اذا استطعت التغلب على نفسك وان تصبح الانسان الذي بداخلك او صورة التي تراها لنفسكفي مرايا خيالاتك






في بحور من الأفكار و المشاعر يسبح الإنسان ، و بين أمواج مشاعره العاتية و دوامات أفكاره المتناقضة يرى الحياة من حوله على
وجهي النقيض ، أحيانا يراها الجنة التي يرغب الخلد بها و أحيانا يراها الجحيم الذي يأبى العيش فيه و يتمنى أن تأتيه سكرة الموت لتنتهي رحلته الشاقة في الحياة معتقدا انه سيأوي إلي التراب و يذوب وسط حبيباته الناعمة ليكون لا شئ أو شئ بلا كيان مادي ملموس و لكنه محسوس يستشعر تقلبات أهواء البشر و انتفاضات قلوبهم بين الحين و الحين و مشاعرهم التي دوما على وجهي النقيض، و كما يرى يراه الآخرون فيرونه أحيانا إنسان و يرونه أحيانا وحشا له مخالب و أنياب ...
و بداخل أعماق النفس يكمن الصراع العنيف الذي يظل الإنسان طوال حياته يكابد لكي يحسم هذا الصراع ، صراع بين نقيضين أو صراع بين إنسان و إنسان آخر بداخله ، لا يدري هو أو الذين من حوله من هو الإنسان الحقيقي ، هل هو الإنسان الذي يعيش بداخل جدران النفس و كأنه المثل الذي ينبغي أن يحتذي ، الإنسان الذي لا يراه أحدا غيرك ، تراه في خيالك ، دوما ما يعبر لك عن مشاعرك بطريقة أفضل ، دوما ما يكتب لك سيناريو الدور الذي سوف تلعبه ، بكل التفاصيل ، أم هو الإنسان الآخر الذي يعيش وسط ذويه من البشر و لا يلتزم الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به ، دونما تشعر سوف تجد ذلك الأخير هو الذي يسيطر عليك لأنه هو الآخر مسيطرا عليه ، انه نتاج الظروف



و الضغوط التي تجعل من طريق الحياة الواسع طرقا عشوائية ضيقة لابد أن تسلك إحداها ، تجعلك مسيرا لا مخيرا ، تجد نفسك في نفس أخري ... أو لا تجد نفسك ، تثور لتتحول عن ذلك الإنسان أو عن ذلك اللاإنسان ، تشتعل بداخلك الثورة بين إنسان و إنسان آخر يعيشون داخل كيانا واحدا ، و ينتهي كل هذا الصراع عندما تتوحد نفس ٌ بداخلك ، و لن ينتهي إلا إذا انتفضت ... انتفض لتنتصر على نفسك . .. لكي تكون الإنسان الذي يعيش بداخلك ، سوف تكون مجموع محاولاتك هي حياتك ، و سوف تموت و بداخلك إنسان آخر ... أما أن يكون إنسان جديد أو يكون ذلك الإنسان القديم الذي لم تنتصر عليه بعد و ربما كان إنسان أجدد من ذلك الأخير ... هذا الأخير هو الذي سيدلك إلي أين وصلت .



إذا استطعت التغلب على نفسك و أن تصبح الإنسان الذي بداخلك ، أو الصورة التي تراها لنفسك في مرايا خيالاتك ، فاعلم انك تسير في اتجاه صحيح إلا إذا كانت لديك معلومات خاطئة عن نفسك ، و إذا كان فسوف تجدك على غير سجيتك ، ستشعر بأنك تقوم بدور غير مناسب لك تماما كالطفل الذي يحاول أن يتقمص شخصية الرجل القوي ، أو كبنت دميمة تحاول أن تجسد شخصية الأميرة الجميلة التي يود الجميع أن يتقرب إليها ، ستشعر دوما أن هناك شئ خطأ ، في كل رد فعل تتلقاه من الذين تتعامل معهم ، أما إذا كانت لديك معلومات صحيحة عن نفسك و استطعت أن تتغلب على أهوائك و المشاعر العشوائية التي تتحكم في تصرفاتك فاعلم أن كل لحظة تعيشها بغير شخصية الإنسان الذي بداخلك ، كأنك لم تعيشها ، و اعلم أن الإنسان الذي بداخلك سوف يتغير دوما كلما اقترب الوصول إليه ، كدرجات سلم تصعد عليها فكلما درجت درجة ظهرت لك ملامح درجة أخري ، و لن تجد نهاية محددة ، و لكن النهاية عندما تنتهي حياتك ، سوف تعرف وقتها من أنت عندما تعرف أين وصلت .... و لن تصل إلي شئ أن لم تعش الإنسان الذي بدخلك و بداخل كل إنسان.







شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer

Pages