﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ .









Image result for ‫صلاة‬‎


أولاً : تنهى نهياً ذاتياً ، هذا هو الوازع الذي هو أصل في الدين ، أما الرادع هو منع خارجي :

﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾

، بعض العلماء قالوا : ذكر الله أكبر ما فيها ، لكن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : "ذكر الله لك وأنت تصلي أكبر من ذكرك له ، لأنك إن ذكرته أديت واجب العبودية ، لكنه إذا ذكرك منحك الأمن ":


﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ .

( سورة الأنعام الآية : 81-82 )

منحك التوفيق ، منحك السعادة ، منحك التفاؤل ، منحك قوة الشخصية ، منحك رؤية سديدة ، ألقى في قلبك النور .






من جملة هذه المنح موضوع الخطبة اليوم ، إذا ذكرك الله وأنت في الصلاة منحك السكينة ، ما السكينة ؟ لقد وردت في القرآن الكريم في عدة آيات من أبرز هذه الآيات :

﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾

( سورة الفتح الآية : 4)

وقال تعالى :


﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ﴾ .

( سورة الفتح الآية : 18)

 ثمار الصلاة السكينة ، لا سعادة بلا سكينة ، ولا سكينة بلا إيمان






السكينة هي الغاية المثلى للحياة الرشيدة ، هذه السكينة تزهر بغير عون من المال، قد تكون فقيراً ويمنحك الله السكينة فتسعد بها ولو فَقَدَ كلَّ شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملَك كل شيء ، لا تحتاج إلى الصحة ، قد يكون المرء مريضاً وقد ألقى الله في قلبه السكينة .
أيها الأخوة الكرام ، هذه السكينة ليست مِلْكَ أحد ، فيمسكَها أو يرسلَها ، ولكنها في متناول كل واحد من البشر إذَا هو دفع ثمنها .
عظمة هذا الدين دين البشر ، دين أي إنسان ، بالدين لا يوجد طبقية ، بالدين لا يوجد فئة مختارة ، لا يوجد فئة متميزة ، هذه السكينة لكل البشر ، بشرط أن تدفع ثمنها ، ما مِن نعمة تُحجب معها السكينة إلا وتنقلب بذاتها إلى نقمة ، المال نعمة إذا حجبت مع المال السكينة أصبح المال نقمة ، وما من محنة تحفها السكينة إلا وتكون هي بذاتها نعمة ، ينام الإنسان على الشوك مع السكينة فإذا هو مهاد وثير ، وينام على الحرير وقد أمسكت عنه السكينة فإذا هو شوك القتاد .




يعالج المرء أعسر الأمور ومعه السكينة فإذا هي هوادة ويسر ، ويعالج أيسر الأمور وقد تخلت عنه السكينة فإذا هي مشقَّة وعسر ، يخوض المخاوف والأخطار ومعه السكينة فإذا هي أمنٌ وسلام ، ويعبر المناهج والسبل وقد أمسكت عنه السكينة فإذا هي مهلكةٌ وبوار .
هذه السكينة لا تعز على طالب كائناً من كان في أي زمان ومكان ، وفي أي حال ومآل ، وجدها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام في النار ، وجدها يوسفُ عليه الصلاة والسلام في الجُبِّ ، كما وجدها في السجن ، وجدها يونس عليه الصلاة والسلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث ، وجدها موسى عليه الصلاة والسلام في اليم ، وهو طفلٌ مجرد من كل قوة وحراسة ، وجدها أصحاب الكهف في الكهف ، حينما افتقدوها في الدور والقصور ، ووجدها نبينا عليه الصلاة والسلام وصاحبه في الغار ، والأعداء يتعقبونه ، ويَقُصُّون الآثار ، ويجدها كل مؤمنٍ أوى إلي ربه يائساً ممن سواه ، قاصداً بابه وحده من دون كل الأبواب .


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer

Pages