فقط أشخاصاً سيئين .. إنهم يسرقون جهدك ووقتك ليتركوك مشغولاً بمشكلات وهمية وصراعات لا معنى لها ..
معهم تشعر أن عملك و علاقاتك الاجتماعية ومستقبلك المهني كلها محاصرة بشكل دائم بالكثير من المخاطر و العديد من المتربصين ..
يجتهدون في تصوير كل ما حولك على أنه مصدر تهديد محتمل ، و أنك دائماً في قلب الخطر و إن طاوعتهم سيجعلون منك أداة للتنفيس و التربص ، و ستخسر نفسك لتبقى رهيناً لما يقولون و ما يفكرون به !!
وجودهم في حياتك حالة مرضية مزمنة ، و التخلص منهم بالبتر قد يكون أفضل قرار صحي تتخذه في حياتك ..
إنهم محترفوا اختلاق الحكايات وصناعة المؤامرات الوهمية و النميمة و الوشاية ونقل الكلام
لا يخلو منهم مجلس
ولا يسلم منهم مكان عمل
يتركون في المكان رائحة نتنة
و في الحلق بقايا حديثهم المر
إنهم موجودون بنفس السلوك و الكلمات و أساليب التملق و الظهور بمظهر المشفق الناصح لكي تضعف أمامهم و تقع في خطيئة الاستماع لهم ، ناهيك عن مجاملتهم بمسايرتهم في ما يقولون و لو بهزة رأس أو صمت عن خطاياهم !!!
هم العدو فاحذرهم !!
قد يختفون خلف أسمائهم الوهمية متهمين محرضين
يوغلون في سير الأشخاص و سرائرهم
يتفننون في التعمق في خصوصيات الناس و أفكارهم ، بل و أعراضهم دون رادع من دين أو ضمير !!
إننا من خلال حواراتنا في العالم الحقيقي أو الافتراضي نستطيع أن نقدم نموذجنا الخاص بشكل أيجابي وصحي ، أو بشكل سلبي مرضي .. فنترك وراءنا الآفات ونقتلع كل جهود التنوير و نهدم بنية المعرفة ..
إن الوشايات و النميمة سواء كانت فردية أو موجهة تجاه جمع من الناس أو تيار من التيارات يسهم في تسميم جو المجتمع ، وتكوين جو من الشحناء و الاستعداء المتبادل ، و صرف الانتباه عن الحقائق الكبرى و المصالح الأساسية لينصرف الناس إلى أباطيل و سفاسف تكرس الانحطاط و تعطل النمو ..
النميمة و أحاديث الوشاية مرض معد ، وظاهرة اجتماعية و أمنية تترك آثاراً سلبية بالغة السوء وإن تركت بلا علاج قد تستشري لتكون مرضاً أخلاقياً خطيراً يدمر العلاقات الاجتماعية و ينسف الوعي ، و يضفي على المجتمع ظلالاً كئيبة و يضعف روح الوئام و التآخي و يمحو مفهوم حسن الظن !!
إنها وصمة عار للناقل و السامع ، تحمل صاحبها على التجسس و اختلاق الأخبار ، ينتج عنها فراغ الروح و تشوش العقل و الانشغال بالآخرين و تقويلهم ما لم يقولوا بدلاً من العمل و الإنتاج و تطوير الذات !!
إنها تدفع من يبتلى بها لتشويه صورة من يعرف و من لا يعرف و التقليل من الناجحين و النابهين ورموز المجتمع و التعرض بالبهتان لسير الناس الشخصية و نقد سلوكهم و تحليل دوافعهم و التعريض بتصرفاتهم بإلحاح من شهوة خفية بالكلام و مرض مستشرٍ بالنفس .
و النميمة تبدو أكثر خطراً عندما تلبس ثوب النصيحة و تظهر في قالب متأنق المظهر و تأتي في صورة ادعاء العلم أو الإشفاق على المخاطب !!
وبعد هذا ،
إن الحديث و تناقل الأخبار حقيقة إنسانية ثابتة ، وقد يقع من النفوس و الألسنة ما يقع ، لكن على أصحاب القلوب الطاهرة و النفوس النقية أن يعمدوا إلى المواجهة و قول ما يريدون بثقة وصدق أمام الشخص المستهدف أو الجهة دون اللجوء إلى أساليب الوشاية و الأصوات الخفيضة خلف الأبواب المغلقة إن كانوا حقاً يريدون إخلاص العمل و تنقية المجتمع من رذائلة .. وذلك بدلاً من تنامي الوشايات و الأخبار المغرضة التي دمرت اهتمام الناس بكل ما هو أيجابي ، و أوصلتنا لحالة لا مبالاة غريبة تجاه الحديث عن النجاح و الحديث المنتج .. حتى أن وسائل الإعلام تأثرت بهذا المنهج فصارت تتناول النماذج و القصص السلبية و الأخبار الفضائحية لتتحول إلى قضايا رأي عام و كأنها هي الأصل !!
الغريب أن تمرير مثل هذه الأحاديث المريرة الكاذبة يتم غالباً من خلال أشخاص ساذجي التفكير عديمي البصيرة لكنهم يسيرون تحت ظل مصالحهم الضيقة و نزواتهم المريضة ، ولكن الجيد في الأمر أن من يسخرون أنفسهم لهذا الحديث هم أسرع الناس احتراقاً بنار الوشاية ، فهم سرعان ما يفقدون توهجهم و اهتمام الناس بهم ويسقطون قبل بلوغ أهدافهم !
الوشايات ظل كاذب لا يعيش تحت شمس الحقيقة ونور الصدق و المواجهة !!