ما الذي أبكى هذا الشاب
يقول أحد الدعاة: كنت عائداً من سفر طويل وقدر الله تعالى أن يكون مكاني في مقعد الطائرة بجوار ثلة من الشباب اللاهي الذين تعالت ضحكاتهم وكثر ضجيجهم , وامتلأ المكان بسحاب متراكم من دخان سجائرهم.
ومن حكمة الله تعالى أن الطائرة كانت ممتلئة تماما بالركاب فلم أتمكن من تغير المقعد , حاولت أن أهرب من هذا المأزق بالفرار إلى النوم ولكن هيهات.. هيهات , فلما ضجرت من ذلك الضجيج أخرجت المصحف ورحت أقرأ ما تيسر من القرآن بصوت منخفض.
وما هي إلا لحظات حتى هدأ بعض هؤلاء الشباب , وراح بعضهم يقرأ جريدة كانت بيده ومنهم من استسلم للنوم , وفجأة قال لي أحدهم بصوت مرتفع وكان بجواري تماماً يكفي.. يكفي! فظننت أني أثقلت عليه برفع الصوت, فاعتذرت إليه ثم عدت للقراءة بصوت هامس لا أسمع به إلا نفسي.
فرأيته يضم رأسه بين يديه ثم يتملل في جلسته ويتحرك كثيراً ثم رفع رأسه إلي وقال بانفعال شديد : أرجوك يكفي , يكفي لا أستطيع الصبر ثم قام من مقعده وغاب عني فترة من الزمن , ثم عاد ثانية وسلم علي معتذرا متأسفا وسكت.
وأنا لا أدري ما الذي يجري ولكنه بعد قليل من الصمت التفت إلي وقد اغرورقت عيناه بالدموع, وقال لي هامسا : ثلاث سنوات أو أكثر لم أضع فيها جبهتي على الأرض ولم أقرأ فيه آية واحدة وها هو شهر كامل قضيته في هذا السفر ما عرفت منكراً إلا ولغت فيه.
ثم رأيتك تقرأ فاسودت الدنيا في وجهي وانقبض صدري وأحسست بالاختناق, أحسست أن كل آية تقرأها تتنزل على جسدي كالسياط , فقلت في نفسي إلى متى هذه الغفلة , وإلى أين أسير في هذا الطريق وماذا بعد كل هذا العبث واللهو, ثم ذهبت إلى دورت المياه , أتدري لماذا؟! أحسست برغبة شديدة في البكاء , ولما أجد مكانا أستتر فيه عن أعين الناس إلا هذا المكان.
فكلمته كلاماً عاماً عن التوبة والإنابة والرجوع إلى الله ثم سكت , ولما نزلت الطائرة على أرض المطار استوقفني وكأنه يريد أن يبتعد عن أصحابه وسألني وعلامات الجد بادية على وجه : أتظن أن الله يتوب علي , فقلت له ألم تسمع قول الله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) .
فرأيته يبتسم ابتسامة السعادة وعيناه مليئتان بالدموع وقال لي أعاهدك يا شيخ أني عائد إلى الله جلا وعلا.
وقفة : إنَّ الإنسان بطبيعته مخلوقٌ ضعيـف، يرتكب الأخطاء، ويقع في المحظورات، ويقترف المعاصي، وذلك نتيجةَ الغفلة التي تستوْلي على قلبه، فتحجب بصيرتَه، ويُزيِّن له الشيطان سُبلَ الضلال، فيقع فيما حرَّمه الله عليه، ومهمـا بلـغ الإنسانُ من التقوى والصلاح، فإنَّه لا يَسْلم من الوقوع في الأخطاء، ولا يُعصم من المخالفات، فالمعصوم هو نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم فهو القائل ( كلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون).
فالتوبة رحمة ربَّانيَّة من ربِّ البرية بعباده , تتجلَّى في توبته على العاصي بعد عصيانه، والمذنب بعد اقتراف ذنوبه، فرحمتُه وسعتِ البَرَّ والفاجر، بل وسعتِ السمواتِ والأرض؛ فقد قال سبحانه (( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )).
وفي الحديث: ( أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رأى وأصحابُه أُمًّا تضمُّ طفلها إلى صدرها بكلِّ عطف وحنان، فقال لأصحابه رضي الله عنهم: ( أتروْن هذه طارحةً ولدَها في النار؟ ) قالوا: لا والله، قال ( لَلَّهُ أرحمُ بعباده مِن هذه بولدها ) أخرجه البخاري.
فلنبادر جميعا بالتوبة وصدق الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى مادمنا في زمن الإمكان وقبل أن يغلق الباب.
على وشك ان تسلم
عندما كنت في دوله اسيويه لاكمل دراستي
عندها تعرفنا على استاذه انجليزيه وكانت
دائما تهتم بالمسلمين وتحبهم وكانت دائما
تحترم زينا وتقول بأنه ساتر بعيد عن العري
وفي ذات مره بدأت تقص علينا قصتها وهي تقل
كنت في بلدي من الذين لا دين لهم وكانت
عاداتنا انه عندما يصل الشخص الي سن 13 سنه
يجب عليه ان يستقل ويترك اسرته ويعمل ليكفي
نفسه عندها اضطررت الى السفر لاغني
احتياجات تقول انها اختارت فلسطين وهى
سمتها اسرائيل وقالت عندها وصلت هناك ووجدت
عمل في مزرعه اسرائيليه وكنا نجمع المحصول
ونحصل على دراهم معدوده ولكنها كانت
لاتكفينا وكنا نعاني من سوء المعامله
عندما كنت في دوله اسيويه لاكمل دراستي
عندها تعرفنا على استاذه انجليزيه وكانت
دائما تهتم بالمسلمين وتحبهم وكانت دائما
تحترم زينا وتقول بأنه ساتر بعيد عن العري
وفي ذات مره بدأت تقص علينا قصتها وهي تقل
كنت في بلدي من الذين لا دين لهم وكانت
عاداتنا انه عندما يصل الشخص الي سن 13 سنه
يجب عليه ان يستقل ويترك اسرته ويعمل ليكفي
نفسه عندها اضطررت الى السفر لاغني
احتياجات تقول انها اختارت فلسطين وهى
سمتها اسرائيل وقالت عندها وصلت هناك ووجدت
عمل في مزرعه اسرائيليه وكنا نجمع المحصول
ونحصل على دراهم معدوده ولكنها كانت
لاتكفينا وكنا نعاني من سوء المعامله
وقالت
انها عرفت ان اسرائيل هى دوله عربيه اصلا
وقد قامت اسرائيل باحتلالها واخبرتنا انها
لاول مره تسمع هذا الكلام لانهم دوما كانو
يسمونها اسرائيل وقالت في تلك البلاد كرهت
اهلي الذين ارسلوني وانا طفله اعاني ما
اعاني وعندها قررت ان انسب الى ديانه ما
وتعرفت على نصارى وعندها تنصرت ولكني صراحه
لم استريح لهذا الدين فكيف يكون الله ثالث
ثلاثه ويكون لله ولد ونعترف لبشر عن
خطايانا عندها قررت البحث عن دين اخر
فأردت التعرف على الاسلام في الانترنت
وقرأت القران وتفسيره ووجدت فيه ما أبحث
عنه وكيف ان الاسلام يحافظ على بنيان الاسره
وانه البنت لاتخرج الى بيت زوجها وهى معززه
مكرمه وكيف ان حجابها يحميها من كل من يطمع
فيها
والان انا اعلم ابنائي واحبهم ولن
اتركهم يتشردون كم تشردت انا وقالت ان
اولادها يقولون لها بان لا تتعلم عن
الاسلام لانهم في مدارسهم يقولون لهم بأنه
دين ارهاب ومخيف ولكن دائما اعلمهم انه
كلام مكذوب على الاسلام .
يدعو لها بأن تعتنق الاسلام عاجلا غير اجل
لانها على وشك ان تسلم وان نكون كلنا قدوه
مريض يذكر الله وهو فاقد للوعي .. ؟
دخلت على ذلك المريض في المستشفى وقد بلغ ( التسعين من العمر ) وقد قطعت رجلاه حتى الركبة , وسلمت عليه فلم يرد السلام وأخبرني المرافق أنه فاقد لوعيه منذ أيام.
ولكن الغريب أن لسانه يلهج بذكر الله ويعد التسبيح بيده , والله هذا ما رأيت , نظرت إلى أصابع يده وإذا هو يذكر الله ويسبح , ولكنه لا يشعر بنا نحن الزوار..
فقلت: سبحان الله لقد كان لسانه يلهج بذكر الله في حياته , وها هو الآن فاقد لوعيه , ولا يزال يذكر الله , وهكذا تكون حياة القلب وتعلقه بالله جل وعلا , فالجسد متقطع ولكن القلب متصل بالحي الذي لا يموت , وهكذا تكون المراتب والمنازل يا أمة الإسلام
اقرع بابَ اللهِ وأبشر بالفرَج
هذه قصة عجيبة ذكرها الشيخ / عبد العزيز بن صالح العقل – أحد مشاهير مشايخ القصيم - في محاضرة له بعنوان " قصص وعبر " - وتباع في بعض التسجيلات الإسلامية ، ومن بينها تسجيلات ( المجتمع ) في بريدة ،
والقصة هي ما يلي :
يقول الشيخ : من القصص التي مرت عليّ : رجل مِن قرابتي كان من حفظه القرآن ، وكان صالح من الصالحين ، وكنت أعهده ، وكنا نحبه ونحن صغار .. الرجل وَصُول لرَحِمِهِ ، والرجل مستقيم على طاعةِ اللهِ ، كفيف البَصَر ..
أذكر في يوم من الأيام قال لي : يا ولدي - وعمْرِي في ذاك اليوم ستة عشر سنة أو سبع عشر سنة - .. لماذا لا تتزوج ؟! ، فقلت : حتى ييسر الله يا خالي العزيـز .. المسألة كذا - أعني الأمور المادية - .
فقال : يا ولدي أصدق مع الله واقرع بابَ اللهِ وأبشر بالفرَج .
وأراد أن يقص عليَّ قصة أصغيت لها سمعي وأحضرت لها قلبي ، قال لي : اجلس يا ولدي أحدثك بما جرى عليّ .
ثم قال : لقد عشت فقيراً ووالدي فقيراً وأمي فقيرة ونحن فقراء غاية الفقر ، وكنتُ منذ أن ولدت أعمى دميماً ( أي سيء الخِلْقة ) قصيراً فقيراً .. وكل الصفات التي تحبها النساء ليس مني فيها شيء ! ..
يقول : فكنتُ مشتاقاً للزواج غاية الشوق ، ولكن إلى الله المشتكى حيث إنني بتلك الحال التي تحول بيني وبين الزواج ! ؛ فجئتُ إلى وَالدِي ثم قلت : يا والدي إنني أريد الزواج ، فَضَحِك الوالد وهو يريد مني بضحكه أن أيأس حتى لا تتعلق نفسي بالزواج ! ،
ثم قال : ( هل أنت مجنون ؟! ، مَنِ الذي سيزوجك ؟! ، أولاً : أنتَ أعمى ، وثانياً : نحن فقراء ، فهوّن على نفسك ، فما إلى ذلك من سبيل إلاّ بحال تبدو واللهُ أعلم ما تكون ) ! .
ثم قال لي الخال - رحمه الله - : والحقيقة أن والدي ضربني بكلمات ، وإلى الله المشتكي ! ، وكان عمري قرابةً أربع وعشرين أو خمس وعشرين ، فذهبتُ إلى والدتي أشكو لها الحالَ لعلها أن تنقل ذلك إلى والدي مرة أخرى وكدت أن أبكي عند والدتي فإذا بها مثل الأب حيث قالت : ( يا ولدي .. أين أنت والزواج ؟! ، هل أنت فاقد عقلك ؟! ، أين لنا بالدراهم لتكون لك زوجة ؟! ، وكما ترى حالتنا المعيشة الضعيفة ! ، وماذا نعمل وأهل الديون يطالبوننا صباحًا مساءً ؟! ) .
فأعاد على أبيه ثانية وعلى أمه ثانية بعد أيام وإذا به على نفس قوله الأول لم يتغير عنه .
ولكن في ليلةٍ من الليالي قلت لنفسي : عجباً لي ! ، أين أنا من ربي أرحم الراحمين ؟! ، أنكسر أمام أمي وأبي وهم عَجَـزة لا يستطيعون شيئاً ولا أقرع باب حبيبي وإلهي القادر المقتدر ! .
يقول الخال - رحمـه الله - : فصليتُ في آخـر اللـيـل - كعادته - ، فرفعت يديَّ إلى الله عز وجل ، فقلت من جملة دعائي : " إلهي يقولون : ( إنني فقير ) ، وأنت الذي أفقرتني ! ؛ ويقولون : ( إنني أعمى ) ، وأنت الذي أخذت بصري ! ؛ ويقولون : ( أنني دميم ) ، وأنت الذي خلقتنـي ! ؛ إلهـي وسيدي ومولاي .. لا إله إلا أنت ، تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج وليس لي حيلةٌ ولا سبيل ..
اعتذرني أبي لعجزه وأمي لعجزها ، اللهم إنهم عاجزون ، وأنا أعذرهم لعجزهم ، وأنت الكريـم الذي لا تعـجـز ..
إلهي نظـرةً من نظراتـك يا أكرم من دُعي .. يا أرحم الرحمين .. قيَـِّض لي زواجاً مباركاً صالحاً طيباً عاجـلاً تريح به قلبي وتجمع به شملي " ..
يقول : كنت أدعو الله تعالى وعينايَ تبكيان ، وقلبي منكسر بين يدي الله - عز وجل - ، وقد كنت مبكراً بالقيام وبعد الصلاة والدعاء نعَسْت ، فلمَّا نعَسْت رأيتُ في المنام - تأمل : في لحظته ! - ،
يقول : رأيتُ في النوم أنني في مكانٍ حارٍّ كأنها لَهَبُ نارٍ ، وبعد قليل ، فإذا بخيمةٍ نزلت عليّ من السماء ! ، خيمة لا نظير لها في جمالها وحسنها ، حتى نزَلَت فوقي ، وغطتني وحدَثَ معها من الـبـرودة شيءٌ لا أستطيـع أن أصفـه من شدة ما فيه من الأنس ، حتى استيقظت من شدة البَردِ بعد الحرِّ الشديد ، فاستيقظتُ وأنا مسرورٌ بهذه الرؤيا .
ومن صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء - معبـِّرٍ للرؤيا - ، فقال له : يا شيخ .. لقد رأيتُ في النوم البارحة كذا وكذا ، فقال لي الشيخ : يا ولدي هل أنت متزوج أم لا ؟! .
فقلت لـه : لا ، لـم أتـزوج ! ، فـقـال : لماذا لم تتزوج ؟! ، فقلتُ : كما ترى يا شيخ .. فهذا واقعي : رجل عاجز أعمى وفقير ! .. والأمور كذا وكذا ! .
فقال لي الشيخ : يا ولدي .. هل أنتَ البارحة طرقتَ بابَ ربِّك ؟! ، فقلت : نعم .. لقد طرقتُ بابَ ربي وجزمت وعزمت على استجابته دعائي ! .
فقال الشيخ : إذَن إذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها ، فإن الباب مفتوح لك ، خذ أطيب ما في نفسك ، ولا تذهب تتدانى وتقول : أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي .. وإلا كذا وإلا كذا ! ، بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك ! .
يقول الخال - رحمه الله - : ففكرتُ في نفسي ، ولاَ واللهِ ما في نفسي مثل فلانة ، وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل ،
فجئتُ إلى والدي فقلت : لعلك تذهب يا والدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت ،
يقول : ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض ذلك رفضاً قاطعاً نظراً لظروفي الخـَلْقِية والمادية السيئة لاسيما وأن مَن أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل والأفضل ! ،
فذهبت بنفسي ، ودخلتُ على أهل البنت وسلمتُ عليهم ، فقلت لوالدها : جئت إليكم أخطبُ فلانة ! ،
فقال : تخطبُ فلانـة ؟! ، فقلت : نعم ، فقال : أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن .. واللهِ يا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت .
ثم ذهَبَ للبنت ليأخذ رأيهـا ، فقال لها : يا بنتي فلانـة .. هذا فلانٌ ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّـحٌ مُبصرٌ بالقـرآن .. معه كتاب الله - عز وجل - في صدره ، فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله .
فقالت البنـت : ليـس بـعـدك وبعـد رأيك فيـه شـيء يا والدي ، توكلنا على الله ! ..
وخلال أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق الله وتيسيره .
لوحة أغلى من الذهب
انسدل ستار الليل معلناً عن بداية جديدة لمعصية لم يقدم عليها من قبل.. فقد إعتاد على ممارسة أى معصية يقترحها أحد الأصدقاء فى اجتماعهم الشيطانى .
كل ما حوله يمهد له الطريق بسهولة ويسر(فضائيات / نت / فتيات / مخدرات ) ضمير غائب ،وأشياء أخرى
استقل سيارته بعدما ترك المجلس فى طريقه للعودة الى البيت متأملاً الطريق تفاجأ بانتهاء البنزين وتوقف السيارة ..يخرج من السيارة ملقياً ببصره حول المكان عسى أن يجد من يساعده..يجد الطريق خاليًا من المارة والسيارات .يخرج هاتفه المحمول ويقوم بالإتصال بأحد أصدقائه لمعاونته، وينتظر.
يستند بظهره على مقدمة السيارة، يشعل تلك السيجارة التى أعدها له أحد الأصدقاء، يتأمل لوحات ملصقة على الجدران، تستوقفه لوحة مكتوب عليها بعض الكلمات \" الرقيب / يعلم ما تسرون وما تعلنون / لمن الملك اليوم / وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت \"
تدور بخلده بعض الأفكار المزعجة ويتسائل \"ترى ماذا لو اقتحم السيارة بعض البلطجية ورفعوا علي السلاح فى هذا المكان الموحش وقتلت هنا ؟!!! أين كنت أقضى يومى؟ وماذا كنت أنوى فعله عند عودتى للبيت ؟ !!\"
ألقى ببصره نحو السماء متمتمًا بكلمة( الرقيب ) ثم قال بصوت خافت:\"أنت ترانى الآن ،انا هنا وحدى ،لا بل أنت معى ،و هناك كنت أيضا معى وترانى ، وتعلم ما فى نفسي\".
إرتسمت على شفتيه إبتسامة تحمل معانى الخجل والضيق واستطرد وقد ألقى بالسيجارة تحت قدميه \" لست سيء إلى هذه الدرجة.. أقول لك ماذا فعلت من حسنات .؟اننى .....يصمت للحظات متعجبا من حاله بعينين زائغتين وكأنه يبحث عن فعل حسن قام به لوجه الله تعالى ، لا يجد
يدرك أن ما فعله كان لإسعاد نفسه والآخرين وليس من أجل مرضاة الله عز وجل ، يعاود النظر ثانية الى السماء قائلا (حسنا انا لم افعل شىء من أجلك يا الله، واعترف اننى إقترفت الكثير من الآثام لإشباع شهواتى وإسعاد نفسى، وأنت حتى الآن لم تبتلينى بشىء يوقفنى ويؤنبنى على ما افعل \"
يستطرد متسائلا \"هل هذا معناه انك لا تريدنى الجأ اليك ؟!!! هل ستتركنى على هذه الحال حتى ألقاك أم انتظر البلاء ؟!!!\"،
يتذكر قول والده ذات يوم حين كان يؤنبه على ترك الصلاة وملازمته لأصدقاء السوء \"ابك على نفسك لأنك لم يصيبك شىء من إبتلاء الله تعالى لك حتى الآن، على الرغم من كل المعاصى التى ارتكبتها فى حياتك ..عليك أن تخشى من سوء الخاتمه ومن لا يريده الله يجعله فى الأرض يفعل ما يشاء دون تأنيب للضمير ..أتعلم يا ولدى.. انت بلائى فى الدنيا ..انت عمل غير صالح \"
تألقت الدموع فى عينيه لأول مرة من أجل ذلك مغمغما\" لهذه الدرجة أنا انسان سىء\"؟! ، ثم القى ببصره ثانية نحو السماء قائلا \"انك انت الغفور مالك الملك ساعدنى يا الله كى أكون مثلما يجب أن أكون\"، ثم أزال الدموع التى كست وجهه شاعراً بتلك السعادة التى امتلأ بها قلبه متسائلا \"ترى هل هذا هو الإحساس الذى كنت تحدثنى عنه ؟!!! وتتمنى ان اشعر به ..\"عندها تملكته رغبة شديدة فى أن يتوضأ ويقيم الصلاة.
يبحث حوله، واذا بماء سبيل موضوع على الجانب الآخر من الطريق ،يتجه نحوه ، يسبغ الوضوء مطمئن القلب ولا زالت الدموع تتدفق دون توقف ، وبينما هو فى طريقه الى السيارة اذ به امام سيارة تمر سريعا ولا يستطع أن يتفاداها.. ليسقط مستسلما لقدر محتوم وتعلو وجهه إبتسامة صافيه تحمل معالم الرضا، إبتسامة إمتزجت بنهر من دموع عرفت طريق قد إهتدت إليه ولن تضل بعده أبدا ..............
أُعـــلـــنـــهـــا مـُــدوِّيـــة .. لـــقـــد آذيـــتـــمـــونـــي !!
لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام .. فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة .. وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث .. وكان لحملها الذي بلغ شهره الخامس النصيب الأوفر من ذلك الحديث .. فيا تُرى هل سيكون ذكراً لينظم لأخيه ذو العامين ونيِّف .
م تكون أُنثى وهذا أسعد ما ننتظر ونتمنى .. ماذا سنُسمِّيه ؟! .. ماذا سنُسمِّيها ؟! .. هل سيُشبه أباه ؟! .. أم ستكون شبيهة بأمِّها ؟! ..
يعلو صوت (زمَّار) الباص الذي يُقلُّ زوجتي المُعلِّمة إلى مدرستها مع باقي زميلاتها المُعلِّمات .. توِّدعني زوجتي .. بل حبيبتي .. بل قلبي الذي يمشي على الأرض بابتسامتها الهادئة الساحرة .. ووجهها المُضيء كفلق الفجر .. على أمل اللقاء القريب على أحرِّ من الجمر ..
الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم .. أن زوجتي أبت اصطحاب ابنها معها كعادتها كل يوم .. وفضَّلت أن يبقى مع جدَّته (أُمِّي) في المنزل .. فكان لها ما أرادت وبقي ابني مع جدَّته ..
ذهبت أنا أيضاً كعادتي إلى العمل .. كنت سعيداً .. ومنشرح الصدر .. كيف لا وحياتي كُلُّها سعادة وسرور .. حياة زوجية سعيدة وناجحة .. زوجة صالحة ومُخلصة ووفية ومُحبِّة .. ونتاج ذلك ابن ملأ علينا دنيانا سعادة وفرحاً وأملاً وتفاؤلاً ..
ساعات قليلة مضت .. هاتفي المحمول يرن .. لا أدري .. شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل بي .. انقبض صدري وضاق .. نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل .. هااااه !!! رقم الهاتف المحمول الخاص بزوجتي !!! .. خير إن شاء الله .. عسى ما شر .. اللهم اجعله خيراً ..
أنا : آلو .. نعم ..
الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجة كبير في الخلفية : هل أنت زوج صاحبة هذا الرقم ؟!!!! ..
أنا : نعم أنا .. خير .. عسى ما شر .. ومن أنت ؟! .. (وش السالفة) ؟؟!! ..
هو : يا أخي الباص الذي كان يُقلُّ زوجتك وزميلاتها تعرض لحادث مروري .. وأنا أحد رجال الأمن الذين يُشرفون على الحادث ونأمل منك مراجعة مستشفى (********) العام لإكمال باقي الإجراءات ..
أنا : الله المستعان .. وكيف حال زوجتي ؟! .. هل أصابها مكروه ؟! ..
هو : تعال إلى المستشفى وستعرف كل شيء .. بسرعة ..
خرجت من مكتبي مُسرعاً .. لا أحس بالزمن .. ولا أدري بما يدور حولي .. فقدت إحساسي بالزمان والمكان .. ركبت سيارتي وسرت مسرعاً باتجاه ذلك المستشفى الذي يبعد عشرات الكيلومترات .. كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك .. آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي .. أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات .. ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن حبيبتي وغاليتي وجوهرتي ستعود لي ولابنها ولبيتها لتُضيئه بنورها .. وتملأه من عبق عطرها وشذاه ..
وصلت إلى ذلك المستشفى .. كانت الكآبة تُحيط به من كل جانب .. توجَّهت صوب البوابة حثيت الخُطى تكاد لا تحملني رجلاي .. لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط ..
دلفت من باب الطوارئ .. فوجدت حالة كبيرة من الفوضى والحركة السريعة .. وكأنها حالت استنفار .. رأيت أحد العاملين بالمستشفى وكان يلبس بزَّة بيضاء .. ناديته .. وسألته : هل أتاكم مُصابات في حادث تصادم أو ما شابه ؟! .. قال : نعم .. وما تراه من حالة استنفار هنا ما هو إلا من أجل ذلك الحادث المروِّع .. هل لك قريبة بينهن ؟! .. قلت : نعم .. زوجتي !! .. تغيَّرت ملامح وجهه وكساه الحزن والحسرة .. خير إن شاء الله (قلت له) .. قال : يا أخي والله ما أدري ماذا أقول لك ؟!!! .. ولكن إذهب إلى ذلك المكتب هناك وستجد الخبر هناك وتُكمل باقي الإجراءات !!! ..
يا الله .. أي مكتب وأي إجراءات ما الأمر ؟! ..
وصلت إلى ذلك المكتب فإذا هو مزدحم بالناس .. وحالتهم يُرثى لها .. فيهم من يبكى .. وفيهم من يتأوَّه ويأن والألم بادٍ عليه بوضوح .. شققت دربي بصعوبة إلى طاولة الموظف المختص .. سألته : يا أخي هناك حادث حصل اليوم لباص مُعلِّمات .. وكان زوجتي من بينهن .. وأُريد أن أستفسر عنها وعن حالتها .. سألني ما اسمها ؟! .. اسمها : فُلانة .. قال لي : يا أخي عظَّم الله أجرك .. فذلك الحادث لم ينجُ فيه أحدٌ منهن .. وأتمنى أن تبقى حتى تتعرف على جثة زوجتك ومن ثمَّ نُكمل الإجراءات النظامية حيالها ..
يا الله .. ماتت ؟؟!! .. زوجتي ماتت ؟؟!! .. حبيبتي ماتت ؟؟!! .. هكذا ؟؟!! .. وبهذه السرعة ؟؟!! بغتة ؟؟!! .. بدون أي مُقدِّمات ؟؟!! .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. مُصيبة وأي مُصيبة ..
ذهبت لأرى زوجتي .. لا زلت أذكر جيداً لباسها الذي كانت ترتديه قبل أن تخرج خروجها الأخير من المنزل .. كنت كلَّما تقدَّمت خطوة .. قلت في نفسي لعلها لا تكون هي ؟!! .. لعله يكون باصاً آخر غير الذي كانت فيه !! .. ولكن رجل الأمن اتصل بي من هاتفها المحمول .. واسمها مدون لديهم من خلال أوراقها الثبوتية !! ..
وصلت إلى حيث كانت في الثلاجة .. سألني المختص عن اسمها مُجدداً .. قلت له : إنها قلبي .. حياتي .. بهجة فؤادي .. سراج دنيتي .. أم ولدي .. فُلانة .. ذهب إلى أحد الأدراج وسحبه وقال : حاول أن تتماسك وتُركِّز جيداً حتى تتعرف عليها .. اقتربت منها .. حاولت أن أتماسك .. وما زال لدي بصيص أمل أنها ليست هي .. نظرت إلى وجهها .. يا الله .. يا الله .. اللهم أفرغ عليَّ صبراً .. إنها هي والله .. إنها زوجتي الحبيبة .. نعم .. هي .. وهذه ملابسها التي كانت ترتديها قبل خروجها الأخير .. يا الله .. كما كان المنظر مروِّعاً ومُرعباً .. وكم كان وجهها مشوَّها من جرّاء الحادث .. يا الله .. بالكاد عرفت وجهها من شدَّة ما تعرض له من كدمات .. ولكنها هي ولا شك ولا ريب ..
اللهم لك الحمد على ما قضيت .. ماتت زوجتي .. ومات جنينها في بطنها .. نعم .. مات ذلك الحُلم .. قبل أن نعرف هل كان ذكراً أم أُنثى .. ولكن ماذا يفرق الآن ؟! .. فقد ذهب كل شيء .. الحمد لله على كل حال .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
توافد الناس للعزاء .. وأنا ما زلت غير مُصدق لما حدث .. رغم إيماني بقضاء الله وقدره .. بيد أن المُصيبة كانت قوية جداً بالنسبة إليَّ .. والصدمة بلغت مداها .. خصوصاً .. وأن ابني يسألني دائماً (فين ماما) ؟!! .. (أبغى ماما) .. ماذا أقول له ؟! .. وما الذي يُمكن أن يُدرك عقله حتى أخبره بأن أمه لن تعود أبداً .. وأنه لن يراها ولن تُلاعبه وتُداعبه وتُدلِّله طيلة حياته ؟!! .. لقد أصبح يُسبباً لي ألماً إضافياً كلما رأيته يسير في البيت ذهاباً وجيئة تارة يلعب دون أن يعي ما يدور حوله .. وتارة يفتقد أمه وينشد عنها ..
بعد عدة أيام أحضر لي أحد الأقارب (سامحه الله) إحدى الصُحُف المحلية التي صدرت صبيحة اليوم التالي للحادث .. وأطلعني على تغطية تلك الصحيفة للحادث .. حيث تصادف وجود مراسل لها قُرب الحادث وقد قام بتصوير وتغطيته .. اطلعت على تلك التغطية .. وهالني وصدمنى ما رأيت .. لقد رايت زوجتي وهي مُمدَّدة على الأرض بعد وقت قليل من الحادث كما يبدو من الصورة .. نعم .. عرفتها من خلال ملابسها التي ظهرت من وراء عبائها في الصورة .. لم أتمالك نفسي .. فانهرت .. وبكيت .. وتألمت .. فهذه المرة الأولى التي أراها في تلك الصورة .. وكم كانت مؤلمة حقاً تلك الصورة التي رأيتها فيها .. وقد لا تصدقون لو قلت لكم أن وقعها عليَّ كان بقوة وقع رؤيتي لها في المستشفى والدماء تملأ وجهها ..
ما الفائدة المرجوَّة من نشر مثل تلك الصور ؟!! .. للعبرة ؟! .. للعظة ؟! .. ولكن ماذا عني أنا صاحب الشأن ؟! .. ماذا عن غيري ممن يرى قريباً له ممداً على الأرض وقد فارق الحياة عبر الصحف المنتشرة في كل مكان ؟! .. ألا يراعون مشاعرنا ؟! .. ألا يعتبرون لأحساسينا أي اعتبار ؟! .. أم أن السبق الصحفي هو الأهم ولو كان على حساب مشاعر الغير وآلامهم وعبراتهم ؟! ..
عندما تسلَّمتُ مُتعلقات زوجتي بعد الحادثة .. كان من ضمنها هاتفها المحمول .. وقد كنت أتساءل : كيف عرف رجل الأمن أني زوج تلك المرأة ؟! .. فنظرت في هاتفها .. فإذا هي قد حفظت رقمي تحت مُسمَّى (زوجي الحبيب) ..
هذه القصة حقيقية وكلا طرفيها (الزوج والزوجة) هما من أقاربي .. ولقد كانت تلك الزوجة ممن يُضرب بها المثل في الأخلاق والأدب والتدين وحسن التبعل لزوجها والبر به وبأهله .. لدرجة أني هاتفت أم الزوج (قريبة لي أيضاً) فبكت عليها بكاءً كاد والله يٌقطع نياط قلبي وكأنها ابنتها .. وذكرتها بكل خير ودعت لها بالجنة وأخبرتني أنها راضية عنها كل الرضا ..
أما بالنسبة للزوج .. فمن هول الصدمة وعِظَمَ المُصيبة .. أُصيب بإنهيار عصبي .. وأصبح يتعاطى الأبر المُهدئة .. بعد أن أصبح يرى الكوابيس في منامه .. ولم يستطع لفترة أن يذهب إلى عمله .. رغم التفاف الجميع حوله ومحاولة الشد من أزره .. بل جاءني أن أمَّه في محاولة منها للتخفيف عنه كانت تقول له : يا ابني إن شاء الله سنجد لك من هي مثلها وأحسن إن شاء الله .. ولكن أصبر واحتسب .. فكان يرد عليها : وهل هناك في الكون من هي مثلها حتى يكون هناك أحسن منها ؟! ..
الانتقام ( قصه واقعيه مؤثره لعقوق الوالدين )
ارسلت رسالتها منذ اربع سنوات تحكى فيها عن قسوة ابيها وسوء معاملة لها ولاخواتها وامها واسرد لكم القليل مما فعل
فعلى الرغم من ان منحه الله الكثير من الاموال ويمكن ان نطلق عليه –مليونير – حيث يمتلك الكثير من الاموال والشركات ورجل مرموق ولكن للاسف لم يحسن الانفاق على بناته حيث اجبرهما على العمل من أجل أطعام أنفسهن لا تتعجبوا بل حدث اكثر من ذلك فقد توفيت زوجته بسبب تركه لها مريضه دون الذهاب بها الى الاطباء وحتى بعد وفاتها لم يستلم جثتها وتركها !!!
إلى جانب ازلالهما وتنكروا لهما والكثير والكثير الذى يمكن ان نقول ان هذا الاب نزعت الرحمه من قلبه .
وتوفيت الام ومازال البنات يعملن وتركهن الاب وتزوج غير امهن عدة مرات ثم ذهب إلى اداء العمره ولم يعد بعدها انقطعت اخباره عنهن حتى اصدرت المحكمه قرار بفقده وتم توزيع ميراثه على البنات والاعمام .
وإلى هنا والامر طبيعى ولكن ما اثير تعجبى فتقول صاحبة الرساله
شاءت إرادة الله أن تجده مصادفة بعد عدة سنوات-والدها- عجوزا منهكا ،فاقد للذاكره ،يمسح سلالم العمارات ، ويتسول ثمن طعامه ،ودوائه ، بعد أن كان فى رغدا من العيش ,يحرمن نحن منه ويهيننا فى أعمال مرهقة لننفق على أنفسنا!!
الى هنا كانت هذه رسالتها من اربع سنوات وكانت الاجابه عليها بأن تبر أبيها وان ان تعفو عنه وان لا تنتقم لذاتها .
وإلى هنا انقطعت أخبارها ولم نعد نعرف ماذا فعلت مع ابيها وهل فعلت ما اشار عليها المستشار ام لا ولكن بعد اربع سنوات تعود وتحكى لنا قصتها مع ابيها واخواتها بعد ان عثرت عليه بعد عدة سنوات
واترك لكم تحكى هى قصتها على لسانها
فتقول بعدما رأيت أبى هكذا فجمعت أخواتى وأخذتهم ومعنا المحامى وذهبنا لنرى ابى الذى عاد .... سألنا عليه ،فدلنا اولاد الحلال على مكانه , وعلمنا انه تم نقله الى احدى المستشفيات الحكومية ، فذهبنا هناك ، ورأينا مشاهد مؤلمه ، فقد كان ينام على مرتبة متهالكه ، فى حجره بها الكثير من المرضى ، الذين أخبرونا أنه يذهب كثيرا فى غيبوبة ن وان الاطباء يريدون ان يخرجوه ولكنهم لا يعرفون أهله حتى يتسلموه .
ذهبنا للطبيب لنسأل عن حالته ، فقال أنه يعانى من امراض كثيره : ضغط وسكر ومياه على الرئه ، وتليف بالكبد ، ودوالى بالمرئ ، نقلناه الى احدى المستشفيات " النظيفه " على مسئوليه المحامى ، وعندما أفاق من الغيبوبه بكى بشده، وقال :" وحشتونى ، لماذا لم تأتوا إلىَّ منذ فتره "بكينا من هذه الكلمات ومن حالته المأساوية ، ومن وصف الاطباء لامراضه الكثيره ، كان يقول هذه الكلمات ودموعه تغرق وجهه الذى سكنته الشقوق والجروح ، وكأنه كان يشعر أننا أولاده !!
بعد ايام طلب منا الاطباء الاهتمام بعلاجه ونظافته ومعيشته وفوجئنا به يطلب منا ان نخرجه من المستشفى لانه علم أن الغرفه التى يقيم بها غاليه الثمن وسامح الله شقيقتى فقد قالت له " انت فى حجرة متحلمش بيها "أخفى وجهه فى الملاءة وقال لى : اخرجينى يا ابنتى من هنا ، واقرضينى ثمن العلاج ، وسوف اسدده لك إن شاء الله ، فقالت له أختى ، ومن اين ستسدد ؟ قال : سأنظف البيوت ، وامسح السلالم هذا هو عملى ولن لم استطع تسديد دينكم سأعمل عندكم بثمن العلاج امسح سلالم شققكم وانظفها !!
لم تعطى لنا شقيقتنا فرصه لكى نشفق عليه بعد هذا الموقف ، فعلى الفور قالت له : لقد كان لنا أب لكن لم يرحمنا ولم يرحم امنا حتى وهى مريضه فكان يجبرها على العمل ويقول لها " اشتغلى بلقمتك " على الرغم من أنه كان يمتلك الكثير من الاموال ولكنه اليوم على الاستعداد للعمل عند اولاده يخدمهم ليسدد نفقات علاجه وهنا تدخلت انا واخبرته أننا ننفق هذه الاموال عليك صدقة عن امى المتوفيه فأنت مثل والدنا نهرتنى اختى قائله : " متطمعهوش فينا انت السبب ربنا ياخدك معاه كان لازم تقابليه وترجعيه تانى "
أصر أحد اخوالى على الذهاب الى اعمامى ليخبرهم ان اخاهم " ابو البنات " عاد وانه حى لم يمت ويعالج بالمستشفى فكذبوه وحضروا الى المستشفى وحدث بيننا " خناقه" كبيره ضربونا وكانت فضيحه فى العائله ولكن خالى ذهب الى قسم الشرطه وعمل محضر ضد اعمامى وجاء امين الشرطه ليسأل العجوز :" انت مين "؟
قال " انا معرفش حاجه هؤلاء البنات ساعدونى واحضرونى الى المستشفى للعلاج وقال الاطباء انى فاقد للذاكره ولكنى لو كنت فعلا اباهم فأنا مش عاوزهم يعرفونى تانى " .... قالها وهو يبكى بحرقه فكيف لاب يضرب بناته ويعذبهم بل ويكون سبب فى وفاه امهم هل كنت هذا " الوحش " ان كنت كذلك فلا اريد ان اذكرهم بما عانوه معى !!
خرج الرجل من المستشفى بعد علاجه وعلم اننا بناته وكان كلما يرى واحده منا يدارى وجهه وهو يبكى ويقول " اللهم قصر أيامى "فأقول له " انت مش مبسوط انك عرفت اولادك " فيقول كان نفسى اكون مبسوط ولكن ذكرياتى مؤلمه معكم " ذكريات موت " ولهذا لن استطيع العيش معكم سأعود الى حجرتى الصغيره اكنس وامسح السلالم والبيوت ولكن كل ما اطلبه منكم يا بناتى هو ان تسامحونى ارجوكم !!
كررها اكثر من مره ... سامحونى .. سامحونى فقلت لو سامحناك نحن فى حقنا فمن يسامحك فى حق أمى ؟.... فقال وهو يبكى يا ابنتى ... يا ويلى من عذاب الله فلا ادرى ماذا اقول لربى عندما يسألنى لماذا لم تنفق على بناتك وقد رزقك مالا كثيرا لماذا تركتهن ومعهن زوجتك المريضه يعملن لينفقن على انفسهن ؟
ماذا أقول لربى إذا سألنى لماذا لم تتسلم جثة زوجتك وتدفنها ؟!
اخذته أختى الوسطى بعدها ليعش معها ولكن - سامحها الله – كانت تعطى له العلاج على " معدة خاليه " لانها كانت تقوم من النوم متأخره وكان اول طعامه هو " العيش الناشف " فكان يطلب منها ان تبلل له العيش ليستطيع مضغه فكانت تغرق العيش فى الماء حتى يتفتت فيلملمه بأصابعه الضعيفه وهو لا يملك ما يسد جوعه غير ذلك وكانت كلمتة يرددها دائما " أهى آكله والسلام "
لا استطيع ان انسى مشهده عندما ذهبت لزيارته يوما فوجدته جالسا عند باب الشقه من الداخل حزينا وخائفا فسألته ماذا جرى ؟ فأخبرنى انه تبول لا اراديا على السرير وان شقيقتى قد نبهت عليه الا يفعلها مرة اخرى بكى بشده وترجانى ان ارحل به من عندها فاخذته وذهبت به الى اختى الاخرى فقد كنت رافضه ان يعيش معى فى الشقه فأنا اعيش منفرده وكنت لا اريد ان اعيش لاخدمه وكنت اقول لنفسى فى بعض الاوقات " اتركيه يتبهدل عند اولاده " ثم اذهب به لحجره الموت التى كان يعيش فيها
اعرف انكم جميعا ستدعون عليه بأن ينتقم الله منى وقد قلتها بالفعل لنفسى !!
عندما دخلنا على اختى بغاتته بسؤال " انت لسه عايش وكمان هتعيش معايا " تعلق الرجل فى ايدى وبكى واستحلفنى بالله ان لا اتركه واصطحبته معى فاخبرته أنها ايام قليله ثم يعود الى حجرته الاصليه تركته ولكن ظلت نظرات عينيه لا تفارقنى دقيقه وهويتوسل لى الا اتركه فعدت بعد اسبوع لزيارته فوجدته نائما على كنبه ببلكونه المنزل وعلمت ان شقيقتى كانت تكلفه بنظافه المنزل ومسحه وكانه " الخادم " حتى ان زجاج االشباك اصاب إصبعه فلم تكلف نفسها عناء علاجه وتركته ينزف ويعانى !!
امسك بيدى ورجلى وترجانى ان اعود به الى حجرته ووعدنى انه سيطلب من اولاد الحلال سداد ما انفقناه عليه لعلاجه اخذته وذهبت به الى حجرته الصغيره التى يسكن بها فى احدى المحافظات واعطيت اموالا لشيخ المسجد لكى يقوم برعايته ثم سافرت وما ان نزلت فى محطه القطار الا وجدتنى اعود مره اخرى واستقل القطار العائد الى مدينته وعندما دخلت عليه انهار فى البكاء وقال اعلم انك ستعودين انت فقط من اشعر بك استلقيت فى حضنه –لاول مره-" انه يأخذنى فى حضنه الدافئ بكيت على كتفيه غمرت وجهى الدموع ثم سألنى هل سامحتينى ..... فرحت فى صمت عميق ولكنه ليس علامه الرضا !!
لم استطع ان اتركه بعد كل ذلك واصطحبته معى الى شقتى كنت ابحث عن رضى ربى قبل اى شئ على الرغم من النار الدفينه التى كانت تسكن احشائى مما فعله معنا .... عشنا معا فتره شعرت فيها –لاول مره- بطعم ان يكون لك أب يربت على كتفيك ، يحنو عليك ، كنت أدخل الشقه فأجدوه واقفا فى الشباك ينتظرنى ويطمئن علىّ وكان يطلب منى ان اخذه الى مقبره والدتى وعندما وقف امامها بكى كثيرا ثم طلب منها ان تسامحه وان تشفع له عند الله ليسامحه.
لا انسى هذه الاوقات التى كان يساعدنى فيها فى لملمه اوراقى التى كنت احضرها معى للعمل بالمنزل ثم نبدأ فى اللعب على الكمبيوتر لم أعد أحتمل البيت بدونه فقد كلن يذهب لزياره حجرته التى كان يسكن بها فلم احتمل هذه الساعات وذهبت فورا لاحضاره لا اخفى عليكم انه حتى النوم اصبح له طعم فى وجوده فكنت استغرق فى النوم وانا مطمئنه ان أبى معى فى المنزل يحرسنى بدعواته التى لا تنقطع " ربنا يكفيكى شر عباده يا بنتى " !!
فى هذه الاوقات قررت ان اذهب لقضاء العمره وعندما أخبرته ضحك وقال " اوعى تفقدى الذاكرة " وبكى وقال لى " من سيزورنى " ثم بدأ يوصينى بالدعاء ووعدته بأصطحبه معى فى المره القادمه سافرت بعد ان اعطيته " تليفونا محمولا " لكى اطمئن عليه وبعدها علمت انه مرض ولم يجد احد يدخله المستشفى وبعد ان قضيت عمره رمضان عدت واخذته الى المستشفى كان يعانى فى هذه المره يبتسم كثيرا ويبكى اكثر ويشرد بناظريه اكثر واكثر ... وكان يردد دائما : ترى هل خففت عذابك عنى ترة هل تقبلت دعوتى "هدأته وقلت له : ارحم نفسك ولاول مره نبض قلبى بالدعاء له ان يشفيه تركته فى اليوم التالى وذهبت لعملى وعدت مسرعه بعد ان اتصلت بى الممرضه لتخبرنى انه فى غيبوبه فاقتحمت حجره الرعايه المركزه ورميت نفسى فوق صدره وبكيت كما لم ابكى من قبل وصرخت بأعلى صوتى ... يارب دعه يشعر بى ولو لحظه واحده لكى اقول له ساااامحنى ...... سامحنى
على كل لحظه عاملتك فيها بجفاء فقد كان كل ذلك رغما عنى جلست عند قدميه وقبلتهما ثم قبلت رأسه ولستحلفته الا يتركنى وطلبت منه ان يغفرلى ثم ذهبت لاصلى وما هى الا لحظات وحضرت الممرضه لتقول لى
البقـــــــــــــــــاء لله
رحل أبــــــــــى ..... ورحت انا فى غيبوبه وعلمت بعتد ان افقت ان اعمامى رفضوا دفنه فى مقابرهم فدفنه خالى فى مقابر العائله بجوار امى التى رفض –سابقا-استلام جثتها .
الآن .... لم اعد اجد من ينتظرنى بالمنزل لم يعد هناك من يدعو لى اصبحت اعيش فى وحشه الوحده
انتقــــــــــــــــــــــــــام الله
" كـــــــــل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامه إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه " أى يعجل له العقوبه فى الدنيا قبل يوم القيامه
ويبدوا ان انتقام الله قد بدأ معنا .... نعم لقد بدأ انتقام الله معى واخواتى فقد مرضت بهوس نفسى كنت اقطع هدومى واجرى فى الشارع واصرخ وابكى واضحك وارقص واعود لاصرخ " ابويا مات " " يا ناس ابويا مات "!!
أما شقيقاتى فسوف اقول لك ما حدث لواحدة منهن فقط وهى التى كانت تطعم أبى " العيش الناشف " فقد اصابها مرض " البهاق " فى جسدها كله ولم يتحملها اولادها وزوجها وطلبوا منى ان اخذها لتعيش معى !!
هل ســــــــــامحنى أبى ؟!