغرق استطعت الخروج منها وجل تفكيري منصب على كيفية إنقاذ شقيقتي المحتجزة داخل السيارة، فأمسكت بيدها لسحبها ولكن لم استطع إخراجها فتعثرت ووجدت نفسي في لجة السيل الذي جرفني بعيدا عن أشقائي وشقيقاتي وكانت تلك المرة الأخيرة التي أرى فيها أخي عبد الرحمن وشقيقتي الكبرى.

وأضافت بمجرد سقوطي بدأت في التقلب في المياه الضحلة، والسيل يجرفني في مختلف الاتجاهات، فحاولت التمسك بأي شيء يمر جواري من سيارات أوأثاث منزلي، ولكنني فشلت حتى رأيت مجموعة من الأغنام النافقة الطافية على سطح المياه، فتشبثت بكل ما أوتيت من قوة في إحداها دون شعور مني، رغبة في النجاة من الموت الذي رأيت سكراته في مختلف الأنحاء، فأوصلتني إلى أحد أعمدة الإنارة فتمسكت به وبدأت في تسلقه وخلال محاولاتي الابتعاد عن السيل، فوجئت باسطوانة غاز ترتطم في جسمها بقوة شديدة ما أجبرني على ترك العامود من قوة الألم فسقطت في السيل مجددا, لأبدأ مرحلة جديدة في التشبث في الحياة، فكنت أغرق حينا وأصعد للسطح بقوة لالتقاط الأنفاس التي ستبقي على حياتي، وأثناء محاولاتي المستميته جرفتني قوة المياه المندفعة تجاه أحد المنازل فتمسكت بإحدى نوافذه الحديدية وقررت عدم إفلاتها مهما كان الثمن.
وأشارت بشرى إلى أنها أضطرت للتمسك بالنافذة قرابة الأربع ساعات والمياه تضربها من مختلف الجهات، وبعد إنخفاض منسوب المياه قليلا قررت المشي والدخول إلى المنزل لتجد أحد سكانه الذي قدم لها المساعدة اللازمة وجعلها تجري اتصالا بوالدتها لتطمينها على أنها لازالت على قيد الحياة. وبهذا السيناريو نجت بشرى من الموت وعادت إلى الحياة مجددا بعدما فقدت شقيقها وشقيقتها وسط السيل الذي تساءلت عن أسبابة بكل برآه وعن الظروف التي مر بها أشقاؤها قبل شهادتهم.
ولم يخفف عن بشرى أحزانها الدفينة سوى نجاة شقيقتها إيمان التي حاولت إنقاذها من داخل السيارة. شقيق بشرى الشهيد عبدالرحمن وجدت جثته ملقية على أحد الأرصفة، فيما توصلوا لجثة شقيقتها الكبرى بعد ثماني ساعات قضتها تحت ركام السيارات التالفة.







44 حاجاً عاشوا مع الموت

وأحد هذه المواقف المؤلمة والجماعية عاشها ركاب باص عددهم 44 شخصاً بملابس الإحرام كانوا في طريقهم من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لمشعر منى لبدء مناسك حجهم وقضاء يومهم هناك.

ويروي ل " الرياض" مروان صديقي من منسوبي مجموعة الراجحي للاستثمار قصة احتجازهم بوسط السيل بطريق الحرمين بجدة لمدة 8 ساعات مرت عليهم كأنها أيام وليالٍ طوال ، عاشوا فيها لحظات الموت من المناظر التي كانوا يرونها أمامهم بكل ثانية حسبوها وهم بحالة هلع وبكاء وخوف لم تمر على أحد منهم في حياته ، خاصة وأن سائق الباص المصري ومرشد الحملة الشاب السعودي كانوا يرون أن ليس أمام الجميع إلا أن يتشهدوا ويسلموا أمرهم لله .

بداية القصة يرويها صديقي قائلا" تجمعنا من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وأكثر من في الباص كانوا قادمين من الرياض بالطائرات والجميع مرتبط بباصات حملة الإتقان ، وتحركنا قرابة الساعة العاشرة والنصف ، ولعلمي بجدة حيث إنني كنت من سكانها ولا يزال الكثير من أهلي فيها طلبت من المرشد والسائق التوجه بنا عبر طريق الميناء لشدة المطر في وقتها ، ولكنهم رفضوا ذلك خاصة وأن السائق أكد أنه يعرف جدة جيدا وطريق الحرمين هو الخيار الأفضل ، وبعد نصف ساعة تقريباً كان هناك زحام كبير بسبب المطر الشديد ، ومن ثم رأينا جريان السيل الشديد يصل للطريق الرئيسي وتتوقف السيارات بشكل نهائي ويغمر السيارات الصغيرة بالكامل ، ويهرب غالبية من في السيارات وخاصة الرجال متجهين لمواقع بعيدة عن جريان المياه القوي ، وبحكم أن من في باصنا هم مرتبطون بنساء اضطررنا للبقاء بالباص عدا 10 رجال اختاروا الخروج ومعهم 3 نساء خرجن قبل أن يزيد تيار المياه وسلمهم الله جميعاً.
ويكمل صديقي القصة مضيفاً " بلغنا رئيس الحملة في مكة المكرمة المستشار أيمن السراج بالوضع وكان يتابع مشكوراً معنا الحالة لحظة بلحظة ، وبلغنا أنه بلغ الدفاع المدني واستمر يتابع معهم ، لكنهم مع الأسف كانوا يقولون أننا لسنا ضمن أولوياتهم في ذلك الوقت إلا إذا انقلبت حافلتنا أو حدثت حالات وفاة ، وكنا نشاهد أمامنا ثلاث طائرات للدفاع المدني اقتربت منا لمسافات قريبة جدا ، ودون أن نجد أي تحرك يذكر منها أو توجه لإخراجنا من ذلك الموقف الصعب ، وذهبت الطائرات ونحن نشاهدها ، وتواصل هول الموقف داخل الباص مع حالات من البكاء والصراخ للنساء
وحتى بكاء من بعض الرجال خاصة والجميع شاهد أمامه ناساً تموت وعائلات تغرق ، والبعض يتطوع لإنقاذ آخرين ، ورأينا عجوزاً و4 أشخاص آخرين يتعلقون بلوحة إرشادية أسهمت في إنقاذهم ، بعد لطف الله، بالرغم من أن تيار السيل لا يعطي فرصة للبعض للمساعدة فيجر البعض وهم يصرخون أو يلوحون بأيديهم طلباً للمساعدة ، والكثير من المشاهد التي لن ينساها من في الحافلة طوال حياتهم ، والكثير منهم اتصل بأهله يودعهم أو البعض يعطيهم وصيته لأنه كان في حينها متيقناً أنه لن يراهم مرة ثانية ، والباص يترنح بقوة مع كل ارتطام من سيارات متنوعة ، ومن حسن الحظ أن الحافلة لم تنقلب خاصة وأن هناك وايتين مياه كبيرة محاذية له وكأنها أسهمت في إسناده لمواجهة تيار الماء ، ومما كان يرعبنا مشاهدة سيارة نوع دينا وزنها يزيد عن 2 طن تنقلب أمامنا.


ويتابع صديقي رواية هذه القصة المؤلمة " بدأ أمل النجاة بعد ما يقارب 7 ساعات من معايشة الموت ، حيث جرب السائق تشغيل الباص ، فإذا به يشتغل وتضاء الأنوار بداخله وانتبه لنا عدد من الشباب الذين كانوا يرون المآسي على الطريق السريع ، وكان عددهم أكثر من 20 شاباً ، وتفاعلوا معنا بمواقف بطولية وشجاعة ودخلوا وسط الماء والبعض منهم أحضر لنا مأكولات ، ثم بدأ الجميع بسحب السيارات التي كانت أمامنا ومنها سيارة جمس و4 سيارات أخرى صغيرة ، إضافة إلى أن هناك أجهزة كهربائية منها ثلاجة ضخمة جرها السيل والتحمت بالباص . وجاء الدفاع المدني متأخراً جداً ، وحاول جر سيارة صغيرة بخرطوم الماء ولكنه انقطع

وكان الدور الأكبر في إنقاذنا بعد الله يعود لشهامة الشباب السعودي الذي تفاعل معنا ، خاصة عندما لاحظ أن هناك حجاجاً وعوائل في مأزق كبير.










قصتي مع الفلبيني أحمد


في صباح أحد الأيام وكان ذلك يوم الجمعة ذهبت إلى السوبر ماركت وعندما أوقفت سيارتي أمام السوبر رأيت إحدى الفلبينيين فقلت في نفسي: لماذا لا أتحدث معه وأعرف إن كان مسلماً أم لا؟.

دعوت الله عز وجل قبل ذهابي إليه أن يشرح صدره للإسلام إن لم يكن مسلماً وأقبلت إليه وأنا مبتسم وكأني أعرفه من قبل، وقبل ذلك كانت لدي معلومات بسيطة للتحدث باللغة الإنجليزية فتحدثت معه قليلاً ثم سألته عن اسمه فأخبرني أن اسمه " رنالدونو ".

ثم سألته إن كان مسلماً أم لا فقال: " لا " فبدأت أتحدث معه عن الإسلام وأرغبه فيه إلى أن اقتنع بحمد الله تعالى وقرر الدخول في الإسلام.

ثم بعد ذلك سألني: كيف يمكن أن أدخل في الإسلام؟.

فقلت له: غداً العصر بإذن الله الساعة الخامسة تماماً سأمر لأخذك ونذهب سوياً إلى إحدى مراكز الدعوة والتي يوجد فيها دعاة فلبينيين. فوافق على ذلك ثم صافحته وودعته.

وفي اليوم الثاني اتصلت به الساعة الرابعة والنصف لتأكيد الموعد وقلت له: نحن على موعدنا عند الساعة الخامسة تماماً ستجدني عند السوبر .

وبالفعل أيها الأحبة تقابلت معه في الوقت المحدد فاصطحبته بسيارتي وذهبنا سوياً وفي الطريق توقفنا قليلاً واشتريت له بعض المشروبات والطعام ثم ذهبنا إلى المكتب التعاوني للجاليات بشرق جدة.

وعندما وصلنا إلى المكتب سألت أحد المشرفين عن داعية فلبيني فدلني عليه ثم بعد ذلك قابلت الداعية وأخبرته بالقصة، ثم بدأ الداعية الفلبيني يتكلم مع صديقي " رونالدونو " ويعرفه بالإسلام والعقيدة الصحيحة وبعد ساعة تقريباً قال الداعية الفلبيني: الآن سوف أنطقه الشهادة بإذن الله.

قلت للداعية الفلبيني: من فضلك أريد أن ألقنه الشهادة.

قال: تفضل. ثم بفضل الله عز وجل لقنته الشهادة وبعدها دمعت عيناي من شدة الفرح.

بعد ذلك سأله الداعية: ماذا تريد أن يكون اسمك بعد الإسلام؟. فقال أريده أحمد مثل اسم أحمد صاحبي، فكتبوا البيانات الجديدة باسمه الجديد " أحمد " .

ثم بدأ الداعية بتعليمه الوضوء وكيفية الصلاة وتوضأ وبعد ذلك صلى معنا المغرب بالمسجد، وذهب أحد المشرفين بإخبار إمام المسجد وطلب من الفلبيني أن يحضر وحضر ونطق الشهادة أمام الحضور من المصلين وكبر الإمام وكبر المصلون وأقبل الجميع بالسلام عليه والتودد له.

وقفة: لو أن من لديه القدرة على التحدث باللغة الانجليزية ولو قليلاً أن يتحدث مع الأجانب الذين في بلادنا لعل الله عز وجل أن يجعل منهم من يتقبل النصيحة والدخول في الإسلام كما هو الحال مع صديقنا الفلبيني.


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages