رسالة الى رجل محترم من امراة محترمة
أخاف يا سيدي العزيز أن تكون من ذاك النوع من الرجال ؛الذي يتفنن في أمتلاك الأشياء المميزة ,والثمينة ,أخاف أن تكون من ذاك النوع المريض بنفسه ,والذي يري أن الكون كله يتمحور حوله فقط ,أخاف يا سيدي المحترم أن تكون كذبة كبيرة ,وأنا المغفلة الكبيرة ,والمخدوعة فيك,أخاف أن تكون من هولاء الذين يرفعون الشعارات , ولايطبقونها ,أخاف أن تكون ممثل بارع في الحياة ,أخاف أن تخدعني قلة خبراتي ,أو أن يخونني حدسي الأنثوي أمام مكرك الرجولي ,أخاف أن ألعب لعبة الحب التي طورت فيها رغما عني معك ,هي ليست لعبة بل وهم كبير أتشبت به , ولا أدري هل هو مجتمعنا الذكوري ؟ أم ذكور مجتمعنا الذين يتفنون في قمع المراة بكل الأشكال والطرق لا بل يبتكرون طرق جديدة ويتبعون أساليب ملتوية ؟ لاأريد ان تغلبني سلبياتي , وخبراتي المتواضعة مع ذكور هذا المجتمع الظالم , لاأريد ان أستبق الأحداث أو الأقدار كلها في علم الغيب ,لكن كل ما أعلمه هو أنك مختلف عن ذكور هذا المجتمع ؛لانك رجل بكل ما للكلمة من معنى بالنسبة لي, ولانك تظهر بهذه الصورة أمامي ,ولم أرى أي شيء آخر يجعلني أهابك.
لطالما حرصت أن تظل رسائلي جسرا يوصل الوداد بيننا وأن تبقى كلماتي رسولا يؤنس ليل وحشتنا الطويل وكم دعوت الله أن يزيل الغم عنا ويفرج كربنا صبح جديد ، فما نلت غير الأماني وسلوى تؤنس وحدتي من حين إلى حين .

أبوح بما في النفس من حرقة وألم، وأبث شكواي مضطرمة بعد أن ضاقت بي الدنيا وعز في دروبها الرفيق، فلا تخافي علي ولاتجزعي .. ولا تدعي الهواجس تنال منك، أو تأخذك كل مأخذ، فأنا مازلت حيا .. أعيش اللحظة هنا بكل تفاصيلها.. بكل ما فيها من ظلم وجور، أعاني سطوتها كما تعانون وربما بوقع أشد مما تظنون، وقع قد يكون مبعثه تلك العيون التي تنظر إلى ما يجري بقربها بارتعاش وخوف، دون أن تعي للحظة سر التبدل الذي طمس الأشياء من حولها وغير معالمها إلى أبعد ما يكون.. أعاني من بهرج الشعار وبريقه المغثي، فما كان بالأمس عارا نلعنه، أصبح اليوم مطلبا ننشده، فلا ميزان تستقيم به الأشياء ولا بيان يبدي أو يوضح سر هذا الانقلاب الذي لفنا وطال كل شيء في حياتنا.. أعاني من أشياء كثيرة قد يطول الوقت في شرحها.

رجال بمعنى الكلمة
شاب يضم ركبتيه حتى لا يلمس فتاة
تجلس بجانبه بدون قصد !
شاب في الباص يقوم من مكانه لكي تجلس الفتاة ؛
حتى لا تتعرض للمضآيقآت
شآب يرى فتآه تتعرض لموقف محرج ﻵ يضحك
أو يقول ﻵصدقآئه أنظروآ إليهـآ
شآب يمشي وأمآمه فتآه ؛ يسبقهآ بـ خطوآته حتى
تطمئن بأنه ﻵ ينظر إلى جسمهآ من آلخلف !
شاب يكتم أنفاسه عندما يمر من جانب فتاة
لكي لا يشم عطرها
