عندنا كمسلمين أصول لهذا الاحترام إذ أن كل من شاب في الإسلام شيبة كانت له حسنة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله ليستحي أن يعذب ذا شيبة في الإسلام}، وقال أيضا: {نظر إبراهيم عليه السلام إلى المرآة فرأى شيبة بيضاء فقال: يا رب ما هذا البياض؟ قال: هذا وقار يا إبراهيم، قال: اللهم زدني وقاراً}. ولهذا حق على المسلمين أن يعلموا أبناءهم ويربوهم على أن يحترموا ثلاثة: حامل القرآن غير الجافي والغالي فيه، والسلطان المقسط العادل، وذا الشيبة المسلم. ويذكر أن الإمام أحمد على قدره الكبير كإمام لأهل السنة، كان لا يقوم لأحد، لكنه كان إذا رأى شيخاً أقبل في لحيته شيب قام له واحترمه وقبله وأجلسه مكانه.






كيف نعلِّم أبناءنا قيمة الاحترام؟


إنَّ أهمية الإحترام والضرورة الملحَّة له هي أمر بديهي، فالإحترام هو الأساس والقاعد للعديد من القيم الأخرى للحياة، والأطفال الذين يتعلمون أن يطبقوا وأن يفهموا مبدأ الإحترام سيكونون أعضاءً أفضل في المجتمع وأصدقاء أفضل وقادة أفضل.

كما أنَّ تعليم الإحترام مسألة صعبة إلى حد ما، والشيء المهم الذي يجب تذكره هو أن الإحترام لا يمنح بشكل دائم ما لم يتم تلقيه فيجب علينا أولاً أن نحترم أطفالنا -في طريقة حديثنا معهم ومعاملتنا لهم- ومَن ثم سنطلب منهم بالتأكيد أن يبادلونا هذا الإحترام.

[] إرشادات في تعليم الأبناء الاحترام:

1= إحترمي الآخرين ثم توقعي الإحترام منهم، إخلقي جوًا ملائمًا للإحترام في منزلكي، فنحن غالبًا ما نتحدث مع أبنائنا ونتعامل معهم بدرجة أقل من الإحترام الذي نُبديه للغرباء، ولذلك يجب علينا أن نغير ذلك حتى لو تطلَّب الأمر أن ننظر إليهم كغرباء ونتحدث معهم وفقًا لذلك.

مثلاً: إستخدمي كلمات: إذا سمحت... شكرًا، بشكل أكبر.

إطلبي منهم عمل الشيء بدلاً من أن تأمريهم بذلك كلما سمحت الظروف، وحالما تقوم بهذا المجهود تصبحي في موقعٍ يؤهِّلكي لتوقع الإحترام بالمقابل.

2= إمنحي الوافر من الثناء والتقدير، وعزِّزي التصرف المحترم وشجعي على تكراره، وإمتدحيهم أمام أفراد العائلة.







3= إمنحيهم فرصة لإصلاح أنفسهم بقولك: لنبدأ من جديد، إنَّ هذه طريقة جيدة لإصلاح التصرف الدال على عدم الإحترام بطريقة إيجابية.

مثال: عندما يجيب أحد الأطفال بطريقة تفتقر إلى الإحترام، أو إذا أخفق أحدهم في قول: إذا سمحت أو شكرًا، فقل: لنبدأ من جديد، ثم أعيدي الموقف ودعي الطفل يتصرف بطريقة صحيحة.

4= علميهم عن طريقة القدوة، فأظهري السلوك المفهم بالإحترام، فكوني واعيتًا، وإحرصي على أن يراكي أطفالك ويشاهدونكي وأنت مهتمة بحقوق الآخرين، وأنت تساعدين كبار السن، وأنت تتصرفين بأدب في جميع المواقف.

[] تعليم الإحترام على طريق اللعب:

ويمكن للوالدين تعليم قيمة الإحترام لدى أبنائها عن طريق اللجوء إلى بعض الألعاب الترفيهية والتعليمية في ذات الوقت، كي يصل المفهوم إلى إذهان الأطفال، الصغار منهم والكبار.

ـ لعبة تناسب الأطفال في سن ما قبل المدرسة، ويستطيع الأب أو الأم أن يثبتا مفهوم الإحترام لدى أطفالهم في سن ما قبل المدرسة، بإستخدام اللعبة الآتية.

٭ لعبة التعريفات:

إستخدمي هذه اللعبة لإدراج مفهوم الإحترام ضمن مفردات أطفالك الصغار بحيث تتمكنيم أنت وهم من إستعمال هذه الكلمة.

قولي لهم إن الاحترام يعني التصرف بلباقة والحديث بلباقة ومراعاة الآخرين، ثم أخبريهم قصة أحمد واسأليهم بعد كل جملة ما إذا كان أحمد يُبدي إحترامًا أم لا.










=ما هي قصة أحمد:

أحمد هو شخصية طفولية صغيرة، يتصرف أحيانًا بلباقة وأحيانًا أخرى بغيرها، وهذه قصة يمكن للأب والأم أن يبتكراها كما يشاءون، ومن ثَمَّ تبدأ الأسئلة بعد طرح أي قصة، ويُجاب عليها من قبل الطفل، بقوله: هل هذا التصرف محترم أم لا، مثال:

- طلبت أم أحمد منه أن ينظف غرفته فصرخ قائلاً: لا أريدُ عملَ ذلك.

- قال أحمد: إذا سمحت هل تأذن لي؟

- عندما قال جد أحمد له: كيف حالك يا أحمد؟ نظر أحمد إلى عيني جده وقال: إنني بخير يا جدي.

٭ لعبة الجدول:

يمكن لهذه اللعبة أن تساعد الأطفال الصغار على متابعة وعد الأحداث التي تنم عن الإحترام أو عدم الإحترام.

قومي بإعداد جدول بسيط وإكتبي عليه إسم الطفل، واشرحي له أنه كلما قام بعمل شيء ما يدل على عدم الاحترام مثل: يصرخ في وجه أمه أو يقاطع الآخرين أو يطلب الأشياء دون قول إذا سمحت.. فسوف يحصل على إشارة حمراء، قسِّمي الجدول إلى أيام، واسألي الطفل أن يراقب ما إذا كان يستطيع الحصول على علامات حمراء أكثر من العلامات السوداء في كل يوم.






شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages