أكتبوا قائمة كل الأشخاص اللذين ترغبون بمسامحتهم ولاتنسوا السلوكيات والمواقف والأحاديث اللتي جرحتكم وآلمتكم منهم ثم أقروا بتلك المسامحه بعد أن تتأكدون أن قلوبكم البيضاء عادت كما هي أسم الشخص اللذي ترغبون بمسامحته : السلوك اللذي أزعجكم منه : هل أنزعجتم من السلوك أم من الشخص نفسه : سامحو الشخص وأبغضوا سلوكه في نفس الوقت~*







مما ورد في السنة النبوية من أحداث أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه وهو يجلس معهم: "الآن يدخل علينا رجل من أهل الجنة"، فدخل رجل نعلاه بيديه ولحيته يتقاطر الماء منها، وفي اليوم الثاني والثالث كان الرسول يقول: "يدخل علينا رجل من أهل الجنة" فيدخل الرجل نفسه فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص وقال له: "إن بيني وبين أبي حالاً وأريد أن أمكث معك في بيتك، فوافق الرجل، فكان عبد الله بن عمرو يراقب الرجل ويرى عبادته، فما رآه يزيد من عبادة وبعد ثلاثة أيام قال عبد الله بن عمرو للرجل: "أما والله ليس بيني وبين أبي حال ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "يدخل عليكم رجل من أهل الجنة" فتدخل أنت فأردت أن أعرف ما الذي بلغ بك تلك المرتبة .. فما رأيتك كثير صيام ولا صلاة فقال الرجل: "آوي كل ليلة إلى فراشي، وليس في قلبي حقدٌ على مسلم"...

القصة السابقة مدخلنا في هذا التقرير للحديث عن خلق المسامحة وأجره..


": "رسالة الإسلام هي رسالة أخلاق، وهذه الرسالة إنسانية بالدرجة الأولى، والشريعة الإسلامية بكل أحكامها بما فيها نظام العقوبات راعت البعد الإنساني"، مضيفا: "وُضِع نظام العقوبة على المسيء جزاءً على إساءته، لأنها ألحقت ضررا بالبعد النفسي للطرف الآخر".

وبالاستشهاد بقوله تعالى: " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، يرى أ. قنديل أن مواجهة الإساءة بإساءة فيها تثمين للخصم، أما العكس فيكمن في مواجهة الإساءة بإحسان، موضحاً أن المسيء يُعد من الجاهلين وفقا لقول الله عز وجل: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".

ويبين أن خلق العفو جاء في القرآن بين ثوابين، إذ يقول تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"، والإحسان هو أن تحسن لمن أساء إليك كما فسّره رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، ووفقا لقنديل فإن "الخلق" يختلف عن "مكارم الأخلاق"، فالأول يقتصر على مسامحة المخطئ، بينما المكارم تتسع دائرتها لتشمل _إلى جانب المسامحة_ العفو عن المسيء وتأمينه.


ولأن القدرة على المسامحة مرتبطة بطبائع الناس، فقد راعى الإسلام الفروق الفردية بين هذه الطبائع، كما يوضح أ.قنديل، ولذا أجاز مواجهة الإساءة بإساءة وشجّع في الوقت ذاته على العفو والتسامح، حيث يقول الله تبارك وتعالى: "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين"، ويقول أيضا: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين".

وينبه  إلى أن ردّ الإساءة بمثلها ليس مباحاً على إطلاقه وإنما ينبغي أن يخضع لشروط وضوابط، كأن يقذف أحدهم والدة الآخر فلا يرد بالمثل، والسرقة أيضا على سبيل المثال لا يجوز للمُسَاء إليه أن يرد الإساءة بالسرقة من المسيء، وكذلك فإن للعبد الحق في المسامحة بحدود ما يملك أي أن يتنازل عن حقوقه، أما حقوق الله فهي ليست من حدود ما يملك الفرد.


ومن نماذج تشجيع الرسول _صلى الله عليه وسلم_ على المسامحة، الحادثة التي رواها أَبو هُرَيْرَةَ (رَضي اللَّه عنه): "إنَّ رجلا سبَّ أَبا بكر، (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، وَالنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) جَالِس لا يَقُولُ شَيْئًا، فَلَمَّا سكت ذهب أَبُو بكر يتكَلَّم، فقام النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وَاتَّبَعَهُ أَبُو بكر، فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ يَسُبُّنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا ذَهَبْتُ أَتَكَلَّمُ قُمْتَ؟" قَالَ: "إِنَّ الْمَلَكَ كَانَ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمْتَ ذَهَبَ الْمَلَكُ، وَوَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِس".




ومن خلال القصة السابقة، ينصح  باستثمار الإساءة في تطبيق خلق المسامحة، عادّاً أن النبي (عليه الصلاة والسلام) أراد من كلامه لأبي بكر أن يوصل رسالة مفادها أن نجعل خلق المسامحة خلقاً دعوياً.

ولكن، ماذا لو دعا الإنسان على المسيء إليه ثم قرر أن يسامحه؟ يقول قنديل: "إن المسامحة تجب ما قبلها، لكن الدعاء على المسيء بسبب الإساءة غير مقبول إلا إن ثبت شرعا أن الداعي مظلوم".



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer

Pages