فقد اھتم الإسلام اھتماًما بالًغا بالإنسان، وأحاطه أتّم حیاطة، وجعل من مقاصده الُعلیا:
حفظ الِّدين والَّنفس والعرض والعقل والمال. فكّل سبب يؤدي إلى إتلاف أحد ھذه الأمور
الخمسة أو ضرره فھو محَّرٌم شرًعا إذا «لا ضرر ولا ضرار» [رواه ابن ماجه 1910 وقال الألباني: صحیٌح لغیره]
.كما في القاعدة الَّشرعیَّة المعتبرة
ولقد دأب أعداء الإسلام قديًما وحديًثا على محاربة ھذا الِّدين، وعلى فتنة المسلمین وإخراجھم من دينھم -
بشَّتى الوسائل والطرق
وھم إنَّما يفعلون ذلك؛ لأنَّھم يعلمون أَّن قوة المسلمین في تمسكھم بدينھم ومخالفتھم لأعدائھم وأَّن ضعف المسلمین وخیبتھم وذلّتھم وحقارتھم في .تخلیھم عن دينھم ومشابھتھم لأعدائھم من عسكريَّة وسیاسیَّة
فاستخدم أعداء الإسلام في الَّسیطرة على ھذه الأَّمة أخبث الوسائل وأقذر الطرق
في القضاء على ھذه الأَّمة
ُّ
وتجاريَّة وثقافیَّة واجتماعیَّة وفنیَّة ونفسیَّة وغیرھا إلا أنَّھم رأوا أَّن أقصر الطرق
.وتدمیر شبابھا ھو سلاح الَّشھوات المكون من الَّثالوث القذر: المرأة الفاتنة، والكأس، والمخدرات
وكان سلاح المخدرات ھو أفتك ھذه الأسلحة وأشّدھا ضراوة؛ لأنَّه وِّجه أساًسا إلى قلب الأَّمة الَّنابض، -
ودرعھا الواقي، ومجدھا المؤمل، إلى الَّشباب الّذين على عواتقھم تبنى صروح المجد، وعلى سواعدھم
شعوب، وبدمائھم وتضحیاتھم تندحر قوى الَّشِرّ وجحافل الظلم
.ترتقي الأمم والُشعوبفاستخدم أعداء الإسلام في الَّسیطرة على ھذه الأَّمة أخبث الوسائل وأقذر الطرق في القضاء على ھذه الأَّمة
غیان
ُّ
شعوب، وبدمائھم وتضحیاتھم تندحر قوى الَّشِرّ وجحافل الط
.ترتقي الأمم والُّ
.فإذا سقط الَّشباب سقطت الأَّمة، وأصبحت كلأً مباًحا لأعدائھا بنھشون خیراتھا وثرواتھا -
.فإذا سقط الَّشباب سقطت الأَّمة، وأصبحت كلأً مباًحا لأعدائھا بنھشون خیراتھا وثرواتھا -
ويا للحسرة والأسف! فقد وقع كثیٌر من الَّشباب في بارثن ھذا الُّسِّم القاتل، فاستجابوا لنداء الَّشیطان، -
ووقعوا في أسر الَّنفس والھوى والَّشھوات، وأصبحوا ألعوبًة في أيدي أعدائھم، وقطًعا من الَّشطرنج يحركونھا
كیفما أرادوا وھذا -بلا شٍّك- ينذر بأوخم العواقب، وأعظم المحن والمصائب الّتي يمكن أن تتعرض لھا الأَّمة إن
يعالج ھذه المشكلة من أساسھا، ويقتلع ھذه الَّشجرة الخبیثة من أسھال جذر
ٌّ
لم يكون هنا حل جذر يعالج ھذه المشكلة من أساسھا، ويقتلع ھذه الَّشجرة الخبیثة من أسھا
ٌّ
المخدرات وأنواعھا
ما ھي المخدرات ؟ وما ھي أنواعھا؟
المخدرات ھي مواٌد نباتیٌَّة أو كیماويٌَّة لھا تأثیرھا العقلّي والبدنّي على من يتعاطاھا، فتصیب جسمه بالفتور
والخمول، وتشل نشاطه وتغطي عقله، وتؤدي إلى حالٍة من الإدمان والَّتعود علیھا، بحیث إنَّه لو امتنع عنھا
قبیًلا فسد طبعه، وتغیر حاله، وساء مزاجه
أنواع المخدرات
تنقسم المخدرات إلى ثلاثة أقسام: طبیعیَّة، ومخلوطة، وكیماويَّة. فالطَّبیعیة: ھي مجموعة من الَّنباتات تؤخذ
.وتستعمل كما ھي دون تغییر يذكر في مكوناتھا، ومنھا: الأفیون، والحشیش والقات، والماريجوانا
والمخلوطة: ھي الّتي يمكن إعدادھا عن طريق خلط بعض المواد الطَّبیعیَّة على أخرى كیماويَّة ومن ذلك:
.المروفین والھیروين، والكوكايین
والكیماويَّة: ھي عقاقیر مصنعة من مواٍد كیمیائیٍَّة لھا نفس تأثیر المواد المخدرة الطَّبیعیَّة والمخلوطة، إلا أَّن
ضررھا على الجسم أشّد منھا، ومن ذلك الإمفیتامین، والكبتاجون، وعقار الھلوسة المعروف ب (إل. إس. دي) .والتّنر والمیكالین
عقار الھلوسة
وتأثیرة على العقل فظیٌع وشديٌد، إذا يكفي لحصول الجنون المؤقت (الھلوسة) أن يأخذ (L.S.D) المعروف ب
!!!منه المرء مقدار عشر من الملیغرام فقط
الموسیقى مفتاح المخدرات
كثیٌر من نجوم الموسیقى الغربیَّة يتعاطون المخدرات علًنا سواء على المسرح أوخارجه، وكثیٌر من الأغاني روك جزٌء أساسٌّ
الغربیَّة مطعم بلغة المخدرات، تقول إحدى الفتیات في أمیركا أعتقد أَّن الموسیقى الُّ
ثقافة المخدرات معظم الأحداث الّذين يتعاطون المخدرات يحلمون بأن يصبحوا من نجوم الموسیقى؛ لیكتسبو
إعجاب الآخرين
أضرار المخدرات
:أوًلا: الأضرار الِّدينیَّة
د عن ذكر الله وعن الَّصلاة وسائر الطَّاعات -1
ُّ
.تعاطي المخدرات يصد عن ذكر الله وعن الَّصلاة وسائر الطَّاعات -1
.يورث الأخلاق الَّسافلة والخصال القبیحة -2
.يعطل الجوارح الّتي يستطیع الإنسان عن طريقھا اكتساب الحسنات -3
.يجعل متعاطیة عبًدا لھواه وشھواته ومن يمده بھذا الُّسِّم القاتل -4
.يؤِدّي إلى سوء الخاتمة والموت على غیر الطَّاعة -5
.يغري بارتكاب أبشع الجرائم من القتل والِزّنى واللواط وغیر ذلك -6
.يكون متعاطیه متعاونًا على الإثم والعدوان، ومرتكبًا كبیرًة من كبائر الذنوب
.يكون من المسرفین والمبذرين الّذين ھم إخوان الَّشیاطین -8
.يؤِدّي إلى تضییع الأوقات والأعمال فیما يضرّ ولا ينفع -9
.يكون متعاطیه في حكم قاتل نفسه إذا مات بسببه -10

:ثانیًا: الأضرار الِصّحیَّة
.يؤِدّي إدمان المخدرات إلى اضطراباتٍ عقلیٍَّة قد تصل إلى حِّد الجنون
يؤِدّي إلى الموت المفاجئ (الَّسكتة القلبیَّة) نتیجة شلل عضلة القلب، ويؤِدّي كذلك إلى الَّذبحة الَّصدريَّة -2
.وزيادة عدد دقات القلب
.تزيد المخدرات من جفاف الحلق والفم، واحتقان العینین، واحمرارھما، وارتخاء الجفون -3
ولوجود مواٍد كیماويٍّة مع المخدرات، فإنَّه يظھر لدى المتعاطي كثیر من الالتھابات والَّتسممات، وقد يؤِدّي -4
.ذلك إلى تسمم دم المتعاطي كلِّه
ف الكبدي، واضطراب الَّدورة الَّدمويَّة، وينجم عن ذلك ارتفاع في ضغط الَّدم، مع شعور دائم -5
ُ

يؤِدّي إلى الَّتلی
.بالإغماء والَّرغبة في التقیؤ
.يؤِدّي إلى سوء الھضم وسوء الامتصاص، والالتھاب المعدي والقرحة المعديَّة -6
يؤِدّي إلى مرض نقص المناعة (الإيدز) وذلك عن طريق الحقن الملوثة الّتي يتبادلھا مدمنو المخدرات مع -7
.الَّشاِذّين جنسیًّا
.يؤِدّي إلى الھزال والَّضعف العاّم، وصفرة الوجه وسواده، وجفاف الجلد والَّشعر وتلف الأسنان -8
شعب الھوائیَّة، بسبب ضعف وظائف الرئة، -9
يؤِدّي إلى كثیٍر من أمراض الجھاز الَّتنفسي كالَّربو والتھاب لبلعوم، وشلل المراكز المخیَّة
وكذلك يؤِدّي إلى الإصابة بالِّسِّل الِرّئوّي وقرحة الحلق المزمنة، والتھاب البلعوم، وشلل المراكز المخیَّة .المسئولة عن الَّتنفس
يؤَّدي إلى قصوٍر في وظائف المخ (الَّذاكرة والوعي) وضعف المناعة وعدم قدرة جھاز الَّتناسل عن القیام -10
.بوظیفته
إذا انعدم وجود المخدر لسبٍب ما، حدث لدى المتعاطي نوبٌة قويٌة يعاني فیھا أقسى أنواع العذاب، وقد -11
.يلجأ إلى الانتحار تخلًصا من ھذا العذاب
مأساة شاّبٍ
يقول: بدأ تعاطي المخدرات عندما كنت في مرحلة المراھقة وكان عملي وقتئٍذ سائق شاحنة، فبدأت -
باستخدام الحبوب المنبھة، لكي أسھر في اللیل وأنام في الَّنھار، وظللت على ھذا الحالة لمَّدٍة تزيد على
ثلاث سنواتٍ حتى أصبحت تلك الحبوب جزًءا من دمي. عملت بعد ذلك بالَّتجارة وأشار علي أحد أصدقاء الُّسوء
باستخدام الخمور بدًلا من الحبوب، فصرت أشرب الخمر حَّتى ألقي القبض علَّي وسجنت وبعد خروجي من
السجن استخدمت الھیروين حَّتى أصبحت عبًدا لھذه المادة اللعینة. فلا أستطیع الَّنوم دون أخذ جرعة من الھیروين
تدھورت صحتي بسرعٍة وساءت أموري الماِدّيَّة والمعنويَّة، واضطررت إلى ترك أولادي وعائلتي ھربًا من ھذا -
الجحیم الّذي وقعت فیه بسبب المخدرات الّتي لیس وراءھا إلا الخراب والَّدمار (الھاربون من جحیم المخدرات- بتصرف)
:ثالًثا: الأضرار الاقتصاديَّة
.يؤِدّي تعاطي المخدرات إلى إھدار الأموال والَّثروات الّتي أمر الله بحفظھا -1
.يؤِدّي إلى البطالة وترك العمل بسبب عدم قدرة المدمن على مزاولة أّيِ عمٍل -2
.يؤِدّي إلى ضعف موارد الَّدولة البشريَّة والمالیَّة -3
.يؤدي إلى تقوية أعداء الأَّمة وإعانتھم على تنفیذ مخططاتھم الَّدنیئة -4
يؤِدّي إلى مضاعفة الَّدولة للإنفاق على مجال مكافحة المخدرات وھذا -بلا شٍّك- يشكل عبًئا اقتصاديًّا -5
.جديًدا على الّدولة
يؤِدّي إلى تجمیع الَّثروات في أيدي فئٍة قلیلٍة من تجار المخدرات الّذين يستخدمون ھذه الًثّروات في ضرب -6
قتصاد الَّدولة
:رابًعا: الأضرار الاجتماعیَّة
.يؤِدّي تعاطي المخدرات إلى كثرة حالات الطَّلاق والفشل الأسرّي -1
.يؤِدّي إلى نشوب الخلافات بین العائلات وخراب البیوت العامرة وضیاع الأبناء وتشردھم -2
يعوق إدمان المخدرات المدمن عن أداء الحقوق الواجبة للَّزوجة والأولاد. فقد يترك الَّرجل أھله جیاًعا ويذھب -3
.لشراء ھذا الُّسِّم الخبیث
يؤِدّي إلى ارتكاب الجرائم الَّشنیعة كالقتل والِزّنى والَّسرقة وقطع الطَّريق بھدف الحصول على الأموال -4
.لشراء المخدرات
يقتل والده وإخوته
ذكرت إحدى صحف أَّن شابًّا في الَّتاسعة عشرة من عمره، عرف عنه حسن الخلق والھدوء والمرح، ولكَّنه -
تغیر بعد أن أدمن شرب المخدرات فأصبح عصبَّي المزاج يمیل إلى العنف والِّشَّدة، وفي ذات يوٍم حصل شجاٌ ر عادي
بینه وبین والده، فما كان منه إلا أن أمسك بفأسٍ واعتدى على أسرته فقتل والده وثلاثة من إخوته،
.وعند الَّتحقیق تبیَّن أنَّه كان واقًعا تحت جرعة من الھیروين
يؤدي تعاطي المخدرات إلى عدم الَّثقة بین الَّزوجین أو بین المتعاطي ومن يخالطه وذلك؛ لأَّن الإدمان يقوي -5
.جانب الَّتخیل في الإنسان حَّتى يرى أنَّه فعل أشیاَء وھو في الحقیقة لم يفعلھا
حادث غريب
صحف أًّن شابًّا كان على غیر وفاقٍ مع زوج أِّمه، وفي ذات يوٍم أعطاه أحد أصدقاء الُّسوء خمس -
سجائر من الحشیش وبعد أن أكمل تدخینھا خرج ھائًما في الشوارع، وبعد أن أعیاه الَّتعب لجأ إلى أحد
الفنادق وقضى فیه لیلته وفي الَّصباح قدم نفسه للشرطة معترًفا بأنَّه قتل زوج أِّمه، ولَّما حققوا في الأمر لم .يجدوا أنَّه قتل أحًداوإنَّما كان ذلك تخیًلا من تأثیر المخدرات الّتي تعاطاھا
لاب المتعاطین، مَّما ينذر بفشلھم في حیاتھم -6
يؤِدّي تعاطي المخدرات إلى ضعف الَّتحصیل العلمي لدى الطرق
.العلمیَّة والعملیَّة مًعا
، فیكون الَّضحیة عشرات الأبرياء نتیجة استھتار ھذا المدمن -7
.يؤِدّي إلى كثیٍر من حوادث الطرق
شذوذ الجنسي بین المدمنین، ويؤِدّي كذلك إلى الِّدياثة وإقرار الخبث في الأھل، بل يؤِدّي في -8
يؤِدّي إلى الُّطرق
.بعض الحالات إلى ھتك أعراض المحارم
حجم المشكلة
.تؤكد أحد إحصائیَّات ھیئة الِصّحة العالمیَّة أَّن نحو 3% من سكان العالم يعانون من مشكلة الإدمان -1
:جاء في مجلة طِّب لاأطفال الأمريكیَّة ما يلي -2
أ- ھناك ما يزيد على ثلاثة عشر ملیونًا من الَّشباب الغض (17 -12 سنة) يتعاطون الماريجوانا، منھم 12 ملیونًا
.يتعاطونھا يومیًّا
.ب- ھناك 8 ملیون مراھقٍ يتعاطون الأمفیتامین ومشتقاته
.ت- ھناك 3.7 ملیون شاّبٍ يستخدمون الكوكايین
!ھذا في أمريكا وحده فكیف بالعالم أجمع؟! وھذا أيًضا منذ خمس عشر عاًما فكیف تكون الأعداد الآن؟
إَّن مواجھة الإدمان في أمريكا كلف الخزانة الأمريكیَّة حَّتى الآن نحو 100 ملیار دولا!! ويكلِّفھا كّل عاٍم نحو 3- 6
!!ملیارات دولار
في أحد تقارير وزارة الِصّحة الكندية تبین أَّن 13 % من الأشخاص الّذين تتراوح أعمارھم بین (16 -8 سنة)