الحقوق الصحية للانسان في الاسلام
أما القواعد التي وصفها الإسلام لطلب الصحة والعافية فمنها:
1- تدريب الجسد والنفس وترويضها مسبقاً لمواجهة الصعاب والأمراض.
2- الإبتعاد عن مسببات الأمراض التي حددها الدين بأمر لا تفعل، أوالتي يتم إكتشافها فيما بعد عن طريق العلم.
3- الإقبال على الأوامر التي أمر بها الله بأمر إفعل سعياً وراء الطاعة أولاً ولما وراء هذه الطاعة من فوائد جسدية ونفسية يعلمها الله ويكشفها لنا وقت يشاء.
4- التداوي عند حدوث المرض والإلتجاء لمن لديهم خبرة في ذلك.
5- الإلتجاء بداية للتداوي بالغذاء تحت أوامر الشريعة في التحريم والتحليل من الطعام والشراب.
6- التداوي بالعلاج البسيط بداية.
7- ظهر أثر العلاج النفسي والروحي عند أطباء المسلمين.
يذكر د. عبد الله عبد الرزاق في كتاب الإسلام ومؤسساته التعليمية الطبية نقلاً عن العالم سان جورجيو أنه قال:
"ثبت أن تعاليم صحية ودينية في آن واحد ... كانتا من الموضوعات الرئيسة التي عالجها الرسول..."
في الشريعة الإسلامية نجد هناك تعاليم وإرشادات دينية يدعو إليها الإسلام سعياً إلى الصحة السليمة ومن هذه السلوكيات.
(النظافة والطهور):
إعتبر الإسلام النظافة من الإيمان وأمتدت النظافة لتشمل الجسم والنفس والطعام والشراب والبيئة من شوارع ومنازل.
في نظافة الجسم : دعى الإسلام للإستحمام والغسل لثلاثة وعشرين سبباً سبعة منها موجبة وستة عشرة مستحبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه للأنصار:
" يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم؟ قالوا نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة، ونستنجي بالماء فقال ذالكم فعليكموه".
ولإن نظافة الجسد حق على الإنسان ليحافظ به على نفسه نجد أن تنظيف الجسم والطهارة شرط لقبول الصلاة والطاعات.
ومن أجل أن يسهل الله عملية الطهور أنزل من السماء الماء
" وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان..."
( سورة الأنفال آية 11)
ومن الطهور الوضوء وهو غسل جميع الأعضاء القابلة للإتساخ وتراكم الجراثيم، وفيها تدليك الأطراف وفحص لباطن القدم والتي تفيد جداً مرضى السكري للتعرف على الجروح قبل إلتهابها.
وفي نظافة الأيدي: حق على الجسم أن نقدم له طعاماً نظيفاً خالياً من الأمراض فكانت الدعوة لنظافة الأيدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قام أحدكم من نومه فليغسل يديه فلا يدري أحدكم أين باتت يداه".
ويحث الإسلام على إستعمال اليد اليسرى في تنظيف السبيلين وإستعمال اليد اليمنى للطعام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"
(رواه البخاري ومسلم) .
الصوم
جميع الكائنات تصوم وتدخل في فترة تمتنع فيها عن الأكل في صوم تلقائي رتبت حياتها عليه مع وجود الغذاء من حولها، حتى الحشرات تمر بفترة الشرنقة وفيها تصوم لتعود أكثر نشاطاً، وحيوية وعلى ذلك ف إن الإنسان المسلم يصوم كما أمره الله صوماً بكامل إرادته طاعة وإمتثالاً. ثم نجد أن العلم يكتشف أن الصوم مفيد للتخلص من السموم المتراكمه لطيلة العام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صوموا تصحوا"
الرياضة
كذلك دعى الإسلام للرياضة لتقوية الجسم ورفع كفاءته في مواجهة الظروف الصحية الصعبة.
الصلاة
إن الصلاة عبادة يؤديها الإنسان إمتثالاً لأمر الله تعالى، ومع ذلك فنجد أن في الصلاة فوائد صحية جسدية وروحية علمنا بعضها من القرآن
( وأستعينوا بالصبر والصلاة وإنها كبيرة إلا على الخاشعين) ( سورة البقرة آية 45)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اللهم بارك لأمتي في بكورها" لقد ثبت علمياً بأن هرمون الكورتيزون والذي يسمى هرمون النشاط يزداد مع دخول الفجر لذلك يشعر الإنسان بالنشاط وفي نفس الفترة يرتفع مستوى الأوزون في الجو.
وعند الضحى وبعد ذلك يقل تركيز الكورتيزون فيشعر الإنسان بالإرهاق وتأتي صلاة الظهر للراحة والسكينة أما عند العصر فيزداد الأدرينالين ويحدث نشاط في الجسم خاصة في القلب وتأتي الصلاة للتهدئة.ثم يبدأ الكورتيزون بالتناقص وتزداد مادة الميلانونين المشجعة للإسترخاء .
أما الفوائد البدنية للصلاة ففيها:
- تحسين عمل القلب وتوسيع للأوعية الدموية
- إزالة العصبية والأرق
- تقوية العضلات ومنع الترهل وزيادة مرونة المفاصل
- لياقة بدنية وذهنية وشد للعضلات.
- تقوية ملكة التركيز.
دور الدولة الإسلامية في الحفاظ على الحقوق الصحية
لقد كانت الدولة الإسلامية هي أول دولة يخضع فيها الحاكم للقانون وكان يمارس سلطاته حسب قواعد تقيده ولا يستطيع الخروج عنها، فنجد أن جميع حقوق الناس ومنها الحقوق الصحية الخاصة والعامة أصبحت مصانة.
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحث المسلمين على التداوي عند من عرف عنهم هذا العلم، ومنهم كانت الشفاء بنت عبدالله والتي إهتمت بأمراض الجلد واقطعها الرسول عليه السلام دارا عند الكحالين لتمارس فيها علاجها، وأيضاً كانت هناك أم عطية الأنصارية ورفيدة الأسلمية رضي الله عنهن جميعاً. وكان الرسول عليه السلام إذا أستعصى المرض على أحد من الصحابة يوصيه أن يعالج عند الحارث بن كلده وكان طبيباً ماهراً..
ومنعاً لظهور فئة من مدعي الطب نهى الرسول أن يقوم أحد بهذه المهمة إلا بعد أن يعرف عنه الحذق والمهارة فيه وفي ذلك حماية لأرواح الناس.
قال عليه الصلاة والسلام: " من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن"
وبإعتبارالتطبيب ضرورة إجتماعية يحتاج إليها المجتمع بأكمله فإن الرأي الفقهي يعتبر دراسة الطب فرض كفاية عكس المواثيق والعهود الحديثة التي تعتبره حق من حقوق الإنسان أن يتعلم ما يريد.