لحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى.. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.. الحكم حكمه، والأمر أمره، ولا إله غيره، والصلاة والسلام على من بعثه للبشرية هادياً ومبشراً ونذيراً..











 فهذه كلمات عابرة أبعثها مع كل نبضة أمل في عصر تكاثرت فيه الأهواء والفتن.. إلى المرأة المسلمة.. المؤمنة.. الراكعة.. الساجدة..

إن الجواهر كلها تعوض إن سرقت أو ضاعت أو كسرت.. إلا أنتِ.. فمن ذا الذي يعوضنا عن المرأة المسلمة ... الشريفة.. العفيفة..!!

فاعلمي:

أن من يسر الإسلام وسماحته أنه حرم علينا الاختلاط بين الجنسين صيانة للأعراض، وحفظا للكرامة، وبعداً عن الشبهات..

والاختلاط هـو :: اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم في مكان واحد يمكنهم فيه "الاتصال فيما بينهمبالنظر أو الإشارة أو الكلام أو البدن من غير حائل أو مانع يدفع الريبة والفساد".

وإن الله تعالى جبل الرجال على الميل إلى النساء ، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف بان ،

فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء ، لأن النفوس أمارة بالسوء ، والهوى يعمي ويصم ، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر .

فمن واجب النصح والتذكير أن أنبه على أمر لا ينبغي السكوت عنه، بل يجب الحذر منه والابتعاد عنه وهو الاختلاط الحاصل بين بعض الناس في بعض الأماكن والقرى مع غير المحارم، لا يرون بذلك بأساً بحجة أن هذا عادة آبائهم وأجدادهم وأن نياتهم طيبة، فتجد المرأة مثلاً تجلس مع أخي زوجها أو زوج أختها أو مع أبناء عمها أو خالتها أو أبناء خالتها وأبناء عمتها .. ونحوهم من الأقارب غير المحارم بدون تحجب وبدون مبالاة.

ومن المعلوم أن احتجاب المرأة المسلمة عن أقاربها من غير المحارم وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح،

قال الله سبحانه وتعالى: { وَقُل لِّلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليضَرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور:31]

وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الأحزاب:59]،

والجلباب: هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة،

قالت أم سلمة رضي الله عنها: ( لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سوداء يلبسنها ).

وفي هذه الآيات الكريمات دليل واضح على أن رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس بمحرم لها، وأنَّ كشفه لغير المحارم حرام.




إن الحكم الشرعي في جواز أو منع الاختلاط مرتبط بكون الرجال ( محارم ) أو (غير محارم) ..

وليس كونهم أقرباء أو غرباء .. ولا شك أن ابناء العمومة والأخوال وأخوة الزوج وأقربائه ليسوا محارم للمرأة..
وقد ينتج عن الاختلاط العائلي بأبناء العم أو أبناء الخال وأخوة الزوج وعم الزوج وغيرهم من الأقارب غير المحرمين للمرأة .. ينتج عن ذلك حديث ونظرات.... والتساهل بالمزاح معهم ورفع الصوتوعدم التستر عندهم، دون وازع من دين أو رادع من حياء…

بل إن بعضهن لا تكتفي بذلك، فتجدها تصافحهم ..وهذا حرام، سواء كان بحائل (كالعباءة ونحوها)، أو من دون حائل، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- "إني لا أصافح النساء "رواه الترمذي

وقال -صلى الله عليه وسلم- "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " رواه الطبراني .

ولا تخلو بعض البيوت من وجود أقارب للزوج من غير محارم زوجته ، يعيشون معه في بيته لبعض الظروف الاجتماعية ، كإخوانه مثلاً ، ممن هو طالب أو أعزب ، ويدخل هؤلاء البيت دون غرابة ، لأنهم معروفون بين أهل الحي بقرابتهم لصاحب البيت ، فهذا أخوه أو ابن أخيه ، أو عم أو خال ، وهذه السهولة في الدخول قد تولد مفاسد شرعية تُغضب الله إذا لم تضبط بالحدود الشرعية ، والأصل في هذا حديثه صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ! أفرأيت الحمو ، قال : الحمو الموت ) رواه البخاري ، فتح الباري 9/330 .

و المراد بالحمو .... الأخ وابن الأخ والعم ، وابن العم ، وابن الأخت وغيرهم ممن يحل لها التزوج بها لو لم تكن متزوجة

، وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه فشبهه بالموت ، وهو أولى بالمنع من الأجنبي…

وقوله الحمو الموت له عدة معان منها :

أن الخلوة بالحمو قد تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية .

أو تؤدي إلى الموت إن وقعت الفاحشة ، ووجب حد الرجم .

أو إلى هلاك المرأة بفراق زوجها لها إذا حملته الغيرة على تطليقها .

أو المقصود احذروا الخلوة بالأجنبية كما تحذرون الموت .

أو أن الخلوة مكروهة كالموت .

وقيل أي فليمت الحمو ولا يخلو بالأجنبية .

وعليه فيكون المعنى:

احذروا الحمو كما تحذرون الموت... فالخوف منهم أكثر والفتنة بهم أكبر لتمكنهم من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير أن ينكر عليهم ذلك بخلاف الأجنبي. ... لذلك فمنعهم أولى من الأجنبي ..

فلا يرى بأسا أن يدخل البيت دون وجود الزوج أو المحرم .. فيقع المحظور مما لا تحمد عقباه .. مما تقشعر منه القلوب .. وتتفطر منه الصدور .. من الفواحش التي تؤذي الأسماع ...

أينتج عن ذلك خير ... أينتج عن ذلك فلاح .. لا والله لا فلاح ولا نجاه ...



أسباب الاختلاط

1. مسألة الثقة

فمثلا يقول الزوج ( أنا أثق بزوجتي .. وأثق بأخي وأبني عمي ) ..

ويقول الزوج لزوجته : ( إذا جاء أخي ولست بموجود فأدخليه المجلس )

أو يقول : ( إن أخي يعتبر أخٌ لزوجتي أيضا )

ونقول للذين يتذرعون بمسألة الثقة : لا ترفعوا ثقتكم ولا ترتابوا فيمن لا ريبة فيه ، ولكن اعلموا أن حديثه صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) رواه الترمذي 1171 .

يشمل أتقى الناس ، وأفجر الناس ، والشريعة لا تستثني من مثل هذه النصوص أحداً .

ولكن هل تثقون بالشيطان .. وهو ثالثهما .... يزين يُجَمّل ويقرب ويدني ويوسوس ويغري ...

ما رأينا من الاختلاط خيرا أبدا .... بل أحداث وأحداث جسام .. وها هو حدث تقشعر من الأبدان ..

فهذا رجل أصيب بالشلل النصفي وفقد عقله ...

أتعلمون لماذا ؟؟؟

تخيلوا ما هذا الحث العظيم الذي يفقده عقله ويصاب بالشلل ؟؟؟!!!

اسمعوا القصة ...

إن لهذا الرجل ثلاثة أطفال ... وكان أخوه الذي يدرس في الجامعة يسكن معه في المنزل لقرب المنزل من الجامعه.. أمضى مع اخاه المتزوج تقريبا أربع سنوات في المنزل نفسه ...

و قدر الله أن يجري فحوصات له .. هو وزوجته وأبناءه وأخيه ... لأن الدكتور المعالج له شك بوجود مرض ... وقال ربما هذا المرض وراثي ...

وبعد الفحوصات التي أجريت ....

أخبره الدكتور بالخبر الصـاعقة :::

الذي بسببه فقد عقله ...

قال له الدكتور :

أنت عقيم لا تنجب !!! والأطفال الثلاثة ليسوا أطفالك بل هم من أخيك الصغير الذي يسكن معك في المنزل ...

ومضت سنة الله الباقية (الحمو الموت) ولم تجد لسنة الله تبديلا ..

2. العادات والتقاليد :

بل سار الناس لا يرون بها بأسا .. وصارت أمرا طبيعيا مألوفا بل لونا من قوة العلاقات الأسرية وتقدمها ورقي العادات والتقاليد ...

وإذا قلنا لهم هذا حرام قالوا كما قال أهل نوح : ((مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ)) [المؤمنون: 24].

والمقصود التنبيه إلى أن تقليد الآباء ومسايرة مـا عـلـيـه الـنــاس وألفوه لهــو مــن أشد أسباب الوقوع في سخط الله ... إذا كان هذه العادات والتقاليد تغضب الله تعالى كالإختلاط المحرم ...

ففتاة تشتكي لأمها بعدما طلب ولد عمها خطبتها من أهلها .. وتقول ( أنا لا أريد أن أتزوج ابن عمي إنه كأخي ... أماه أنتم السبب ... أنتم سبب في هذا الشعور تجاه ابن عمي ... كنا نلعب ونجلس مع بعضنا حتى وأنا كبيرة كنت أجلس معه ) ..

والآن مصير هذه الفتاة إما الزواج بابن عمها أو مقاطعة العائلة ...

3. قلة الفقه في الدين :

قلةالتفقه في الدين والبصيرة في شرع الله ـ عز وجل ـ لأن الاختلاط بالأقارب غير المحارم عند بعض الناس تنبع مـن جهل بالشريعة وأحكامها ومقاصدها...

تقول إحدى الأخوات : منذ وعيت في أسرتي ووالدي قد وفرا لي ولأخواني أغلب ما نحتاج وبنوا علاقتهم معنا على ثقة مطلقة

وكان هذا حال أغلب معارفنا وأقاربنا .. في الزيارات العائلية غالبا يجلس الرجال مع النساء على العشاء

ولا ينكر عليهم تبادل الأحاديث والضحك بحجة اجتماع العائلة الذي غالبا ما يكون أسبوعيا

ولم يكن أحد ينكر الوضع فقد بدا طبيعيا جدا بالنسبة للجميع بل إن من يتخلف عن هذه الاجتماعات يعتبر مقصر أشد تقصير ...

تقول .. إلى أن منّ الله علي بالالتزام فانتبهت لأول مرة في حياتي على أخطاء كثيرة لم أكن ألقي لها بالا

وكيف السبيل إلى تغيير هذه الأوضاع

التفت فإذا أبناء عمومتي وقد صاروا رجالا ومع ذلك لا يتوقفون عن أرسال المسجات على هاتفي بل أحيانا الاتصال بي في أي وقت يشاؤون

وأهلي وإخواني لا يرون عيبا في ذلك أبدا

قد تعتبر بعض الأمور في نظر مجتمعي ذوقا وفنا وتواصلا مع الآخرين ( في نظرهم )

بل زاد الأمر سوء بعد أن قررت أن ألتزم بالحجاب الكامل

فمن الصعب حضور مجالس مثل هذه وكيف لهم أن يفهموا

أحيانا يعارض أهلي ركوبي السيارة معهم وأنا بذلك اللباس ... فماذا يقول الآخرون

تطورت الأوضاع وصار بعض الأفراد يتمادون في أمور أكثر من السابق

لعل كثرة التعود على الاختلاط منذ الصغر في ظل غيبة الوعي الديني تجعل الانسان يتجرأ على ما هو أكثر من ذلك

إنني أرى إخواني يراسلون ( زميلاتهم ) في العمل بالهاتف بكل بساطة بسبب وبدونه

في حضرتنا وبدون إي حرج

وإذا ما أنكرت ذلك عليهم اتهمت بالرجعية والتخلف والانطواء

بل قد يدعو أحدهم زميلاته للغداء .. وبالمقابل يأنف من أن أخرج معه بحجابي ...





انتهى كلامها ..

أسأل الله العلي القدير أن يهدي أهلها إلى سواء السبيل ...

ويظن بعض الناس أن أخت الزوجة محرمة لزوج أختها وبذلك يجوز.. أن ينظر إليها ويخلو بها ويصافحها ،

وهذا خطأ ، فالتحريم هنا معناه أنه لا يجوز له أن يجمع بينها وبين أختها...

وهي في ذلك مثل عمة الزوجة وخالتها ، فقد جاء النهي في القرآن عن الجمع بين المرأة وأختها ، فقد ذكر الله تعالى في المحرمات من النساء ( وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأخْتَيْنِ ) النساء/23 ، وجاء في السنةالصحيحة النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها ، رواه البخاري (4821) ومسلم (1408) .

إذاً فالمحرَّم هو الجمع بين الأختين وليست أخت الزوجة محرماً على زوج أختها تحريماً مؤبداً .



وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن .. امرأة تسكن مع أختها المتزوجة ولا تحتجب من زوج أختها ، وتقول : إنه بالنسبة لها محرم مؤقت ، فما هو جوابكم على هذا ؟

فأجاب :

هذه المرأة عندها شبهة وهي : أنه لا يجوز لزوج أختها أن يتزوجها ما دامت أختها معه ، فهي محرمة عليه تحريماً إلى أمد لا تحريماً مؤبداً ، ولكن فهمها خطأ فإن المحرمات إلى أمد لسن محارم .

المحارم هن : المحرمات إلى الأبد بنسب أو سبب مباح ، والنسب هو القرابة ، والسبب المباح : أي الصهر والرضاع ، وهذه المحرمات ،

قال تعالى : ( وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً *حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ) النساء/22-23 ، ولم يقل عز وجل ( وأخوات نسائكم ) فالمحرم هو الجمع بين الأختين .

وبناء على هذا فنقول للأخت السائلة التي تقول إن أختها تتكلم وتتحدث مع زوج أختها ولا تحتجب منه ، وتقول إن بينها وبينه تحريماً مؤقتاً ،

نقول لها : إن هذا قول خطأ وليس بصواب ، وهذا التحريم ليس تحريماً مؤقتاً ، لأن المحرم هو الجمع بين الأختين ، كما قال تعالى : ( وأن تجمعوا بين الأختين ) وليس أخت الزوجة كما فهمت السائلة .فتاوى ابن عثيمين (2/877).

4. التعذر بالخوف من قطيعة العائلة :

كثيرون أولئك الذين يعيـشــون مــن أجل رضا الناس والخوف من سخطهم، لا يستطيعون التفلت من هذه القيود حياتهم كلـهـا، وهذا المستوى يرتبط بالمستوى الغريزي الأول .. ذلك أن الإنسان اجتماعي بفطرته يعيش مع الناس ويحرص على رضاهم.

وقليلٌ أولئك الذين يستطيعون أن يـتـجـاوزوا هذا المستوى، يتخطونه إلى مستوى أعلى هو مستوى العقيدة، فيعيشون لعقيدة ويمـضــون في سلوكهم بما تملي به عليهم عقيدتهم سواء سخط الناس أم رضوا، وليس فوق هذا المستوى حين يندفع المرء بوحي عقيدته وإيمانه غير مبالٍ برضا راضٍ أو سخط ساخط، ليس فوق هذا المستوى مستوى أرفع منه

فمثلا ....

الأب يطلب من بناته مخالطة أبناء عمومتهم و أقاربهم طاعة لوالديه و لكي لا يتسبب في قطيعة العائلة.

فهذه سائلة تسأل مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه... وتقول ...

-هل يجوز أن يسكن أخو زوجي معنا في البيت علما أن زوجي كثير السفر وأكون وحدي مع أطفالي الصغار؟ هل يعتبر وجودهم محرماً لي. وأخاف أن أمنعه من السكن لأن ذلك سيؤثر على علاقتنا مع أمه لأنه لا يريد أن يخالفها؟؟

الجـــواب ...

فلا يجوز لأخي زوجك أن يسكن معكم في البيت لا سيما وأنك تبقين وحدك في البيت مع أولادك غير البالغين، لأنهم لا تنتفي بهم الخلوة المحرمة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء فقال: "إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال:" الحمو الموت" متفق عليه. ....

وأما العلاقة مع الأم والخوف من تأثيرها بسبب منعه من السكن فإنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" رواه أحمد وصححه السيوطي والألباني. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل.

وقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"رواه الترمذي، ح/ 2338.
5. التعذر بصغر سن الفتاة :

التساهل في الاختلاط للفتيات في سن البلوغ تقريبا ( 12 – 14 سنة ) بالشباب والرجال الأجانب بحجة أنهن صغيرات.

والله وقعت الويلات من الأقرباء غير المحارم للفتاة جراء ذلك الاختلاط ..

نشرت جريدة الشرق الاوسط ان( فتاة في الثالثة عشرة من عمرها حضرت إلى المستشفى في حالة نزيف ليتبين بعد الكشف عليها أنها تعرضت للإجهاض رغم أنها غير متزوجة ...

وبعد التحقيقات تبين أن المعتدي هو ابن عم الأم (45 سنة) وكان بدأ بممارسة الإعتداء على الطفلة منذ كان عمرها تسع سنوات وكان يهدد الفتاة الصغيرة ويخوفها ويحضر أثناء غياب الوالدين عن المنزل فيقفل على اخوتها الصغار في إحدى الغرف ثم يعتدي عليها…

كم من فتاة سرق شرفها والسبب .. البنت ما زالت صغيرة ...

يا بنية اذهبي لولد عمك سلمي عليه أنت ما زلت صغيرة ...!!

يا بنية احملي القهوة لضيوف والدك أنت ما زلت صغيرة.!!.

يا بنية لماذا تلبسين العباءة ؟؟ !! أنت ما زلت صغيرة ..!!

يا بنية لا تغطي وجهك أنت ما زلت صغيرة ..!!

واااااااااا أسفااااااااه ...

ويا بنية ذهب شرفك وأنتِ ما زلت صغيرة ..

الشهوة والله يا أخوان و يا أخواتي لا تعرف صغيرا أو كبيرا ...

يا أبو وأم وأخو الفتاه ... أرجوكم حافظوا على درتكم لأنها أمانة ...

7. إن الاختلاط أطهر للقلوب :

وفي قوله تعالى في سورة الأحزاب وقال تعالى: { وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِهكُم وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب:53] الآية.

دليل واضح على عدم جواز الخلوة والاختلاط بالمرأة سواء من الغرباء أو أقاربها غير المحارم ...

ولا فرق بين أن يكون الذي يخاطبهن منفردا أو معه غيره، فإن الحجاب واجب، والسفور محرم..

وقال سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن): "فلا يقل أحد غير ما قال الله.

لا يقل أحد: إن الاختلاط وإزالة الحجب والترخص في الحجب، واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين، أطهر للقلوب وأعف للضمائر، وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك،

إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين.

لا يقل أحد شيئا من هذا، والله يقول: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات وأمهات المؤمنين، وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق.





وحين يقول الله قولا، ويقول خلق من خلقه قولا، فالقول لله سبحانه، وكل قول آخر هراء، لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين، أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد.

والواقع الملموس يهتف بصدق الله وكذب المدعين غير ما يقول الله، والتجارب المعروضة اليوممصدق لما يقول. وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط فيها أقصاه أظهر في هذا وأقطع من كل دليل" [في ظلال القرآن (22/2878 ]

8. تساهل ولي أمر المرأة أو الفتاة (الوالدين .. الزوج .. الأخ....الخ)

قال سبحانه جل شأنه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (سورة النساء آية رقم 34).
أيها الرجال حقاً.. يا من شرفكم وأكرمكم بالقوامة.. اتقوا الله في النساء كونوا عوناً لهن على طاعة الله، والعمل من أجل مرضاته، والفوز بجناته، احفظوا لهن كرامتهن كما حفظها لهن الإسلام.

إن مسؤوليتكم عظيمة، وإن ما نراه اليوم من اختلاط العائلي المحرم .. لم يكن لولا تساهلكم الشديد مع نسائكم.
ولا بد من إقناع ..أمك وأختك وزوجتك وابنتك وعمتك وخالتك.. بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة والحجة القوية بأن هذا النوع من الاختلاط لا يجوز بل هو محرم أشد تحريم ...

قال الشاعر:

رأيت صلاح المرء يصلح أهله ويفسدهم رب الفساد إذا فسد

يعظم في الدنيا لفضل صلاحه ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد


وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "الرجل راع على أهله " ( متفق عليه ).

ولله در الرجل الكريم الذي تغنى بهذا البيت:

ربوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهن خير وثاق



آثار الإختلاط :

وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد كثيرة منها :



1. غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن

تكشف عنده ، في قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً



2. رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد كثيرة . منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من أكبر دواعي الشر

والفساد، ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها.

فبهذا يتبين أنه يحرم على المرأة أن تكشف وجهها بحضور الرجال الأجانب، ويحرم عليها كشف صدرها أو نحرها أو ذراعيها أو ساقيها ونحو ذلك من جسمها بحضور الرجال الأجانب... غير المحرمين لها ...

الخلوة بغير محارمها من الرجال، وكذا الإختلاط بغير المحارم من غير تستر، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه سافرة... لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة الرجال، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم.و كثرة اللقاء والاختلاط والخلوة بين أبناء العم أو أبناء الخال والفتاة قد يهيج العواطف ويحركها للمنكر ..



3. ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع ، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك ، أو يغمز هذا زوجة ذاك ، أو يمازحها ويضاحكها والعكس ، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات .

الرجل : لماذا ضحكت من كلمة فلان ، وليس في كلامه ما يضحك ؟

المرأة : وأنت لماذا غمزت فلانة ؟

الرجل : عندما يتكلم هو تفهمين كلامه بسرعة ، وكلامي أنا لا تفهمينه على الإطلاق ؟

وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق .

4. يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة أخيه، أو تقارن المرأة زوجها بزوج أختها ، ويقول الرجل في نفسه : فلانة تناقش وتجيب .. ثقافتها واسعة ، وامرأتي جاهلة ، ما عندها ثقافة ..

وتقول المرأة في نفسها : يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق ، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن ، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة .




وإليكم هذه القصة ...

رجل شاهد زوجة عمه ... وكانت جميلة جدا و في نفس عمره تقريبا .. وكان من يشاهدها يفتن بجمالها ..

وعندها ذهب لأمه وقال لها أريد زوجة كزوجة عمي .. فبحثوا له عن فتاة جميلة فزوجوه إياها ... ولكن ليست كالفتاة التي يحلم بها... فكرهها في بادئ الأمر وتركها ..

وكان يقول لها أريد زوجة كزوجة عمي ...

فتزوج مرة ثانية .. ولكن أيضا هذه الفتاة لم تكن كزوجة عمه

وكان كثيرا ما يتردد على بيت عمه ليرى زوجته ... فهي التي تخبرني القصة بنفسها وتقول فإن جمالي نقمة بالنسبة لي ..

ولكن الحقيقة إن الاختلاط وكشف الوجه هو النقمة ... والحمد لله هي الآن لا تظهر أمامه إلا بالحجاب الشرعي ..

و ما يحدث أيضا من اختلاط في الأعراس ... عند دخول الزوج وأقاربه وأقارب الزوجة من الرجال عند وقت المنصة، وهو كذلك منكر

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين مبينا آثار هذا الاختلاط وما يجنيه فاعله من سيئات

( تصوروا ... ماذا ستكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحا بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من تفوق زوجته جمالا وشبابا وهيئة؟

إن هذا الزوج الذي امتلأ قلبه فرحا سوف يمتلئ قلبه غما، وسوف يهبط شغفه بزوجته إلى حد بعيد فيكون ذلك صدمة وكارثة بينه وبين زوجته....)

5. تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاء وكذباً ، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته ،

وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع ، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) رواه البخاري ، الفتح 9/317 .

6. ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات ، وآفات اللسان ، وترك الأولاد الصغار في البيوت ( حتى لا تُفسد السهرة بالصياح! )

7. اختلاط الأنساب وكثرة أولاد الحرام .... فاختلطت الأنساب وضاعت بين الاختلاط المحرم ...

وهذا رجلاً تزوج امرأة فأتى بها إلى بيت أهله ، وعاشت معه سعيدة ، ثم أصبح أخوه الأصغر يدخل عليها في غياب زوجها ويكلمها بأحاديث عاطفية وغرامية ، فنشأ عن ذلك أمران :

الأول ...كرهها لزوجها كرهاً شديداً .... والثاني : تعلقها بأخيه ، فلا هي تستطيع أن تطلق زوجها ، ولا هي تستطيع أن تفعل ما تشاء مع الآخر ، وهذا هو العذاب الأليم ،

وهذه القصة تمثل درجة من الفساد ، وتحتها دركات تنتهي بعمل الفاحشة وأولاد الحرام .



من سبل العلاج ما يلي:

1- بيان أن الحياء هو أجمل أخلاق المرأة، وهو السبب في إيجاد النفسية الهادئة لديها.

2- ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم المصافحة والاختلاط مع غير المحارم.

3- إيراد قصص من الواقع تسبب فيها الاختلاط في وقوع جرائم خلقية، وقتل، واعتداءات، وقطيعة، وفضيحة في الجهات الرسمية.

4ـ بيان أن الحب والهيبة والتقدير والاحترام تبقى ما بقي التستر والحشمة...

فهذه فتاة خطبها ابن خالها الذي كان متيم بحبها ... والذي لم يراها أبدا ولم يختلط بها إلا من وراء حجاب ...

خطبها لحشمتها وعفاتها .. فلم تكشف عن وجهها أمامه بل كانت بكامل حجابها الشرعي ...

ومن الطريف اللطيف ... أنه كان عندما يغضب على اخواته ...

تذكر أخواته اسمها أمامه فيسكت ويهدأ .. فينصت ويسمع ما يقلن عنها ...


5 ـ إقناع كبار الأسرة بمغبة الاختلاط وآثاره السيئة ومحاولة كسبهم في الوقوف في وجه مروجيه والداعين إليه والمتساهلين فيه دون الدخول في التحريش، بل تلبس لباس الشفقة واللطف والرحمة.

6 ـ بعث الغيرة لدى شباب وفتيات الأسرة، لتبني الحشمة ومعارضة المصافحة والاختلاط مع غير المحارم.

7. الإجتهاد في إزالة هذه العادة .. عادة الاختلاط العائلي المحرم ، وأن يتعاونوا في القضاء عليها، والتخلص من شرها؛ محافظة على الأعراض، وتعاوناً على البر والتقوى، وتنفيذاً لأمر الله عز وجل ورسوله ، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى مما سلف منها..

7. الاجتهاد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستمروا عليه، ولا تأخذهم في نصرة الحق وإبطال الباطل لومة لائم، ولا يردهم عن ذلك سخرية أو استهزاء من بعض الناس، فإن الواجب على المسلم اتباع شرع الله برضى وطواعية ورغبة فيما عند الله وخوف عقابه، ولو خالفه في ذلك أقرب الناس وأحب الناس إليه. ولا يجوز اتباع الأهواء والعادات التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عما يخالفها.



وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

Pages